🎞️ Netflix

فيلم “حياة الماعز The Goat Life”.. كيف صورت نتفليكس واقع العمالة الهندية في السعودية؟ 

فيلم حياة الماعز
علي عمار
علي عمار

5 د

أسئلة كثيرة لا يمكن تجاوزها، وعلامات استفهامٍ، وتعجب، لا يمكن غض النظر عنها، تقتحمك وتعكر صفوك في أثناء مشاهدتك لفيلم شبكة "نتفليكس" الهندي "The Goat Life". ولعل السؤال الأبرز الذي يراودك، مع كل فيلم سينمائي ينتمي إلى أفلام الصراع من أجل البقاء على قيد الحياة هو؛ ما مصير الإنسان في حال النجاة؟ وما الذي يتبقى من إنسانيته بعد نيله الحرية؟ 

فالإنسانية خيار، وسلوك وأفعال تراكمية يعززها مقدار الإحساس بامتلاك الحرية والأخلاق. والتعرض للمصاعب واختبار المواقف الوحشية، قد يتسبب في تغيير سلوك الفرد، ويصبح أكثر عدوانية، وتقل الرحمة في قلبه. 

يتبنى "حياة الماعز" قضية حساسة، وشائكة، تتمحور حول موضوع العمالة الأجنبية في دول الخليج، ونظام الكفيل الذي تتم اساءة استخدامه من قبل بعض أصحاب العمل، واستغلالهم بقسوة ضمن بيئات العمل غير الصحية، وطبعًا لا يمكن تعميم هذه التصرفات على الجميع، ولكن مخرج الفيلم اختار التركيز على هذه القضية.

الفيلم مقتبس عن رواية حققت النجاح، بعنوان "أدوجيفيتام/ أيام الماعز"، لكاتبها "بيني دانييل" المشهور باسم "بنيامين"، عن المهاجر الهندي "نجيب محمد" ورحلته الشاقة في السعودية. 

ترى ما قصة ذلك العامل، ولماذا أثارت القصة غضب الشعب السعودي؟ وكيف صورت واقع الهجرة الهندية إلى الصحراء السعودية؟ 

سنعرف التفاصيل في هذا المقال مع "أراجيك فن"... 

  • بطاقة الفيلم 
  • إنتاج: 2024 
  • إخراج: بليسي
  • تمثيل: بريثفيراج سوكوماران، كاي آر غوكول، جيمي جين لويس، طالب البلوشي 
  • النوع: مغامرة، دراما 
  • تقييم الفيلم على موقع Rotten Tomatoes هو: 7.2/10

قصة الفيلم

فيديو يوتيوب

يجذبك "The Goat Life" لمتابعته من المشهد الأول، حيث يظهر رجل وهو يروي عطشه من حوض المياه الخاص بالأغنام، والأخيرة تقوم بنفس الفعل، معه. 

ذلك الرجل هو نجيب (بريثفيراج سوكوماران)، الذي أُجبِر على اختبار حياة العبودية من قبل كفيله، بعد أن ترك عائلته وباع ممتلكاته، للحصول على تأشيرة تتيح له السفر إلى المملكة العربية، بهدف تحسين وضعه المادي، فهو ينتظر وزوجته "ساينو" (أمالا بول) مولودهم الأول. 

ينجح ابن بلدة "كيرالا" بتأمين المبلغ، ويستعد للذهاب لملاقاة أحلامه الذهبية، بصحبة شاب طيب بسيط يدعى "حكيم" (كاي آر غوكول). 

جهلهم باللغة العربية يقف عائقًا  أمامهم في الوصول نحو وجهتهم، والاجتماع داخل المطار بمندوبي الشركة التي من المفترض أن يعملوا بها. 

على الباب الخارجي يقوم رجل سعودي في بداية شيخوخته باصطيادهم، بعد فشله في العثور على أجانبه. يعتقد الشابين أنه رئيسهما، ويصعدان معه. 

وكلما طال الطريق واسودت الرؤية، ازداد القلق والحيرة في قلبهما. ليتغلغل الخوف أكثر عندما ينتهِ بهما الأمر، في وسط الصحراء بعيدين عن العالم الخارجي، وعن السكان المحليين، والأجانب وأبناء جلدتهم المغتربين. 

والمحاولات المضنية في التفاهم مع الكفيل، لا تفضي إلى شيء، كون كلا الطرفين لا يفهم أحدهما لغة الآخر. فوق هذا يتم فصل الصديقين عن بعض، ليختبر كل منهما الحياة الصحراوية بمعزلٍ عن الثاني، ولا رفقة تؤنس الوحدة سوى الماعز والإبل. 

سؤالٌ آخر يرافقك بعد هذا، ما مصير نجيب، وكيف سينجو؟ 


عبودية وواقعية مزعجة

عرف المخرج "بليسي" مدى أهمية هذا النص حينما وقع بين يديه، وحجم الصعوبة أيضًا في تنفيذه سينمائيًا، لحساسية القصة إنسانيًا، ودقتها. 

لكنه كان يدرك جيدًا كيف عليه إبراز محنة البطل، ومراحل عبوديته، وطريقة تدهور حالته النفسية والصحية، وإضفاء الواقعية المزعجة، والموجعة، في نقل تفاصيل الحكاية. لذا شاهدنا الرواية تمتد لقرابة الثلاث ساعات، وكل مرحلة -العبودية والهروب- تم تداولها باستفاضة، حد الملل. إلا أن طريقة كتابة السيناريو، وسلاسة آلية السرد، جعلت عملية المشاهدة ممتعة. 

أضف لذلك الشخصيات الدرامية المتقنة الصنع، وهذا مرده لقدرة الممثلين العالية في اللعب والتجسيد، 

تحديدًا نجيب الممثل "بريثفيراج سوكوماران"، والذي تقمص الدور إلى درجة الإدهاش. لاحظنا مقدار التحول في سحنته، وتركيبته، نتيجة البيئة التي فرضت عليه، وظروفها القاسية. دون أن يكون له رأيٌ فيما يحدث، فالمكان الذي عاش فيه أحلك الليالي والأيام، لا يميز بينه والماشية، بل إن الآخيرة لها قيمة أكبر. 

كان بليسي يأخذنا إلى حياة نجيب في الهند، كلما شعر بوطأة ما يعيشه بطله في الصحراء، ليذكرنا بقيمته وإنسانيته، عبر أحلامه وذكرياته، إلى عالمٍ أكثر ألفة، وحياة. لا يشبه العالم الذي كاد فيه أن ينسى لغة الحوار والتواصل، نتيجة انصهاره مع الحيوانات، والوحشية البشرية هناك، والتي خفف حدتها للحظات قطيع الماعز، كالمشهد التي تقوم فيه عنزة صغيرة بمساعدته على جمع القطيع. 

لعب التصوير السينمائي دورًا في التأكيد على قسوة القصة دراميًا، وجماليتها فنيًا، من خلال تقديم صورة حية تضج بالمشاعر المختلطة، طوال رحلة نجيب، وحكيم. وفي استعراض بيئة موطن نجيب، واللقطات الواسعة للصحراء، والعواصف والكثبان الرملية. 

أيضًا الموسيقى التصويرية تم تصميمها لرفع قيمة المشاهد، وإغراقها بالعواطف التي قمعها النص كثيرًا. 

كما كان هناك مزج موسيقي لافت، ما بين ثقافات الهند والعرب. 


حياة الماعز.. وصمة! 

آثار فيلم "The Goat Life" حفيظة السعوديين بشكل كبير، كما دعوا لمقاطعة عملاق البث التدفقي "Netflix"، لأنهم اعتبروا أن العمل يسيء لهم -كدول وشعوب خليجية- ولنظام الكفيل الذي يعتمد على جذب العمالة الأجنبية إلى الخليج العربي. 

وتم توجيه العتب واللوم على الأردن والجزائر، نتيجة تصوير أحداث الفيلم داخل أراضي البلدين، وبالتالي وجود مؤامرة بين الدولتين والهند، من أجل "النيل من كرامة المملكة العربية السعودية". 

صحيح أن قصة "حياة الماعز" التي جرت في تسعينيات القرن الماضي حقيقية، وشخصية الكفيل (طالب البلوشي) مجردة من الإنسانية وأفعالها كانت سببًا في تحطيم روح وأحلام أخٍ لها في الإنسانية، بسبب حرمانه من أبسط حقوقه الإنسانية، وهذا ما لا يتحمله عقل. ولكن لا يمكن تعميم هذه الممارسات الفردية على شعب بأكمله، ووصمه بهذه السلوكيات غير الرحمانية. 

وكما سلط الضوء على شخصيات سيئة تتواجد في كل المجتمعات، صور أيضًا نبل ولطف وشهامة الإنسان، وخصوصًا الخليجي هنا، عن طريق الرجل العربي (عاكف نجم) الذي انتشل نجيب من الطريق، وأعطف عليه لأنه أخوه بالإنسانية، وأوصله إلى المدينة في السعودية. وأمثلة أخرى في مراكز الشرطة ومكان الحجز. 

وبالنهاية حتى أرقى المجتمعات، والأكثر تطورًا لا تخلو من العنف والشراسة. والسينما الهندية باختلاف أشكالها السينمائية، عودتنا دومًا على تصوير ثقافاتها المتنوعة، وصراعاتها المختلفة، في السياسة والدين، والإنسانية. ومعاناة الهنود في بلاد الاغتراب جزءًا من هذا. 

وأنت عزيزي القارئ؛ هل تابعت العمل، وهل كانت الإساءة للمملكة العربية السعودية مقصودة؟ 

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

الفلم برأي يعتبر من أهم أفلام هذا الوقت، لأننا فقدنا في الأونة الأخيرة السرد الإنساني الأخلاقي في الأفلام، الشرح جميل والمقال وافي جداً لأحداث الفلم

شرح وافي وجميل وقد أظهرت كل شئ، ووفر معلومات قيمة. المقالة ممتازة ومفيدة للغاية شكرٱ لك
شركة تنظيف بالطائف

القصة الحقيقة مخالفة تماما للفيلم ….و قصة الفيلم مبتورة و مجتزأة …ويمكن الاطلاع في موقع قناة العربية الإخبارية

من موقع قناة العربية  بتاريخ ٢٩ اغسطس ٢٠٢٤

في القصة الحقيقية التي رواها الدعيلج، لم يكن الهندي مسلماً، ولم يكن له شريك في السفر -كما جاء في الفيلم- بل هو من تعرّف بعدها على هندي مثله يعمل بمرعى للحلال -الماشية – يبعد عنه بضعة أميال عندما كان يرعى أغنام الكفيل، فتصادقا، وصار يفهم منه اللغة العربية والألفاظ التي تساعده في مهنته، وبدأ يتعلم منه كيفية العمل. ولم يشجعه صديقه الهندي هذا على الهرب كما جاء في الفيلم، بل أخبره فقط أن يطالب بأجره المستحق من كفيله المزعوم. وعندما بدأ الطلب مراراً وتكراراً برواتبه المستحقة من الكفيل، رفض الكفيل أن يعطيه إياها، فطلب العامل منه أن يتركه يذهب لحال سبيله ويعود لوطنه، فرفض الكفيل أيضاً، وعندها جن جنون الهندي، وفي موقف بعدها تلاقيا فيه في موقع عمل العامل، تجادلا حول متأخرات رواتب العامل، وتدافعا بالأيدي، ليجد العامل بالقرب منه عصا من حديد التقطها وضرب بها الكفيل فقتله بها. وفرّ العامل بعدها لخيمة هندي بالجوار من مكان عمله. وخلالها حينما تأخرت عودة الكفيل لأهله جاءوا للبحث عنه ليتفاجأوا بجثته الملقاة، وعندما أبلغوا الشرطة علموا بحقيقة الجريمة وحقيقة قصة أبيهم مع الرجل الهندي. تم القبض على الهندي بعدها وحبسه حتى تنفيذ قصاص القتل فيه، ولكن عندما عرف أهل الحل والعقد بالبلدة ومحافظها قصة الهندي جمعوا له نقود الدية وقدرها 170 ألف ريال.. وذهبوا لأولاد الكفيل وورثته وأخبروهم بحقيقة قصة أبيهم مع الرجل وعزله لأكثر من خمس سنوات، وأن ما أقدم عليه الهندي من جرم قتل والدهم كان نتيجة قهره وانتقاماً لنفسه.. فتشاور أولاد القتيل وسألوا في ذلك أحد مشايخ الدين: «يا شيخ هل على أبي دين لهذا الرجل؟» فأجاب الشيخ: «نعم عليه الكثير».. فتشاوروا وأخبروا الجمع بأنهم سامحوا الهندي لوجه الله، ولا يريدون منه ديّة أبيهم المقتول علّ ذلك يغفر لأبيهم ما فعله بالهندي.. وهنا اتفق الجمع بعدها للذهاب للهندي في مكان حبسه، وهناك أخبروه في حضرة مترجم، بما جرى مع أولاد الكفيل وعفوهم عنه لوجه الله، فذُهل العامل!، وفوجئ بالجمع يعطونه الدية التي جمعوها وقدرها 170 ألف ريال سعودي، وأخبروه أن بإمكانه أن يبدأ مشروعاً في بلده بهذا المبلغ.. فاضطرب الرجل وسأل المترجم: أليس الكفيل المزيف مسلماً مثلهم؟، فأخبروه أنه فرد وتصرفه الخاطئ لا يعبر عن الإسلام أوعن أهل البلد -أنا أشهد!-، والإسلام هو من شرّع الديّة، وشرّع العطاء للمحتاج ولو كان آثماً، فإذا بالرجل يُسلم في الحال من داخل محبسه، ويعود بعدها لبلده مسلماً غنيّاً مكرماً.. يحمل اسم «نجيب محمد».. لا كما أظهره الفيلم بأنه «مسلم» من البداية، بل كان عند قدومه للسعودية على الديانة الهندوسية.. ومن هنا يكفيك فقط أن تعي بعدها بأن الفيلم أنتج -دُبّر- بليل.. ولست هنا في مقام الدفاع عن «الكفيل المزعوم الظالم»، فحسابه عند العادل سبحانه، ولكنني في مقام الدفاع عن شعب جُبِل على الكرم والفزعة للمظلوم، ولا ينبئك مثل خبير.. والقاعدة المعروفة
«الاستثناء لا تُبنى عليه قاعدة».

الشر والخير يوجد في كل بلاد! إلا أنه يرتفع وينخفض في بعض الدول فمثلا السعودية الحجاز منبع النور لها الحظ الأوفر في الخير والرحمة ويبقى الشر فيها إستثناء وأما الهند التي يحكمها الشر والقسوة ضد الأقلية وخاصة المسلمة فهؤلاء الهمج لايرحمون إنسا ولاحيوان غضب الله عليهم ولعنهم

الشر والخير يوجد في كل بلاد

اخي نصيحة لله لا تنشر. في مقالاتك صور نساء او تروج للمحرمات اخاف عليك اثمها وسيئات جارية