تريند 🔥

📺 Netflix

فيلم HAL .. أنمي عن شجاعة بقائك حيًّا بعد الفراق

انمي hal
ابتهال إبراهيم
ابتهال إبراهيم

11 د

قليلة هيَ الأعمال الفنيّة التي تصحبك في رحلة مشاعريّة ساحرة تمتزج فيها الدموع بالإبتسامات، فيُعيدوا ترتيب دواخلك، ويجعلوك تُعيد التفكير في حياتك وعلاقاتك بمَن حوْلك، فلا تكون مجرد تجربة ذاتيّة لكاتبها، أو رحلة خياليّة فقط، بل إنها تمسّك على مستويات عديدة، وهذا هوَ ما حدث مع فيلمنا لهذه المرّة.

المعلومات الأساسيّة :
فيلم Hal ハル (يُنطق “هارو” باليابانيّة)
أُطلق في دور السينما اليابانيّة في 8 يونيو 2013 ،
وهو تحت تصنيف رومانسي -درامي – خيال علمي – Shoujo
من إخراج Ryoutarou Makihara ومأخوذ عن Manga بنفس الاسم.
تقييم الفيلم:

الإعلان الترويجي Trailer  مُترجم للإنجليزيّة :

فيديو يوتيوب

إنْ كانَ كلّ ذلكَ الألم الذي كابدتُه في سبيل هذه اللحظة،

فلا بأس، ذلك كافٍ  .

إنْ كان كلّ ما حدث لي حتى الآن هوَ مُقابِل لقائي بك،

فإنني أحسّ بأن كل ما مرّ بنا كان يستحق كلّ ذاك العناء.

تدور الأحداث في زمن مُستقبلي، بعد حادث طائرة يُفرّق للأبد بيْن الفتاة “كورومي” وحبيبها “هارو”، فتنغلق كل أبواب الحياة في ذلك القلب المكلوم، ويُفقد كل أمل، ولإنقاذ تلك الحياة الشابة بعد غرقها في يأس شنيع فقدت معه رغبتها في الحياة أو في المُضيْ قُدمًا؛ تم تصنيع”إنسان آلي Android “بمواصفات خاصة، يحمل ملامح وصوت وصفات الحبيب المفقود، ورغم كوْنه غيْر بشري إلاّ أنه يملك القدرة على الإحساس وعلى التفاعل مع المشاعر الإنسانيّة.

وبينما يُحاول “الروبوت” جاهدًا طرق أبوابها من جديد، مُحاولاً مساعدتها ومُعيدًا إليه مشاعرها المفقودة، يبدآن معًا رحلة استكشاف مشاعرهما في مزيجٍ سحري بين الماضي والمستقبل.

ومن خلال بقائهما معًا تتكشّف كثير من الحقائق حول ماضي “كورومي” و “هارو”،  ما بين الماضي الذي نتشبّث به لأنه يحمل أروَع ما في ذكرياتنا، وبين الحياة التي نُحاول جاهدين الإكمال فيها بعد الفقد، وأن نمضي قُدمًا تأتينا هذه التجربة الجميلة.


تُرى هل نفقد أحباءنا حقًا بغيابهم؟ 

فيلم hal

جاء محوَر الفيلم عن الفراق عن الأحباء – بالموت – بشريًّا جدًا ويمسّ كُلاًّ منّا بشكل أو بآخر، لذلك حينما كانوا يحتاجون لأن يُعيدوا  للشخصيّة الرئيسيّة الرغبة في الحياة، كانوا يذكّرونها ونحن معها بكل ما نُحاول نسيانه وتجاهله من شدّة الألم في موْقف عصيبٍ كهذا.

أن يوضّحوا أنه رغم قسوة البقاء بدون مَن نُحب يُمكننا المواصلة، رغم ألم الحياة بدون وجودهم فإننا سنستمر في العيْش والمُضيْ قُدمًا، لأن لقاءنا بهم من الأساس كان مُعجزةً تستحق كل ذلك العناء، لأن ذلك الوقت الذي قضيْناه معهم طال أم قصر كان كنزًا ثمينًا سننقشه في قلوبنا بينما نواجه الحياة وكل ما ينتظرنا فيها، ليظلّوا قوّتنا وذلك الأمل بداخلنا، إلى أن يتجدّد اللقاء ثانيةً يومًا ما.

إنها شجاعة البقاء على قيْد الحياة ومُواصلة الطريق مهما كان صعبًا في غياب أحبائنا ومَن نهتم لأمرهم ومَن تعجز قلوبنا عن تحمّل ابتعادهم، وحتى عقولنا لا تتحمّل تلك الحقيقة الموجِعة فتُغرقنا في سيناريوهات بديلة، وتجعلنا في لحظة ضعف نستسلم للشعور بالذنب والألم بينما نغرق في الأفكار، عن كل تلك الكلمات التي لم نقُلها، ومشاعرنا التي عجزنا عن توضيحها في الوقت المناسب، عن معزّتهم في قلوبنا التي فشلنا في توصيلها بشكل صحيح.

لطالما أحسست أن جزءً كبيرًا من الحُزن الذي يجتاحنا حينما يُغادرنا أحباؤنا للأبد، يعود لإحساسنا بالندم وشعورنا بالذنب تجاههم، وبأننا لم نستطع ايفائهم حقّهم، أو منحهم كامل حبّنا واهتمامنا كما تمنّيْنا، خاصةً لو كان آخر لقاء بيننا مليئًا بالغضب والحُزن وسوء الفهم.

عشرات الكلمات والاعتذارات التي لم نستطع قوْلها، وعوْضًا عنها خرجت كلمات طائشة تمنّينا لو لم تخرج أبدًا، وبينما تملّكنا الغضب والعناد والألم وعجزنا عن فهم مشاعر بعضنا البعض، حينها جاء الفراق المُفاجئ !


إنّها الكلمات التي لم نقُلها في الوقت المناسب، وقد فات الأوان الآن.


عن تميّز فكرة الفيلم

جاءت فكرة الفيلم متميّزة ومُبدعة رغم غرابتها، لكن ما يجعلها مألوفة هو أنه حسب قواعد ذلك العالم يتعايش الجميع مع فكرة الآليات بشكل طبيعي ومع مشروع الـ Robot therapy، بأن يمنحوا هؤلاء المكلومين المتوجّعين فرصة أخرى لتوديع أحبائهم بشكل لائق، وأن يحظوا بالخاتمة (Closure كما يُقال) التي تمنّوا حدوثها  لكن فاجأتهم الحياة بحدوث عكسها.

إنه ببساطة يتحدث عن كل واحد منّا، عن تلك المشاعر البشريّة الخالصة، حينما تواجه موقفًا أكبر من تحمّلك، حينما تفقد مع رحيل أحبّتك تلك الشعرة البسيطة التي تربطك بالحياة والتي تجعلك راغبًا في الاستمرار ليوم آخر.

أُحيّي الكاتب والمُخرج على ذكائهما في عرض القصة وتناولهم للأحداث، مضى وقت طويل منذ صدمني أحدهم بهذه القسوة، كذلك لطالما أعجبتني مقدرة الشخص على وضع حوار يصلح لكل السيناريوهات ويُمكن فهمه بأكثر من شكل أو وجهة نظر، حسب طريقة العرض وما يوجّهك المخرج له.

لا عَجب إن “المانجا” رغم كوْنها حديثة الصدور وقتها (نُشرت في مارس 2013 قبل ثلاثة شهور فقط من صدور الفيلم) فقد لفتت نظر مُنتجي الأنمي منذ فصلها الأول بفكرتها الرائعة ومشاعرها ومغزاها الأروْع.


“هذا الجزء سيتم فيه حرق الأحداث – يُرجى قراءته بعد المشاهدة

Spoilers Alert “

من أقوى نقاط تميّز هذا الفيلم – وأقساها كذلك – برأيي أنه يُدير رأسك بالمعنى الحرفي، رغم بساطة قصّته وتنفيذه لكنه سهلٌ مُمتنع، وكأن المشاعر تتراكم بداخلك ببطء طوال الفيلم في اتجاه ما، يجعلك بحِنكة ترى القصة والشخصيّات طوال مشاهدتك من منظور معيّن، ثم فجأة تصفعك الحقيقة الموجِعة التي تقلب كل شيء رأسًا على عقب، في واحد من أشد التغيّرات المفاجئة فى سيْر الأحداث والحبكة (أو الـ Plot twists) تأثيرًا على النَفس .

ندخل عوالمه مُتخيّلين أننا على موعد مع فيلم رومانسي شفّاف يمسّ القلوب، وبأننا سنجمع مع البطلة “كورومي” قطع مشاعرها وأفكارها تجاه حبّها الضائع وسنستكشف معها عوالمها وتلك القطع المُتناثرة من الذكريات التي تجعل الحياة مُمكنة، وربما هناك مَن استعد لذلك بالمناديل، لكن المؤكد أن ذلك كان لأسباب أخرى تمامًا عمّا تفاجأنا به.

فتتركك الدقائق الأخيرة من الفيلم مذهولاً وتفكيرك مشلول بينما عقلك يدور في كل تلك التفاصيل الصغيرة التي لم تنتبه لها بشكل كافٍ منذ البداية والتي تُعضّد الفكرة وتؤكّدها بالفعل، فجأة تكتشف أن كل شيء منطقي، ويجتاحك حينها شجن رهيب لا تعرف مصدره لكنه يتملّك كيانك تمامًا ويأسرك لبعض الوقت.

لنكتشف الفاجعة أننا طوال الفيلم كنّا نُشاهد العالم من خلال منظور “هارو” نفسه.

أنه هوَ ذلك البائس الذي لم يتحمّل صدمة الفقْد وعاش فترة الإنكار والحُزن مُعاقبًا نفسه بالإعتقاد أنه انسان آلي ظهر في الحياة بعد موْت “هارو” الذي يعرفه، وذلك تحت وطأة شعوره الرهيب بالذنب وبأنه السبب – ولوْ بشكل غير مُباشر -في موت “كورومي” وبأنه كان يجب أن يكون مكانها هيَ فيموت عوْضًا عنها، أو على الأقل يكون إلى جوارها ويُنقذها.

وأنّ الذي امتنع عن النوْم ..والأكل ..والحركة وكل شيء آخر، والذي فقد رغبته في الحياة ..في الحقيقة كان هوَ نفسه !

أنّه هوّ مَن سنعيش معه تلك اللحظات والذكريات، ونُحاول معه تلمّس طريق العودة إلى الحياة من جديد، بأن يجد هدفًا للعيْش من أساسه، ذلك كان صادمًا وموجِعًا بشدّة.


 الشخصيّات × الأداء الصوتي

الشخصيّة الرئيسيّة : هارو هال

شخصية هارو

الفتى الذي وجد نفسه منذ الصغر رهين المال وألاعيبه، كل شيء في هذا العالم يُباع ويُشترى حتى هوَ ! وأن عليه الرضوخ لعبوديّة المال وأسياده مُنّفذًا كل ما يُطلب منه مهما كان، طالما أنه من التُعساء ذوي الديون، يفتح عينيه على عالم مادي مُوحش أكسبه قسوة القلب واللامُبالاة، ليأتي حب “كورومي” ويُحرّره جزئيًّا من ذلك الجحيم، ويكون بمثابة نقطة الضوء في عالمه المُظلم المليء بالخطر والخوف، قبل أن يفقدها للأبد، ليتحطّم كل شيء ويُعاد ترتيب دواخله من جديد، مُستكشفًا العالم لأول مرّة.

المؤدي الصوتي له -في أداء يُرفع له القبعة -هو: “هوسويا – سان |  Hosoya Yoshimasa

من أبرز أدواره:

  • “شيرايشي” من أنمي Prince of Tennis
  • آراتا” من أنمي Chihayafuru
  • “هيوجا – سينباي” من أنمي Kuroko no Basuke
  • “كايتو” من أنمي Ajin
  • “كونيكيدا دوبّو” من أنمي Bungou Stray Dogs

تلك الصرخات الهادرة والغضب والحُزن والمشاعر المُمتزجة التي تملّكت “هارو” حينما عاد إلى رُشده وسقطت كُل دفاعاته مُصطدمًا بالواقع تكسر القلب، لقد استطاع بمهارة منحنا مشاعر مختلفة ومُمتزجة طوال الوقت واستطاع أن يُدخلنا لعوالم الشخصيّة بكامل مشاعرها وعذاباتها وكل ما مرّت به.

بل أنه من الطريف خلال اعتقادي الأوّلي بأن “هارو” هو الإنسان الآلي، كنت أحسّ بأن طبقات صوته كـ “هارو” الحقيقي خلال حديثه مع “كورومي” في تلك اللقطات التي شاهدناها من ذكرياتهما كان مختلفًا وعميقًا ومليئًا بالتجارب والحُزن والغضب لدرجة أنني للوَهلة الأولى ظننت أن مَن يقوم بالأداء الصوتي لـ “هارو” الحقيقي شخص آخر أصلاً.

بيْنما “هارو” الذي عاد لمواساة ” كورومي” والاعتذار منها واستكشاف نفسه من جديد كان يحمل حُزنًا في صوته وبراءة وعفويّة طفل يُحاول الوصول للحقيقة، شخص يستكشف لأول مرّة الحياة من منظور مختلف عمّا فُرض عليه طوال سنين عُمره.

وحتى بعد أن عرفت أنه كان طوال الوقت “هارو” الحقيقي نفسه، ازددت اعجابًا بأداء “هوسويا – سان” الذي استطاع أن يُقنعني تمامًا وأن ينقل لي مشاعر الشخصيّة وتدرّجاتها في كل مرحلة.

“ريــــــو” صديق طفولة “هارو” و شريكه في كل شيء

شخصية ريو

وقد ظهر طوال الوقت وغدًا مُستهترًا عديم الاحساس، لنكتشف أنه في الحقيقة من أوْفى الأصدقاء وبأنه كان مُرتاعًا وخائفًا على “هارو” أكثر من أي شخص آخر وكان يُحاول مُساعدته وانقاذه-ولو كان ذلك بطريقته هوَ والتي لا يعرف غيرها –  وبأنه لا يتحمّل بدوْره فقد صديق طفولته وأعزّ شخص لديه في العالم ومَن شاركه قسوة الأيام وعذابات الماضي منذ تم احتجازهما وبيْعهما لمَن يدفع أكثر .

يقوم بالأداء الصوتي له: مامورو – سان  |  Miyano Mamoru :

من أبرز أدواره:

  • “ياجامي لايت” من أنمي Death Note
  • “ناجاي كي” من أنمي Ajin
  • “دازاي أوسامو” من أنمي Bungou Stray Dogs
  • “تايتشي” من أنمي Chihayafuru

رغم ظهوره القصير ودوره الصغير، لكن “مامورو – سان” استطاع بإحساسه أن ينقل لنا أبعاد شخصيّة “ريو” وتدرّجاتها أيضًا خلال الأحداث، وفي واحدة من مميّزات أدائه ونقاط قوّته في المواقف العاطفية والممتزجة بالمشاعر، جاءت لقطات البكاء والنشيج والوَجع مؤثرة للغاية.

في الختام المؤديّة الصوتيّة للبطلة “كورومي – تشان”

شخصية كورومي

يوكو – سان  | Hikasa Yoko

من أبرز أدوارها:

  • ” ساكورا ساكوراكوجي ” من أنمي Code:Breaker
  • “ستيفاني” من أنمي No Game No Life
  • ” إيمي يوسا ” من أنمي Hataraku Maou-sama!
  • ” إيزومي تاكاناشي” من أنمي Working’!!
  • ” ميو آكياما ” من أنمي K-On!

كانت فراشة رقيقة تمامًا كشخصيّتها، منحتها شيئًا من بهائها ولُطفها، ولم تُشعرني بأي نفور أو غرابة، واستطعت أن أتوحّد مع مشاعرها، وأحب تلك الفتاة طيّبة القلب مُرهفة الحِس، التي غمرت بلُطفها كل مَن حولها وأنارت حياتهم ولو لفترة قصيرة.


 شخصيّة أخرى استثنائيّة تقتحم عوالمك وتربطك بها

الروبوت  “كيو – إيتشي  Q-01” :

بنظراته البريئة وتحرّكاته العفويّة الجميلة في مطاردة الأسماك ومحاولة استكشاف العالم من حوله، حتى لو كانت تبعًا لقواعده هوَ كآلة، لذلك استطاع صنّاع الفيلم برأيي خداعنا للوَهلة الأولى حينما ظننا أنه هوَ  “هارو” العائد.

بشكل ما كانت عيْناه الحائرة البريئة هيَ نفسها عيون “هارو” الجديد الذي جاء لمواساة “كورومي ” والذي كان يُحاول تفّهم المشاعر البشريّة وحقيقتها.

لنكتشف بالتدريج من جديد في الختام أنه على ما يبدو أن “كيو – ايتشي ، هو الذي تعاطف مع “هارو” وربما أحسّ بمعاناته وشعر بأنه بإمكانه المساعدة حسب قدراته بأن يكون “كورومي”، لا ندري حتى إن كان قد وقع في حبّه أيضًا.

فقد كان حريصًا طوال الوقت على توصيل مشاعر “كورومي” ورسالتها الأخيرة مهما حدث، بدءً من اصلاحه لذلك الزرّ الإلكتروني الذي يحوي ذكريات “هارو” و”كورومي” ويُمثّل القلب النابض لعلاقتهما، ومرورًا بمُحاولة توصيل مشاعر “كورومي” وحزنها لأجله وخوفها عليه ومدى حبّها له، وانتهاءً بأن يُنقذه بكل ما في الكلمة من معاني وعلى عدّة مستويّات، باذلاً كل شئ ليتأكد من أن “هارو” سوف يتوقف عن لوْم نفسه وسيُواصل الحياة.

حتى تلك الأمنية الأخيرة الجميلة التي كتبها لأجله على “مُكعب روبيك”، بأنه يتمنى أن يسترد “هارو” رغبته في الحياة من جديد، تجعلنا نحسّ بأنه ليس مجرد “روبوت” وأنه بشكل ما يحمل بداخله المشاعر أيضًا.


المؤثرات البصريّة والسمعيّة

الرسومات في غاية الروْعة والدقّة، والألوان مُبهجة والتفاصيل تأسر ناظريْك من اللقطات الأولى، كل لقطة أو كادر مميّز في حد ذاته، لكن مشهد الختام العبقري بالذات يستحق الحديث عنه بشكل مُستقلّ.

مشهد غرق “كورومي كيو – إتشي ” المُؤثر الذي يلعب على أوتار مشاعرك، بمؤثراته وألوانه وتحريكه المُبدع، والذي يجعلك تندمج أكثر مع الشخصيّات في تلك اللحظات الهامة والمحورية.

مشاعر “هارو” وهوَ يودّع “كورومي” ويستوعب أخيرًا فكرة رحيلها ويترك يديها (بشكل حرفي وليس مجازيًّا فقط) لكي لا يظل أسيرًا لعالم افتراضي خلقه لنفسه .

ومشاعر “كورومي” التي وصلت إلى “هارو” متمثّلة في “كيو – إتشي” ومُساعدته وكذلك مشاعر”كيو – إتشي” نفسه وهوّ يؤدي مهمّته الأخيرة على أكمل وجه حتى لو ضحّى بنفسه في سبيل ذلك .

حينما ناداه” هارو” مُلتاعًا باسم “كورومي” لينظر له مبتسمًا ويهزّ رأسه ببطء بأنه ليس هيَ وأن عليه أن يمضي قُدمًا بينما يدفعه بكل قوّته إلى السطح ويمنعه من اللحاق به إلى القاع، فجاءت تلك اللقطات كـ تجسيد حيْ لفكرة “الـمُضيْ قُدمًا في الحياة”، وألاّ نجعل الذكرى قيدًا أو نسمح للماضي مهما كان غاليًا أن يكبّلنا ويُغرقنا في عالم بلا حياة؛ فنعيش كالجثث الهامدة التي لازال فيها نَفس يتردّد فقط لأن أوانها لم يحِن بعد.


الموسيقى التصويريّة  للمؤلفة الموسيقية المُبدعة ميتشيرو – سان |  Ōshima Michiru 

جاءت رشيقة ومُرهفة الحِس ومُناسبة تمامًا لأجواء الفيلم وتدرّجاته، قد لا يعلق في ذهنك مقطوعة بعيْنها، لكنك مؤكد سوف تحب الاستماع إلى تلك الموسيقى لاحقًا، سواء لتُذكّرك بالفيلم أو لكي تستمتع بعذوبتها في المُطلق.

للاستماع لأحد  المقطوعات المميّزة والمؤثرة :

Hal OST – Futari no Jikan (That time of The two of us)

فيديو يوتيوب

كذلك أغنية الختام Owaranai Uta (Everlasting Song)

فيديو يوتيوب

وهي من غناء Hikasa Youko يوكو – سان  (مؤدية صوت “كورومي)

جاءت مُعبّرة بشدّة عن مشاعر الاثنين فكأن “هارو” يوجّهها لـ”كورومي” و”كورومي” تُحاول توصيلها لـ “هارو”

في الختام فإنه لم يكن مجرد فيلم رومانسي لطيف أقضي معه أمسيتي، لقد اخترق دواخلي تمامًا ووجدت رسالته رغم بساطتها لكنها شديدة العُمق والتأثير والقُرب من حياتنا كـبشر.

وكذلك لم يخلُ من جمال وشفافية الرومانسيّة المُحبّبة لمحبّي هذه النوعيّة، بمشاعر كلٍّ من “هارو “و”كورومي” تجاه بعضهما البعض، وذلك الحُب الرائع بينهما لدرجة أن يُحاول كلٌّ منهما مساعدة الآخر وحمايته بأي شكل.

ذو صلة

فكأنهما نقطة الضوء في حياة بعضها البعض ونُقطة الانطلاق، وبالفعل أروَع ما حدث هو لقائهما، وتلك الأيام التي قضوها معًا بحلوها ومرّها، والتي تجعل من ذكرياتهم شيئًا فريدًا يخصّهم وحدهم، وقوّة تمنحهم المقدرة على الرضاء بالقَدر وبالفراق والاستمرار في العيْش في عالم بدون أحبّائهم.

وقد مسّ ذلك الفيلم قلبي بشدّة أكثر مما تتخيّلت، وأعلم أنه سيظلّ في ذاكرتي ووجداني لفترة طويلة.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

ذو صلة