فيلم Hindi Medium … وإلى أي حد قد تصل لتوفر لطفلك التعليم الأفضل؟
4 د
تتشابه المشاكل الاجتماعية خاصةً في الهند مع ما نواجهه في المجتمعات العربية من مشكلات إلى حد قد يصل إلى التطابق في بعض الأحيان، ومن هذه المشكلات مشكلة التعليم، ورغبة الأباء والأمهات في مستوى تعليمي أفضل لأبنائهم من جهة، والتفرقة الاجتماعية على أساس مستوى تعليمك والمدارس التي تخرجت منها من جهة أخرى، مما يجعل البحث عن خلفية المدرسة ليس فقط من أجل تربية وتعليم أفضل، ولكن أيضًا ولعله الأهم من أجل حفظ وجاهة اجتماعية أفضل للطفل وللأسرة.
ولقد ناقش فيلم Hindi Medium الذي أنتج عام 2017 هذا الموضوع في قالب كوميدي اجتماعي، إخراج “ساكيت تشودري”، وبطولة “عرفان خان” في دور “راج باترا”، و “سابا قمر” في دور “ميتا”.
وجاء تقييمه 7.910 على موقع IMDb.
قصة فيلم Hindi Medium
“راج باترا” تاجر يبيع الملابس ثري لم يحصل على تعليم عالي ولا يجيد التحدث باللغة الإنجليزية، وزوجته “ميتا” حاصلة على تعليم متوسط تتحدث الإنجليزية، وتريد لابنتهما ذات الخمس سنوات “بيا” الالتحاق بواحدة من أفضل خمس مدارس في دلهي، لتحصل على حياة ومستقبل أفضل، ومن هنا تبدأ معاناتهما في محاولة للتوافق مع شروط القبول في المدرسة الأعلى مستوى في دلهي، بدايةً من تغيير محل الإقامة للسكن في منزل أرقى وأقرب للمدرسة، ثم محاولة الحصول على استمارة التقديم التي احتاجت للوقوف في طابور لساعات طويلة.
وجاءت المرحلة الثانية من معاناتهم بمعرفة أنّ الأباء والأمهات أيضًا يخضعون لمقابلات لتحديد ما إذا كان الطفل سيقبل في المدرسة أم لا، فيلجآن إلى مستشارة لتعدهم وابنتهما لهذه المقابلة، وبعد حضور دروس مكثفة لإعداد الأسرة للقاء والأسئلة المتوقعة وكيفية الإجابة عليها، تكون النتيجة رفض قبولها في المدرسة مما يحزن الأم، وقبل أن تستسلم “ميتا” تمامًا من أن تحصل لابنتها على مكان في هذه المدرسة تعلم عن نسبة “حق التعلم” التي تمنحها المدرسة بدعم من الحكومة للطبقة الفقيرة، وأمام إحباط زوجته يضطر “راج” لتزوير بيانات ابنته وتقديم رشوة من أجل وضعها في نسبة الطلاب الفقراء الذين لهم حق التعليم، ولكن الإعلام تصل له أنباء عن ما يحدث من تلاعب في هذه المدرسة مما يجعل مديرة المدرسة تصدر أوامرها بضرورة التحقق من كل حالة مقدمة، وإذا ما كانت تستحق الحصول على مكان من ضمن هذه النسبة.
ليبدأ فصل جديد في حياة “راج” و “ميتا” في محاول دخول ابنتهما لهذه المدرسة، فتنتقل الأسرة للعيش في أحد الأحياء الفقيرة لحين تجاوز فترة التحقق من حقيقة وضعهم وقبول ابنتهما في المدرسة، وهناك تنشأ صداقة مع إحدى الأسر الفقيرة التي قدمت لابنها في هذه المدرسة على أمل في الحصول على تعليم ومستقبل أفضل، وبفضل هذه الأسرة الفقيرة يستطيع “راج” وأسرته تجاوز صعوبة الحياة في هذا الحي الفقير، والنجاح في قبول أوراق ابنتهما في نسبة “حق التعليم”، وتبقى القرعة التي تحدد الأطفال الذين يستطيعون الالتحاق بالمدرسة … فهل ستثمر كل هذه الجهود في النهاية؟
حبكة الفيلم
الفيلم أقرب للكوميديا السوداء، فعلى الرغم من المرح السائد خاصةً في النصف الأول من الفيلم والذي يتجسد أكثر في شخصية “راج”، إلّا أنّ الفيلم استطاع أن يطرح بشكل جاد وعميق عدة مشكلات اجتماعية مرتبطة بالتعليم، حيث التفرقة الطبقية على حسب مستوى المدرسة التي يلتحق بها الطفل، والتي تحدد نوعية الأصدقاء التي يستطيع التواصل معها، والضغط الواقع على الأباء والأمهات لتوفير مستوى تعليم أفضل لابنائهم من جانب، ومن جانب آخر استعرض الفيلم الفجوة الواسعة بين التعليم الخاص الذي تحول لتجارة استثمارية بحتة، والتعليم الحكومي الذي أدى العزوف عنه من قبل الأغلبية إلى تدهور أحوال المدارس وكذلك مستوى الخدمة المقدمة.
كما بين الفيلم ولع الكثيرين باللغة الإنجليزية إلى حد ازدراء لغة البلد الأصلية، اللغة الهندية، مما أدى إلى انقسام اجتماعي واضح، واستطاع الفيلم أن يوازن بين ضرورة الاعتزاز باللغة الأم مع عدم رفض إجادة لغة أخرى.
ومن الجوانب الهامة التي ناقشها الفيلم أيضًا حق الفقير في مستوى تعليم أفضل، فهو لا ينقصه الذكاء ولا الموهبة، هو فقط في حاجة إلى عناية ورعاية لتظهر إمكانياته المغمورة.
نهاية الفيلم
النهاية متوقعة إلى حد كبير، ولكن جمالها أنّها مزجت النهايات السعيدة بالواقعية، فلم يقدم الفيلم حلول ثورية وردية تظهر المجتمع وكأنّه تحول كليًا للأفضل، ولكنه أعطى نهاية تخبرك أنّ التغيير ولو بشكل جزئي ممكنًا وقد يحدث فرقًا.
أبطال فيلم Hindi Medium
اختيار الممثلين جاء موفق جدًا، ليشعرك أنّ كل منهم أجاد دوره بشكل يصعب أن تتخيل ممثل آخر مكانه، خاصةً المبدع “عرفان خان” الذي استطاع التأير بنظراته فقط في كثير من المشاهد بنفس القدر الذي يحدثه الحوار، كما أدت “سابا قمر” أيضًا دورها بشكل جيد، أمّا عن “ديباك دوبريال” فقد استطاع أن يؤدي دوره كرب أسرة فقيرة بامتياز، وكان شريكًا مساويًا لـ”عرفان خان” في الأداء، والأدوار الثانوية أيضًا منحت الفيلم والأداء ثقل ملحوظ.
كما قدم الفيلم موسيقى جيدة، وتم توظيفها بشكل جيد أيضًا، خاصةً أغنية “Ek Jindari” التي قدمت في أواخر الفيلم.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.