فيلم Fences.. والأسوار التي نقيمها حول أرواحنا
4 د
بعد صدور قائمه الأفلام الحاصله على جوائز “الجولدن جلوب” لهذا العام نستطيع أن نلحظ الحديث عن فيلم Fences خاصة وأن تقييمه مثلاً على الموقع الشهير الطماطم الفاسده وصل الى 95 بالمائه وهذا الرقم ليس سهلاً دائماً.
عندما يُلقى الفيلم الضوء على كيف تنعكس انهزامات واحباطات الشخص حتى على من يحبهم وأقرب المقربين اليه فعند هذه النقطه فقط يكون قد لمس جزء من حياتنا وذواتنا بشكل ما أو بآخر.
للوهلة الاولى قد يُظهر لك الفيلم الحواجز التي قد تحيط بالإنسان فقط بسبب لونه أو شكله ولكن بعد إنهاء قرابة ساعة من مشاهدة الفيلم يتبين ان هذا فقط إحدى تلك الحواجز وربما اقلهن خاصة إذ ارتبط بفتره زمنيه معينة أما الأسوار الحقيقيه في حياة الانسان العادي فليس لها نهاية.
قصة الفيلم
تدور احداث الفيلم حول شخصيتين رئيسيتين هما الزوج الصارم “تروي” ويؤدي دوره الممثل الكبير (دنزل واشنطن) الذي ترشح عنه لجائزة الأوسكار لهذا العام كأفضل ممثل في دور رئيسي وأيضًا قام بإخراج هذا العمل، والزوجة المتفانية “روز” والتى تؤدي دورها الممثلة (فيولا ديفيس) المترشحة أيضاً لجائزه اوسكار هذا العام عن أفضل ممثلة في دور مساعد.
تدور قصه الفيلم في العام 1950 بمدينة بيتسبرغ الامريكية عن حياة زوجين وابنهما وصديقهما العزيز، يتتبع الفيلم بطلنا في تفاصيل يومه وهو يعمل، وهو يقضي وقته مع عائلته واصدقائه، وهو أيضاً يبكي أطلاله وينبش قصصه القديمة بأسلوب ساخر ومضحك أحياناً ومشبّع بالألم والحزن في أحيان أخرى.
“تروي” (الرجل الأمي والسجين السابق علاوة على سجنه المجازي الخاص به خلف مضرب البيسبول) تحدث كثيراً في هذا الفيلم الحواري الطويل الذي تستمر مدة عرضه الى قرابة ساعتين وعشرين دقيقه تقريباً.
أخوه “جبرايل” أو “جيب” الذي يعاني من إصابه في الدماغ أثر مشاركته في الحرب العالمية الثانية والتى أثرت على قدرته العقليه وتوازنه والذي أصبح الآن مصدر إزعاج للناس وللمارة. (الناس ببساطه لن يتحملو نتائج الحروب الدامية حتى ولو رُوج لها أنها في سبيلهم).
كل هذة التوليفة تُظهر شخصية البطل الذي ولأول وهلة يبدو رب الأسرة العظيم الذي يروي الشوارع والأزقه بصبيب عرقه وجهده ساعياً للقمة عيشه ولو في أبسط الاعمال وأحقرها، ويبدو ذلك الثائر الذي يطالب بحقه في قيادة سيارة المخلفات بدل من جمعها مثله مثل زميله الابيض مع رصد كل محاولاته المستميته للحصول على ترقيه في العمل، ويبدو ذلك الزوج المحب لزوجته والشغوف بها حتى بعد إنقضاء مايقارب 18 عاماً على زواجهم ومازال حبه لها ذلك الغض الندي.
تستمر أحداث الفيلم بشكل سلس ليظهر تباعاً أنه وكأي شخص منهك بالعيوب والنواقص والانهزامات والتي تظهر انعكاساتها على أسرته، الآمه المدفونه عن والديه وماضيه في السجن القديم ولعبة البيسبول والكثير من العنصريه اللتى واجهها، كل هذا يتم رصده بالفيلم بشكل سلس ورائع.
الحواجز والاسوار
معظم مشاهد الفيلم أُخذت في الحديقة الخلفية للمنزل امام السياج الذي تود الزوجه “روز” عمله مع حضوره في الكثير من الحوار المتضمن، حضوره في حوارات أبطال العمل، في كرة البيسبول المعلقة بجواره، وفي حديث صديق العمر “بونو” الرجل الابيض صاحب الصبر اللامحدود الذي يوقظ صديقه بالوقت المناسب، كل هذا يعزز رمزية هذا الحاجز اللذي يكمن في حواجز الماضي بكل الآمه وتجاربه ويكمن في الحاضر كمحاولة بائسه لحماية من نحب.
شخصية الزوجة روز هي بمثابة وردة مهداه لكل إمرأه سمراء تنبت على مثل هذه الجداران والعوازل، قلبها الابيض، حبها لزوجها، تفانيها وإخلاصها وحب زوجها لها أيضاً رغم المفاجآت الملغومة في ثنايا هذا الحب ولكنها تبقى ورده تهدي الاريج لكل من حولها بشكل عفوي وغير متكلف حتى وان أنتهى بهما المطاف الى نقطه حرجة وسورٌ آخر.
أسباب تجعل الفيلم يستحق المشاهده
# الاداء العبقري للنجمين وكأن الكاميرا تدور حول ثنائي زوجين حقيقين في لحظات البهجة والمرح والغضب والخلاف بمزيج من اللحظات الدرامية والانفجار العائلي.
# الفيلم يقدم الكثير من جوانب الشخصيات وكأن مخرج الفيلم حفر بعمق الى أن وصل إلى قلب مجتمع السود في منتصف هذا القرن.
# كثير من المقيمين والمراجعين ومن حضرو الفيلم أعتبرو ان القصة والاداء أقرب ما تكون الى كونها مسرحية في قالب فيلم أكثر من كونها فيلما سنمائيا محضاً، وقد ساهم هذا في إضفاء سحر خاص للفيلم.
لاتنسي أن الفيلم يروي قصه حدثت في العام 1950 ويُظهر بشكل ضمنى كيف أن السود واجهوا الكثير من التمييز حينها والتي قد ربما كانت إحدى الحواجز المشار اليها في الفيلم، ولكن ما نراه الآن من اختلاف الحواجز بمسمياتها وأشكالها على مستوى البشرية ككل بمختلف ألوانهم وانتمائهم ربما وسع مدارك الافكار أكثر لإنتاج أفلام أكثر إبداعية لرصد حياة الناس.
ترشح الفيلم لأربعة جوائز أوسكار هي أفضل فيلم وأفضل ممثل في دور رئيسي وأفضل ممثلة في دور مساعد وأفضل نص مقتبس.
التريلر الرسمي للفيلم:
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.