مسلسل لأعلى سعر أفضل أسوأ مسلسل في رمضان 2017!
7 د
إذا أردنا أن نختار أفضل أسوأ مسلسل بالدراما الرمضانية لعام 2017 سيحتل تلك المرتبة مسلسل لأعلى سعربلا منازع، ذلك لأنّ هذا العمل وبالرغم من كل ما فيه من عيوب فنية جوهرية واضحة، إلّا أنّه نجح في استفزاز الجمهور للدرجة التي جعلته يأخذ قرارًا بالاستمرار في متابعته وحتى الحلقة الأخيرة.
لأعلى سعر
مسلسل مصري إنتاج 2017، تم عرضه في رمضان هذا العام، وهو من إنتاج شركة العدل جروب، سيناريو وحوار مدحت العدل، إخراج محمد العدل، أمّا البطولة فلـــ: نيللي كريم، زينة، أحمد فهمي، نبيل الحلفاوي، سلوى محمد علي، أحمد مجدي، محمد حاتم، سارة سلامة، مع آخرين.
قصة المسلسل
تدور أحداث المسلسل حول جميلة راقصة الباليه التي تتخلى عن حلمها وفنها وكل شيءمن أجل الرجل الذي أحبته، هشام طبيب التجميل الذي لم يكن أحدهم ليُصدق أن تقبل به جميلة خاصةً مع ضيق حاله في بداياته، والأهم إصراره على أن يجعلها تترك رقص الباليه إكرامًا لخاطره وقناعته الشخصية.
لكن جميلة وافقت حقًا … فتزوجت منه تاركةً كل الأحلام خلفها عدا حلم واحد دَفع زوجها للأمام، وهو ما جعله في غضون 6 سنوات يصبح من أشهر أطباء التجميل بمصر، وأن يمتلك مستشفاه الخاص. لكن الرياح لا تأتي بما تشتهيه السفن.
بعد 6 سنوات وطفلة تعاود ليلى –صديقة جميلة- الظهور بحياتها، ثم لا تلبث أن تخطف منها زوجها وابنتها في ظل خذلان تام من زوج جميلة، أمها، أخواتها، وحتى ابنتها، لم ينصفها سوى والدها! ومع الانكسار التام الذي تعيشه البطلة تُقرر الانتقام لتتوالى الحرب بين جميلة ومن يساندونها من جهة، وليلى وعقلها الإجرامي من جهة أخرى.
هل أهدرت نيللي كريم فرصتها الأخيرة؟
مما لا شك فيه أنّ أحد المخاوف التي كانت لدى الجمهور هي أن يأتي المسلسل (نكديًا) كعادة أعمال نيللي كريم في السنوات الأخيرة، حتى أنّ ذلك جعل الكثيرين يُقررون عدم متابعة العمل بشكل مُسبق، إلّا أنّ تصريحات نيللي بأنّ المسلسل رومانسي أدت إلى تراجع البعض واستعدادهم لمنحها فرصة أخرى، فهل أهدرت نيللي كريم الفرصة الأخيرة التي منحها إياها الجمهور؟!
إيجابيات قليلة وسلبيات لا تُعد ولا تُحصى
حسنًا … من وجهة نظر فنية ونقدية نيللي كريم أهدرت الفرصة للغاية، فبعد أن اعتدنا عليها تُغير جلدها مع كل شخصية تؤديها لتنضج فنيًا بشكل مذهل فاجَأ الجميع، بدايةً من أدائها في (ذات) ثم (سجن النسا) وصولًا إلى (تحت السيطرة)، أتت هذا العام فاختارت عملًا وإن كان مُثيرًا للجدل لكنه غير ممتع فنيًا.
وذلك لأسباب كثيرة لعل أوضحها:
- حبكة المسلسل … والتي على كل ما بها من كليشيهية مفرطة حيث إطار (الزوجة/الزوج/العشيقة والتي سرعان ما تصبح زوجة ثانية) الذي لطالما كان حاضرًا بالدراما حتى أنّه عُرض بالعديد من مسلسلات رمضان هذا العام بالفعل، إلّا أنّ مشكلة الحبكة الحقيقية تأتي بسبب تكرارها ولكن من مُنطلَق آخر، إذ تعكس توليفة مدحت العدل -مؤلف العمل- التي شاهدناها من قبل في أكثر من عمل من تأليفه.
تلك الخَلطَة التي تجمع بين (التمجيد في الفن وكيف هو رسالة مقدسة لمن يؤديها/يعتنقها، وبين هؤلاء من يُبدون تشددًا دينيًا فينغلقون على أنفسهم مُغلقين الأبواب والطرق بوجه من حولهم لكنهم لا يلبثون أن يتراجعوا عن ذلك مُدركين أنّ الدين بالقلب، وأنّ المظاهر ليست محلًا للحُكم على الآخر)، شاهدنا ذلك بحذافيره بمسلسل “الداعية” ومسلسل “قصة حب”، وها نحن نشاهد نفس التيمة هنا مرة أخرى. جدير بالذكر أنّ الأمر لا يتعلق باتفاقنا مع هذه الأفكار من عدمها بقدر ما هو متعلق بأنّها باتت مُكررة ولا جديد فيها مما أزال عنها عنصر الإبهار.
- السيناريو … الذي جاء مُحبطًا للغاية ومليئًا بالتصرفات غير المبررة دراميًا تمامًا، فلا من تمهيد أو أسباب تجعلنا نفهم لماذا يحدث ما نراه أمامنا على الشاشة، مثلًا: (لم نعرف لماذا ارتدت البطلة النقاب بعد الزواج، وما سر تزمتها الديني الشديد والمفاجئ)، وحتى حين ذُكر السبب حدث ذلك بشكل عارض.
كذلك جاء منح المحكمة حضانة الطفلة للأب وسحبها من الأم لسبب غير مُقنع على الإطلاق هذا بجانب الخطأ القانوني، لأنّ الحضانة لا تؤول للأب بعد الأم مباشرةً لكنها تنتقل للجدة للأم أولًا. هذا بالإضافة للكثير من الأحداث التي لا يبدو حدوثها منطقيًا -ليس على مستوى الدراما ولكن على مستوى الفعل والتنفيذ- مثل بعض السرقات التي حدثت بالعمل، بالإضافة لتفاصيل أخرى كثيرة كلها أفقدت العمل مصداقيته حتى صرنا نتعامل معه بالبرَكة لا بالمنطق، تحت شعار “خلينا ورا الكداب”. - الإخراج … إخراج المسلسل عادي جدًا، لا إمتاع فني به أو اهتمام بالتفاصيل، رُبما الأمر الوحيد الذي يُمكن أن يحسب للمخرج حقًا هو اختياره لطاقم التمثيل سواءً النجوم المعروفين أو الوجوه الجديدة، والأهم مجازفته بالمراهنة على نجوم غيَّروا جلدهم تمامًا في هذا العمل.
على سبيل المثال …
-زينة … هي بطلة العمل الحقيقية هنا، إذ لعبت دور قوي ومُثير للاستفزاز، حتى أنّها من فرط إجادتها للدور استطاعت أن تحصد كراهية الجميع دون استثناء، وعلى ذلك قدمت الشر بشكل ناعم وهادئ، بينما نجحت بعينيها في التعبير عن المشاعر الحقيقية التي تجول بالشخصية رغم ادعائها خلافها معظم الوقت.
ليُعيد هذا الدور زينة للساحة الفنية بقوة، بعد اكتفاء تداول اسمها مؤخرًا في قضايا النسب وجلسات المحاكم، بل أخاله سيكون من شأنه التسبب في أن يُعيد المخرجين والمنتجين تقييم قدراتها التمثيلية، ونوعية الأدوار التي تستحق أن تُعرَض عليها.
-أحمد فهمي … ذلك الرجل الذي اعتاد تقديم دور الوسيم والحَبِّيب الطيب، هنا يلعب دورًا جديدًا عليه ورجل يغدر بزوجته التي ضحت بكل شيء من أجله، فيتزوج عليها أعز صديقاتها، وقد لعب فهمي الدور بشكل مقبول إلى حدٍ كبير.
–فيدرا … تعود للشاشة فتؤدي شخصيةً جديدةً عليها أيضًا، تقوم بتقديمها من منطقة السهل الممتنع، فيأتي أدائها سلسًا وناضجًا، وبالرغم من أنّها تؤدي شخصيةً قد يكون للبعض تحفظات أخلاقية عليها، إلّا أنّها تنجح في ألّا يكرهها أحد.
-رحمة حسن … أيضًا لعبت شخصية مختلفة عن أدوارها السابقة، حيث الفتاة الوصولية التي تتحالف حتى مع أعدائها من أجل تحقيق طموحاتها المادية والعملية، وقد نجحت في تقديم الشخصية رغم ملامح وجهها الناعمة.
ممن برعوا أيضًا في أدوارهم الفنان القدير نبيل الحلفاوي الذي كان له حضورًا طيبًا وشافيًا بالمسلسل، خاصةً وأنّه يُمثل الخط الأكثر إنسانيةً بالعمل كله، كذلك كان المسلسل خطوةً للأمام وتأكيدًا على موهبة كل من: (سلوى محمد علي، محمد حاتم، أحمد مجدي) وتبشير بمواهب عديدة على رأسها محمد علاء، وفي الوقت نفسه تأكيد لمدى سوء تمثيل سارة سلامة.
هل ذلك يعني أنّ نيللي كريم كانت البطلة السيئة الوحيدة؟
رُبما لم تكن نيللي بهذا السوء، لكنها الوحيدة التي كان يُتوَقع منها أكثر مما قدمت، ما جاء مُخيبًا للآمال حين لم تظهر بنفس سحرها الذي اختبرناه مؤخرًا؛ ذلك لأنّه ورغم الانفعالات الكثيرة التي تنتاب شخصيتها، والتحوُّل في الدور الذي تلعبه بين طيب وخبيث –كحال معظم شخصيات العمل وهو ما يفرد بالضرورة مساحات تمثيلية عريضة- إلّا أنّها لم تستغل ذلك، فجاءت تعبيراتها مُكررة وسطحية مُكتفيةً معظم الوقت “بالتبريق بالعيون” للتعبير عن كل شيء وأي شيء.
لماذا إذن حظي المسلسل بنسبة المشاهدة العالية جدًا رغم كل السلبيات التي سبق ذكرها؟
أولًا ودون تردد بسبب التتر المُلفت والواقعي جدًا الذي قامت بغنائِه الفنانة نوال الزغبي في أول تجربة لها بهذا المجال، والتي أكاد أجزم أنّها لن تكون الأخيرة.
وثانيًا لأنّ العمل نجح في أن يجعل المشاهد جزءًا من الصراع القائم بين الجميع من جهة؛ بسبب أنّ قصة المسلسل عايشها الكثير منا إن لم نكن لأنّنا أبطالها بالضرورة، فلأنّها حدثت لأشخاصٍ قريبين منا وبالتالي نحن نريد أن نعرف ما الذي سيحدث، وكيف سيشفي صُنّاع العمل غليلنا، مُنتظرين أن نرى البطلة تنتقم مِن كل مَن خانوها وكسروها.
ومن أخرى لأنّ الصراع ظل طوال الوقت مُتقدًا دون ملل أو تكرار من الجانبين على حدٍ سواء، فصرنا في كل حلقة نشهد فخاخًا جديدة يضعها الأبطال بطريق بعضهم البعض، دون أن نستطيع التخمين فعلًا لمن ستكون الغَلَبة بالنهاية خاصةً مع التحولات الداخلية المتعددة التي مرت بها معظم الشخصيات، حتى صرنا نتعاطف اليوم مع هذا ثم نتعاطف باليوم التالي مع ذاك.
لأعلى سعر … مسلسل سيكون لأي ناقد فني تحفظات كثيرة عليه، حتى المشاهد العادي لن يقتنع بالكثير مما سيراه، وعلى ذلك تأتي أحداثه مشوقة ومثيرة للفضول بجانب طاقم الممثلين المختار بعناية في كل دور، وهو ما يضع العمل –تمامًا- بمنتصف السلم، لا هو الأفضل ولا هو الأسوأ، دون أن نعرف أبدًا إذا ما كان ذلك من حُسن حظ صُنّاعه أم سوءه!
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.