تريند 🔥

📱هواتف

المانجا: الفن الياباني الذي ينافس الكوميكس الأمريكية بضراوة

المانجا
أحمد سامي
أحمد سامي

6 د

الأعمال الفنية والمُتلفزة في البداية تكون مجرد فكرة. فكرة منقوشة على الورق أو في الذهن، ومن تلك الفكرة  تنبثق الصور والمشاهد أمام أعيننا لتُصنع الفنون التي شغفها المخرجون عشقًا، وأدماها المشاهدون نقدًا. وعندما يأتي ذكر السينما الأمريكية تطرأ للذهن عناوين عديدة، من بينها بالتأكيد باتمان وسوبرمان، والعديد من شخصيات الكوميكس المحببة إلى الجميع من شركتيّ مارفل و دي سي.

لكن هناك فن أقدم من الكوميكس، لم تطله الألوان إلا قريبًا، ويعتمد في رونقه على الأبيض والأسود، وفي بعض الأحيان الكثير والكثير من الحبر. فن المانجا هو أحد أقدم الفنون اليابانية المعاصرة والذي يجسد ملايين الحالات بشكلٍ أقوى من الكوميكس بمراحل، لماذا؟ هذا ما سنجيب عنه اليوم بكل اختصار ممكن، لأن الخوض في أصول المانجا يحتاج مواضيعًا خلف مواضيع لن تنتهي أبدًا.




أصل المانجا

أصل المانجا

وكحال جميع الفنون، يظهر في فترة بالبداية كظاهرة سرعان ما تختفي، حتى ينبت على الساحة لاحقًا من جديد ويستمر. فن المانجا كانت بدايته في القرن الثاني عشر. لكن ظهر بقوة في فترة الـ«Edo» اليابانية. وهي الفترة من 1603 و1867 حيث اشتهرت بالنماء الاقتصادي والرخاء العام. ولاحقًا تم استخدام “مصطلح” مانجا لجميع الرسوم التي تحكي قصصًا بداخل اليابان ولها أسلوب قراءة معين من اليمين لليسار ومن أعلى لأسفل، ففي الأصل الكلمة ترمز لأي عمل صوري-قصصي يُنشر بداخل اليابان، مهما كان منشأه.

ومثلما توجد للأدب مدارس واتجاهات، كذلك للمانجا. فقد اتخذ الفنانون طريقين: أن يعبروا عن فترات الحروب وعن التقاليد اليابانية الأم، أو أن يعبروا عن حال الناس والأحداث التي تنشأ بينهم بين طيات الحياة اليومية.

وبين هذا وذلك بدأ فن المانجا في التطور والارتقاء حتى وصل إلى نسج العديد من التصنيفات التي شرعت بدورها في تقسيم القرّاء إلى شرائح، وعليها زاد توسع المانجا وازدهارها. وفي النهاية طفقت الاستوديوهات اليابانية في تحويل المانجا إلى أنمي، وتحويل الروايات الخفيفة – Light novels  إلى مانجا، ثم إلى أنمي بعد ذلك.




الانتشار التجاري

الانتشار التجاري

المانجا كفن قائم بذاته عندما ازدهر بالفترة الأخيرة وباتت مؤسسات كبرى ومجلات شهيرة مثل “شونين جامب” تتبنى العديد من الأعمال ونشرها، ذاع صيته خارج اليابان بشدة ونافس الكوميكس الأمريكية حتى يومنا هذا. وكي نسرد بعض الأرقام هنا بشيء من الحيادية، سنتحدث عن أشهر كوميكس في التاريخ وهي باتمان وسوبر مان، وأشهر مانجا على الساحة وهي مانجا ون بيس.

حتى أكتوبر 2017 كانت مبيعات باتمان حوالي 460 مليون نسخة على مستوى العالم، ومبيعات سوبر مان فوق الـ600 مليون نسخة، لكن مانجا ون بيس باعتبارها فنًا قد يبدو أنه لا يروق للكثيرين، فهي أعلى المانجات مبيعًا في التاريخ بإجمالي 430 مليون نسخة على مستوى العالم، وفي تزايد مستطرد. وفي 2017 فقط حققت مبيعات بـ6 مليون نسخة، تليها مانجا Attack on titan  بحوالي 4 مليون نسخة.

ويجب ألًا ننسى أن الكوميكس الأمريكية يذيع صيتها يومًا بعد يوم عن طريق أفلام مارفل ودي سي الأمريكية التي يشاهدها العالم كله حصرًا، بينما المانجات يذيع صيتها عبر الأنمي الخاص بها فقط وبعض العروض الدعائية، وهذا نوعًا ما محدود لدى شريحة محبيه. وبالرغم من ذلك تقفز المانجا لتكون على الساحة بقوة لتُناطح العمالقة رأسًا برأس، وبإمكانيات تُعتبر بالنسبة لهم ضئيلة. وهذا إن دل على شيء، فيدل على أن فن المانجا استحق مكانته المرموقة الآن عبر جودة إنتاجه من جميع الجوانب، وهذه نقطة فنية تستحق الإشادة بكل تأكيد.




ما يميز المانجا

ما يميز المانجا

بالتأكيد أبرز ما يميز المانجا هو خلوّها من الألوان إلا في حالات قليلة. فالمانجات تعتمد على التحبير ودرجاته لإيصال المعنى، وكلما زادت درجة الحبر المستخدم، كلنا تغلّفت المانجا بهالة من القتامة والسوداوية تناسب حدة أحداثها والدراما الخاصة بها. ويحضرني هنا مثال لمانجاكا “رسام ومؤلف” مانجا مُعاصر ذو مانجا تتصدر قوائم الأعلى مبيعًا هذه الأيام، مانجا طوكيو غول للمانجاكا المجنون إيشيدا. لا أستطيع أن أحرق فكرتها، لكن أستطيع الجزم أن هذا الرجل فنان سوداوي ومبدع عندما يُمسك قلم الحبر ويبدأ في نقش المشاهد الواسعة الكادر والزوايا فعلًا!




مانجات أثبتت جدارتها

والآن للنقطة الرابعة والأخيرة في موضوع اليوم كيلا أطيل عليكم، الآن سنتحدث عن مانجات بحق تستحق أن توضع على قمة الهرم الفني بالنسبة لفن المانجا منذ نشأته. معنا ثلاثة مانجات يجب أن تُطالعوهم فور الانتهاء من هذا الموضوع بكل تأكيد. الآن، هيا بنا!


1) مانجا Berserk

مانجا Berserk

المانجا ذات الرسم الأشبه باللوحات الفنية المرعبة والاستخدام المُتقن للحبر والتي تتحدث عن رجل قاسي الملامح ومُتشح بالسواد، يحمل سيفًا ضخمًا على ظهره ولديه عين واحدة وذراع واحد. أجل هذا هو “جاتس” بطل الأحداث والمشهور بالسياف الأسود. جاتس يجول البلدان مع جنيّ صغير يُدعى “باك” يحوم حوله دائمًا، وأثناء مسيره يلتقي بالكثيرين الذين يشاركونه مسعاه نحو الانتقام، سواء كان ذلك من أجل نفس السبب أو لا. جاتس كان يومًا ما اليد اليمنى لزعيم مجموعة من المحاربين المهرة والتي يترأسها القائد “جريفيث” الذي يحلم بمملكته الخاصة التي يحكمها وحده. تدور الأحداث حتى يجد جاتس نفسه في وسط الجحيم بعينه ورفاقه يُقتلون وهو يُلعن، وعليه يلوذ بالفرار في أسرع وقت. جريفيث من سبب ذلك، وجريفيث يجب أن يدفع الثمن! فماذا فعل ذلك الشخص؟ وما هي حقيقته التي تدفع جاتس طوال الأحداث للانتقام؟ اقرأ المانجا لتعلم.


2) مانجا Kingdom

مانجا Kingdom

المانجا الحربية من الطراز الأول والتي أسرت قلوب الملايين الذين ينتظرونها بشغف مع كل فصل جديد يصدر منها. تتحدث المانجا عن الفتى “Shin” المزاجيّ والعنيد، والذي تركه صديقه “Hyō” وحيدًا في يوم ما ليذهب للقصر الملكي، وصار وحيدًا يعمل كعبد فقير في قرية من الفلاحين البؤساء. وأتاه بعد ذلك وهو على شفا الموت، فاتضح أنه شبيه جدًا بالأمير “Ei Sei” الذي يتم التنازع على أحقية حكمه لـ Qin من العدم. فدمه نصف ملكي فقط، وبناء عليه تم الاعتداء على صديق شين لأنه يشبهه باعتباره هو. الآن الأمير الأصلي يستعين بشين كيده اليمنى في الحرب ضد أخيه الذي يريد سلبه كل شيء. الآن تبدأ الحروب!


3) مانجا Uzumaki

مانجا Uzumaki

وكي نختم ثلاثية المانجا ذات الرسم الرائع والمتقن، الآن أطرح عليكم مانجا رعب من إنتاج الأب الروحي للرعب الياباني ” جونجي إيتو”، تحت عنوان Uzumaki. القصة أحداثها تدور في بلدة صغيرة باليابان تصيبها لعنة عجيبة، لعنة الهوس بالحلزونيات. فبدأت اللعنة منذ أن شرع أحد السكان في عشق شكل الحلزون الذي يرمز للا نهائية والخلود في الأفكار. وبعدها بدأت اللعنة تنتشر بين أهل المدينة لتصيبهم وتظهر عليهم بأشكال مختلفة وعجيبة. وهنا يأتي دور جونجي ليفرض أساليبه الابتكارية المريضة على الساحة، فحرفيًّا اللعنة تأخذ شكلًا مرعبًا وجديدًا مع كل شخص تصيبه، مما يتناسب مع قضاياه وحياته وذويه. فإلى ماذا ستنتهي تلك اللعنة؟ هذا لن تعلمه إلا عند قراءة تلك المانجا القوية. من روائع جونجي فعلًا وتستحق كل تقدير.



المانجا عالم واسع وزاخر بالعجائب حقًا، وعندما تدرك أنك ارتشفت من بحره حتى الثمالة، تجد كأس المعرفة كاملًا لم ينقص ولو رشفة. أتمنى لكم رحلة ممتعة في رحاب هذه المملكة الأخّاذة من الأعمال المبهرة والعقول المفطورة على الإبداع!

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.

أعتقد أن العنوان غير صحيح فالمانجا تجاوزت الكوميكس منذ زمن و الكوميكس يحاول اللاحق وعندي مثال في بلدي الجزائر : هناك محل لبيع المانجا و الكوميكس بالقرب مني ورغما أسعار المانجا الغالية حوالي (1300 د.ج) الا أنها تستهلك بصفة كبيرة و مطلوبة بشدة أم الكوميكس و رغم سعره الرخيس (500 د.ج) لا أحد يهتم به حتى أن صاحب المحل لم يأتي بدفعة أخرى لأن الدفعة الأولى لم تنفذ

الأصح في العنوان هوَ أنَ الأمريكي ينافس الياباني ، لأن الياباني متفوق بملايير السنوات الضوئية وَ شكراً.

أجل بالفعل مانجا عظيمة..
لكن كيلا أكثر من الأمثلة بشكلٍ يدفع القارئ للملل، ذكرت فقط ثلاثة أمثلة. مثالين عن براعة الرسم، ومثال عن جودة الحبكة. فكان يمكن أن آتي على ذكر مانجا مونستر والغنية عن التعريف بالطبع. لكن لم أفعل لنفس السبب المذكور بالأعلى.

مقال جميل ، بيرسيرك هي أسطورة المانجا بلا منازع ..
ولكن برأيي أن أعمال المؤلف المبدع ناوكي اوراساوا تستحق الذكر في هذا المقال ، مثل مانجا فتيان القرن العشرين ، فهي حقا مانجا مميزة ورائعة ولكنها مظلومة بعدم حصولها على انمي