قصة مسلسل House: تعرف على دكتور (Gregory House) الطبيب المجنون الذي يكره الجميع ونحبه

آخر تحديث 11 مارس 2019

6 د

عادة ترتكز المسلسلات الطبية على عرض الحالات الطبية والعلاقات الدرامية بين الأطباء، وفي بعض المسلسلات يكون التركيز على المستشفى أكبر من التركيز على الشخصيات فمسلسل (ER) مثلًا كان اهتمامه بقسم الاستقبال والطوارئ وحالاته ويوميات الأطباء فيه هو الأساس حتى أنه بنهاية المسلسل كان طاقم التمثيل الذي بدأ بهم قد تغير بالكامل.

لذا تميز مسلسل “House M.D” وسط كل هذة المسلسلات الطبية، فهو لا يُركز على المستشفى والحالات الطبية العادية ولكن تركيزه بالكامل على شخصية البطل، الطبيب العبقري صاحب الشخصية الاستثنائية “Gregory House”.

Gregory House والألغاز الطبية التي حيرت الأطباء

إنه “Gregory House” رئيس قسم التشخيص -وهو قسم تخيلي- في مستشفى “Princeton–Plainsboro” التعليمي، يتميز “House” بشخصية ساخرة متمردة رافضة لكل القواعد، كما أنه غاضب على الدوام، وربما يرجع سبب غضبه الدائم إلى إدمانه للمسكنات الذي تسبب فيه ألمه الدائم بعد إصابته إصابة خطيرة في ساقه أدت إلى استئصال جزء كبير من عضلة الساق ليفقد بشكل جزئي القدرة على التحكم بساقه.

قسم التشخيص هو القسم الذي يتم تحويل الحالات المرضية التي عجز كل الأطباء عن تشخيصها إليه، وغالبًا ما ينجح “House” ومعه فريق من الأطباء المتدربين في التوصل لحل لغز المرض الذي احتار فيه الأطباء، وهو يقوم بالتشخيص باستخدام سلسلة من الخطوات غير العادية والتي تبدأ بإيمانه أن الجميع كاذبون لذا لا تصدق أي شيء يقوله المريض، ويجب عليهم تفتيش منزله ومكان عمله للبحث عن أسباب مرضه.

يعرض لنا المسلسل في كل حلقة حالة مرضية مستعصية، ونتابع ما يقوم به “House” وفريقه لتشخيص الحالة، ويبدو الأمر أقرب للغز بوليسي بينما “House” هو “Sherlock Holmes” الذي يطارد الأمراض بدلًا من المجرمين.

لماذا تميز المسلسل وسط هذا الكم من المسلسلات الطبية؟

ربما كان أكثر ما ميز المسلسل عن غيره هي شخصية “House” المكتوبة بحرفية عالية والتي أداها الممثل الإنجليزي “Hugh Laurie” بعبقرية وضعت اسمه في مصاف النجوم الكِبار، الطبيب الذي يرفض التقيد بأي قواعد، لا يرتدي البالطو الأبيض، يسخر من الجميع سواء كانوا مرضاه، أو الأطباء من حوله أو زملاءه أو طُلابه الذين يتنمر عليهم أحيانًا، أو حتى مديرته التي يتحرش بها كذلك، بل يسخر من نفسه ومن ضعفه، يهرب من العمل بالعيادة الخارجية، يهرب من كل الأعمال الإدارية.
“House” فاقد الثقة في البشر ويؤكد طوال الوقت على أن “الكل يكذب”، نرجسي ومغرور ومزاجي وفوضوي وعدواني، باختصار هو شخصية تبدو سيئة تمامًا يجب أن يكرهها الجميع، ولكن ما يحدث هو أننا نغرم بها جميعًا فهو يفعل كل هذا بجاذبية تجعل الأمر خالي من الأذى الحقيقي لأي شخص.

كل حلقة من حلقات المسلسل هي عبارة عن لغز طبي نحاول حله مع “House” وفريقه، حل اللغز يتم بشكل فائق المتعة وتأكد أنك غالبًا ستستفيد بشكل ما من المعلومات الطبية التي يُخبرنا بها الأطباء في الحلقات، في كل حلقة يتم عرض اللغز وحله بشكل أقرب للألغاز البوليسية وقصص (من فعلها؟)، ففي البداية يشتبه الفريق في مرض ما ولكن يتم استبعاده بعد قليل، ثم يتطور الأمر بأعراض جديدة وتبدأ لعبة التباديل والتوافيق لمحاولة تشخيص الأعراض التي تظهر أو تختفي ومنحها اسم ما ليبدأ العلاج.
الكوميديا التي يُقدمها المسلسل بجرعات متوازنة مع الدراما والطب بشكل يجعلك قد تُرشحه أحيانًا على أنه مسلسل كوميدي دون تردد لمن يرغب في مشاهدة دراما كوميدية ممتعة.
رغم أن الكوميديا والطب يطغون على الدراما في المسلسل، إلا أن اللمحات الإنسانية التي نراها في العديد والعديد من الحلقات ما بين مرضى يحتضرون وقد يموتون أحيانًا، وعلاقات إنسانية تجمع الأبطال تزدهر أحيانًا وتضمحل أحيانًا، تخلق دراما إنسانية جميلة كخلفية للأحداث الطبية الشائقة.
علاقة الصداقة التي تجمع “House” وصديقه الوحيد طبيب الأورام “James Wilson” واحدة من أجمل علاقات الصداقة التي ستراها على الشاشة، رغم كل مساوئ “House” وعدم اكتراثه للبشر، إلا أنه لا يحتمل غضب صديقه ولو لعدة ساعات، ورغم كل المقالب والسخرية والمواقف السيئة التي يتعرض لها “Wilson” بسبب “House” إلا أنه يعترف دائمًا أنه هو أقرب أصدقائه.
طاقم الأطباء الذي يعمل مع “House” هم مجموعة من الشباب الذين يُسارعون لتلبية كل أوامره للعمل على تشخيص المرضى، وهي الأوامر الغريبة أحيانًا ممتعة دائمًا، مجموعة الأطباء تتغير أكثر من مرة على مدار مواسم المسلسل لكن ستتعلق بأغلبهم وتجدهم ينتزعون منك الضحكات أحيانًا والتعاطف حد البكاء أحيانًا أخرى.
يردد “House” في المسلسل عدد كبير من المقولات عن الحب والبشر والطب والحياة والموت وغيرها، وكلها مقولات رائعة تجعلك تقبل الحياة والبشر كما هم.

حقائق طريفة قد لا تعرفها عن المسلسل

قال مؤلف المسلسل “David Shore” أنه استوحى شخصية “House” من شخصية خيالية أخرى هي المُحقق الإنجليزي الشهير “Sherlock Holmes” فكلاهما شديد الذكاء وعنده قدرة غير عادية على التحليل والانتباه للتفاصيل ويعزف آلة موسيقية ومدمن لأخد أنواع المخدرات، بل أن رقم الشقة التي يسكن بها “House” هو 221B وهو نفس رقم المنزل الذي يسكن به “Sherlock”.
قال “Hugh Laurie” في أحد اللقاءات التلفزيونية أنه عندما قرأ سيناريو المسلسل لأول مرة ولم يكن بعنوان “House” بعد، كان يظن أن بطل المسلسل هو دكتور “James Wilson” حيث لم يتوقع على الإطلاق أن شخصية مثل “House” يمكن أن تكون البطل الرئيسي لمسلسل.
أثناء قيام “Hugh Laurie” بتجربة الأداء للدور، قال أحد منتجي المسلسل التنفيذين وهو “Bryan Singer” للمؤلف “أترى، هذا ما أريده؛ رجل أمريكي”، لكن مالم يعلمه “Singer” وقتها هو أن “Hugh Laurie” إنجليزي.
فكرة المسلسل مستوحاة من عمود صحفي في مجلة “New York Times” يُسلط الضوء على الحالات الطبية غير العادية، وكانت الفكرة في الأصل للمنتج التنفيذي “Paul Attanasio” الذي عرضها على شبكة “FOX” ليعرضوها على المؤلف الذي قرر كتابتها بالشكل الذي خرج عليه المسلسل ليكون التركيز على شخصية “House” وعلى الحالات الطبية اليومية بدلًا من رواية قصة تقليدية.

طاقم العمل وردود أفعال الجمهور والنقاد

المسلسل من تأليف “David Shore” الذي شاركه في كتابة الحلقات فريق كبير من الكُتاب، وكذلك أخرج الحلقات عدد كبير من المخرجين لكن أكثرهم هو المخرج “Greg Yaitanes” الذي أخرج 30 حلقة وفاز بجائزة “Emmy” عام 2008 عن إحدى حلقات الموسم الرابع وعنوانها “House’s Head”، وشارك “Hugh Laurie” البطولة كل من “Robert Sean Leonard”، و”Lisa Edelstein”، و”Omar Epps”، و”Jesse Spencer”، و”Jennifer Morrison”.

وهو واحد من أعلى المسلسلات جماهيرية وتقييمًا على موقع “قاعدة بيانات الأفلام” حيث يحتل المركز 67 على الموقع بتقييم 8.7/10، وقام النقاد على موقع “الطماطم الفاسدة” بتقييمه بنسبة استحسان بلغت 88%، ترشح المسلسل لأكثر من 150 جائزة، فاز منهم بـ 65 جائزة منهم جائزتين “Golden Globes”، وخمس جوائز “Emmy”.

ذو صلة

وأخيرًا إن لم تكن شاهدت د. Gregory House من قبل، فقد فوتت على نفسك متعة كبيرة للغاية.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.