🎞️ Netflix

فيلم Hell Or High Water .. فكرة نبيلة ووسيلة فاسدة

مراجعة فيلم Hell Or High Water
أحمد الروبي
أحمد الروبي

4 د

واحد من الأفلام التي رشحت مؤخرًا لأربع جوائز أوسكار هو فيلم ” Hell Or High Water ” وجاءت ترشيحات الفيلم (أفضل فيلم – أفضل تحرير – أفضل ممثل في دور مساعد – أفضل سيناريو)، وهو بالفعل عمل جيد، لكن هناك بعض المآخذ سنتطرق لها في المقال التالي.

الفيلم في مجملة كان جيد، حالة فنية خاصة ومختلفة إلى حد كبير، والقصة هي نجم العمل الأول فلولاها لما ترشح الفيلم لأوسكار أفضل فيلم، ولكن شاب العمل جانب غير أخلاقي في الفكرة المجردة للعمل، ومع اختلاف المدارس الكتابية والإخراجية، إلا أن الجانب الأخلاقي لا يمكن أن نجعله مندثر.


السيناريو البطل

صورة فيلم Hell Or High Water

لعل الفكرة التي دار حولها العمل كانت فريدة من نوعها، وعلى الرغم من بساطتها إلا أننا لم نرى أعمال كُثر تتحدث عنها، تأمين أبنائنا أمر حتمي يحلم به كل الآباء، أما أن يُضحى الأب والأخ لأجل ابنائهم، لم نعهدها في السينما كثير من قبل.

العمل له رسائل خفية، وأخرى علنية، ولعل من تلك الرسائل الخفية هي ثورة الفقراء الذين يحلمون بالثراء، يحاولون الانتفاض على احتكار العيشة الكريمة على فئة معينة، يتوارثها أجيالهم، وما يكون للفقراء سوى توارث الفقر.

القصة كُتبت بحرفية شديدة، رسم الشخصيات كان مميز ومختلف، استطاع أن يرسم كاتب السيناريو خطوط درامية للعمل، وسياقات دائرية بين الأشقاء، والمجرمين، والشرطة، ودائرة كبيرة شملت الجميع، فأعتمد على دوائر درامية مليئة بالخطوط الأساسية والمتفرعة، تخلق رابط خفي بين جميع المشاركين في العمل.

واستطاع كاتب السيناريو أن ينتصر لفكرته المجردة، ولكن بخبث لؤم يحسد عليهما، فالنصر يجب أن يكون أخلاقي أما في حال أن النصر يكون نتاج ما يتعرض له الشخص من ظلم طوال حياته، ولكن بشكل غير اخلاقي فهذا مرفوض، هناك مدارس عدة واقعية، وسوداوية، ولكن التمسك بالمدرسة الأخلاقية هو واجب ورسالة الفن تجاه الجمهور، حتى وإن كانت المثل فقط في السينما وليست في الواقع.


رسائل ملهمة

صورة فيلم Hell Or High Water

كانت هناك بعض الرسائل الملهمة في العمل، والتي دائمًا ما نتوقف عندها تلك الكلمات، التي تكون دافع لنا في بعض الأحيان، ومن أهم تلك المقولات.


“الفقير لا يورث لأبنائه سوى الفقر.. ولكني قررت أن أغير ذلك ولن أتراجع عنه”

ومن العبارات الهامة التي كانت في العمل :


“لم يسبق لي أن قتلت أحدًا.. ولكن إن حاولت إبعاد أبنائي عن العيشة التي رسمتها لهم فبوسعي أن أريحك من الحياة”

 وتوضح تلك العبارات الملهمة مدى الرغبة في التغيير وتأثيرها على أفعال الإنسان.


غير أخلاقي

صورة فيلم Hell Or High Water

ولكن العمل حمل جانب غير أخلاقي، فالبناء الدرامي للعمل كان قائمًا على جملة واحدة “الغاية تبرر الوسيلة، وما المانع إذا كانت الغاية نبيلة أن نستخدم وسيلة فاسدة”، وهو ما لا نتفق معه بالمرة.

والغير أخلاقي ليس فقط استخدام وسيلة فاسدة تمثلت في “القتل والسرقة”، بل في النهاية أفلت أحدهم من العقاب، وهذا بالتأكيد يرفضه العقل البشري والواقع، فمهما كنت مظلومًا أو مقهورًا فاستخدام  “السرقة والقتل” لا يجعلك تفلت من العقاب، وعلى الرغم من انبهاري بالبناء الدرامي للعمل وحبكة السيناريو الجيدة، إلا أنني اختلف مع كاتبه في الفكرة المجردة للعمل وطريقة انتصاره لها.


التصوير

صورة فيلم Hell Or High Water

التصوير ينقسم لشقين أولهما أساليب التصوير المستخدمة، والقدرة على إراحه العين أثناء مشاهدة العمل، وأماكن التصوير الخاصة بالعمل، وأستطاع العمل أن يقدم مزيجًا متجانسًا بين أماكن التصوير والأساليب المتبعة في التصوير.

واستطاع مدير التصوير ومن خلفه، أن يجعل التصوير يساعد في إبراز وإيصال الحالة النفسية للمشاهد، واستطاعا أيضًا خلق الحالة النفسية التي يعيشها المشاهد.


العامل النفسي

استطاع المخرج من خلال عوامل عدة أن يصل أكثر من بعد نفسي، الصحراء الجرداء، الجو الملبد بلون الصحراء، حول من خلالها أن يصل للمشاهد ما يشعر به أبطال من خواء، وفضاء، وكم هي الحياء بالنسبة لهم لا تعني شيئًا.


الإخراج

صورة فيلم Hell Or High Water

العمل لم يكن به بدع إخراجية، بل وضع المخرج قاعدته التي يسير حولها، فالعمل لم يكن زاخرًا بأماكن متعددة يتم تصوير العمل فيها، لذلك اعتمد على العامل النفسي، والمكاني لإيصال الأحساس بكل مشهد، وأعتقد أن استطاع أن يكون متفوقًا في فرض العامل النفسي للمشاهد.

في النهاية.. تحمست للعمل وفكرته التي جذبتني ولكن النهاية والوسيلة التي استخدمها المؤلف والمخرج مجتمعين خذلتني، فلولا الوسيلة لتفوق العمل.

فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.