أفلام خفيفة جديدة تستحق المشاهدة

ياسمين عادل
ياسمين عادل

9 د

يمر مُحبو السينما عادةً بعدة مراحل على مدار تاريخ مشاهدتهم للأفلام، تختلف من حيث نوعية الأفلام التي يقومون بعنونتها فيها بـ “أفلامهم المُفضلة”، وعلى الرغم من اختلاف تلك المراحل من شخص لآخر وفقاً لاهتماماته، إلا أن الغالبية العُظمى ساروا على نَفس الدرب تقريباً، وهو درب بدأ بمجموعة افلام خفيفة قريبة جداً من القلب.

تَعدنا هذه الأفلام في البداية بالضحك أو على الأقل بالابتسام في إطار اجتماعي لطيف، هناك كذلك الأفلام الرومانسية التي تعرض لنا قصصاً نُشبه أبطالها، لنعيش على أمل أن نخوض مثلها بالحياة.

ثم ننضج فنياً وفكرياً ونكتشف أن الحقائق ليست كما نرى على الشاشات، الحياة ليست طيبة بما يكفي لتمنحنا بطولة قصص لا تعرف إلا النهايات السعيدة تُظللها عبارة إلى الأبد، فتتغير توجهاتنا، يتجه البعض لأفلام الدراما، والتشويق، في حين يكتشف آخرون عالم الفانتازيا والرُعب، وتتسع الدوائر، ولكن يبقى الحنين الأول للأفلام الخفيفة التي أحببنا السينما بسببها.

ولأن تلك النوعية من الأفلام صارت كالإبرة بكوم القش، سنُخبركم في هذا المقال عن أفضل الأفلام الخفيفة بالسنوات الأخيرة، والتي يُمكن أن تتخذوا منها ملاذاً وسط دوامة الحياة.


Seeking a Friend for the End of the World

افلام خفيفة - Seeking a friend

الفيلم بطولة كيرا نايتلي وستيف كارل، وإخراج لورينا سكافاريا، التي جاءتها فكرة الفيلم من أحداث 11 سبتمبر وبعض من تجارب الفقد التي  مرت بها بحياتها الشخصية، فرغبت في تقديم عمل فني عن رجل وامرأة يتقابلان بحث يكون ثالثهما الوقت الذي يمُر ولن يرجع أبداً.

وهو ما يمُر به أبطال الفيلم حين يتم إعلان نهاية الحياة على كوكب الأرض بعد 3 أسابيع نتيجة ارتطام مرتقب لأحد الكويكبات بالأرض، ما يجعل الأشخاص يتصرفون بطُرق مُختلفة عن حياتهم العادية، فمنهم من يتجه للمخدرات، الجنس، أو الانتحار، ومنهم من يستمر في حياته العادية كما لو أن شيئاً لم يحدث كما فعل البطل هنا مثلاً.

البطل الذي وجد لديه الشجاعة لتقبل فكرة الموت، غير أن مالم يحسب له حسابًا هو الموت وحده، تلك هي المعضلة التي وقع فيها سواء دودج أو بيني، قبل أن تضطرهما الحياة لقضاء آخر الأيام على الأرض معاً. وعلى الرغم من أن الفيلم جيد وقدم الفكرة بطريقة ممتعة إلا أنه على مستوى الإيرادات جاء مُخيباً للآمال، حتى أنه لم يُحقق سوى 9.6 مليون دولار في حين كانت ميزانيته الأصلية 10 ملايين!

فيديو يوتيوب

***********************


About Time

افلام خفيفة - About time

فيلم بريطاني ينتمي لنوعية مختلفة من الأفلام الخفيفة التي لم تعُد تقتصر على الإطار الكوميدي أو الرومانسي للقصص المُحكاة بل توسعت لتطول حتى مجال الخيال العلمي. وهو بطولة بيل ناي وريتشل ماك آدامز.

يحكي الفيلم عن تيم، الشاب سيء الحظ أو الأخرق نوعاً ما والذي يكتشف فجأة أن أسرته تحمل سراً هائلاً حيث يمتلك رجالها القُدرة على العودة بالزمن للماضي لأي موقف أو لحظة عاشوها فيعيشوها مُجدداً، بل أنهم يملكون القُدرة كذلك على تغيير مجرى الأحداث إذا كان ذلك سيجلب المزيد من الفائدة، ما يجعله يُقرر السفر عبر الزمن ومُحاولة تلافي أخطاءه لتحسين مُستقبله، غير أن السفر لن يلبث أن يكُون له تأثيراً كبيراً على قلبه والحُب بحياته.

وعلى الرغم من أن هذا الفيلم ليس الأول بالنسبة لرايتشل ماك آدامز فيما يتعلق بالسفر عبر الزمن إذ سبقه فيلمي The Time Traveler’s Wife و Midnight in Paris إلا أن آدائها بهذا الفيلم هو الأفضل فنياً.

فيديو يوتيوب

***********************


What If

افلام خفيفة - What if

فيلم أيرلندي-كندي عُرف أيضاً باسم What Ifوهو من النوع الذي يجمع بين الكوميديا والرومانسية، ورغم إنتاجه بـ 2013، إلا أنه لم يتم عرضه بالسينما إلا في أغسطس 2014، التمثيل لدانيال رادكليف بطل سلسلة أفلام هاري بوتر الشهيرة، تُشاركه البطولة زوي كازان. وعلى الرغم من كَون الفيلم ممتعاً لكل من شاهده إلا أن إيراداته جاءت أقل من تكلفة ميزانيته الأصلية.

وهو أحد القصص المعنية بـ “منطقة الأصدقاء” التي يقع ضحيتها الكثيرون، لتبتلع في أحشائها علاقات كثيرة كان يُمكن لها أن تنجح لو منحناها الفرصة، ليبقَ السؤال: هل يحق لنا الإصرار والمُثابرة رغم كل الإشارات التي تُخبرنا أن نتراجع خوفاً من الندم فيما بعد أم يظل الحل الأَسلَم هو ألا نفرض أنفسنا على مشاعر الآخرين!؟

فيديو يوتيوب

***********************


Begin Again

افلام خفيفة - Begin Again

إذا كنتم من عشاق الأفلام الموسيقية حيث الأغاني التي يتم تضفيرها بحرفية وانسيابية وسط الأحداث فهذا هو العمل الذي تبحثون عنه، قصة خفيفة وواقعية، أغنيات مُبهجة ولاذعة في الوقت نفسه، ولن يكون مُبالغاً أن نقول أن الموسيقى التصويرية لجريج ألكسندر هي أحد أفضل العناصر بالفيلم، حيث الأغنيات التي لن تنقطعوا عن سماعها حتى بعد الانتهاء من الفيلم.

كذلك تميز الفيلم بتصويره السينمائي الرائع، إذ جاءت المشاهد في أغلبها خارجية تعكس روح الطبيعة وهي الفكرة التي استوحاها المُخرج من فيلم A Star Is Born. والفيلم بطولة كيرا نايتلي، مارك رافلو وآدم لافين في أول عمل سينمائي له، تأليف وإخراج John Carney  الذي سبق وقدّم الفيلم الموسيقي الأيرلندي Once والذي حاز على أوسكار أفضل أغنية عام 2006.

تدور الأحداث حول (غريتا) كاتبة الأغاني التي تأتي مع صديقها (دايف) للعمل على ألبومه الغنائي بنيويورك ولكن سرعان ما تذبل علاقتهما وتكتشف خيانته فتضطر للإقامة لدى لصديق قديم حتى عودتها لموطنها، إلا أن القَدر يُفاجئها حين تلتقي -قبل سفرها بساعات- بـ (دان) الذي اعتاد العمل بالإنتاج الموسيقي واكتشاف المواهب قبل أن يمُر بمرحلة من الفشل يترك على أثرها عمله، ليجد كلٌ منهما ضالته في الآخر والقُدرة على البداية من جديد.

ترشح الفيلم لعدة جوائز أشهرها أوسكار أفضل أغنية أصلية عن “Lost Stars”، ورغم ميزانيته المتواضعة ذات الـ (8 مليون دولار) إلا أنه نجح في تحقيق إيرادات مرتفعة –بالنسبة للأفلام الموسيقية في الفترة الأخيرة- تجاوزت الـ 63 مليون دولار، بالإضافة لاستحسان الفيلم من قِبل الجمهور والنقاد.

فيديو يوتيوب

***********************


Le Week-End

افلام خفيفة - Le weekend

فيلم بريطاني-فرنسي، وهو التعاون الرابع بين مُخرج الفيلم Roger Michell وكاتبهHanif Kureishi، وتدور أحداثه حول نيك وميج وهما زوجان بريطانيان ينتمون للعالم الأكاديمي، مع تقدم السن تزداد علاقتهما توتراً فيُقرران السفر إلى باريس للاحتفال بعيد زواجهما الثلاثين، في محاولة منهم لاسترجاع أجواء شهر العسل الذي مضى عليه ثلاثة عقود.

لكن الرحلة لا تسير كما هو مُخطط لها، وتشاء الصُدفة أن يُقابلا مورجان أحد الكُتاب الناجحين والذي ارتاد نفس الجامعة مع نيك قديماً، وبسبب هذا اللقاء تنفتح للزوجين مرة أخرى طاقة جديدة على الحُب والحياة.

فيديو يوتيوب

***********************


The Big Wedding

افلام خفيفة - The Big Wedding

يُشبه الفيلم إلى حدٍ كبير الأفلام الكوميدية الخفيفة التي اعتدنا عليها بالصغر، وهو بطولة مجموعة من أشهر النجوم على رأسهم روبرت دي نيرو، ديان كيتون، كاثرين هيغل، أماندا سيفريد، توفر غريس، سوزان سارندون، والراحل روبن ويليامز.

وتدور القصة حول زوجين مُنفصلين منذ سنوات يضطرون للادعاء بأنهم مازالوا مُتزوجين أمام الجميع خلال الأيام التي تسبق زفاف ابنهم، وهو ما ينتج عنه مواقف طريفة ممتعة، تكشف بالتبعية علاقات أفراد الأسرة ببعضهم البعض، والمشاكل التي يُعاني منها كل منهم مُحاولاً إخفائها حتى مرور الزفاف.

غير أن كل الأسرار لا تلبث أن تنكشف واحداً تلو الآخر، وعلى الرغم من كل الأسماء اللامعة بالفيلم إلا أن الفيلم حقق أرباحاً لم تتخط تكلفة إنتاجه إلا بفارق ضئيل.

فيديو يوتيوب

***********************


Chef

افلام خفيفة - Chef

كتابة وإخراج وبطولة Jon Favreau، تشترك معه صوفيا فيرغارا، جون ليجويزامو، داستين هوفمان، سكارليت جوهانسون، روبرت داوني جونير وآخرين. وهو عودة قوية لـ “جون فافيرو” لعالم الكتابة والتمثيل استعراضاً لإمكانياته وروحه الخفيفة.

يحكي الفيلم عن كارل كاسبر، وهو شيف بأحد مطاعم لوس أنجلوس، والذي يُمارس الطبخ عن شغف لا باعتباره محض وظيفة، فيتعامل مع ما يُقدمه بقُدسية دون استخفاف، لذا حين يُقرر ميشيل ناقد الطعام والمدون الأشهر الذهاب وتذوق طعام كاسبر، يصبح كاسبر على موعد مع الخطر رغم ثقته بنفسه، لأنه يُريد تقديم أفضل ما لديه غير أن سُرعان ما يخيب أمله حين يُصر صاحب المطعم على الالتزام بالقائمة التقليدية دون ابتكار أو مُجازفة، ما يضع الشيف بمأزق، وتتوالى الأحداث.

الفيلم مُناسب جداً لهواة الطبخ أو الأكل، ونجح رغم بساطة قصته في جذب الانتباه والإمتاع، فمن ناحية جاءت قصته تعكس أهمية السوشيال ميديا وتأثيرها على حياتنا، وكيف يتم استخدامها كأحد درجات الانطلاق، كما جمع العمل الكثير من الأسماء اللامعة على قِصر أدوارهم.

ومن ناحية أخرى ظهر الفيلم بشكل مميز فنياً فجاءت الصورة مُغرية، ومُلفتة بصرياً كعادة الأفلام المُتعلقة بالطعام، كذلك اختيار الموسيقى كان موفقاً وحماسياً ما منح الأحداث المزيد من الحيوية، كلل ذلك المونتاج الذي نجح في إضفاء السرعة على العمل من خلال تقطيع المشاهد وتوظيف تعدد الصور بنفس الكادر ما منح  الفيلم الحداثة.

فيديو يوتيوب

***********************


Laggies

افلام خفيفة - Laggies

هذا هو الفيلم الثالث لكيرا نايتلي في هذه القائمة، وهو ما يدُل على أنها تُحسن اختيار الأعمال القريبة للقلب مع تنوُّع الأدوار التي تلعبها حَد صعوبة اتهامها بتكرار نفسها، وهو فيلم يصلح للمُشاهدة مع الأصدقاء أو في ليلة شتوية باردة.

تدور أحداثه حول ميجان التي اقتربت من الثلاثين، وتجمعها علاقة حُب مع صديق قديم منذ كانت طالبة بالمدرسة، وحين يقوم حبيبها بالتقدم لخطبتها ترتبك وتشعر لوهلة أنه ماذا لو كانت لا تُريد أن تُكمل حياتها في نفس العلاقة؟ تلك العلاقة التي لم تعرف غيرها فظنت أنها تكفيها!

لذا تُقرر ميجان الهروب لفترة لمُراجعة نفسها قبل أن تُقرر الاستمرار أم لا، إلا أن حياتها تنقلب رأساً على عقب حين تجد نفسها جزءاً من حياة أنيكا ذات الـ 16 عاماً والتي تحظى بحياة أكثر بساطةً وإمتاعاً.

فيديو يوتيوب

***********************


Alexander and the Terrible, Horrible, No Good, Very Bad Day

افلام خفيفة - Alexander

فيلم عائلي، كوميدي، إخراج ميغل أرتيتا وبطولة ستيف كارل، جينيفر غارنر، وإد أوكسنبولد، وهو يعود بنا لأجواء الأفلام الكوميدية القديمة مثل فيلم Home alone وما شابه، حيث الطفل الذي يشعر بأنه غريباً وسط أفراد أسرته وحتى وسط زملاءه بالمدرسة خاصةً ومع سوء الحظ الذي يُلازمه والمواقف السخيفة التي يقع بها.

لذا في ليلة عيد ميلاده الثاني عشر يُقرر أن يتمنى لو أن كل أفراد عائلته يذوقون من نفس كأس سوء الحظ لعلهم يتعاطفون معه أو يعرفون كيف هو حال أن تكون ملعوناً وسط عالم لا يرحم، لتتوالى الأحداث في إطار كوميدي ظريف.

وقد حقق الفيلم إيرادات وصلت إلى الـ 100 مليون دولار، مع العلم أن ميزانيته الأصلية لم تكن إلا 28 مليون دولار، والفيلم تم إنتاجه بالاشتراك بين شون ليفي وليزا هنسن لأفلام والت ديزني من خلال شركات إنتاجهم المختصة.

فيديو يوتيوب

***********************


Man Up

افلام خفيفة - Man Up

يُعتبر هذا الفيلم أحدث الأفلام بالقائمة، حيث تم عرضه بأواخر مايو الماضي، وهو بريطاني-فرنسي، بطولة سايمون بيج وليك بيل، وإخراج بن بالمر.

يحكي الفيلم عن نانسي، ابنة الـ 34 التي تعبت من العلاقات الخاطئة أو ترشيحات أصدقائها التي لا تُرضيها، في الوقت نفسه هناك جاك المُطلق والذي على موعد مع شابة في الرابعة والعشرين من العمر، لكنه لم يرها من قبل.

وبسبب سوء تفاهم يختلط عليه الأمر ويظن أن نانسي هي الفتاة المنشودة ولأنها لم تُصحح الخطأ تبدأ علاقتهما معاً مع الكثير من التجارب والمواقف إلى أن تتضح الحقيقة، فهل ينتهي كل شيء هنا أم يكون كل منهما صادف أخيراً أفضل حبيب بحياته؟ هذا ما عليكم مُشاهدة الفيلم لمعرفته.

فيديو يوتيوب

***********************

افلام خفيفة من الممكن لم تعُد المُفضلة لدينا الآن بعد أن كبرنا واختبرنا جدية الحياة، إلا أنه مهما اتسعت دائرة اختياراتنا سيظل بالقلب ثُقباً بحجم المحبة والبراءات الأولى، ثُقباً لا يُشبعه إلا الأفلام البسيطة التي تُعيد فَتح الأعين على وسعها على شُرفات الأمل، فتمنحنا السكينة مع لحظات قليلة من الصفاء الذهني والسلام الداخلي، فننسى لوهلة أن العالم صار -في أغلبه- جحيماً لا يُطاق.


هل شاهدت هذه الافلام عزيزي القارئ، وما رأيك بتصنيف يُدعى بـ افلام خفيفة في عالم السينما؟ شاركنا تعليقاتك..

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.