أشهر الاقتباسات التي أتت على لسان شخصيات كتبها الراحل المبدع وحيد حامد

لم يكد الوسط الفني يفرغ من فاجعته في وفاة المخرج العربي الكبير حاتم علي، الذي رحل عن عالمنا نهاية العام 2020، وسط ذهول الكل من هذا الرحيل المفاجئ، حتي جاء خبر رحيل الكاتب المصري الكبير وحيد حامد، الذي رحل في الثاني من يناير 2021، والذي كان آخر ظهور له في مهرجان القاهرة السينمائى الدولي في شهر نوفمبر من العام الماضي، وكان يظهر عليه التعب الشديد والقي كلمة مؤثرة جدا ابكت الحضور .

وكانت إدارة المهرجان قد  كرمت إدارة الأستاذ الكبير علي مجمل أعماله التي أمتعنا بها منذ أواخر السبعينات، ومسلسل ” أحلام الفتي الطائر” وكان آخر ما قدمه للسينما فيلم ” قط وفار” من بطولة محمود حميده ومحمد فراج وكان من نوع الدراما الهزلية، وكان عام 2015.

اما للدراما التليفزيونية فكان الجزء الثاني من مسلسل ” الجماعة ” والذي يتحدث فيه عن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين في مصر، والذي عرض في رمضان عام 2017.

كان الكاتب الكبير يكتب وكأنه يتحدث عما يدور داخل رأس كل واحد منا، كان قريبا الي هذا الحد من الجمهور، لم يكن يسكن برجا عاجيا بل كان مفرط الواقعية، وكان الحوار الذي يكتبه في جميع أعماله سواء للسينما او التليفزيون، السهل الممتنع، كان له القدرة علي كتابة المشاعر بسلاسة جمة، ولكنها في نفس الوقت تفيض بالفلسفة، وكأنه أخذ الكلام من علي لسان الناس في الشارع، لهذه الدرجة كان قريب من الناس مهموم بمشاكلهم وصراعاتهم الداخلية، لابد وأن تجد نفسك علي لسان أحد الشخصيات التي كتبها .

فيما يلي سوف نستعرض بعض الجمل التي قيلت علي لسان شخصيات الكاتب الكبير وصارت أيقونة ومثال يستشهد به الناس علي أحوالهم، من شدة محاكاتها و  ملامستها لحياتهم اليومية .

أقرأ أيضًا: وداعًا وحيد حامد .. نصف قرن من الصراع الفكري الذي انتصر فيه

الفيلم تدور أحداثه حول المدرس ” هاني – عادل إمام “، الذي تم نقله إلي السلوم ويلتقي في القطار بالدكتورة ” أمل – يسرا “، والتي فقدت خطبيها في حادث سيارة، وتقرر ترك القاهرة والذهاب الي مكان بعيد .

في المدرسة يلتقي هاني بحارس المدرسة الصعيدي ” بكري – علي الشريف “، وهو أيضا هارب من حكم بالثأر، والذي منعه من أن يري إبنه الوحيد الذي تركه طفلا وأصبح شابا لمرور السنين وهو في هذا المنفي.

وتصير ألفة بين المدرس وعم بكري، الذي علمته الدنيا الكثير، فيقول :

( الدنيا يا ولدي ليها وشين، أبيض وأسود لما تبقي بيضا قدامك إفتكر الإسود عشان تسلك، ولما تبقي سوده إفتكر الأبيض عشان تقدر تعيش لبكرة.)

( الدنيا فيها اللي تخاف منه وفيها اللي تخاف عليه يا ولدي .)

الفيلم من إخراج ” سيمون صالح “، والموسيقي التصويرية لدكتور ” جمال سلامة “. 

أحداث الفيلم تحكي عن الراقصة ” سونيا سليم – نبيلة عبيد “، التي تعرفت علي رجل سياسة في بداية حياته ” خالد مدكور – صلاح قابيل “، والذي أصبح فيما بعد وزيرا، وكانت تريد أن تفتح دار لرعاية الأيتام ولكن تم رفض قبول طلبها من الجهات الحكومية لأنها راقصة، ففكرت في الاستعانة بالوزير لحل هذا الأمر.

وقد حاول الوزير التهرب من مقابلتها، بل ومحاربتها بكل الأشكال وعندما عرفت بتواجده في النادي ذهبت وقابلته وقالت :

( كل واحد فينا بيرقص بطريقته .. انا بهز وسطي وانت بتلعب بلسانك وتخطب.

بس الفرق بينا إني لما برقص الناس بتتفرج عليا، ولما انت بترقص الناس بتقفل التليفزيون .)

( وربنا يكفيك شر مكر العوالم )

الفيلم من إخراج الراحل الجميل سمير سيف، والقصة للكاتب الراحل الكبير ”  إحسان عبدالقدوس ” ،  والسيناريو والحوار ” وحيد حامد “، والموسيقي التصويرية ” محمد سلطان “.

قصة الفيلم تدور حول معاناة ” أحمد – عادل إمام ” كي ينقل أبناؤه من المدرسة، والذي يتطلب منه الذهاب الي مجمع التحرير يوميا لإنهاء هذه المهمة .

وأثناء ذهابه الي المجمع يلتقي بالفنان القدير ” عبدالعظيم عبدالحق ” في الاتوبيس ويكون كلامه محركا ودافعا أساسيا للبطل فيما سيقوم به في المجمع لاحقا.

( حاجات كتير هترخص وتبقي بسعر التراب، انا وانت والأستاذ وحضراتكم أجمعين. )

وكانت مطالب أحمد هي مطالب كل مواطن حيث قال :

( أنا مش طالب غير إنسانيتي.. مش عايز اتهان .

أظن دي مطالب لا يمكن أتعاقب عليها .)

وفي المجمع يقف بجانبه ” شلبي ملمع الأحذية – أحمد راتب “.

أحمد : شايل مسدس في جيبك ليه ؟ وقفت جنبي ليه طيب ؟

شلبي :  ( وقفت جمبك عشان مستعجل الموت، عليا حكم بالإعدام جاهز ومستنيني

واحد من الجامدين قوي سرقني، سرق حتة الأرض وأنا غايب، كنت في الجيش علي شط القنال، ورجعت قولت آخد حقي بالقانون، ١٦ سنة قدام المحاكم ومفيش فايدة، من قاضي لقاضي، ومن محكمة لمحكمة، ومن دايرة لدايرة ومفيش حكم بسمعه، ولما اتهورت وحصل اللي حصل زيك اكده، صدر عليا الحكم في ٣ شهور، ١٦ سنة قدام المحاكم وماخدتش حقي، وف تسعين يوم طارت رقبتي.

المحاكم عندينا ايديها خفيفة قوي وهو بتدي حكم بالسجن والإعدام، وايديها تقيلة قوي وهي بترجع الحقوق لأصحابها. )

الفيلم من إخراج شريف عرفة، والموسيقي التصويرية المميزة للفيلم كانت ل  ” مودي الإمام “.

الفيلم يحكي عن ” رضا ” الطبال الذي يتحول الي إرهابي وينصب نفسه أميرا علي الحارة التي نشأ فيها، ويأمر الناس بالمعروف بينما هو يأتي المنكر، ويريد الزواج من حنان اليتيمة التي يربيها كل من “عبد الستار – صلاح عبدالله “، و” جابر عميش – نور الشريف “، بعد وفاة والدها، صديق عمرهم ونفس دفعة الجيش.

يأخذها عبد الستار الذي يعمل في نادي كبير كي تعمل لدي احدي سيدات الأعمال التي تتردد علي النادي،  ” نادية صفوان – يسرا ” والتي ترفض في باديء الأمر ولكنها توافق بعد هذا الحوار الذي دار علي لسان صلاح عبدالله :

(هو الفقر بيخلي لحد هيبة، ده احنا كلنا في الحتة عاملين زي حمير العربجية، بنجر اللي منقدرش عليه، ونشيل اللي يقطم وسطنا، الفقر كسرنا عشان كده الهلافيت والبلطجية اتنططوا علينا، ركبونا يا ست .

يا مدام انتوا بتشوفونا واحنا بنخدمكم، ولازم نبقي بنضحك واحنا بنخدمكم عشان متزعلوش مننا، إنما لو جيتوا وشوفتونا جوه العشوائيات بتاعتنا مش هتصدقوا.

إحنا بلد تانية غير بلدكم.)

الفيلم من اخراج محمد بس .

يحكي الفيلم عن ” سيد الغريب – أحمد زكي “، مصور الفوتوغرافيا الذي يترك السويس متوجها الي القاهرة، لإن ابنته الوحيدة ” تهاني – مني زكي “، نجحت في الثانوية العامة بمجموع اهلها لدخول كلية طب القصر العيني، فينتقل هو وابنته ووالدته ” سناء جميل ” للعيش في منطقة القلعة، وفي الجامعة تتعرف علي زميلها ” طارق عزالدين  – كريم عبدالعزيز “، وهو إبن أحد رجال الأعمال الكبار المعروفين في البلد، تتعلق تهاني بطارق وتحبه ويذهب الي والدها الذي يخشي علي ابنته من الفوارق الاجتماعية، ولكن طارق يؤكد حبه لها، ولكنه لم يستطيع أن يعارض والده ” عزت ابو عوف “، ويوم زفافه على بنت أحد رجال الأعمال يذهب سيد الغريب كمصور للفرح،  ويقتحم الكوشة ويصفع طارق علي وجهه ويلقنه درس هو ووالده فيقول :

(  القلم ده عشان كسرت قلب بنتي ولعبت بيها وانا قلب بنتي مش لعبة

كلمة بحبك ..عقد .. العقد مش بيعمل الحقيقة ، العقد بيثبتها بس .)

الفيلم من إنتاج اتحاد الإذاعة والتلفزيون، أخرجه للسينما ” شريف عرفة و مروان حامد “.

هناك العديد والعديد من الجمل والحوارات القوية التي تصيب الجرح دائما، وحيد حامد كان إنسانا رقيقا قبل أن يكون سيناريست ومؤلف عظيم، الحقيقة مش لازم تكون في إطار فلسفي معقد، أو توضع في قالب فني غامق، وقد أثبت كاتبنا القدير تلك النظرة في كل أعماله، حارب التطرف بالفكر المعتدل كما في ” دم الغزال  – طيور الظلام – مسلسل العائلة  “، انتصر للمواطن المطحون وربت علي كتفه عندما تناول العشوائيات والفقر والجهل  والبيروقراطية كما في : ” المنسي – الإرهاب والكباب – البريء ” .

أعمال كثيرة باقية لتخلد إسم كاتب عظيم رحل بجسده ولكنه باق بفنه، الذي سيعيش ليؤكد أن الفن الهادف له رسالة باقية مدي الحياة .

أقرأ أيضًا: الأدب النسائي حين يكتبه الرجال