تريند 🔥

📱هواتف

فيلم Hugo .. عندما يكون الشغف ساحراً

زينب أبو علي
زينب أبو علي

4 د


 فيلم Hugo .. رحلة ممتعة ساحرة إلى عالم الأفلام

هل شعرت يوماً بالشغف نحو شيءٍ ما؟ هل عرفت يوماً سبباً لهذا الشغف؟ هل عاندتك الحياة يوماً ما في تحقيق ذاتك؟ هل فقدت الأمل في ذلك الشغف، ثمّ بعد ذلك أحسست بأنه لا طائل حقيقي من وجودك بهذه الحياة .. فقررت أن تحيا متخفياً في روتين الحياة اليومي؟

ربما هذه القصة ليست بجديدة بالنسبة لملايين من البشر على وجه الكرة الأرضية، فهذا هو الصراع الأزلي بين طموحات البشر ومقدراتهم لذلك حاول الكثير ايجاد حلاً لهذا الصراع القائم، فكانت واحدة من هذه الحلول كلاسيكية خاصة بالاستثنائي مارتن سكورسيزى فيلم Hugo .. فكيف حصل ذلك؟

فيلم Hugo - لقطة

في البدء ستجد نفسك تفعل شيئاً ما وتتعلق به دون أي سبب معلن، ربما لأنك كنت تفعله مع شخص تحب أو لأنك تحبه في الصميم، ولكنك في جميع الأحوال يتولد لديك الشغف تجاه شيءٍ ما، و بالتأكيد ستمر بعدة مراحل.

السحر هو أول ما يصيب الإنسان من الشغف، فالسحر هو الرفيق الوفي للشغف، فدائماً ما يعطي للحياة لوناً مختلفاً وطاقة خفيّة للقيام بأصعب الأمور، ولإضافة المزيد من السحر فما كان من “سكورسيزي” إلا أضافة أسالبيه المتميزة لإخراج لوحته السحرية.

ابتداءً من الأبطال فقد استعان بطفلين هم “آسا باترفيلد” في دور “هوجو” و “كلوي موريتز” في دور “ايزابيل”، بالإضافة إلى بعض التفاصيل التي تدعم شخصيات الأبطال مثل كون كلاً منهما يتيم، فهذا قد يعود بأذهاننا إلى حكايات “أوليفر تويست” و “سيندريلا” وغيرهما من الحكايات الأسطورية كذلك الصداقة التي تنشأ بينهما.

فيلم Hugo - مشهد المكتبة

اُستعين أيضا بعنصر اللهجة حيث تضيف اللهجة البريطانية- من وجهة نظر شخصية- الكثير من الأناقة والسحر على فيلم Hugo وكانت عاصمة النور”باريس” هي الحاضنة لأحداث السيمفونية السحرية لـ “سكورسيزي”، ويكفي ذكر اسم “باريس” على أذن أي مستمع حتى يأخذه السحر، كما أن الزمن أضاف من السحر ما أضافه لكي تشعر بنفسك تحيا في إحدى كلاسيكيات الزمن القديم.

هنا نجد أنفسنا أمام سؤال مُلحّ هل الشغف وسحره وحدهما كافيان حتى لا نسقط في فخ الروتين ونحقق ذاتنا المُتفرّدة؟

سوف تكون الإجابة بلا القطعية، فهنا نصل إلى المرحلة الثانية من رحلة الشغف، فالشغف يحتاج بجانبه إلي كلاً من الإرادة والإيمان بأهمية ما تفعله بغض النظر عن المسمى، فعندما تواجهك الحياة بأول منعطف في طريقك التي قد تعتقد أنه مستقيم؛ فحتماً ستجد نفسك تتنازل بعض الشيء عن جزء من شغفك، وعلاوة على ذلك فقدت جزء كبير من ثقتك بذاتك ،وقد تدعي بأن لا فائدة من وجودك و لن يجدى مجهودك شيئاً.

لكن شخصيات الفيلم تمثل الإثبات القاطع لحقيقة عدم عبثية خلق أي إنسان أياً  كان ما يفعله، كذلك عدم عبثية القدر، حيث نجد الشخصيات كلها مسيرة لتحقيق هدف واحد، فالشخصيات التي ربما تجدها بلا هدف أو هامشية هي في الواقع تُعبّر عن حقيقة نعيشها يومياً.

ستجد أنك تقابل المئات من الأشخاص يومياً لا توجد بينك وبينهم معرفة سابقة، لكنهم حتماً أثروا في حياتك سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، والأحداث الصغيرة تصل بنا إلى الأحداث الأكثر أهمية، فلا يمكنك إهمال أي شيء حدث لك، فالحياة لا تتبع نهج المصادفة في أحداثها، فحدث صغير لا أهمية له اليوم قد يؤدي إلى كبير في الغد، و لكي تتأكد من صحة ما أقول فكل ما عليك هو أن تلقي ناظرة فاحصة متأملة على أحداث مهمة في حياتك ستجدها حتماً بدأت بحدث صغير غير ملاحظ.

فيلم Hugo - مشهد 3

ربما الإيمان بأهمية الأحداث الصغيرة في حياتنا يجعلنا قادرين على تفهُّم والتعايش مع مفهوم الفشل، فقد يجعلنا علي يقين أن فشل الأمس ما هو إلا تصحيح مسار للوصول إلى نجاح الغد، فقط عليك أن تصبر وتؤمن بما تفعله، عليك أن تؤمن بأن الإستمرار والسقوط في دائرة الفشل ما هو في نهاية الأمر إلا قرار تتخذه.

ربما كل ذلك مفيد لمن هم يعرفون حقاً ماذا يريدون من تلك الحياة، لكن هناك من يعانوا من فقدان الهدف .. لا تقلق ستعطيك الحياة في يومٍ ما إشارة لما خُلقت من أجل تفعله، وفي بعض الأحيان قد تتغير وجهتك التي اخترتها.

 كل ما عليك فعله هو أن تؤمن بأهميتك في الحياة ولا تبالي إن كنت صغير أم كبير جميل أم قبيح مُشرّد أم غني فقط الإيمان هو الذي يجذب الهدف والنتيجة، فالشغف المُدعّم بالإيمان كافي لإنارة الطريق لعدد كبير من البشر.

كلاسيكية العصر الحديث فيلم Hugo التي تأخذك إلى عالم مليء بالسحر و الإيمان، كلاسيكية قادرة بلا شك علي تحسين مزاجك، أنصح بمشاهدته.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.