Luther: The Fallen Sun.. المحقق لوثر محطة فارقة في مشوار “إدريس إلبا” السينمائي والتلفزيوني!
5 د
لسنوات طويلة رافقنا الممثل الإنجليزي العالمي "إدريس إلبا" بشخصية المحقق العبقري "جون لوثر"، من خلال مسلسله الشهير "Luther"، العمل التلفزيوني الذي شكل نقطة تحول في مسيرته المهنية.
مسلسل الجرائم والتحقيقات يعد أبرز مشاركاته الدرامية سواء في التلفزيون أو السينما، وأفضلها على الإطلاق. وفي جميع مراحل بثه، منحته هذه الشخصية لقب "الرجل الأكثر جاذبية في الحياة"، ويعود ذلك لسحر الأداء الذي غلف به الشخصية، وطريقة اشتغاله على التفاصيل التي أغنت الدور، وأضفت على العمل جاذبية تضاهي جودة النص وجمالية الحدوتة البوليسية.
واليوم يعود إدريس إلبا مرة أخرى بعد مضي 4 سنوات، ليتقمص دور كبير المحققين في لندن "جون لوثر"، حيث ساهمت الشبكة الرائدة عالميًا نتفلكس بنقله إلى الشاشة الكبيرة، ليغدو تباعًا أيقونة سينمائية، بعد أن قامت شبكة سي بي سي بصناعة مجده وبلورة نجاحه تلفزيونيًا.
عاد لوثر ليرتدي معطفه الرمادي وربطة عنقه الحمراء، ليتجول في مسرح الجريمة، كذئبٍ مفترسٍ يصعب ترويضه، لاهثًا وراء المجرمين، للإيقاع بهم وتقديمهم للعدالة. لكن هل كان عادلًا دومًا؟
البطاقة الفنية لفيلم
Luther: The Fallen Sun
- كتابة: نيل كروس
- إخراج: جيمي باين
- تمثيل: إدريس إلبا، آندي سيركيس، سينثيا إريفو، ديرموت كرولي، توماس كومبس
- النوع: دراما، إثارة، جريمة
- سنة الإنتاج: 2023
- تقييم الفيلم على موقع IMDb هو:
6.7/10
قصة فيلم Luther: The Fallen Sun
ضمن فيلم "لوثر: الشمس الساقطة"، يسعى كبير مفتشي المباحث جون لوثر، وراء مجرم خطير مضطرب نفسيًا وعقليًا يدعى "ديفيد روبي"، حيث قام الأخير بخطف العديد من الضحايا وقتلهم والاحتفاظ بجثثهم، لسنوات طويلة ومتباعدة. إلا أن علاقته بكل تلك الضحايا التي اختفت قبل سنوات، ظهرت بعد اختطاف الشاب المراهق "كالوم آلدريتش" من على الجسر، وهذا ما يدفع بالمحقق لوثر إلى مطاردة المجرم السادي ديفيد، وكشف هويته للإيقاع به.
لكن ديفيد لن يسمح له بذلك، لأنه يعرف جيدًا أنه المسؤول عن القضية، ويعلم أيضًا أن خصمه ذكي وعنيد، وأن بقاءه طليقًا في شوارع لندن، سيعرض مخططه الكبير للخطر. وبما أن لوثر لا وجود له على الشبكة العنكبوتية، عليه أن يكلف أحد رجاله للبحث والتقصي عن ماضيه، فالجميع لديه في حياته سر يخجل منه، قد يكون أحيانًا بمثابة وصمة عار. وطالما أن لوثر ينتمي إلى سلك الشرطة، فمن المؤكد أن هناك شيئًا مخفيًا يخص عمله، لا يرغب بخروجه إلى العلن، وفضحه.
وبالفعل يتم تسريب ملف كامل إلى وسائل الإعلام، حول تجاوزات لوثر وأفعاله غير القانونية، من: (اقتحام منازل من دون تصاريح، والعبث بالأدلة، وتقديم رشوة، وغيرها..)، والتي تمس بشرف المهنة، وتعرضه للمساءلة القانونية طبعًا، كل هذه الأعمال قام بها من أجل الإمساك بالمجرمين، ولكنها تبقى أعمالًا غير قانونية، وغير أخلاقية.
في السجن، يرسل له ديفيد روبي رسالة تحتوي على ترددات موجة إذاعية، يسمع عبرها مناشدة الضحية مالكوم قبل وفاته. بعد ذلك يقرر جون لوثر وضع خطة للهرب من سجن "هوكسمور" شديد الحراسة، وينجح بذلك!
لتبدأ بعدها عملية مطاردة المجنون السادي، الذي يتضح لاحقًا هوسه الإلكتروني، حيث يقوم بجمع معلومات سرية رقمية عن ضحاياه، من خلال شبكة تجسس عبر الإنترنت، لابتزازهم بها، من أجل مساعدته في تنفيذ مآربه، والخنوع له.
كيف ستكون المواجهة بين "لوثر" الهارب من تنفيذ الحكم، و"ديفيد روبي" القاتل المتسلسل، وما موقف كبير المحققين الجديد من ذلك؟
هل اختلف الفيلم كثيرًا عن المسلسل؟
مشاهدة مسلسل تلفزيوني على مدار عدة مواسم - بالتالي حلقات كثيرة - يجعلك تتعلق به وبأبطاله، وبالجو العام للقصة كذلك الأمر. فما بالك إن كان العمل يتتبع الحياة المهنية لمحقق استثنائي، عمله هو حياته، ومطاردة الخارجين عن القانون شغفه.
خبر الإعلان عن عودة إنتاج "Luther" لإدريس إلبا، شكّل حالة من الفرح لعشاق السلسلة، وفي نفس الوقت دارت
التساؤلات، كيف ستكون العودة؟
فبطلنا المحبوب زُج به في السجن، في نهاية الحلقة الأخيرة من الموسم الـ 5 نتيجة فساده. فهل القصة تتمحور قبل هذا الزمن، أم هناك معطيات جديدة للقصة؟
على الرغم من أن أحداث الفيلم لم تبدأ من نهاية أحداث المسلسل، إلا أن المحقق لوثر يساق إلى السجن نتيجة ما ارتكب من أخطاء خلال ممارسته عمله، لكن ظروف الاعتقال هنا مختلفة.
يمكن اعتبار أن الحل جاء منطقيًا نوعًا ما، تحديدًا لمتعطشي جرائم مسلسل لوثر، التي لا يمل منها. وبالمقابل هناك أناس لم يشاهدوا السلسلة، وبالنسبة لهم هذا عمل جديد. وفي النهاية رسالة هذه الأعمال تقديم الإثارة التشويق، في أثناء عملية حل ألغاز الجرائم.
ما كان يميز قصص العمل التلفزيوني، أن عالم جون لوثر مليء بالمفاجأت والصراعات الطاحنة مع من يسعى خلفهم، تحديدًا "أليس" الند الشرير القوي له، والتي صارت لاحقًا مساعدته في حل قضاياه، وجزءًا من الفساد الذي يمارسه. موتها في الحلقة الأخيرة، كان من الصعب التحايل عليه، وإعادة إحيائها وكأن شيئًا لم يكن. لكن لا يمكن إنكار التناغم الذي شكلته الممثلة "روث ويلسون" مع إدريس إلبا، والذي افتقدناه في الفيلم.
وبما أنه توجد شراكة في الفيلم تجمعه مع المحققة "أوديت راين" (سينثيا إريفو)، إلا أنها لم ترتقِ للشراكة السابقة.
قصة الفيلم حافظت على عناصر الإثارة والتشويق والمتعة، من خلال تقديم أحداث مشوقة، كما فعلت المواسم الخمسة، لكن حكاية الرجل الشرير هنا غير منطقية وغير مبررة جيدًا، بناء الحبكة على أن أفعاله نابعة من رفض العالم لميوله السادية جاءت ضعيفة، كانت بحاجة إلى عمق أكثر في تكوينها. قام الممثل "آندي سيركيس" بأداء جيد للشخصية، حيث جعلها منفرة ومزعجة، ومثيرة للأعصاب كحال شعره المستعار المجفف المضحك للغاية.. ما هذا! وتتساءل أيضًا،
هل يحاول النص خلق حالة من الخوف لدينا، بالنسبة لتواجدنا الإلكتروني، كون الشرير يوظف جيشًا لتعقب الناس ومراقبة ممارساتهم السرية على الشبكة العنكبوتية، واستعمالها ورقة ضغط ضدهم؟
من الأمور الجيدة في الفيلم مشاهد شارع بيكاديللي المزدحم، والذي أشعل الحماس في أثناء تصوير الضحايا وهم يسقطون من المباني، وعملية المطاردة الثلاثية بين لوثر وديفيد وأوديت.. كتابة وتصويرًا. عمومًا التصوير السينمائي كان جيدًا بمجمله.
أما بالنسبة للمحقق جون لوثر والذي كل العيون عليه، هو من يستمر بدفع الحكاية إلى الأمام، على الرغم من بعض الأسئلة التي تحوم حول شخصيته الصلبة والهادئة والحكيمة وذهنه المتقد والحاضر دومًا، وهو الذي عانى في الماضي من صراعات ومشكلات نفسية جمة -السلسلة تظهر ذلك- بالإضافة إلى كل مسارح الجرائم التي اختبرها.
في النهاية يمكن القول إن إدريس إلبا الذي تشرّب هذه الشخصية وتعمق بها وبعوالمها النفسية كثيرًا، لا حاجة له لأن يكون بطلًا لسلسلة أفلام "جيمس بوند" -الحديث المطروح والمتكرر دائمًا- فالمحقق جون لوثر صار علامة فارقة في مسيرته الفنية، وماركة مسجلة، عليه القتال للحفاظ عليها، والاستمرار في تقديمها ضمن أجزاء أخرى. وهذا الأمر تركته نهاية الفيلم مفتوحًا، أي لا شيء مستبعد. نأمل ذلك.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.