المُراهَقَة والشباب في عالم الأفلام .. لائحة تستحق المشاهدة
7 د
حسناً … يبدو أن كلمة “مُراهَقَة” تفي بالغرض للدلالة على المتاعب التي تنطوي عليها هذه المرحلة العمرية، حيث يحتار المراهق بين اعتياده على كونه طفلاً، وبين المخططات التي تعدها له الحياة ليكون بالغاً ذا مسئوليات عديدة، وهذه المخططات تشمل تفاصيل حياته العملية بداية من اختياره مجال محدد يود دراسته، وأن يدرس هذا المجال في جامعة بعينها، وأيضاً على صعيد حياته الإجتماعية وعلاقاته الشخصية، بدءاً من علاقته بأسرته و أصدقائه وصولاً إلى حياته العاطفية، فيجد المراهق نفسه أمام كل هذه القضايا التي يجب أن يسرع في إتخاذ قراراته بشأنها بعد أن كان أقصى ما يمكن أن يفكر به بأي لعبة سوف يلعب اليوم؟!
لذلك وجد صنّاع السينما ضالتهم في هذه المرحلة المليئة بالتحولات الفكرية والمشاعر المتقلبة والرؤية الضبابية للمستقبل.
تَبَنى صُناع السينما مَنهجيْن مختلفين في محاولة لعرض وتصوير هذا العالم الحالم، المنهج الأول قائم على جرعات من الأفلام التي يُطلق عليها مصطلح “الأفلام الخفيفة” وغالباً ما تنتمي إلى عائلات الأفلام الرومانسية الكوميدية أو الرومانسية الخالصة التي تلعب في المقام الأول على حقيقة أن مخيلة المراهقين تفيض بالمشاعر، و لكن هذه النوعية من الأفلام غالباً ما تقع في فخ النمطية؛ حيث تتبنى خط واحد للأحداث ونفس بناء الشخصيات لتصل إلى أحداث متوقعة تفتقر إلى الإبداع وتهدف إلى إرضاء رغبة المشاهدين في النهايات السعيدة بدون الإلتفات إلى بناء خط درامي مختلف، ولكنها في النهاية قد تحمل ما يستحق المشاهدة.
أما المنهج الثاني فهو يعتمد على إخراج وإبراز كل ما في جعبة هذا المرحلة من المشاعر والآمال و الإنكسارات من الممكن اعتباره النتاج الملموس و المرئي لما يدور في مخيلة المراهقين و أعماقهم، وكذلك توضيح دور البيئة المحيطة في تكوين عالم المراهق، وبذلك يكون الناتج أفلام كثيرة تسير في خطوط درامية مختلفة، يحركها أبطال وشخصيات تختلف في بنائها، لتصل إلى نهاية فريدة تعبر عن شخصية صانعها.
وفي كلا الحالتين فإن الناتج يُثري المشاهد. والآن اسمح لي صديقي القارئ أن أعرض عليك بعض الأفلام التي تسمح لك بأن تدلف إلى مخيلة المراهقين وعالمهم الخاص…
(Dazed and Confused (1993
فيلم يحمل البصمة المميزة للمخرج “ريتشارد لينكليتر” على صعيد أحداث اليوم الواحد، فهو اليوم الأخير في المدرسة الثانوية لمجموعة من الطلاب، فكيف سيقضون هذا اليوم المفصلي في حياتهم؟
الفيلم هو تعبير فني جامح عن مجموعة من المراهقين قد قرروا سلفاً أن يتناسوا أن عليهم أن يقرروا في صباح اليوم التالي إلى أي الجامعات سيذهبون ويستمتعوا بأخر يوم لهم في المرحلة الثانوية، مما يجعلك تشعر أن صناع الفيلم مجموعة من المراهقين قد قرروا أن يصوروا لنا يوماً من أيام حياتهم.
يتميز الفيلم بطاقم كبير من الممثلين حتى يُلائم التعدد و التنوع في الشخصيات، أبرزهم “ماثيو ماكونهي” و “بين أفليك” و “ميلا جوفوفيتش”.
(The Perks of Being a Wallflower (2012
الفيلم مبني على رواية تحمل نفس الاسم صدرت في 1999 للكاتب “ستيفن تشبوسكي”، يتميز هذا الفيلم على وجه الخصوص بالحالة الدرامية التي تغلف أجواءه، حيث يدور حول “تشارلي” الطالب في الصف الأول من المرحلة الثانوية وأصدقائه الذين أوشكوا على إنهاء المدرسة الثانوية، يركز الفيلم حول حالة افتقاد الشعور بالأمان وما ينتج عنها من عدم تقدير للذات و ضعف الثقة بالنفس، كما يبرز مشاكل الإنتحار والإدمان و التخبط في العلاقات العاطفية، و يُلقي الضوء على دور الأسرة في تشكيل شخصية المراهق.
تميز “لوجان ليرمان” في دور “تشارلي” و شاركه هذا التميز الثنائي “ايزرا ميللر” في دور “باتريك” و “ايما واتسون” في دور “سام” التي تمكنت من الخروج من عباءة “هيرميوني جرانجر”، واستطاع هذا الثلاثي جنباً إلى جنب مع السيناريو و الإخراج في الوصول بالفيلم إلى بر الأمان.
(The Spectacular Now (2013
قصة ربما أقل درامية من سابقتها وربما تعتقد من الوهلة الأولى لمشاهدتك أنها قد سقطت في فخ النمطية ولكنها تحمل شيئاً منعها من الإنجراف في التيار الرومانسي الزائد عن الحد،حيث تدور القصة حول “سوتر” الشاب المستهتر الذي لا يبالي بشئ سوى الحفلات و السهر إلى أن تتغير وجهته بعد مقابلة “ايمي” الفتاة البسيطة التي تختلف عن كل الفتيات التي قابلها و تجعله يلتفت قليلاً إلى مستقبله.
الفيلم يحمل الكثير حول تقدير الذات و كيف يمكن أن تكون ذات الإنسان هي أكبر إنجاز يستطيع الإنسان تحقيقه في حياته، كما يبرز دور الأهل في المساهمة فيما يعتقده أبنائهم حول أنفسهم.
لمع كل من “مايلز تيلر” و “شايلين وودلي” في دوري “سوتر” و “ايمي” مما جعل كل مخرج أو كاتب يضع في حسبانه هذين النجمين عند صناعة أي فيلم.
(Me and Earl and the Dying Girl (2015
نال الفيلم العديد من الجوائز و كذلك الاستحسان من قبل كلا من النقاد و الجمهور عند عرضه في مهرجان “صندانس” السينمائي، الفيلم مُقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للكاتب “جيسي أندروز”.
تدور القصة حول “غريغ” الطالب في المرحلة الثانوية تدفعه الظروف إلى مصادقة “رايتشل” المصابة بسرطان الدم.
ما يُميز هذا الفيلم انه تناول قصة اعتيادية ونمطية بصورة مختلفة تحمل الكوميديا والدراما في خطين متوازيين متعادلين مما منع القصة من السقوط في حقل النمطية، كما تميز الفيلم من ناحية الصورة المبهجة التي تُضيف إلى ما يحاول الفيلم أن يقدمه لنا من أن الحياة مهما بلغت من السوء لا يصح أن تختبئ فهي حتماً تحمل لك الجانب الجيد، و ذاتك لا تستحق ان تكرهها مهما كانت الظروف فأنت أيضاً مثل الحياة تحمل جانب جيد و لا يجب أن تستسلم.
تميز طاقم التمثيل و بالأخص الثلاثي الشاب “توماس مان” في دور “غريغ” و “أوليفيا كوك” في دور “رايتشل” و “رونالد سايلر” في دور “إيرل”.
(Dead Poets Society (1989
دعونا نعود بالزمن قليلاً إلى الخلف لنسأل أنفسنا السؤال التي احتارت كل الأجيال في اجابته على مر العصور، هل يجب أن نتخلى عن أحلامنا في سبيل التأقلم مع الواقع؟
أكثر من يعاني من آلام ذلك السؤال هم المقدمون على الحياة ومخيلتهم تمتلئ بالأحلام وأرواحهم تنبض بالحرية غالباً ما يصدمهم الواقع بمتطلباته فهل عليهم حقاً أن يتنازلوا عن أحلامهم؟
يساعدهم في الإجابة على هذا التساؤل “روبن ويليامز” في دور “جون كيتينغ” أستاذ اللغة الإنجليزية فى أكاديمية “ويلتون” الذي يلتقي بمجموعة من الطلبة فيغير مفهومهم عن الحياة و الواقع و كيف كان الشعر منفذ للتعبير عن حريتهم و اختلافهم.
يشارك “روبن ويليامز” البطولة كل من “ايثان هوك” و “روبرت شون لينارد”.
حصد الفيلم جائزة الأوسكار عن أفضل سيناريو، كما ترشح “روبن ويليامز” لجائزة الاوسكار كأفضل ممثل عن دوره في الفيلم.
(Good Will Hunting (1997
مازلنا هناك في منطقة “معاملة الذات”؛ حيث يدور الفيلم حول “ويل هانتينغ” الذي يسيئ معاملة ذاته و يرمي عليها ذنب ماضيه البائس على الرغم من امتلاكه لقدرات عظيمة قد تجعل منه عبقري في الرياضيات إلا أنه يُصر على معاقبة ذاته، يستمر هكذا إلى أن يلتقي بالدكتور “شون” الذي يحاول أن يجعله يتسامح مع نفسه.
حصد هذا الفيلم لـ “روبن ويليامز” جائزة الاوسكار عن دور “شون” كما حصد كل من “مات ديمون” و “بين أفليك” جائزة الأوسكار عن سيناريو الفيلم.
يشارك “روبن ويليامز” بطولة الفيلم كل من “مات ديمون” و “بين أفليك”.
(The Virgin Suicides (1999
عندما تقابل مشاعر المُراهقة الفياضة الكثير من الحدود والقيود فغالباً ما تكون النتيجة مأساوية.
تدور قصة الفيلم حول خمس شقيقات مراهقات يتمتعن بجمال باهر يعيشن مع والديهما اللذين يفرضان عليهم الكثير من القيود فيما يخص أحلامهم و طموحاتهم و مشاعرهم، تعيش هذه الأسرة في حي حيث يهتم خمسة فتيان بالشقيقات الخمس ولكن الفتيات للأسف لا يعني لهم هذا الاهتمام شيئاً.
جسدت المخرجة “صوفيا كوبولا” حالة الاهتمام الغير متبادل وكيف يمكن أن يتظاهر الإنسان بعكس ما يشعر به، حتى تشعر أن الفيلم هو سيمفونية كبيرة من التظاهر تلعب موسيقى الفيلم دوراً أساسياً فيها.
الفيلم من بطولة “كريستن دانست” و “جيمس وودز” و “كاثلين تومر”.
الآن ..لابد و أنك صديقي القارئ قد لاحظت معي أن جميع هذه الأفلام قد عبّرت عن جانب كبير من هذا العالم، أكدت أن مرحلة المراهقة ما هي إلا فترة لتكوين الذات و جمع شتاتها، تظهر فيها آثار تربية الأسرة ومعاملتها.
دورك صديقي القارئ لتشاركنا باختياراتك من أفلام عن المراهقة أثّرت فيك أيضاً في سن مراهقتك.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
Disconnect
مسلسل 13 reasons why
Great titles.. I think “Breakfast Club” should also be on this list
طيب هذي كلها افلام .. هل هناك مسلسلات تهتم بهذا الجانب؟؟