مسلسل Iron Fist .. سقطة “مارفل” وفخ تقليد “Arrow”
4 د
دائمًا ما نرى الصراع ما بين “Marvel” و “DC” و إن كنت من عشاق مارفل من حيث الأفلام التي تقدمها وقدرتها على الربط وصناعة عوالم في أبعاد زمنية مختلفة، إلا أنهم هذه المرة خيبوا ظني بشدة وجعلوني أرفع القبعة لـ”دي سي” من حيث المسلسلات.
لم يمض يومان على طرح مسلسل “Iron Fist” على “Netfilx” وهي الشركة المنتجة للعمل، وسرعان ما تداولته مواقع الإنترنت المختصة بالمسلسلات وبدأت تعليقات الجمهور على العمل، لا أريد أن أتحدث عن العمل في المقدمة هذه المرة، ولكن سأسرد لكم بالتفصيل نقاط القوة والضعف في المسلسل بمقالي التالي.
نبذة عن المسلسل
تدور أحداث المسلسل حول طفل يُدعى “داني راند” وقع له حادث هو وعائلته على متن طائرة فوق إحدى الجزر، ليتربى في قرية لها بعد زمني مختلف عن الأرض، والتي لا تظهر في البعد الزمني للأرض سوى كل 15 عامًا.
وبعدها يعود راندي للمدينة التي وُلد فيها من جديد، ولكنه يمتلك قدرات ومواصفات جعلت منه “القبضة الحديدية”، وتبدأ سلسلة من الأحداث التي تقع له داخل العمل، ويدخل في صراع مع منظمة “اليد”.
السيناريو
تعودت على أن السرقة أو الأقتباس نراه في بلادنا العربية، أما أن أشعر به في عمل درامي من إنتاج أحد أكبر شركات صناعة السينما في العالم فكان الأمر بالنسبة لي صادم، أنا أعلم كل العلم أن “القبضة الحديدية” إحدى شخصيات الكوميكس، ولكنها أقلهم شهرة، ولكن لم أشعر باستقلالية تلك الشخصية بل شعرت أنها مسخ حاولوا صناعته ليكون مشابه للسهم أو “arrow” حرفيًا شعرت بنسخة ولكنه مصغرة، حاولوا إضافة بعض التعديلات عليها لتكون شخصية مستقلة.
ولكن حين يتأثر الكاتب بشخصية تظهر في كتاباته، وهذا ما رأيته في خطوط درامية متشابه مع مسلسل “أروو” والتي لا يمكن أن تتصادف، كما أن التركيبة العامة للشخصية – أقصد بالطبع القبضة الحديدية والتي يلعب دورها فين جونس- كما يقول العاملين في مجال السينما “miss cast” أي أن الشخصية غير ملائمة للدور من حيث البعد الجسماني لها، على عكس مسلسل “arrow” حيث تدرب ستيفن أميل على أداء شخصيته تمامًا.
المؤثرات البصرية
لو كنت من الأشخاص الذين لا يتابعون أعمال “مارفل” لخرجت مني تلك الجملة بكل عفوية “هذا المنتج بخيل”، فالعمل المؤثرات البصرية التي استخدمت فيه رديئة للغاية، وليست على مستوى أعمال “ستوديوهات مارفل”، وبالطبع لا يوجد مبرر لذلك سوى سببان.
أولهما، أن الشركة أرادات أن تخرج العمل للنور لتنتظر ردود فعل الجمهور مع “القبضة”، وهل سيحبون تلك الشخصية ويتعاطون معها، أم سيكون مجرد جزئان فاشلان من العمل، وينتهي.
التفسير الثاني أن الشركة خشيت من دفع الأموال ولا يحقق العمل العائد المردود، فأرادوا أن يخرج بأقل تكلفة.
وإن كان أحدى تلك الأسباب أو غيرها، إلا أنها وضعت الشركة في منافسة مع “دي سي” في المسلسلات، وخسرت تلك المنافسة عن جدارة، أو على الأقل في هذا التوقيت.
الإخراج
العمل من الناحية الإخراجية كان جيدًا، إلا في بعض المواضع المزعجة للغاية لعدم إيصالها المعني النفسي الذي كان يقصده مخرج العمل، فلم يجعلني أشاهد حلقات المسلسلة الثلاثة عشر سوى الرتم السريع للإحداث.
وهناك خطأ فج وقع فيه المخرج، وسبب ازعاج بالتأكيد للمشاهدين، وهو رغبته في زيادة نسبة التشويق للمشاهدين، بعدم سرد أي تفاصيل حول المكان الذي نشأ فيه “القبضة الحديدية”، وعدم استخدام “الفلاش باك” سوى في مشهد واحد وهو مشاهدة “داني راند” لجثث طاقم الطائرة، وهو أمر أعتقد بالتأكيد سبب الاستفزاز والضيق للمشاهدين دون أدنى شك.
لا تفسدوا المتعة
هناك عدة عوامل سببت ازعاج بالتأكيد في العمل، فكثرة الدماء مبالغ فيها، ولكن الأكثر من ذلك كانت الفجاجة في مشاهد الدماء والقتل، فإحدى المشاهد بدون حرق للأحداث كانت عن شخص يقوم بتقطيع الجثث بمطرقة حديدية، إنه أمر مقزز وخارج إطار الطبيعة البشرية.
أيضًا هناك بعض الأحداث غير المبررة، جعلت منها مواضع استفهام، فلا تستهينوا بعقول المشاهدين، حتى وإن كان المسلسل خارج إطار العادي والطبيعي!
الممثلين
بعض الممثلين قدموا في العمل أداءً جيدًا، في حين اتسم البعض بتجسيد الأدوار بشكل مبالغ فيه مما افقدها متعتها.
Finn Jones.. والذي قدم دور “داني راند” أو القبضة الحديدية لم يكن مقنعًا إلى حد كبير في التكوين الجسماني للشخصية، وأما البعد النفسي في التجسيد فكان جيدًا أيضًا في بعض المشاهد التي تعلقت معظمها بكونه إنسان يشعر بالمسئولية تجاه الآخرين.
Jessica Henwick .. وهي تلك الفتاة التي قدمت دور “وينج” وهي بالمناسبة شاركت في بعض دور ثانوي في مسلسل “صراع العروش” وكانت جيدة للغاية في تجسيد الدور، و اجتهدت لتقديم شخصيتها بهذا الشكل، وظهرت بأداء لا بأس به.
Jessica Stroup.. أحد أهم الأدوار في العمل حيث كان الدور به الكثير من الرمزية عن الصراع بين الخير والشر الذي ينشأ بداخل كل إنسان.
في النهاية.. أعتقد أن المسلسل كان مخيبًا للآمال وعشاق الشركة الشهيرة، ولم يكن على المستوى المطلوب بل كان أقل كثيرًا، وحتى التقييم على موقع التقييمات الشهير “imdb” خلال يومان من عرض المسلسل انخفض من 8.6 إلى 8.2 مما يشير إلى عدم الرضا العام عن العمل، كما أن هذا التقييم للمسلسلات ضئيل للغاية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.