فيلم What Happened to Monday حول نواة فيلم ديستوبيا عظيم إلى أكشن رخيص
5 د
يبدو أنّ نتفيلكس أصبحت كالمغناطيس بالنسبة للأفلام دون المستوى، فبعد Death Note وWar Machine ها نحن مع فيلم What Happened to Monday عملية تحول فيلم رائع إلى أكشن رخيص مكرر ومعاد وبدون أي احترام للمشاهد الذي تدور في رأسه عشرات الصرخات طوال الوقت بسبب الأخطاء الواضحة.
جذبني لمشاهدة فيلم What Happened to Monday كل من التريلر المشوق للغاية، وأنّه من بطولة ناعومي رايبس تلك الممثلة التي شاهدتها من قبل في ثلاثية ميلينوم السويدية الرائعة بحق، والتي استطاعت من خلالها الممثلة تقديم دور ليزابيث سالاندر كأفضل ما يكون، ليصبح أداء روني مارا في الفيلم الأمريكي المشابه باهتًا للغاية بجوارها، لذلك توقعت من هذا الفيلم الكثير قبل أن تسقط توقعاتي أرضًا للأسباب القادمة.
قصة فيلم What Happened to Monday
تدور أحداث الفيلم في المستقبل، حيث تواجه الكرة الأرضية أزمة حقيقية بسبب زيادة عدد السكان الرهيبة، وعدم وجود طعام كافي لكل هذه الأفواه، ليستطيع العلماء حل هذه المشكلة بتغيرات جينية في الطعام تجعل المحاصيل أكثر، لكن اللعب مع الطبيعة دومًا لا يجلب سوى الخراب، لتؤدي هذه التغيرات إلى زيادة عدد المواليد من التوأم بصورة مرعبة.
ويأتي الحل في النهاية على يد العالمة نيكوليت كايمان “جلين كلوز” التي بمساعدة الحكومة يضعون قانون بتجريم الإنجاب أكثر من طفل واحد لكل عائلة، وأي طفل آخر أو توأم يتم استخدام جهاز لتجميده حتى يصبح الكوكب مهيئ للتعامل مع هذه الزيادة السكانية.
على الجانب الآخر نتعرف على تيرانس سيتمان “ويليام دافو” الذي تموت ابنته خلال إنجابها لسبعة مواليد في مشفى غير شرعي وذلك لحماية توائِمها، ويقرر الجد الاحتفاظ بالفتيات وتسميتهن بأيام الأسبوع ليستطيع التفرقة بينهم، مع وضع خطة محكمة لإخفائِهن عن العيون، وذلك بأن يحدد لكل منهن يوم واحد أسبوعيًا للخروج واستخدام هوية “كارين سيتمان” وهو اسم والدتهن الأصلي، ولضمان حدوث ذلك دون كشفهن وضع العديد من القوانين والمحاذير، ودربهن حتى يظهر لدى كل منهن مهاراتها الخاصة، بحيث تصبح شخصية كارين سيتمان قوية ناجحة ومنيعة بالنسبة لأعين الحكومة الساهرة.
تقفز الأحداث بعد ذلك ثلاثون عامًا، حيث نتعرف على التوائم وقد أصبحن شابات، ولكل منهن شخصية خاصة ومظهر مختلف، لكن في النهاية ما أن يخرجوا من باب المنزل حتى يتقمصن كارين سيتمان بشعرها الأسود على شكل ذيل حصان، والمكياج البسيط، والحذاء ذو الكعب العالي والثوب والأنيق والتي تعمل في أحد المصارف.
ونرى أنّ المستقبل لازال كما هو رغم مرور 30 عام مشروع الحكومة، فلازال القانون ساري، ويتم تطبيقه بعنف.
يظهر ضيق الأخوات من النظام المطبق بينهن، ويرين أنّ هذه حياة لا تستحق أن تعاش من الأساس، وذلك حتى تنقلب الأمور رأسًا على عقب عندما تختفي “مونداي – الاثنين” ولا تعود للمنزل، فيبدآن في وضع خطط لتتبعها ومعرفة ما حدث لها.
عيوب السيناريو القاتلة
لا أجد عنوان آخر للحديث عن هذا السيناريو المهترئ للكاتب لماكس بوكتين، الذي امتلأ بفجوات مرعبة وغير منطقية، ولا أرى من ذلك سوى استخفاف بعقلية المشاهد، الذي يجب عليه تقبل الفيلم كما هو بأخطائِه وهفواته.
يبدأ الأمر بالانتقال لمدة ثلاثين عامًا، وذلك دون أن يتغير المجتمع قيد أنملة خلال هذه الأعوام، فلم يجد حلًا لمشكلة الغذاء، ولا لمشكلة زيادة ولادة التوائم بسبب التغيرات الجينية، لازالت العالمة بذات المظهر وتسيطر على الحكومة بقبضة حديدية لا أعلم من أين أتت بها، وكيف تكون كلمتها هي العليا هكذا!
هذا بالإضافة لأنّ أحداث الفيلم من المفترض أنّها تدور عام 2073، ولكن لا نجد أي تغيرات عن حياتنا في أيامنا الحالية عام 2017، سواءً على مستوى الحياة أو التكنولوجيا أو الأزياء، بل تكاد موضة الثياب هي ذاتها خلال 56 عامًا!
نجد بعد ذلك أنّ بعد ثلاثين عامًا يختفي الجد من حياة الفتيات، بدون أي تفسير هل مات أم انتقل؟ وكذلك الدكتورة كايمان على معرفة بمن هو تيرانس سيتمان، ويبدو كما لو أنّ هناك ثأر بينهما، دون أي إشارة لمتى حدث ذلك، وما هي مهنة هذا الجد الذي استطاع عمل كل هذه التغيرات التكنولوجية في المعدات الحكومية حتى يستطيع حماية حفيداته السبع!
أمّا الأزمة الكبرى بالنسبة لي هو رسم الشخصيات، فقد كان لدى الكاتب الفرصة المثلى لتقديم 7 شخصيات للأخوات لكل منها أبعادها الخاصة، ومميزاتها وعيوبها، لكنه اختار الطريق الأسهل وهو المميزات الشكلية فقط، لنجد أنّنا بعد قليل لا نستطيع التفرقة بينهن سوى بالمظهر وما أن ترتدي إحداهن زي كارين سيتمان حتى نحتار، وينقطع خيط التعاطف والتأثر بين المشاهد والشخصيات، واستمر هذا أيضًا في شخصيتي كل من الدكتورة كايمان والجد تيرانس!
إخراج دون المستوى
فيلم What Happened to Monday من إخراج تومي ويروكولا والذي يمكن تقسيم فيلمه إلى جزأين: الجزء الأول بدأ جيدًا للغاية بالحديث عن بداية الأزمة العالمية، ومشكلة التوائم، وخطط الجد التي وضعها لأحفاده، ولكن بعد الانتقال لثلاثين عامًا للأمام تحول الفيلم بصورة جذرية من فيلم ديستوبيا يشي بالخير إلى فيلم أكشن رخيص، نشاهد الرصاصات فيه تنطلق هنا وهناك الهدف منها هو ظهور أكبر قدر من الدماء.
هناك مشهد مضحك للغاية، وهو لأحد أعداء كارين سيتمان، الذي في منتصف مناقشة جادة يقوم بفتح الثلاجة وإخراج علبة الحليب ليشرب منها! لا تسألني لماذا يقوم بذلك وهل شعر فجأة بالعطش أو الحموضة فرغب في جرعة حليب؟ ولكن عدم وجود سبب منطقي لم يكن رادعًا للمخرج الذي رغب في تصوير الرصاصة وهي تخترق العلبة ومخ الشخصية ليظهر التضاد بين الأحمر والأبيض ويبهرنا!
وقس على ذلك العديد من الأخطاء، والمشاهد دون المستوى التي أفسدت بالفعل فكرة الفيلم والتي كادت أن تصبح رائعةً.
حسنة الفيلم الوحيدة ناعومي رايبس
في الحقيقة ليست ناعومي رايبس فقط هي الحسنة الوحيدة، بل التمثيل بصورة عامة، فكل من ناعومي وجلين كلوس وويليام دافوا قدموا أدوارًا جيدةً في حدود الدور المكتوب لهم، ولكن أكثرهم تميزًا بالطبع رايبس؛ وذلك لأنّها تحتل أغلب مشاهد الفيلم، وربما أثار هذا حنقي أكثر، فالسيناريو كان يستطيع استخدام مواهبها وباقي فريق التمثيل بصورة أفضل بكثير.
في النهاية لو كنت تحب أفلام الأكشن والرصاصات المتطايرة والدماء التي تتناثر على الشاشة شاهد هذا الفيلم، أمّا لو خدعك التريلر وظننت أنّك ستشاهد فيلم خيال علمي وديستوبيا صدقني لا تهدر وقتك هباءً.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
بصراحة أنا أؤيد ما قلتيه بالفعل في أكثر من ملاحظة على الفيلم .. الفكرة أقوى من التنفيذ .. حتى بعد ولادتهن كيف استطاع أن ينجو بهن من المستشفى مع وجود هذا النظام الصارم وبالنسبة لبصمة العين شلون بصمتهم وحدة ؟؟ وشنو وظيفة الجد اللي قدر يستخدم هالتقنيات لإخفائهن وعدم الفصل مابين البنات السبعة إلا باللبس غير منطقي يفترض تكون لكل منهن ميزة حتى نعرف نحن أمام أي منهن والكثير من الملاحظات .. باختصار فكرة حلوة وتنفيذ ضعيف
من رأيي الشخصي أشوفه جميل جدا.وصحيح ممكن تنخدع وتظن أنه خيال علمي لكن اﻷكشن سيطر على الفلم بس يضل حلو وأكشن يشدك تكمل الفلم وهذا نوعي المفضل من اﻷكشن
شدعوه كل هالسلبيه
الفللم جدا جمييييييييييل واكثر من جميل فلم جدا رائع ونهايه مب متوقعه وترضي