فيلم Florence Foster Jenkins… حينما يمتزج الأداء التمثيلي السلس بالكوميديا الراقية
4 د
حينما شاهدت الإعلان الترويجي لـ فيلم Florence Foster Jenkins، ظننت أنه سيكون فيلمًا مملًا يدور حول إحدى مغنيات الأوبرا الفاشلات… ولكنني كنت مخطئة فالفيلم ممتع للغاية وستأسرك كوميديا الموقف منذ المشهد الأول!
الفيلم من بطولة ميريل ستريب وهيو غرانت وسيمون هيلبرج ومن تأليف نيكولاس مارتن ومن إخراج البريطاني ستيفن فريرز وتم عرضه في صالات العرض السينمائي في أغسطس 2016، وحصل على تقييم مرتفع في IMDB ولكن بالرغم من إشادة النقاد بالفيلم إلا إنه حقق إيرادات متواضعة.
قصة حقيقية
الفيلم مأخوذ من قصة حياة فلورنس فوستر جنكينز سيدة المجتمع الأمريكية التي اهتمت طوال حياتها بإثراء عالم الموسيقى والغناء، وكانت المؤسس لنادي فيردي الذي يهتم بالأساس بفن الغناء الأوبرالي بمدينة نيويورك والذي يضم أكثر من 400 عضو.
ولدت فلورنس فوستر جنكنيز في بنسلفانيا بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1868، ظهر شغفها بالموسيقى منذ الصغر وعزفت أمام الرئيس الأمريكي وهي ما تزال في السابعة من عمرها، وطلبت من والدها دراسة الموسيقى ولكنه رفض، فقررت الهرب والزواج من فرانك جنكينز إلا أنها سرعان ما اكتشفت إصابتها بمرض الزهري الذي انتقل إليها من زوجها وهي مازالت شابة صغيرة.
كان لدى فلورنس حلم بأن تكون مغنية أوبرا معروفة خاصة بعد انهيار حلمها بأن تكون عازفة بيانو بعد وصول المرض إلى يديها، وعلى الرغم من رداءة صوتها وتواضع قدراتها الغنائية استطاعت فلورنس أن تكون بمثابة ظاهرة موسيقية خاصة في الوسط الغنائي!
” الناس قد يقولون إنني لا أستطيع الغناء ولكن لا أحد أبدًا ينكر أنني قد غنيت”
وفي السادسة والسبعين من عمرها… قررت فلورنس تأجير قاعة كارنيجي لتقديم عرضها الغنائي الأول أمام الجميع، وضمت القاعة أكثر من 2000 فرد لتتلقى بعدها العديد من الانتقادات وصلت إلى حد السخرية اللاذعة، وبعد خمس أيام من الحفل، أصيبت فلورنس بأزمة قلبية وتوفت بعد شهر في نوفمبر 1944.
أداء تمثيلي سلس
ليس جديدًا على ميريل ستريب أن تبهرنا كعادتها في تجسيد الشخصيات وخاصة على صعيد السير الذاتية ولكن الأداء هذه المرة مختلف عن دورها كجوليا تشايلد في Julie & Julia أو مارجريت تاتشر في The Iron Lady … فالشخصية مبهجة في حد ذاتها وتتمتع بقدر كبير من الطاقة الايجابية والتفاؤل والإصرار وبالتأكيد خضعت للعديد من التدريبات الصوتية لكي تستطع الغناء بشكل يحاكي رداءة صوت فلورنس!
أما هيو غرانت… فقد أجاد القيام بدور الممثل البريطاني سانت كلير بايفيلد مدير أعمال فلورنس والذي ارتبطت به بعد طلاقها، حيث اتخذت تلك العلاقة ملامح أفلاطونية واستمرت لأكثر من ثلاثين عامًا، واستطاع غرانت تقديم التناقضات في شخصية بايفيلد بكل أريحية مع الحفاظ على روح الكوميديا طوال الفيلم، فهو يهدهدها كالطفل الصغير حتى النوم ثم يذهب إلى عشيقته التي تعلم فلورنس بأمرها!
كما قدم الممثل سيمون هيلبرج في دور كوزمو ماكمون العازف المصاحب لفلورنس أداءً كوميديًا مميزًا مختلف عن أداءه المعروف في مسلسل The Big Bang Theory.
كوميديا راقية
لن تتمالك نفسك من الضحك طوال مشاهدتك للفيلم، ستجد نفسك أمام سيل من المواقف الكوميدية المتتالية، فمجرد سماعك لغناء السيدة فلورنس – ميريل ستريب – سيجعلك تنهار من الضحك، فلن تتوقع أن يكون صوتها بمثل هذا السوء، وهناك أيضا محاولات شريكها بايفيلد في التخلص من أي منتقد لها بأي ثمن حتى أنه قام بشراء كل نسخ جريدة نيويورك بوست في الحي حتى لا تقرأ ما كُتب بها من نقد!
تعبيرات وجوه الممثلين وردود أفعالهم كفيلة بأن ترسم على وجهك الابتسامة وخاصة تعبيرات وجه الممثل سيمون هيلبرج أثناء التدريبات الصوتية للسيدة فلورنس.
لن تجد في الفيلم مشاهد تم إقحامها من اجل إضفاء الطابع الكوميدي بل ستجد أداء كوميدي عفوي من الممثلين.
الملابس والإضاءة
لا يمكن أن تشاهد فيلم Florence Foster Jenkins دون ملاحظة أزياء السيدة فلورنس المبهرجة والتي ذكرتني بمنيرة المهدية سلطانة الطرب في بدايات القرن الماضي.
ربما لست أفضل من يتحدث عن الإضاءة لكنني شعرت أن إضاءة الفيلم متناغمة مع أحداثه فهي إضاءة مشرقة تشبه روح فلورنس المبهجة القوية.
في النهاية إذا كان لديك الفضول في سماع صوت السيدة فلورنس الحقيقي… فإليك إحدى أغانيها المسجلة:
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.