أفلام جيم كيري خلال العشر سنوات الأخيرة بين الجيد والسيئ

الكوميديا كنوع من أنواع الدراما يتقنه البعض بالفطرة ويكسبه البعض الآخر بالتعلّم، إلّا أنّ صعوبة وحساسية هذا النوع من الفنون جعل اللاعبين الأساسيين فيه من أصحاب الفطرة. ويعتبر جيم كيري من أولئك الذين قادتهم فطرهم بشكل جنوني لعالم الكوميديا، ورغم ذلك يعتبر كيري من الفنانين أصحاب الصحوة الفنية، فهو لم يفوت الفرصة ليثبت للجميع أنّه ممثل شامل وليس مجرد فنان كوميدي موهوب، وذلك من خلال الأدوار الجادة التي أدّاها. إليكم في هذا المقال أفلام جيم كيري آخر عشر سنوات تقريباً على تفاوت مستوياتها.

يستند فيلم أحبك يا فيليب موريس الذي أنتج عام 2009 في فرنسا والولايات المتحدة، إلى قصة حقيقة خلال فترة الثمانينات والتسعينات من القرن العشرين، يتناول الفيلم جزءاً من حياة ستيفين جاي راسل الذي أدى جسدها جيم كيري، فيعرض التحولات الكبيرة التي طالت الشخصية في فترة معينة من الركود إلى الانهيار.

راسل الشرطي يعيش حياة جامدة راكدة مع عائلته ومحيطه، حياة تفتقر إلى المتعة والحيوية، راسل يسكنه هاجس البحث عن والدته فلا يوفر طريقة ليجدها، وعندما يجدها ترفض مقابلته، الأمر الذي يزيد كآبته وتخبطه فيدفعه إلى مغادرة المدينة التي يسكنها إلى ميامي، يكتشف راسل في هذه الأثناء وربما بسبب العقدة التي يعاني منها بسبب والدته، وبسبب التخبط في حياته، يكتشف أنّ لديه ميولاً جنسيةً مثليةً، فيسعى في مكان إقامته الجديد وراء هذه الحياة، وتتطور حياته سلباً في طريق الاحتيال إلى أن تتسبب مشكلة يتعرض لها بدخوله السجن.

يتعرف أثناء إقامته بالسجن إلى السجين موريس حيث يقع بحبه ويرتبط به، ويحاول صنع المستحيل لإرضائه ويستخدم بذلك العديد من طرق الاحتيال، إلّا أنّ ما يحدث ويسبب نكسة جديدة في حياته بعد أنّ تستقر مشاعره بقربه من صديقه موريس، هو خروج موريس من السجن، الأمر الذي يدفعه إلى العديد من محاولات الهروب للقائه، وقد حقق الفيلم إيرادات وصلت 20,712,236 دولار، ويذكر أنّ مدير السجن الذي جرى في التصوير رفض السماح بتصوير المشاهد الحميمة.

أشاد النقّاد بأداء جيم كيري وبالإخراج، إلّا أنّ البعض رأى أنّها مغامرة من جيم كيري وأنّ تقديم هكذا فيلم ربما يضر بنمطه الكوميدي، ورأى البعض أنّ الفيلم سيواجه صعوبة في التوزيع لعدم تضمنه تصنيف للكبار فقط.

يصنف هذا الفيلم الذي أنتج عام 2011 من الأفلام الكوميدية المقدمة للعائلة، يتحدث الفيلم عن حياة توماس بوبر الذي يؤدي شخصيته جيم كيري، حيث يتطرق من خلال ذلك لأمور الترابط والتباعد ضمن العائلة الواحدة، والأسباب التي تؤدي إلى البرود في العلاقات العائلية وإمكانية استعادة دفء هذه العلاقات وحميميتها.

يعرض الفيلم حياة توماس بوبر مذ كان طفلاً بطريقة تعريفية سريعة، فتوماس الطفل مفتقد لوجود الأب الذي ترك ابنه وزوجته لإرضاء حبه وشغفه بالسفر حول العالم والكشف عن الأماكن الأثرية، فقدان الأب بهذه الطريقة أدى إلى الحرمان من الرعاية والاهتمام المطلوبين، الأمر الذي أثر ربما على حياة توماس مع أطفاله.

ويعرض الفيلم أيضاً الجانب الحالي من حياة توماس بوبر، فهو موظف في شركة تطوير عقاري، تقوم هذه الشركة بشراء عقارات وأبينة ومحال تجارية من أصحابها لتقوم بهدمها وإعادة بنائها للاستثمار فيها، ذلك يحتاج في بعض الأحيان مهارة معينة لإقناع أصحاب العقارات لبيعها، لذلك فإن توماس يقوم بهذا لمهارته بذلك.

وعلى صعيد آخر هناك حياة توماس الأسرية الباردة، فهو منفصل عن زوجته ولديه طفلان تفتقد العلاقة معهم للحميمية وللأجواء العائلية الطبيعية.

في هذه الأوقات الراكدة من حياة بورنر تصله هدية عبارة عن ستة بطاريق من والده الغائب دائما، ربما تعبيراً منه عن أسفه عن هذا الغياب وما سببه، أو رسالة كي ينتبه إلى سير حياته التي تتجه دون انتباه ربما إلى نفس الطريق التي سارت به حياة والده.

يستقبل توماس البطاريق الستة في بيته ومع أولاده، يصاب بالإحباط في البداية من وجودهم وصخبهم، إلّا أنّ تقبّل أولاده لهم يضطره على قبولهم والتأقلم مع وجودهم في المنزل إضافة إلى تقديم الخدمات لهم، ورويداً رويداً ومع الكثير من ضحك الأطفال والكثير من المواقف الطريفة التي تضفيها البطاريق على جو العائلة البارد يتحول موقف توماس السلبي ضدهم، ويصبح سعيداً بوجودهم، فقد أدى وجودهم إلى تحريك المياه الراكدة وإضفاء الحيوية إلى المنزل وإعادة الأجواء العائلية الطبيعية.

حصل الفيلم على نسبة موافقة تبلغ 48% بناءً على 142 مراجعة بمتوسط ​​تقييم 5.2 / 10. كما يقول الإجماع النقدي للموقع، “كان من الممكن أن يكون هذا الفيلم أسوأ، لكنه قدم أداءً جيداً نسبياً بالمقارنة مع أفلام مشابهة”.

كما يشير إلى مراجعات مختلطة أو متوسطة، حيث تفاوتت الآراء وردود الأفعال حوله.

تدور أحداث فيلم The Incredible Burt Wonderstone في أجواء الكوميديا والخيال، لا يمكن القول إن هذا الفيلم يتضمن الكثير من الأفكار والمقولات، فقصته تتلخص بالأسطر التالية، مكان سير الأحداث مدينة لاس فيغاس حيث يقدم الثنائي برت وندرستون وصديقه انتون مارفيلتون، عروض السحر ويشكلان شراكة تدوم لسنوات، فيبسطان سطوتهما على مسارح وفنادق وأماكن تقديم العروض في مدينة لاس فيغاس، ويحققان نجاحات كبيرة تستحوذ على إعجاب الجمهور، إلّا أنّ فراقاً بين الشريكين يصيب هذه الشراكة ويؤثر على استمرار عروضهما، في هذه الأثناء يبزغ نجم ساحر جديد ستيف جراي الذي يؤدي شخصيته جيم كيري، يجوب شوارع المدينة ويكسب استحسان الجمهور بألاعيبه السحرية الجديدة، الأمر الذي يخلق صراعاً بين الطرفين على إثبات وجود كل منهما، فيسعى برت وندرستون جاهداً على التمسك بمكانه واستعادة أمجاده مع شريكه حتى يلتقي بملهمه القديم الذي يحفزه لاستعادة مكانته.

يعتمد مخرج الفيلم بشكل كبير على براعة أبطاله في تقديم الكوميديا، فكما ذكرنا أنّ الفليم لا يحفل بالكثير من الأفكار، والقصة ليست هي البطل فيه، وإنما مناخ الفيلم الذي يخيم عليه جو السحر يفرض أجواءً غرائبية أحياناً ممزوجة بالكوميديا التي يتقنها أبطاله، كل ذلك جعل من أداء الممثل والمواقف الطريفة الموجودة فيه أن حاملاً له.

يرى النقّاد أنّ بداية الفيلم ونهايته كانت جيدة، بعكس بقية أوقات الفيلم حيث يرون أن الملل عاب أحياناً بعض مشاهده، إضافة إلى المشاهد التي يتم فيها تصوير الخدع السحرية التي يرى النقّاد أنّها كانت ضعيفة أحياناً، كما يشيد النقّاد بأداء جيم كيري لشخصيته.

فيلم Dumb and Dumber To أو الغبي والأغبى 2 والذي أُنتج عام 2014 هو الجزء الثاني من نفس الفيلم وبطولة النجمين ذاتهما جيم كيري وجيف دانيالز والذي أُنتج جزءه الأول سنة 1994، أي قبل عشرين عاماً وحقق حينها حضوراً جماهيرياً ومشاهدة جيدة لما فيه من جرعات الكوميديا العالية، وبينما يتحدث الجزء الأول عن الصديقين الغبيين جداً هاري الذي يؤدي شخصيته جيم كيري، ولويد الذي يقوم بأداء الشخصية جيف دانيالز، حيث يقوم الصديقان الغبيان برحلة لإرجاع حقيبة نسائية لصاحبتها التي نسيتها في المطار، في الوقت الذي تطاردهم فيه عصابة دون أن يعلموا، فبينما يتحدث الجزء الأول عن هذه القصة، فإن الجزء الجديد يتحدث عن رحلة يقوم بها نفس الشخصين هاري ولويد مع نفس الممثلين، للبحث عن ابنة هاري التي لم يكن يعلم عنها شيئاً طوال السنوات السابقة.

قصة الفيلم بسيطة جداً وقد لا تكون مهمة، فالتركير هنا على إضحاك المشاهد من خلال المواقف الغريبة نتيجة الغباء الغريب لشخصيتي الفيلم، ومن خلال أداء الممثلين للكوميديا، فكعادته جيم كيري لم يوفر جهداً لإثبات أنّه قادر على إضحاك جمهوره الذي أحبه، وأنّه قادر دوماً على الاستمتاع بلعبته المفضلة وهي الكوميديا والتلذذ بها، وعدم توفير أي طريقة للإضحاك سواءً بتعابير الوجه الذي يراهن عليها وبأنّ عضلاتها لن تتعب، أو باستخدام أطراف جسده والاتكاء عليها تمثيلياً.

حقق الفيلم إيرادات تصل إلى 169 مليون دولار، ورغم تمكن الفيلم من إضحاك الكثيرين إلّا أنّ بعض النقّاد يرون أنّه لم يأتِ بجديد وأنّه نسخة مكررة عن الجزء الأول، ويعتبر النقّاد أنّه كان حرياً بالقائمين على الفيلم البحث عن حلول جديدة بدلاً من الإصرار على قصات الشعر الغريية والمبالغة في أداء الكوميديا.

بعد غياب أربع سنوات عن الشاشة وانشغاله بمشاكل خاصة، يعود جيم كيري إلى السينما ولكن بفيلم مختلف تماماً عن الكوميديا التي اعتاد الناس عليها، هذه المرة يطل على جمهوره بفيلم من نوع أفلام الجرائم النفسية، كتبه جيرمي بروك بناءً على مقال لديفيد جران بعنوان True Crimes – A Postmodern Murder Mystery.

تدور أحداث الفيلم عن جريمة يحقق بها تاديك الذي يؤديه جيم كيري، حيث يكتشف أنّ أحداث الجريمة التي يحقق بها تتشابه بشكل كبيرة مع أحداث رواية لكاتب يدعى كريستوف، مما يدفعه للربط بين الجريمة وبين الكاتب.

وكان من المفترض أن يحمل اسم True Crimes إلا أنهّ تم تغيير الاسم لأسباب تسويقية ليصبح Dark Crimes.

وقد خالف نشر تريلر الفيلم التوقعات التي كانت تعتمد على جماهيرية جيم كيري، فالتريلر لم يحظ بنسبة مشاهدة عالية.

يذكر أنّ الفيلم إنتاج أميركي بريطاني بولندي.

يربط الكثيرون بين الكآبة التي كان يعيشها كيري بسبب أزمات مر بها بعد انتحار حبيبته، ودخوله دعاوى قضائية متصلة بهذا الشأن، وبين جو الفيلم الجاد والبعيد عن الكوميديا والمتسم بجو الجرائم، إلّا أنّ كيري يقول إنّه تجاوز أزماته تلك وأنّ الفيلم تجربة جديدة.

كان النقاد متشككين بعض الشيء بسبب تورط كاري سابقاً في فيلم إثارة، والذي لم يكن موفقاً، بينما رأى البعض أن الأسلوب المرئي يذكرنا أيضاً بعروض مثل True Detective التي حولت ممثلين مثل وودي هارلسون وماثيو ماكونهي إلى حضور درامي مفاجئ. وهذا العمل يمكن أن يفعل الشيء نفسه بالنسبة لكاري، فقد يكون من المفيد مشاهدته. كما انتقد البعض الجو القاتم وغير المثير والإفراط به.

يقوم هذا الفيلم بأساسه على فكرة لعبة الفيديو التي تحمل نفس الاسم، والتي أُنتحت عام 1991، حيث تقوم قصتها حول القنفذ سونيك الذي يجابه عدواً يحاول سحب أصدقائه ورميهم في فترات زمنية مختلفة، فيقوم سونيك بمحاولة أنقاذ الجميع وينتج عن ذلك صراع بينه وبين هذا العدو، يذكر أنّ هذه اللعبة حققت مبيعات وصلت لأكثر من 360 مليون نسخة حول العالم،

إذا الفيلم قائم على فكرة هذه اللعبة، وقصته تدور حول سونيك وكيفية وصوله إلى عالم البشر، حيث يعرض الفيلم في مشاهده الأولى طفولة سونيك وتربية البومة له، حتى وصوله إلى الأرض وعيشه مراهقته في في الأحراش القريبة من قرية التلال الخضراء، وهنا يعيش وحيداً ويغلبه مرة بسبب هذه الوحدة، فيقوم بإطلاق طلقة كهرباء قوية تخلخل شبكة الكهرباء، ما يدفع السلطات للتحقيق بالأمر، فتكلف العالم الكبير د.روبوتنيك الذي يمثله جيم كيري للتحقيق بالأمر، وهكذا تبدأ مطاردة طويلة بينها يستغل فيها سونيك سرعته وقدراته المذهلة في الهرب.

يندرج الفيلم ضمن أفلام الحركة والمغامرة الكوميدية، وهو مبني على دمج الواقع مع الرسوم المتحركة، وقد حقق إرادات وصلت إلى 216 مليون دولار أميريكي.

يشيد النقّاد بأداء جيم كيري، كما يصفه البعض بالمجنون وذلك لخلقه عالمه الخاص بتقديم الشخصية، كنا يحسب للفيلم تراجع الشركة المنتجة عن إطلاق الفيلم، بعد مشاهد الناس العرض التشويقي، وردود الفعل السلبية تجاه تقديم شخصية سونيك بطريقة واقعية، حيث قامت الشركة بتبديلها بالشخصية الكرتونية المفضلة للجمهور.

هذا الفيلم هو جزء ثاني من فيلم يحمل نفس الاسم، وهو نمط يجمع بين الكوميديا والخيال والآكشن، جو الفيلم ليس جديداً فهو صراع الخير ضد الشر، واستخدام البطل عناصر خارقة كالأقنعة أو البدلات الخاصة تعطيه القوة وتساعده على قمع الشر، البطل هنا هو كيك آس الذي يرتدي القناع ويساعد الناس ويقوم بتشجيع الآخرين على محاربة الجريمة باستخدام الأقنعة، حيث يتجاوب مع البعض فيشكل مع العقيد ستارز آند ستريبز فريقاً للقيام بالمهام الجيدة، ولكن وعلى جانب آخر يعود ريد ميست ليكون حجر عثرة في طريق هذا الفريق، فيسعى لبناء جيش من المجرمين لمجابهة كيك آس والقضاء عليه، الأمر الذي يدعو هيت جيرل إلى العودة بعد أن تقاعدت وذلك بسبب الطارئ الجديد الذي أحدثه ريد ميست.

إذاً الفيلم يكرر فكرة الصراع بين الخير والشر باستخدام عوامل خارقة تعطي القوة للبطل الخيّر، هذا الصراع المليء بالخيال والحركة والذي مواقف طريفة ومضحكة كون توجه الفيلم كوميدي.

يُذكر أنّ الفيلم من إنتاج أميريكي بريطاني وهو مأخوذ عن قصة مصورة، حقق الفيلم إيرادات تقدر بـ 40,629,045 $.

ويشير النقّاد إلى محاولة الفيلم الجمع بين العنف والسخرية، وينتقد آخرون تضمن الفيلم نكات سيئة عن أعضاء الجسم، كما ينتقد آخرون وجود عن عدد كبير من الممثلين دون إتاحة الفرصة للشخصيات بالظهور بشكل جيد.