بعد أيجون السادس .. خمسة ملوك حكموا ويستروس باسم أيجون تعرف عليهم
16 د
عندما نشر جورج ر.ر. مارتن روايته “صراع العروش” لأول مرة عام 1996، وهي الجزء الأول من سلسلة “أغنية الجليد والنار”، يروي مارتن عبر صفحات ذلك الكتاب قصة سقوط عائلة ستارك وبداية الحرب في الممالك السبع بقارة ويستروس، إلا أن حبكة الكتاب ارتكزت بشكل أساسي حول مسألة الأنساب؛ نسب أبناء سيرسي لروبرت باراثيون وأحقية أكبرهم جوفري بخلافة أبيه في الجلوس على العرش الحديدي، ومسألة نسب جون سنو، الذي يقدمه الكتاب كنغل لنيد ستارك الذي عاد من تمرد روبرت مع طفل من امرأة أخرى غير زوجته كاتلين.
يقول نيد لجون قبل مغادرته الشمال متجهًا لكينجز لاندنج لتسلم مهام يد الملك “في المرة القادمة التي نرى فيها بعضنا البعض، سنتحدث عن والدتك، أعدك”، يقول ذلك نيد لجون الذي يتجه لاحقًا إلى الجدار، ولا يرى الثنائي بعضهما بعضًا مرة أخرى، إذ يتم قطع رأس نيد ستارك في كينجز لاندنج، بينما ينخرط جون في حربه ضد الوايتووكرز، على مدار الكتب التالية.
وعلى الرغم من أن نيد لا يخبر جون أبدًا عن والدته، إلا أن “صراع العروش” مليئة بالتنبؤات بما سيحدث؛ حيث حكايات عن رايجار تارجاريان تزعم أنه اغتصب عمة جون، ليانا ستارك، في مقابل قصة أخرى حول حب جمع بين رايجار وليانا، ومع هذه القرائن عبر صفحات الكتاب ظهرت أول نظرية حول حقيقة نسب جون سنو إلى رايجار وليانا، فكانت تلك النظرية هي الأكثر شعبية بين قراء “أغنية الجليد والنار” على مدار عقدين من الزمن، وحتى عندما تم تحويل الروايات إلى مسلسل تلفزيونى من إنتاج شبكة HBO، كانت النظرية الأكثر شعبية بين عشاق المسلسل.
وقد تم الكشف عن تلك الحقيقية بنهاية الموسم السابع من المسلسل وقد اصطدم بها صديق جون العزيز صامويل تارلي خلال قراءته لأحد الكتب التي سرقها من “القلعة” مع جيلي، وقد أكد بران تلك الحقيقة برؤية رأها باعتباره الغراب ذي الثلاثة أعين، ليُعلم سام جون بتلك الحقيقية بنهاية الحلقة الأولى من الموسم الثامن حول كونه “أيجون تارجاريان السادس من اسمه، سيد الممالك السبع وحامي الرعية”.
أقرأ أيضًا: مسلسل “عندما يكتمل القمر”، “الإنس والجن” على الطريقة السعودية!
في هذا المقال نستعرض معكم تاريخ خمسة ملوك حكموا ويستروس باسم أيجون، وفقًا لما ذكرته حولهم مدونة A Wiki Of Ice and Fire، ولاحقًا كتاب “الدم والنار” Fire & Blood الذي أصدره مارتن نهاية العام الماضي ويحكي تاريخ حكم ملوك التارجاريان لويستروس.
1. أيجون تارجاريان الأول “الفاتح”
ولد أيجون في دراجنستون قبل 27 عامًا من الفتح، لوالده أيرون تارجاريان ووالدته فالينا فاليريون، فكان الأول من اسمه، وأول من حكم الممالك السبع _رغم أنه لم يُخضع وقتها سوى ستة منها_ وأول من جلس على العرش الحديدي، وقد عُرف تاريخيًا باسم أيجون الفاتح وأيجون التنين، وهو المؤسس لسلاسة التارجاريان الحاكمة لويستروس.
وفقًا لتقاليد فاليريا القديمة، فقد تعين على أيجون الزواج من إحدى أختيه فيسينيا وراينيرا، ولكنه بدلاً من اتخاذه لزوجة واحدة منهما فقد تزوج الاثنين، وقد طالب أيجون قبل زواجه ببالريون “الرعب الأسود” ليصبح تنينه الخاص.
أخذ اهتمام أيجون بويستروس يتنامى بعد نهاية ما عُرف بـ”القرن الدموي” الذي أعقب سقوط فاليريا وتبعه حالة من الفوضي نشبت في قارة إيسوس، فكانت لديه طاولة خشبية ضخمة في قلعة دارجنستون منحوته على شكل خريطة ويستروس وقد برزت الممالك السبع على سطحها، إلا أن أيجون قد أمر بعدم رسم حدود بين تلك الممالك على طاولته؛ إذ كان يحلم بأن تصبح ويستروس مملكة واحدة، وقد تحول ذلك الحلم إلى حقيقة عندما أراد الملك أرجيلاك دوراندون حاكم ستورمز إند أن يصنع زواج تحالف بين أيجون وابنته الوحيدة الأميرة أرجيلا.
عرض أرجيلاك على أيجون جميع الأراضي الواقعة شرق منطقة عين الآلهة من الثالوث إلى مخاضة المياه السوداء مهرًا يدفعه لهذا الزواج، على الرغم من أن الأراضي التي عرضها أرجيلاك لا تنتمي إليه، وقد أراد من وراء هذا الزواج صد خطر هارينهال عن مملكته، إلا أن أيجون رفض العرض معلنًا أنه ليس بحاجة لزوجة ثالثة، وبدلاً من ذلك عرض أن يتم زواج التحالف بين أرجيلا وصديقه المقرب وشقيقه غير الشرعي أوريس بارثيون مقابل الأرض، إلا أن أرجيلاك أعتبر ذلك العرض إهانة، وفوق ذلك قام بقطع يدي مبعوث أيجون وأرسلهما إليه في دراجونستون، الأمر الذي جعل أيجون يستدعي أعضاء مجلسه، وبعد ستة أيام من المشاورات أرسل أيجون الغربان إلى كل حاكم في ويستروس، مطالبًا بالعرش.
هبط أيجون بجيشه على الساحل الشرقي لويستروس عند مصب مخاضة المياه السوداء، حيث بنى الحصن الخشبي الذي تحول لاحقًا إلى الرد كيب، وقد استسلم له آل روبسي وستوكورث، بينما هزم آل موتوون وداركلين بسرعة في المعركة الأولى، وقد استخدم أيجون وراينيرا وفيسينيا تنانينهم الثلاثة باليريون وميراكسس وفيجار لغزو و إخضاع ستة من ممالك ويستروس السبع، باستثناء دورن التي أعلنت الحرب والتمرد على حكم أيجون، فكان فتحها عصيًا عليه، بينما أعلن أيجون أراضي النهر منطقة منفصلة عن جزر الحديد، ووضعها تحت حكم آل تالي.
اختار أيجون بداية حكمه ليصبح اليوم الذي باركه فيه السبت الأعلى في أولد تاون وأعلنه ملكًا للممالك السبع، وقد اتخذ أيجون من حصنه الخشبي مقرًا لحكمه وأخذت العاصمة كينجز لاندنج تنمو حوله، بينما أخذ سيوف أعدائه ممن هزموا أو استسلموا له، ليصهرها تنينه باليريون بلهبه صانعًا العرش الحديدي، الذي كان أيجون أول من يجلس عليه.
أقرأ أيضًا: أفضل أفلام جاكي شان: الساحر الصيني الذي أبهر الغربيين فمنحوه الأوسكار عن حب
2. أيجون تارجاريان الثاني
كان أيجون الثاني هو سادس ملوك آل تارجاريان يجلس على العرش الحديدي، خلفاً لوالده فسيريس الأول بصفته ملكًا للممالك السبع. وقد تنازع أيجون وأخته غير الشقيقة الأميرة راينيرا من أجل الفوز بالعرش الحديدي في الحرب الأهلية، المعروفة بـ”رقصة التنانين”، والتي توفي بسببها كل منهما.
تزوج أيجون من أخته الأميرة هيلينا تارجاريان، والتي رزق منها بثلاثة أطفال، لكن لم يُكتب لأحد منهم العيش ليبلغ سن الرشد، وقد كان تنينه هو سن فاير الذهبي، وهو ما دفعه ليتخذ لنفسه شعرًا من تنين ذهبي يعتليه هو، بدلاً من تنين آل تارجاريان الأحمر ذي الثلاثة رؤوس.
حظي والد أيجون، الملك فسيريس الأول بثلاثة أبناء من قِبل زوجته الأولى الملكة إيما آرين، إلا أن اثنين منهما قد ماتا في طفولتهما ولم ينجو سوى الأميرة راينيرا، التي أعلنها الملك وريثة لعرشه حىن بلغت سن الرشد، وذلك بسبب عدم وجود ابنًا لخلافته، وقد أخذ فسيريس في رعاية ابنته وإعدادها لاعتلاء العرش، فعلمها كيف تحكم وجعلها جزءًا من مجلسه الصغير، وبعد وقت قصير من وفاة أمها، وفد المئات من الأمراء والفرسان المهرة لأداء اليمين للدفاع عن حقها في الخلافة. إلا أنه بعد عام واحد من تلك الواقعة تزوج الملك مرة أخرى من السيدة أليسنت هايتور، والتي أنجبت له ابنًا هو أيجون، والذي سمي تيمنًا باسم أيجون الفاتح، كما أنجبت الملكة أليسينت ولدين آخرين هما أيمون ودايرون، وكذلك ابنة اسمتها هيلينا، ولكن على الرغم من أن الأبناء الثلاثة من الذكور، ظلت رينيرا وريثة العرش خليفة لأبيها، وهو ما تركه الملك فسيريس في وصيته.
لم تتفق الملكة أليسينت مع قرار زوجها بتسمية راينيرا وريثة للعرش بدلاً من ابنها أيجون، وقد قام الملك فسيريس بتجريد السير أوتو هايتاور، والد الملكة أليسينت، من منصبه كيد الملك بسبب حثه المستمر للملك فسيريس لتسمية أيجون كوريث للعرش، ولكن عندما فشلت محاولاته في إقناعه للقيام بغير ذلك، حاولت أليسينت إقناع زوجها بتزويج راينيرا وأيجون، إلا أن فسيريس لم يوافق على ذلك الاقتراح لأن راينيرا كانت أكبر من أخيها بعشرة أعوام، وقد أدرك الملك حينها أن أليسينت إنما اقترحت ذلك لضمان العرش لابنها، وهو ما دفعه إلى تزويج راينيرا إلى السير لينور فاليريون، وريث دريفتمارك بدلاً من ذلك.
وقد بدأ العلاقات بين اللوردات تتوتر في البلاط الملكي، إذ انضم بعد اللوردات إلى صف راينيرا، بينما اتخذ الأغلبية صف أليسينت مفضلين القوانين التي أقرها المجلس العظيم الذي عُقد عام 101 من الفتح، معلنين أن العرش الحديدي لا يمكن أن ينتقل إلى امرأة، وسرعان ما أصبح الحزبان يُعرفان باسم “الخضر” و”السود”، تيمنًا بلوني الثوبين اللتين ارتدتهما كلتا الملكتين في إحدى الولائم؛فيمثل “الخضر” مؤيدي أيجون كوريث للعرش، في حين أن “السود” يمثلو داعمي راينيرا.
عندما بلغ الأمير أيجون عامه الـ13، أعتلي تنينه سن فاير، وبعد مدة قصيرة توفي زوج راينيرا وهو ما دفعها إلى الزواج من شقيق الملك فسيريس الأول الأمير ديمون، وقد أنجبت منه ابنًا آخر اسمته أيجون (يصبح لاحقًا أيجون الثالث وريث العرش). عندما توفي الملك فسيريس، كانت الأميرة راينيرا لا تزال وريثة للعرش، وقد أخفى “الخضر” نبأ وفاته حتى لا يطير الخبر إلى دراجنستون مقر إقامة راينيرا، ليتثنى لهم تنصيب أيجون ملكًا، وقد رفض أيجون الأمر في البداية، إلا أن اللوردات استطاعوا إقناعه بأنه في حالة تولي راينيرا العرش، سيتم إعدامه هو وإخوته؛ ولولا ذلك لما أخذ أيجون التاج.
وبعد إعلان وفاة الملك، وتنصيب أيجون خليفة له، استطاع أحد فرسان الحرس الملكي الهرب إلى دراجنسون مع تاج الملك فسيريس الأول لمنحه للملكة راينيرا، إلا أن الأخيرة رفضته مطالبة بتاج أيجون الفاتح، الذي وضعه أيجون الثاني، وقد دعمته العائلات الكبيرة في ويستروس، وعلى رأسها آل لانستر وآل براثيون.
وفور سماع أيجون بتتويج راينيرا، أمر بإحضار رأسها ورأس الأمير ديمون، إلا أن الجراند مايستر أورويل تمكن من إقناعه بإعطاء شروط سلام لراينيرا، ومع ذلك، رفضت راينيرا الشروط، مما أثار غضب أيجون، وقد انقسم العالم وقتها إلى قسمين حيث كان الخضر والسود يتقاتلون من أجل العرش الحديدي، وبدأت الحرب الأهلية المعروفة باسم “رقصة التنانين”.
وقد حارب أيجون الأميرة راينيرا، الملكة التي لم تكن أبدًا، وقتلها في سماء المعركة، وبخلاف ذلك، فقد تم تشويه تنينه سن فاير بشكل سيئ من قِبل تنين راينيرا المسمى ميليس، وقد أصيب أيجون نفسه بحروق غطت نصف جسده، كما كُسرت فخذه والعديد من أضلاعه، وقد ذاب ذراعه الأيسر، واستغرق الأمر عامًا كاملاً حتى يتعافى، فكان يتم غمر عقله بحليب الخشخاش، فكان ينام تسع ساعات من كل عشرة، ولم يُرفع من فراشه طوال عام كامل، ويقول البعض أنه صلى من أجل وفاته، ولم يُسمح سوى لأمه الملكة أليسينت، ويده سير كريستون، بإقلاق راحته، وقد ظل يتعذب لبقية حياته ونصف جسده مغطى بالندوب المحترقة.
3. أيجون تارجاريان الثالث
كان أيجون الثالث، والمعروف أيضًا باسم أيجون الصغير، وفيما بعد أيجون سيئ الحظ وأيجون التعس، والملك المكسور، ولعل أشهر الألقاب كان أيجون قاتل التنين، سابع ملوك آل تارجاريان يجلس على العرش الحديدي، خليفةً لعمه أيجون الثاني، بعد نهاية رقصة التنانين، وقد نصبه على العرش أنصار أمه الراحلة راينيرا تارجاريان، ويحسب له أنه حافظ على الممالك متحدة في أعقاب انقسامات الحرب الأهلية بمساعدة شقيقه الأمير فسيريس، الذي أعلنه أيجون في نهاية المطاف يد الملك.
وُلد أيجون للأمير ديمون والأميرة راينيرا تارجارين، وقد سمي تيمنًا باسم أيجون الفاتح، وبعد عامين من ولادة أيجون، أنجبت راينيرا ولدًا آخر هو فسيريس، وقد عاش أيجون مع والدته وأخيه في دراجونستون، مقر أجداد بيت تارجاريان ومقر والدته أميرة دراجونستون، وقد حظي أيجون عندما كان طفلاً بتنينه ستورمكلود، الذي قُتل مع بقية التنانين أثناء الحرب الأهلية.
عند وصوله للعرش في كينجز لاندنج، أصر الملك أيجون الثاني على أن ينتهي نسل راينيرا مع أيجون الصغير، مما جعل أفكار مثل انضمامه إلى حرس الليل أو إخصائه لمنعه من الإنجاب تبرز على السطح، بينما طالب اللورد تايلاند لانستر بإعدام أيجون الصغير، ولكن اللورد لاريز سترونج استطاع إقناع الملك أيجون الثاني بالموافقة على خطبة الأميرة جايهاير لأيجون الصغير، وتسميته وريثًا للعرش، وبعد انتهاء الحرب يمكن إعادة النظر في ذلك الوضع، وهو ما جعل الأمير الصغير يصير أسيرًا لعمه لمدة نصف عام بعد وفاة والدته، وخلال تلك الفترة واصل أنصار والدته القتال ضد الملك أيجون الثاني وأتباعه، حتى قُتل الملك أيجون الثاني في نهاية المطاف على أيدي رجاله، وقد خرج اللورد كورليس فاليريون والأمير أيجون من المدينة وقد حملا راية الاستسلام للتنازل عن العرش لجيش اللورد كيرميت تالي، الذي حاصر المدينة.
ورث أيجون الصغير العرش وسمي بأيجون الثالث، وقد اعتلى العرش وهو بسن الـ11، وخلال السنوات الخمس التالية لذلك حكم المملكة يد الملك ومجلس المستشارين، وقد حدثت العديد من المخططات والمؤامرات السياسية والاغتيالات في تلك السنوات الخمس عندما قاتل الأوصياء والأيدي بعضهم البعض من أجل الاستيلاء على السلطة، وفي يوم ميلاده الـ16، اقتحم الملك اجتماع المجلس الصغير، وقد خلع يده وبقية أعضاء المجلس، وهو ما جعلهم يناصبوه العداء.
رغم الإصلاحات العديدة التي قام بها أيجون الثالث بمساعدة أخيه فسيريس، فقد اعتبر أيجون ملكًا مكسورًا، حكم حكمًا مكسورًا، فظل حزينًا حتى نهاية أيامه، ووجد متعة في اللا شيء تقريبًا، و غالبًا ما يُلقى عليه اللوم في وفاة آخر تنين، إذ كان يعاني من كره شديد للتنين الأخير بعد الوفاة المأساوية لتنينه ستورمكلود ولأنه شاهد والدته تلتهما نيران سن فاير، وقد مات التنين الأخير خلال فترة حكمه، وقد أصبح أيجون الثالث يُعرف من وقتها باسم “أيجون قاتل التنين”، وبناءً على دعوة من شقيقه فسيريس، أحضر أيجون تسع مشعوذات من إيسوس في محاولة لفقس مجموعة من بيض التنين باستخدام السحر، لكن انتهت التجربة بالفشل.
أقرأ أيضًا: “عشاق رغم الطلاق”.. دراما كويتية جريئة تتصدر قوائم الترند
4. أيجون تارجاريان الرابع
كان أيجون الرابع، المعروف باسم أيجون الفاسد أو غير الجدير، هو الحادي عشر من بين ملوك آل تارجاريان جلوسًا على العرش الحديدي، ويعتبر أحد أسوأ ملوك التارجاريان، إذ أنجب العديد من الأبناء غير الشرعيين، وقد منحهم الشرعية وهو على فراش الموت، الأمر الذي أدى إلى إشعال ما عُرف تاريخيًا باسم ثورات “بلاكفاير” الخمسة.
كان أيجون حاكمًا فاسدًا منغمسًا في ملذاته ونزواته، ولكونه جذابًا فقد كان يتمتع بشعبية لدى النساء، وكان لديه ما يصل إلى تسع عشيقات والعديد من الأبناء غير الشرعيين، فكان يحصل على أي امرأة يريدها، سواء كانت متزوجة أم لا، وقد بدأ حكم أيجون يسوء بسبب أفعال صغيرة كان وراءها المتعة، وفي الوقت الذي كانت شهيته لا تعرف حدودًا، أدى فساده وقمعه إلى عواقب من شأنها أن تطارد أجيالاً كاملة، فقد ملأ بلاطه برجال ليسوا من النبلاء أو الحكماء أو حتى الصادقين، فكانوا ممن تملقوه ليكسبوا وده، وقد ارتكبت نساء البلاط الشيء نفسه عندما تركوه يُهلك شهواته على أجسادهم. كما أنه صادر أملاك اللوردات وحرم أخرين من استلام ميراثهم للاستيلاء على ثرواتهم، ومن ناحية أخرى فقد كان يهدي الكنوز التي لا تقدر بثمن إلى اللوردات الذين تملقوه، فتقول الشائعات أنه في إحدى رحلاته العديدة قدم بيضة تنين كهدية إلى اللورد بوترويل.
ولعل إحدى القرارات التي أدت إلى زعزعة حكم أيجون الرابع كانت منحه “بلاكفاير” السيف الفاليري المملوك للملك أيجون الفاتح، والذي حمله من بعده ملوك التارجاريان كتقليد لأحد أبنائه غير الشرعيين المدعو ديمون بدلاً من ابنه دايرون، وذلك عندما منح ديمون لقب فارس وهو بعمر الثانية عشرة، وقد اعترف به رسميًا باعتباره ابنه، الأمر الذي جعل البلاط يتحدث عن احتمالية وراثه ديمون للعرش بدلاً من دايرون.
وفي السنوات القليلة المتبقية من حكم أيجون الفاسد، أصبح وريثه دايرون أحد أكبر العقبات أمام حكمه؛ ففي حين رأى بعض الأمراء مصلحتهم في وجود ملكًا منغمسًا في ملذاته مثل أيجون، فإن كثيرين ممن أدانوا سلوك الملك توافدوا على دايرون، وعلى الرغم من كل التهديدات التي مثلها دايرون على حكم والده، لم يتبرأ أيجون من ابنه رسميًا، وتختلف الروايات حول السبب، والأكثر ترجيحًا هو أن أيجون كان يعلم أن قبضته على عرشه لن تكون آمنة إذا تبرأ من ابنه، فقد يعني ذلك حربًا أهلية، إذ أن العديد من اللوردات ممن طفح كيلهم بسبب فساد أيجون سيدافعون عن حق دايرون، وعلى رأسهم آل مارتيل، ويرجع ذلك إلى حقيقة أن دايرون كان متزوجًا من الأميرة ماريا مارتيل.
ومثل العديد من ملوك التارجاريان، كان أيجون مهووسًا باستعادة التنانين، ولكن بدلاً من محاولة إحياء التنانين الميتة كما فعل أسلافه، تحول أيجون إلى البيرومانسرات _الذين صنعوا النار الشعواء خلال أحداث المسلسل_ وأمرهم ببناء تنانين له، فكانت النتيجة سبع وحوش خشبية وحديدية، مزودة بمضخات لإطلاق النيران، وعند الانتهاء من بنائها أمرهم أيجون بالتحرك بتلك الوحوش لغزو دورن، ولكن أمام غياب التكتيك العسكري عن خطة الغزو، وصعوبة نقل تلك الوحوش، فشل الغزو، وأحترق المئات من الرجال داخل تلك الوحوش الخشبية، وبعد هذا الإذلال لم يتحدث أيجون عن غزو دورن مرة أخرى.
انتهى عهد الملك غير الجدير وهو في الـ49 من عمره، عندما أصبح يعاني من السمنة المفرطة لدرجة أنه لم يعد قادرًا على المشي، حتى أن البعض تساءل كيف يمكن لعشيقته الأخيرة معانقته، وقد مات أيجون ميتة شنيعة وقد انتفخ جسده وتعفنت أطرافه، وأعلن المايسترات وقتها أنهم لم يروا مثل ذلك من قبل، وقد كان مرسوم أيجون الأخير الذي شرع فيه جميع أبنائه غير الشرعيين سببًا في إشعال الفتنة لخمسة أجيال كاملة للمطالبة بالسيف “بلاكفير” من أجل الفوز بالعرش الحديدي.
أقرأ أيضًا: رغم رحيله منذ 3 سنوات.. “وائل نور” يشارك في سباق دراما رمضان!
5. أيجون تارجاريان الخامس
كان أيجون الخامس هو الملك الـ15 بين ملوك آل تارجاريان جلوسًا على العرش الحديدي، وقد عُرف باسم أيجون سيئ الحظ، ويمكن لقراء أعمال ر. ر. مارتن التعرف عليه من خلال سلسلة روايات “حكايا دونك وإيج”، حيث ظهر خلالها أيجون كمُرافق للفارس سير دونكان الطويل قبل أن ينال رُتبة الفارس.
ولد أيجون الخامس باعتباره الابن الرابع بين الذكور والخامس في ترتيبه للأمير آنذاك ميكار تارجاريان وزوجته ديانا داين، وقد كان أيجون يمتلك بيضة تنين تجمع بين اللونين الأخضر والأبيض، وضعت في مهده عندما كان طفلاً رضيعًا.
تزوج أيجون من الليدي بيتا بلاكوود، ولم يجد هذا الزواج معارضة وقتها بسبب الاحتمالات الضعيفة في خلافة أيجون لأبيه في ولاية العرش، ولكن مع وفاة ميكار، لم يكن من الواضح من ينبغي له أن يصبح ملكًا، إذ أن اثنين من الإخوة الأكبر في أيجون قد ماتا قبل والده، لذلك تم عقد مجلس لاختيار الملك، وبدا وقتها أن أيجون هو الخيار المنطقي، إلا أن العديد من اللوردات اعتبروه “نصف فلاح” بسبب شبابه الذي قضاه بين العامة عندما كان مُرافقًا للفارس الجوال، وأقترح البعض توليه الأخ الأكبر أيمون_ لاحقًا يصبح المايستر أيمون قيم القلعة السوداء على الجدار خلال أحداث المسلسل_ لكنه يرفض قائلًا إنه يجب إعطاء التاج إلى أيجون، وتم تتويج أيجون الخامس كحاكم للممالك السبع وهو بسن الـ33 من عمره.
يبدأ أيجون الخامس حكمه باعتقال اللورد برايندن ريفرز يد الملك _البلود رايفن الذي يلتقيه بران خلال أحداث المسلسل_ لقتله آينيس بلاكفاير، إذ عرض برايندن عليه طريقًا آمنًا لويستروس لحضور المجلس الكبير لاختيار الملك، على اعتبار أن آينيس أحد المطالبين بالعرش كما فعل سابقوه من أنغال أيجون الرابع من متمردي البلاكفاير، إلا برايندن أعدمه عندما وصل إلى العاصمة. وقد اضطر أيجون إلى معاقبة برايندن لإثبات أن كلمة العرش الحديدي لها قيمتها ويجب أن تحترم، رغم سعادة الجميع أن العرش لم يشهد صراعًا من أجل الفوز به. يسمح أيجون لبرايندن ريفرزير أن ينضم لحرس الليل على الجدار، وينضم إليه أيمون شقيق الملك كذلك لمنع أي مؤامرات قد يشعلها الأول ضد العرش على الجدار.
بدأ عهد أيجون خلال فصل الشتاء القاسي الذي استمر من عام 230 حتى عام 236 من الفتح، وقد أرسل أيجون وقتها شحنات هائلة من المواد الغذائية والحبوب لمساعدة سكان الشمال، وعلى الرغم من وجود من شعروا أنه قدم الكثير من المساعدات. شهدت نهاية فصل الشتاء عودة أتباع البلاكفاير، وقد قاد ذلك التمرد ديمون الثالث بلاكفاير وحاول الاستيلاء على العرش الحديدي بمساعدة الفرقة الذهبية من إيسوس،إلا أن أيجون استطاع إنهاء ذلك التمرد.
وقد انتهي حكم أيجون الخامس بما عُرف بمأساة سمرهول في عام 259م، وإذ احترقت قلعة سمرهول بسبب محاولات أيجون في فقس بيض التنين لإعادته إلى العالم مرة أخرى، وقد توفي نتيجة ذلك الحادث أيجون الخامس نفسه وابنه الأمير دونكان الصغير، وكذلك صديقه اللورد قائد الحرس الملكي السري دونكان الطويل، وقد خلف جهيريس الثاني أبيه أيجون الخامس في ولاية العرش.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.