أقوى أفلام تناولت قضايا المرأة وحقوقها في السينما المصرية
7 د
دائمًا ما تكون السينما مرآة للواقع وانعكاسًا لكل ما يعانيه من مشكلات وقضايا، وكون المرأة هي نصف المجتمع وجزء لا يتجزأ منه، حرصت السينما المصرية طوال تاريخها على تقديم العديد من الأعمال الفنية التي تهتم لقضايا المرأة، وتنصفها في كثير من الموضوعات، بل ويكون لها تأثيرها على أرض الواقع، لتتمكن المرأة من الحصول على كامل حقوقها.
حتى إن بعض تلك الأفلام نجحت بالفعل في تغيير قوانين تخص المرأة، وبعضها تمكن من تغيير تفكير ونظرة المجتمع لكثير من الأمور، مع ما تعانيه المرأة من كبت لحريتها، وإجهاض لحقوقها خاصة في المجتمعات الشرقية، والتي كان من أهمها خروج المرأة للعمل والمشاركة في الحياة العامة.
كما حرصت السينما المصرية على تقديم المرأة بالصورة التي تستحقها، كونها الأم والأبنة والحبيبة التي تتمتع بقوة الشخصية، والرغبة الدائمة في تحقيق النجاح في عملها وفي حياتها الأسرية أيضًا، وكذلك تمتعها بالكفاءة العالية، والطموح الكبير لتحقيق أهدافها بنجاح.
وفي هذا المقال، نقدم لكم قائمة بأهم الأفلام المصرية التي تناولت حقوق المرأة، وانتصرت لها في كثير من القضايا.
مسلسل Unorthodox والمرأة التي خرجت عن الطاعة
الأستاذة فاطمة
فيلم قدمه المخرج “فطين عبد الوهاب” والسيناريست “علي الرزقاني”، وسُلط فيه الضوء على عمل المرأة الذي كان محل خلاف في ذلك الوقت، في إطار من الكوميديا، وتدور القصة حول (فاطمة) التي تخرجت من مدرسة الحقوق، وتحلم بالعمل كمحامية، وتقوم بفتح مكتبها الخاص لممارسة المهنة، إلا أنها تلقى إستياء من خطيبها (عادل) الذي يعمل بنفس المهنة، ولكن تصر (فاطمة) على الاستمرار في العمل، رغم خلو مكتبها من القضايا بسبب عدم ثقة الموكلين في قدراتها، يشاء القدر أن يُتهم خطيبها بجريمة قتل، وتتولى فاطمة الدفاع عنه، وتتغير مجرى الأحداث.
عُرض الفيلم للمرة الأولى في فبراير عام 1952، وشارك في بطولته: فاتن حمامة، كمال الشناوي، عبد الفتاح القصري، لولا صدقي.
أنا حُرّة
هذا الفيلم يعد أحد روائع المخرج “صلاح أبوسيف”، وقام بكتابة السيناريو الأديب العالمي “نجيب محفوظ”، وهو مقتبس عن رواية للكاتب “إحسان عبد القدوس”، وهو إنتاج عام 1959، وقام ببطولته كل من: لبنى عبد العزيز، شكري سرحان، حسين رياض، زوزو نبيل.
ويتناول الفيلم قضية تحرر المرأة ورغبتها في إثبات وجودها، من خلال (أمينة)، الفتاة صعبة المراس، التي ينفصل والديها، وتذهب للعيش مع عمتها وزوج عمتها، فتتمرد على حياتها معهم، وترفض تسلط المجتمع عليها، والمتمثل في عائلتها الجديدة التي تعيش معها.
حيث ترفض البقاء في المنزل وتعلم فنون الطبخ بعد إنهاء المرحلة الثانوية، وتقرر الالتحاق بالجامعة الأمريكية، ويتغير العالم من منظورها، ولكنها تدرك بعد ذلك معنى الحرية الحقيقي، ويعد من أهم الأفلام التي قدمت نموذجًا للمرأة المصرية، ووضعها في المجتمع في فترة الخمسينيات والستينات، وقدرتها على الإيمان بقدراتها والتطلع لحياة أفضل في المستقبل.
مراتي مدير عام
“مراتي مدير عام” هو أحد إبداعات المخرج “فطين عبد الوهاب”، والسيناريست “سعد الدين وهبة”، وإنتاج “صلاح ذو الفقار”، وهو مأخوذ عن رواية للكاتب “عبد الحميد جودة السحار”، وهو إنتاج 1966، وقام ببطولته: شادية، صلاح ذو الفقار، توفيق الدقن، شفيق نور الدين، كاريمان، وعادل إمام.
ويدور حول فكرة عمل المرأة ومشاركتها في المجال العام، ويطرح تساؤل ماذا لو كانت المرأة مديرة على زوجها في العمل، ماذا سيحدث؟ وتدور أحداث الفيلم حول (عصمت)، التي يتم تعيينها مديرة لإحدى المصالح الحكومية التي يعمل بها زوجها (حسين)، وبذلك تصبح مديرة زوجها في العمل، ورغم إيمان الزوج بأهمية عمل المرأة ونجاحها، إلا أن الأمر يصبح مختلفًا عندما تصبح زوجته هى نفسها مديرته في المصلحة الحكومية، وتحدث الكثير من المواقف بينهم، التي تزيد بدورها الخلاف بين الزوجين، مما يدفع الزوجة لتقديم طلب لنقلها من العمل، إلا أن (حسين) يتدارك خطأه، ويطلب هو الآخر نقله لمقر عمل زوجته الجديد.
شيء من الخوف
في هذا الفيلم يقدم المخرج “حسين كمال” نموذجًا مختلفًا للمرأة القوية الشجاعة، التي تستطيع الوقوف أمام بطش حاكم القرية الظالم، رغم قصة الحب التى تجمعهما، كما يبرز دور المرأة وقدرتها على تغيير الواقع.
وعلى الرغم من الإسقاطات السياسية التي حملها الفيلم، إلا أن الإشارة فيه إلى تمرد المرأة الريفية كانت هي محور القصة، من خلال قصة (فؤادة)، التي يحبها (عتريس) منذ الطفولة، ولكنه وريث جده في حكم القرية، وبسبب تأثره بشخصية جده الطاغية، تتحول شخصيته لديكتاتور ظالم، ولا يستطيع أحد التصدي له سوى (فؤادة)، التي ترفض الزواج منه، وتثور ضد ظلمه لأهل القرية، ولكن استمرار ظلم (عتريس) يدفع أهل القرية للخروج ضد ظلمه.
قام بكتابة السيناريو “صبري عزت”، وشاركه الكتابة الشاعر الراحل “عبد الرحمن الأبنودي”، والفيلم مأخوذ عن قصة “ثروت أباظة”، إنتاج عام 1969، وهو من بطولة: شادية، محمود مرسي، يحيى شاهين، محمد توفيق.
أريد حلاً
يعتبر فيلم “أريد حلاً” واحداً من أهم أفلام السينما المصرية وأكثرها قدرة على تغيير الواقع، والذي بسببه أُعيد النظر فى قوانين الأحوال الشخصية، والسماح للمرأة المصرية بحق الخلع عن زوجها، بشرط التنازل عن حقوقها المادية.
والفيلم إنتاج عام 1975، وهو عن قصة الكاتبة الصحفية “حُسن شاه”، والتي كتبته بوعز من سيدة الشاشة العربية “فاتن حمامة”، وأخرجه “سعيد مرزوق”، وشارك “فاتن حمامة” البطولة كل من: رشدي أباظة، أمينة رزق، ليلى طاهر، ورجاء حسين.
ويتناول الفيلم قصة (درية) وزوجها الدبلوماسي (مدحت)، الذي تتعقد الحياة معه، فتطلب (درية) منه الطلاق، لكنه يرفض ذلك، فتلجأ إلى المحكمة لرفع دعوى الطلاق، ولكن يتبدد الحلم، بعد أن يتمكن الزوج من طلبها في بيت الطاعة لإذلالها، وتخسر (درية) القضية، وعقب عرض الفيلم، وجهت السيدة “جيهان السادات” زوجة رئيس الجمهورية آنذاك، اهتمامًا لإستصدار قانون للأحوال الشخصية لمعالجة ثغرات القانون الموجود وقتها، حتى أنه بسبب فرط اهتمام السيدة الأولى به، سُمي بـ “قانون جيهان”، وصدر بالفعل قانون 44 لعام 1979، لكن سرعان ما انتهى العمل به بعد أن ألغته المحكمة الدستورية العليا فى عام 1985، إلى أن صدر قانون الخلع فيما بعد.
أفواه وأرانب
“أفواه وأرانب” من إخراج “هنري بركات”، وتأليف “سمير عبد العظيم”، إنتاج عام 1977، وقام ببطولته: فاتن حمامة، محمود ياسين، فريد شوقي، رجاء حسين، وحسن مصطفى.
وتمكن الفيلم من تسليط الضوء على عدة قضايا، أهمها وضع المجتمع المصري في سبعينيات القرن الماضي، مع بداية مرحلة الانفجار السكاني التي أبرزها الفيلم في إطار كوميدي ساخر، وتدور أحداث الفيلم حول (نعمة) التي تعيش مع أختها وزوجها وأطفالهم التسعة، يطلب أحد التجار الزواج من (نعمة) لكنها ترفض وتقرر ترك البيت، والبحث عن عمل في مكان آخر حتى لا تُرغم على الزواج منه، ولكن نتيجة لظروفهم القاسية، يقرر زوج أختها تزويجها من هذا التاجر دون علمها ليساعدهم ماديًا.
تعثر (نعمة) على عمل في إحدى المزارع، وتتعرف على صاحب المزرعة، وتعيش قصة حب معه، تتغير معها حياتها، ثم تعود لأختها وزوجها، لتُفاجأ بما فعله زوج أختها في غيابها.
“بنعيد كتابة حكايتها”: مشاهير الفن يدعمون تصحيح صورة المرأة في الدراما
عفواً أيها القانون
من ضمن القضايا التي تخص المرأة والتي ناقشتها السينما المصرية، كانت تلك القضية التي تناولها فيلم “عفواً أيها القانون” للمخرجة “إيناس الدغيدي”، وهى التفرقة بين الرجل والمرأة في أحكام قضايا الشرف، حيث يتناول الفيلم قصة (هدى) الزوجة التي تقف إلى جوار زوجها حتى يتمكن من العلاج بعد إصابته بالعجز الجنسي، وبالفعل يُشفى بعد سنوات، ليكون رده هو خيانتها، الأمر الذي لم تستطع تحمله لتطلق عليه الرصاص، ويتم الحكم عليها بـ 15 عاماً رغم أن القانون يخفف العقوبة على الرجل.
والفيلم يلقي الضوء على قضايا الشرف والتفرقة بين الرجل و المرأة فيما يتعلق بقانون الأحوال الشخصية، وهو من تأليف “إبراهيم الموجي”، إنتاج عام 1985، وبطولة كل من: نجلاء فتحي، محمود عبد العزيز، فريد شوقي، ليلى طاهر، هياتم، سيد زيان.
بنتين من مصر
فيلم “بنتين من مصر” يعد من أهم الأفلام التي تحدثت عن أحلام المرأة، ورأينا فيه أبعاد المجتمع من خلال عيون فتاتان مصريتان يحلمان بالزواج والاستقرار وإنجاب الأطفال، حيث يناقش الفيلم وضع المرأة فى المجتمع المصري خاصة مع تأخر سن الزواج، وكيف تواجه الفتاة المجتمع ونظرته لها بسبب تأخر زواجها، كما يتطرق للأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في هذه الفترة.
الفيلم إنتاج عام 2010، من تأليف وإخراج “محمد أمين”، وقامت ببطولته: صبا مبارك، زينة، محمد وفيق، سلوى محمد علي، إياد نصار، طارق لطفي.
678
تعد قضايا التحرش الجنسي من أكثر القضايا التي تهم المرأة، كونها تعانى من حالات التحرش المتكررة داخل مصر والمجتمعات العربية، وفي فيلم 678، تُقدم قضية التحرش في مصر من خلال قصص واقعية لثلاث سيدات من طبقات مختلفة، يتعرضن لحالات التحرش، وأحدث الفيلم ضجةً كبيرة.
يعد أول فيلم روائي طويل للمخرج “محمد دياب” الذي قام بتأليفه أيضاً، وقام ببطولة الفيلم: نيللي كريم، بشرى، ناهد السباعي، أحمد الفيشاوي، ماجد الكدواني، وباسم سمرة، وهو إنتاج عام 2010.
للرجال فقط
من الأفلام أيضاً التي إهتمت بعمل المرأة في مجالات مختلفة مقتصرة فقط على الرجال، كان الفيلم الكوميدي “للرجال فقط”،والذي اضطرت فيه البطلتان إلى انتحال شخصية رجلين، ليتمكنا من السفر والعمل في مجال التنقيب عن البترول في إحدى مواقع حفر الآبار في الصحراء، بسبب أن هذه المهنة غير مسموح للنساء للعمل بها، ويتناول الفيلم قدرة المرأة على النجاح وإثبات جدارتها في العمل بالمهن الصعبة، في إطار كوميدي رومانسي.
الفيلم قصة وإخراج “محمود ذو الفقار”، سيناريو وحوار “محمد أبو يوسف”، وقام ببطولته: سعاد حسني، نادية لطفي، حسن يوسف، إيهاب نافع، يوسف شعبان، وهو إنتاج عام 1964.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.