أفلام أجنبية تحدثت عن العرب بصورة جيدة وأنصفتهم في محتواها
6 د
وهذا الفكر إن دل على شيء فإنما يدل على حالة من التعالي والغرور، بل والعنصرية أحيانًا التي تقودها بعض أفلام هوليوود والأفلام الغربية ضد العرب، وهي تكون إما بتوجهات من سياسة هذه الدول، أو بالنظرة التي يسعى صناع هذه الأفلام إيصالها للعالم عن الشعوب العربية، أو بسبب جهل هؤلاء الصُناع بطبيعة الحياة الحالية للدول العربية، وما توصلوا له من تطور، أو حتى معرفتهم بالشخصية العربية، التي تختلف تمامًا عن تلك الصفات التي يحاولون وصمها بها.
وكذلك عدم فهمهم الكافي للثقافة العربية، وتركيبتها وعاداتها على الصعيد الاجتماعي، أو في الحياة العامة، وهذا راجع أيضًا لعدم وجود التواصل الكافي بين المجتمعات العربية والغربية، وإن كان الأمر اختلف بشكل كبير بعد ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، التي جعلت العالم كله قرية صغيرة.
ولكن على الجانب الآخر، وبشكل محدود، ظهرت بعض الأفلام الأجنبية، التي تحدثت عن العرب بصورة مختلفة عن الصورة التي صدرتها هوليوود في أغلب أفلامها عن العرب، فجاءت هذه الأفلام لتنصف العرب لدى قطاع كبير من المواطنين في هذه الدول الغربية، وتحاول توصيل الصورة الحقيقية عن الشعوب والمجتمعات العربية، والتحدث عنهم بشكل جيد.
وفي هذا المقال، تقدم لك “أراجيك” أبرز الأفلام الأجنبية التي -رغم إنتاجها الضئيل- أظهرت العرب بصورة جيدة، سواء بأخلاقهم الحميدة، أو بتعرضهم للعنصرية من الغرب، ومعاناتهم من ويلات الحروب التي قامت بها هذه الدول ضدهم.
Green Zone “المنطقة الخضراء”
فيلم أمريكي حربي أكشن، إنتاج عام 2010، والفيلم يتناول الحرب الأمريكية على العراق، ولكن هذه المرة يحاول إنصاف الجانب العراقي، من خلال ضابط أمريكي يُدعى “روي ميلر”، وهو مُكلف بالكشف عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، لكنه يعجز عن العثور عليها، ويشعر بالتناقض في المعلومات الواردة من البنتاجون، ووكالة الاستخبارات الأمريكية حول هذا الموضوع.
فيبدأ بالتشكيك في حقيقة هذه المعلومات ومدى صحتها، والتي تفيد بوجود هذه الأسلحة في عدة مناطق بالعراق، إلا أن أحد الضباط بوكالة الاستخبارات الأمريكية يخبره بكذب هذه المعلومات، وأنه ما من وجود لأسلحة الدمار الشامل في العراق.
كما أن الفيلم أوضح السبب خلف الغزو الأمريكي، من خلال آخر مشهد في الفيلم والذي يظهر فيها “ميلر” وهو في سيارة عسكرية مع مجموعة من زملائه، وهم يتوجهون لأحد آبار البترول العراقية، لينتهي الفيلم مع السبب الحقيقي لغزو أمريكا للعراق وهو النفط.
الفيلم مأخوذ عن كتاب بعنوان “حياة إمبراطورية في مدينة الزمرد”، للمؤلف “راجيف تشاندراسيكاران”، وصُورت أحداثه في عدة دول منها المغرب، وهو من إخراج “بول جرينجراس”، وسيناريو “برايان هيلجيلاند”، وقام ببطولته كل من النجوم: “مات ديمون”، “جريج كنير”، “إيمي رايان”، و”براندن جليسن”، وحصل الفيلم على تقييم 6.8 من 10 على موقع IMDb الشهير.
Cairo Time “وقت القاهرة”
فيلم “كايرو تايم” أو “وقت القاهرة” هو فيلم مستقل، إنتاج مشترك بين كندا وأيرلندا ومصر، صدر عام 2009، واستطاع حصد جائزة أفضل فيلم كندي في مهرجان تورنتو السينمائي.
الفيلم يحكي عن سيدة تُدعى “جولييت جرانت”، تسافر إلى مصر لأول مرة، حيث يعمل زوجها “مارك” ضمن فريق الأمم المتحدة في قطاع غزة، لذلك تسافر إلى القاهرة لمقابلته، إلا أنه لظروف عمله يطلب من صديقه “طارق خليفة” الذي يعيش في مصر، الاعتناء بزوجته، ريثما يعود من سفره، ومع “طارق”، ترى “جولييت” عالم جديد عليها وهو عالم القاهرة الساحر، فتتجول في الشوارع والأزقة، وتجلس في أحياء القاهرة القديمة، وتقابل سكان القاهرة، وتمضي بها وقتًا رائعًا مع “طارق” مما يجعلها تقع في حبه.
والفيلم يظهر جمال القاهرة، وطبيعة سكانها، ومدى تفاعلهم الرائع مع إحدى السائحات، بعكس ما تظهره أفلام أخرى تتحدث عن مصر والقاهرة، بأنها مجرد صحراء، وأن سكانها يمتطون الجمال حول الأهرامات.
الفيلم من إخراج “ربى ندا”، والتي قامت بكتابة السيناريو أيضًا بالتعاون مع “أتوم أجويان”، وقام ببطولته:”باتريسيا كلاركسون”، والممثل الإنجليزي سوداني الأصل “ألكسندر صديق”، “توم مكاموس”، و”إيلينا أنايا”، وحصل الفيلم على تقييم 6.6 من 10 على موقع IMDb، وتقييم 81% على موقع Rotten Tomatoes.
Kingdom of Heaven “مملكة السماء”
واحد من أهم الأفلام الملحمية الأمريكية، ويتحدث عن الحروب الصليبية على البلاد العربية في أواخر حكم “بلدوين الرابع”، والصراع على القدس، والتي انتصر فيها “صلاح الدين الأيوبي”، وهو أحد الأفلام المُنصفة للعرب، حيث أظهر مدى شهامة العرب وتسامحهم، كما اعترف بالمذابح التي قام بها الصليبيون وقتلهم للعرب.
ويتناول الفيلم مدى التسامح الديني بين الإسلام والمسيحية، ويظهر ذلك في عدة مشاهد بالفيلم، والتي بها اعتراف واضح بما اقترفه الصليبين في حق العرب، ورد “صلاح الدين” بكل تسامح وعفو.
ولم يغفل الفيلم إظهار شخصية “صلاح الدين الأيوبي”، القائد العربي، الشجاع، القوي، شديد الذكاء، الذي يتمتع بأخلاق النبلاء والفرسان، ويمتاز بالعدل والحكمة، والأخلاق النبيلة من تسامح وكرم وشهامة، على عكس قادة الحملات الصليبية الذين لا يعبرون عن المسيحية، وإنما جاءوا لأرض العرب بهدف احتلالها وتحقيق أطماعهم الشخصية.
الفيلم حربي إنتاج عام 2005، وقد نال إشادة واسعة من قبل الجمهور والنقاد، كونه يتناول هذا الجانب من التاريخ الغربي بمنتهى الحيادية والإنصاف، وهو من إخراج “ريدلي سكوت”، وسيناريو “ويليام موناهان”، وقام ببطولته: “أورلندو بلوم”، “ليام نيسون”، “غسان مسعود”، “إيفا جرين”، “جيرمي آيرنز”، و”خالد النبوي”، وحصل الفيلم على تقييم 7.2 من 10 على موقع IMDb.
أقرأ أيضًا: مسلسلات أجنبية قصيرة رائعة .. استمتع بمشاهدتها في ليلة واحدة
Rendition “ترحيل”
فيلم أمريكي درامي مغامرة، صدر في 2007، يتعرض كذلك للظلم والعنصرية التي يواجهها العرب في الولايات المتحدة ودول أوروبا، والفيلم يدور حول مهندس أمريكي من أصل مصري يُدعى “أنور”، متزوج من سيدة أمريكية تُدعى “إيزابيلا”، ويقيم بالولايات المتحدة الأمريكية، أثناء عودته من المغرب إلى الولايات المتحدة، يُتهم بقضية قتل لدبلوماسي أمريكي مشهور، كان متواجدًا في نفس البلد.
ولكونه من أصول عربية، يُشار له بأصابع الاتهام، وتقوم الولايات المتحدة بإرساله إلى المغرب مرة أخرى، ليُستكمل التحقيق معه، لكنه هناك يتعرض للتعذيب من قبل المحققين، ويحاول أحد العملاء بوكالة الاستخبارات الأمريكية إيقاف ما يحدث معه، لكنه يفشل في ذلك، كما تفشل “إيزابيلا” في العثور على زوجها المفقود.
والفيلم يتناول العنصرية لأبناء العرب، وتوجيه الاتهامات لهم بالعنف والإرهاب، لمجرد أنهم يحملون أسماء عربية، أو لأن أصولهم تنتمي للعرب، إخراج الفيلم لـ “جافن هود”، والسيناريو “كيلي سين”، وقام بالبطولة النجوم:”جيك جيلنهال”، “ريس ويذرسبون”، “ميريل ستريب”، والممثل الأمريكي ذو الأصول المصرية “عمر متولي”، وحصل الفيلم على تقييم 6.8 من 10 على موقع IMDb.
American East “الشرق الأمريكي”
فيلم أمريكي مستقل، صدر في عام 2008، من إخراج “هشام الصاوي”، وسيناريو “هشام الصاوي”، و”سيد بدرية”، وبطولة “توني شلهوب”، “سيد بدرية”، “ألفري وودارد”، و”توني بلانا”، ويتناول الفيلم حياة العرب المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية عقب هجوم 11 سبتمبر، والمعاناة التي يواجهونها نتيجة العنصرية، وعدم فهم المواطنين الأمريكين لثقافتهم.
حيث يناقش الفيلم الصراع الذي يعيشه هؤلاء، من خلال قصة رجل مصري مهاجر يُدعى “مصطفى”، يمتلك مطعمًا في ولاية لوس أنجلوس، يتعرض للكثير من المشكلات بسبب اشتباه الشرطة المتكرر به، واتهامه بأنه إرهابي، فضلًا عن الصراع الذي يعانيه داخل أسرته، بسبب رغبة ابنه في التحول للديانة المسيحية، وكذلك قرار “مصطفى” بافتتاح مقهى آخر جديد، والمشكلات المترتبة على هذه الخطوة.
أقرأ أيضًا: مجلس شيوخ كاليفورنيا يتبع خطى الأوسكار: تنوع ملحوظ في بيئة العمل!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.