أفضل 10 أدوار في مسيرة الممثل مادس ميكلسن
8 د
يُعتبر مادس ميكلسن أهم أيقونة سينمائية قدمتها السينما الدنماركية منذ نجاحها في التسعينيات والألفية الجديدة. الممثل الذي بدأ حياته في الرقص والرياضة استحوذ على اهتمام الجمهور ووصل لشهرته في الدنمارك بعد أن برهن عن قواه الجسدية في ثلاثية Pusher وفي بعض الأعمال المستقلة الأخرى.
أما اليوم فقد بات من أبرز الأسماء في السينما ذات المضمون مع لأنه لم يشترك في الكثير من المشاريع ضخمة الإنتاج، وهو أمر غريب جدًا سيتغير قريبًا.
فهذا العام يشهد اشتراكه في فيلم Doctor Strange لمارفل وRogue One: A Star Wars Story لديزني. وقد يمنحانه الفرصة لتحقيق مكانة مهمة في هوليوود مثل التي يتمتع بها في بلده الأم، فهو لا يزال يكتفي بسمعته كممثل كفؤ ومثير للاهتمام في هوليوود، وهو ملك التمثيل في الدنمارك.
مع أنه يحظى على مكانة جيدة في صناعة السينما ككل، إلا أن حصوله على شهرة دولية سيكون أمرًا مفيدًا له بلا شك. وحقيقة عدم اشتراكه في أفلام مشهورة جدًا، باستثناء Casino Royale، تُشير لصعوده سلم السينما وفوزه بجوائز مهمة بفضل موهبته الفريدة والخاصة في التمثيل ولا شيء آخر. وستجد في هذه القائمة أفضل وأهم الأدوار التي قدمها مادس ميكلسن حتى الآن:
Prague – 2006
يذكرنا هذا العمل بفيلمي Journey to Italy وThe Unbearable Lightness of Being ويسرد قصة درامية حول شخصيتي كريستوفر ومايا اللذان يخططان لرحلة إلى براغ على أمل أن تزيد من الشرخ الماثل بينهما، لكن نتيجتها كانت عكس ذلك تمامًا.
يطغى على القصة طابع قاسٍ من الفكاهة بسبب طريقة تواصل هذا الثنائي أو قلة التعامل بينهما. ولأن زواجهما استمر لمدة 14 عامًا لا يمكن محوه بسهولة، يجد كريستوفر ومايا صعوبة كبيرة في “المضي بحياتهما”، خاصة بعد كل هذه الفترة في الحياة الزوجية.
يُقدّم الفيلم، على عكس الكثير من الأفلام الدنماركية، إحساسًا أوروبيًا حقيقيًا، ما يضع الممثل ميكلسن في إطار سينمائي جديد عليه، فقد عُرف في أدوار الأكشن بشكل رئيسي، أما هنا فهو يُجسد دور رجل مكسور القلب ومهموم بعلاقته مع زوجته، فيُقدم من خلاله أداءً عذبًا جدًا والأفضل له في هذا النوع من الشخصيات مع أنه لم يكن دورًا جديدًا عليه، وهو سبب وجود فيلم Prague ضمن هذه القائمة.
Flickering Lights – 2000
يبدأ الفيلم كأي عمل عصابات آخر، لكنه يمزج بين الأكشن والعنف والفكاهة الداكنة ويسخر من الكليشيهات الكثيرة المستخدمة في الأفلام الأمريكية ويقدم مضمونه ضمن قالب دنماركي.
وربما هذا هو سبب المديح الكبير الذي ناله الفيلم في الدنمارك، لكن أُسيء فهمه في الخارج خاصة في الولايات المتحدة، وهو ليس فيلمًا رائجًا عند الكثير من الجماهير السينمائية الأساسية. حتى وإن لم تفهم العمل بشكل كامل، هناك الكثير من العناصر الجيدة التي يُمكنك الاستمتاع بها أثناء مشاهدتك لهذا العمل الاسكندنافي.
يُظهر الفيلم أولًا جانبًا من الطابع الدنماركي وهو أمرٌ مفيدٌ دائمًا لأي شخص من خارج الدنمارك يرغب بالتعرف أكثر حول العادات والسلوكيات المختلفة. وثانيًا، التمثيل في الأفلام الكوميدية لا يكون جيدًا أحيانًا، لكن ذلك لا ينطبق على هذا العمل.
يتميز ميكلسن وسورين بلمارك عن بقية ممثلي الفيلم لأنهما يُظهران مدى براعة الممثل في العمل الكوميدي، وهو أمرٌ لا تجده في أفلام الكوميديا الأمريكية الضخمة التقليدية. كما أن الفيلم شكّل إحدى الفرص الأولى أمام ميكلسن التي برهن فيها عن قدرته ليصبح ممثلًا جادًا في السينما، والمفارقة أنها كانت من خلال الكوميديا، وهو نوع سينمائي لم يعتد عليه.
Flame & Citron – 2008
هذا الفيلم هو نتيجة تجسيد ممثلين مسرحيين قديرين لقصة تدور حول بطلين يدعمهما إخراج أخاذ. ميكلسن وتور لينهارت هما محور الحكاية بدوري فلامين وكترونن، وفيه يجسدان دور قاتلين مأجورين يعملان ضمن شراكة تقوم على “شخص يقود السيارة وآخر يُطلق الرصاص.”
تُلخص الحبكة حالة الارتياب بين الدنماركيين والألمان التي يتخللها صداقات يُمكن الوثوق بها، وبينما يتعرض الناس للقتل، تزداد أعداد الخونة وتتدفق الشكوك من كل حدب وصوب.
يتبادل مادس ميكلسن مع لينهارت بطولة الفيلم ويتفاهمان جيدًا على الشاشة، ويؤدي الأول شخصية كترونن ببراعة، كرجل غريب ومفعم بالحيوية، ويبدو متوترًا ومتسرعًا طوال الوقت، ودائمًا على أهبة الاستعداد لخوض أي شيء.
شكّل الفيلم أيضًا فرصة مثالية للممثل لتقديم أدوار قوية ومهمة بعد أداءه المتواضع وغير المقدّر دائمًا بدور “الرقم” في Casino Royale.
2004/Pusher I & II – 1996
لعب مادس ميكلسن دورًا ثانويًا في Pusher لكنه جذب الانتباه فورًا لشكله والوسيم وموهبته الفذة. بل أن تأثير أداءه كان قويًا لدرجة أنه انتقل ليؤدي دور الشخصية الرئيسية في الجزء الثاني حين برع بتجسيد دور توني، رجل عصابات خرج من السجن محاولًا ترميم حياته المفككة. Pusher II فيلم معادٍ للجريمة وعاطفي أكثر من الجزء الأول بكثير.
كان المخرج نيكولاس ويندنغ ريفن على وشك الإفلاس بعد إخراجه فيلم Fear X عام 2003، فقرر تقديم جزء آخر من سلسلة Pusher بنية جمع المال وأثبت أن ذلك ليس أمرًا سيئًا دائمًا.
حقق الفيلم نجاحًا متوقعًا لأن المخرج عرف كيف يطوّر قصة تمهيدية جيدة، كما فعل في Pusher III الفصل الأخير من الحكاية. والسبب الآخر هو الأداء الرائع من ميكلسن.
Open Hearts – 2002
فيلم درامي مميز يعد مثالًا ناجحًا حول الإعجاب الشديد بحركة دوغما 95، حيث يُوظف كل شيء في مكانه الصحيح. قصة العمل عاطفية وجذّابة ومؤثرة كما يجب أن تكون الدراما (خاصة عندما يكون الحب هو موضوع الفيلم)، كما أن الموسيقى بديعة ولها صلة متناسقة مع سرد الفيلم.
تدور الحبكة حول المعاناة والمشاعر المتفاوتة والتي تتحول في النهاية إلى ارتباك عقلي قوي جدًا، ويقوم الممثلون من هذا المفهوم بتقديم جهد رفيع وصادق في قصة حب من ثلاثة أطراف.
يقدّم الفيلم أيضًا ظهور ميكلسن الأول في دور جادٍ تمامًا، فالممثل دنماركي لعب أدوارًا في أفلام العصابات والأكشن والكوميديا في أوائل مسيرته، في حين أن هذا الفيلم تطلب رؤية مختلفة كليًا. والحقيقة أن ميكلسن مذهل بدور نيلز لبرهنته عن تعدد جوانب قدراته التمثيلية. يُبرز هذا الدور كذلك وجهًا دراميًا مطلقًا في ميكلسن، والذي كشف عنه كذلك في فيلمي The Hunt وAfter the Wedding.
Valhalla Rising – 2009
الفيلم المفضل لدى المخرج نيكولاس ويندنغ ريفن من مجمل أفلامه، وهو ليس عملًا سهلًا أبدًا، على الرغم من تصويره المذهل ونسقه الميتافيزِيقِي.
يحكي الفيلم مغامرات شخصية “وان آي”، محارب صامت ذو قوة عظيمة يعمل كتجسيد لأودين، كبير الآلهة في الميثولوجيا النوردية. لم يلقى الفيلم ترحيبًا واسعًا من الجمهور بسبب طابعه الروحاني وسرده البطيء جدًا.
مادس ميكلسن مدهش تمامًا في دور “وان آي” ويبني من خلاله شخصية متكاملة يُمكن تصديقها، وحصينة من المشاعر وخبيثة في كافة أفعالها. كما أن الممثل الدنماركي بارع في المشاهد العنيفة والدرامية، ويثير مؤامرة كبيرة في الحبكة دون التلفظ بأي كلمة أو تعبير شفهي.
Adam’s Apples – 2005
صُنِع هذا الفيلم لهواة الكوميديا السوداء، ويُقدّم قصة فريدة جدًا من نوعها يعود نجاحها لدور الممثلين المهم في تجسيد ازدواجية الخير والشر.
الكوميديا الدنماركية غريبة جدًا كما ربما تعرف من خلال مشاهدتك للمسلسل الكوميدي ?What If الذي شهد نجاحًا مدويًا في الدنمارك، وسواءً أعجبت بتلك السلسلة أم كرهتها، فإن هذا الفيلم يملك لمسة فنية مثيرة للاهتمام تجعل من مشاهدته أمرًا مبهجًا مع ممثليه الموهوبين.
والعجيب أن المخرج أندريس ثوماس عمل مع الممثل ميكلسن في جميع الأفلام التي أخرجها مثل Flickering Lights وThe Green Butchers وMen & Chicken ما يؤكد نظرية “لا تغيّر الفريق الفائز.”
وقد أكد الكثيرون أن هذا الفيلم هو الذي غيّر صورة الممثل كليًا في الدنمارك وبات يُنظر إليه بعد أداءه في هذا العمل كممثل متكامل ومرجع لأي يشخص يطمح بأن يصبح ممثلًا.
A Royal Affair – 2012
لعب مادس ميكلسن بطولة الفيلم إلى جانب أليشيا فيكاندر الحائزة على جائزة الأوسكار، وهو فيلم تاريخي حول العائلة الملكية الدنماركية في القرن الثامن عشر. نال العمل شهرة جيدة مدعومًا بميزانية كبيرة وحاز على عدد من الجوائز في مهرجانات السينما الأوروبية. كما ترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي.
يملك الفيلم خاصية يجدر على كافة الأفلام التاريخية أن تتحلى بها ألا وهي تجسيد حقبة أو فترة زمنية مهمة، ملخصًا علاقة غيّرت شكل تلك أمة إلى الأبد.
إلى جانب هذا الأمر فإن التمثيل هو أفضل ما في العمل، لأن فيكاندر وميكلسن يتميزان في أي دور يجسدانه. كما أن الفيلم كان مهمًا لبزوغ نجم ميكلسن في الأسواق الأجنبية وحصوله على أدوار أكبر مثل الشخصيات التي سيقدمها هذا العام.
يُبرهن الممثل من خلال دور يوهان فريدريش ستروينسي أن بإمكانه لعب أي نوع من الأدوار وبمقدوره تجسيد الفخامة واللباقة ببراعة، على عكس الأدوار العنيفة والحيوية التي قُدمت له في السابق.
After the Wedding – 2006
أُطلِقَ على هذا العمل الدرامي أحد أفضل الأفلام الدنماركية على الاطلاق، وسر ذلك يكمن في حبكته المناقضة للأفكار السائدة من خلال عرضها للأحداث بكل سهولة للجمهور ما يجعلهم يندمجون كليًا مع القصة.
يدور الفيلم حول تبعات الزفاف الحقيقية ولهذا يبقى في ذاكرتنا لسنوات طويلة بعد مشاهدته. فشخصياته من أكثر الشخصيات واقعية لأنها حقيقة في مجمل تصرفاتها، من انفعالاتها إلى سلوكها.
طبعًا الأفلام العظيمة تصبح أفضل مع الممثلين الكبار، وبناءً على ذلك فقد قدم ميكلسن أداءً سيبقى خالدًا للأبد. فهو يؤكد بأن دور جايكوب هو من أكثر الأنواع الأدوار المناسبة له. والأمر أشبه بعملية حسابية: كلما زدت جرعة الدراما في الفيلم كلما زادت قدرات ميكلسن التمثيلية.
الأمر بهذه البساطة، وسبب ذلك هو أننا نتحدث عن ممثل يُمكنه تجسيد مضمون الشخصية من عينيه ولغة جسده، وعندما يقوم بذلك، فهو ينقل لنا قوة لا يُمكن جمحها بتاتًا.
The Hunt – 2012
موضوع الاعتداء الجنسي على الأطفال لا تتناوله السينما كثيرًا. ويتطرق فيلم The Hunt للمخرج توماس فينتيربيرغ، اسم لامع آخر في السينما الدنماركية، إلى الظلم والندم والأعراف الاجتماعية والإيمان.
لوكس أستاذ منعزل يعيش حياة غير سعيدة، ولكن حظه يتغيّر بشكل تدريجي عندما يقع في الحب من جديد ويتلقى خبرًا مفرحًا عن حقه في الحصول على حضانة طفله. بيد أن حياة لوكس تنهار بعد اتهامه بالتحرش جنسيًا بأحد الأطفال تمامًا في الوقت التي بدأت أموره تتحسن.
يقدم ميكلسن هنا أعلى مستوى من التمثيل ويقترب من خلاله من مشاعر وتوقعات المشاهدين. فمن شبه المؤكد أن تسأل نفسك “ماذا لو كنت مكانه؟” وهذا النوع من الشعور ممكن فقط في القصص الرائعة ذات الإخراج المميز مع ممثلين رائعين مثل ميكلسن وبو لارسين طبعًا.
لم يؤدِ مادس ميكلسن في هذا الفيلم دور رجل عاديّ يعاني من أوضاع قاسية، بل هو شخص معقد ولا يحتذى به ويواجه العديد من الإحباطات الظالمة، ومع هذا نتعاطف معه.
ما رأيكم بهذه القائمة؟ هل هي افضل ادوار الممثل مادس ميكلسن أم لديكم رأي آخر في هذا الأمر؟ شاركونا تعليقاتكم..
المصدر
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
من من افضل الممثلين لدي ومن زمان ادور ع تفاصيل اعماله وافلامه شكراء
ممثل موهوب صراحة، لكن غريب كيف نسيتم مشاركته في مسلسل Hannibale الذي لعب فيه الدور الرئيسي و الذي اعتبره من احد افضل ادواره