أفضل أعمال محمد رمضان: الناجح حد الغرور والموهوب حد الجنون
9 د
لا شك أنّ الفنان محمد رمضان أصبح ظاهرة لا يُمكن تجاهلها، البعض يراها ظاهرة مؤسفة تُعبر عن واقعنا الحالي، والبعض يرى أنّه يكفي أنّ محمد رمضان حقيقي لا يدّعي ما ليس فيه كالكثير من فنانين الوسط الفني، وهو في النهاية “واحد منّا” كما يقولون. صعيدي مثل ملايين من صعايدة مصر البسطاء صعد من القاع إلى السماء سريعًا بجهده الخاص. البعض يقول أنّه موهوب، وأنّه يستحق التفاخر بما وصل إليه، والبعض يقول أنّ غروره الغير مبرر سيقتل موهبته.
اتفقنا أو اختلفنا معه، فمحمد رمضان نجح بالفعل في الوصول للناس، وأبسط دليل على هذا أنّه لا يوجد أحدٌ تقريبا سيسأل من هو محمد رمضان هذا الذي نتحدث عنه، فهو أصبح في غنى عن التعريف بالفعل. شاهد له هذا الفيديو الطريف وهو يقوم بتقليد الفنان عادل إمام في اختبار أداء وعمره ستة عشرة عامًا فقط.
محمد رمضان.. وبدايات كبيرة..
محمد رمضان جاء من صعيد مصر وبالتحديد من محافظة قنا إلى القاهرة وفي ذهنه أن يدخل مجال التمثيل، بعدما كان يُمثل في مسرح المدرسة وحصل أكثر من مرة على جائزة الممثل الموهوب على مستوى الجمهورية. وبالفعل استطاع الحصول على أدوار صغيرة في عدة أعمال شهيرة مثل فيلم (حمادة يلعب) ومسلسل (أولاد الشوارع) عام 2005. حالفه الحظ بعدها بعام لاشتراكه في مسلسل السندريلا والذي جسّد فيه شخصية الفنان أحمد زكي لقدرة محمد رمضان على تقليد نبرة صوته وطريقة حديثه بشكل قريب جدًا، وإن اختلفت الملامح بينهما.
بعدها حالفه الحظ من جديد عام 2007 ليشترك مع الممثل العالمي عُمر الشريف في مسلسل (حنان وحنين) الذي يُقال أنّه أثني على أداء محمد رمضان في دور ابن حارس العمارة، وقال أنّ رمضان سيكون خليفته على الساحة الفنّية.
اشترك بعدها محمد رمضان في عدة مسلسلات أخرى من بينها مسلسل (كاريوكا) الذي جسّد فيه من جديد شخصية شهيرة قام بتقليدها من قبل، وهي شخصية الرئيس الراحل أنور السادات.
في هذا المقال سنتعرف معًا على أفضل أعمال محمد رمضان السينمائية والدرامية التي قدمها في مسيرته الفنية القصيرة.
أفضل أعمال محمد رمضان
احكي يا شهرزاد
هذا الفيلم هو من صنع من محمد رمضان نجمًا، وهو من جعل الناس تتسائل عمّن يكون هذا الشاب الأسمر النحيف الذي كرهوه بشدة وأحبوا ما استحقه من جزاء في النهاية. فيلم احكي يا شهرزاد صدر في عام 2009 للكاتب الكبير وحيد حامد والمخرج يسري نصر الله، وأدى محمد رمضان فيه شخصية (سعيد الخفيف)، الشاب البسيط الذي يعمل في متجر لأدوات البناء وطلاء المنازل، والذي يجد نفسه بعد وفاة صاحب المتجر مسئولًا عنه وتابعًا لبنات صاحب المتجر الثلاثة. ورغم أنّه كان أمينًا في البيع والشراء، إلّا أنّه لم يستطع السيطرة على رغبته في الدخول في علاقة غير شرعية مع البنات الثلاثة في نفس الوقت، مُوهمًا كل واحدة منهنّ أنّها الوحيدة التي يحبها ويرغب في الزواج منها.
في البداية ستحب سعيد الخفيف وتتعاطف معه، فهو الشاب اليتيم والمُكافح والأمين، الذي يحمي البنات من طمع العم في ميراثهنّ. سعيد يُشبه كثيرًا محمد رمضان في بدايته كما ذكر بنفسه، لا يملك أي شيء، مهزوم بالقهر وبالفقر، ولكنه يعمل بجد شديد. ولكن سعيد الخفيف ترك نفسه لشهوته تأخذه حيثما تُريد، بدون أية اعتبارات للأمانة أو الأخلاق، أو حتى المشاعر الإنسانية، فهو لم يزلّ مع فتاة واحدة أرادها قلبه فحسب، بل تملكه الطمع وشعر أنّ بإمكانه أن يحصل على الثلاثة معًا.فلم لا؟ فهي في النهاية متعة بلا حساب. ولكن جائت النهاية ليعرف حينها سعيد الخفيف أنّ هناك حسابٌ قاسٍ للغاية ولكنه بكل شك يستحقه.
هذا الدور الصعب و”الثقيل” أدّاه محمد رمضان كأفضل ما يكون، ونال انتقادات إيجابية كثيرة من قبل النّقاد. أمّا الجمهور فآمنوا بموهبة محمد رمضان التمثيلية التي ظهرت في هذا الفيلم ربما في أفضل أداء له على الإطلاق.
ابن حلال
قدّم محمد رمضان دور البطولة الأول له في التليفزيون عام 2014 في مسلسل ابن حلال من خلال دور (حبيشة) العامل البسيط الذي تورط في جريمة قتل لم يرتكبها، والتي قيل أنّها تخص ابنة الفنانة ليلى غفران التي قُتلت عام عام 2009، برغم نفي أسرة المسلسل هذا الادعاء. ارتبط الجمهور بالمسلسل عند عرضه لدرجة أنّهم تشككوا بالفعل في إدانة المتهم في قضية ابنة الفنانة الشهيرة، وتعاطفوا مع قاتلها الذي كما يرون تم تلفيق التهمة له من قبل الشرطة للتغطية على ابن مسئول حكومي كبير في مصر.
من جديد يقدم محمد رمضان شخصية الشاب الصعيدي المكافح الذي يسعى لكسب قوت عمله بشرف، ولكن في هذه المرة استطاع أن يكسب تعاطفهم واحترامهم عكس ما حدث في احكي يا شهرزاد. أشاد النّقاد بأداء محمد رمضان لكونه أدى الشخصية الصعيدية بشكل مُختلف عما اعتادت الدراما تقديمها، وبشكل مقارب للواقع أكثر. ونال المسلسل نجاحًا فاق التوقعات، ففاقت نسبة مشاهدته نسبة مشاهدات مسلسلات كبيرة لنجوم عظام مثل عادل إمام، ويحيي الفخراني، ومحمود عبدالعزيز. المسلسل من تأليف حسّان دهشان ومن إخراج إبراهيم فخر.
شد أجزاء
هذا الفيلم اعتبره محمد رمضان نفسه أول أفلامه الحقيقية، بعيدًا عن الأفلام التجارية الهابطة التي قدمها قبلها بسنوات قليلة. فيلم شد أجزاء الذي صدر عام 2015 وحقق أعلى إيرادات في العام كله، لم يحظ بشعبية جماهيرية فحسب، بل باستحسان نقدي أيضًا للعمل ككل، ولأداء محمد رمضان الذي ظهر بشخصية ظابط شرطة هذه المرة.
في الفيلم يلعب محمد رمضان دور ملازم أول عمر العطار والذي يقرر الانتقام ممّن قتل زوجته (دنيا سمير غانم) دون الرجوع للشرطة أو القانون. طبعًا القصة متكررة وشاهدناها كثيرًا، ولكن الجديد بشهادة النقاد هو كتابة سليمان عبد المالك المتميزة، ومشاهد الأكشن الاحترافية الموجودة بالفيلم، وفريق العمل الذين كانوا أفضل اختيار لأدوارهم بما فيهم محمد رمضان، وياسر جلال، ومحمد ممدوح، ونسرين أمين.
على الرغم أنّ بعض النقاد شعروا أنّ محمد رمضان لم يبتعد كثيرًا في هذا الفيلم عن شخصية البلطجي ولكن في ثوب ضابط لإصراره على تحقيق العدالة بمفرده، ولكن يظل العمل جيدًا لأن كل عناصره الفنية كانت مُكتملة بدون إسفاف، وهو ما حُسب لمحمد رمضان في وقتها. الفيلم من تأليف محمد سليمان عبد المالك وإخرج حسين المنباوي
الأسطورة
نجح مُسلسل الأسطورة لمحمد رمضان نجاحًا كبيرًا فاق نجاح مسلسل ابن حلال، لدرجة أنّه أصبح لقبًا لمحمد رمضان نفسه. عُرض المسلسل في شهر رمضان عام 2016 وكان من تأليف محمد عبد المعطي وإخراج محمد سامي. يقوم محمد رمضان في المسلسل بشخصيتين، شخصية رفاعي الأخ الأكبر تاجر السلاح، وشخصية ناصر الأخ الأصغر لطالب في كلية الحقوق يُريد أن يعمل بالسلك القضائي، ولكنّ يمنعه من ذلك تاريخ رفاعي سيء السُمعة. وسنرى كيف ستنلقب الأحوال بعد مقتل رفاعي، ليحل ناصر مكانه كخليفة له في هذه التجارة الغير مشروعة.
بالرغم من بعض الانتقادات التي وُجهت للمسلسل من أخطاء إخراجية ومبالغات تمثيلية عديدة أثارت سخرية مواقع التواصل الاجتماعي، إلّا أنّ المسلسل يعتبر علامة في تاريخ محمد رمضان، حيث شاهده الملايين من الناس، وتأثروا به أيضًا، فهناك جمل من حوار المسلسل صارت شهيرة جدًا وصار الناس يُرددونها لبعضهم، وتأثر البعض تأثير سلبي للأسف حيث قاموا بتنفيذ مشاهد العراك والانتقام بحذافيرها كما رأوها على الشاشة، وظهرت الملابس التي تحمل صورة رفاعي وناصر بشكلهما المميز، وانتشرت أيضًا شكل لحية رفاعي بين الشباب. كل هذه الظواهر دليل على نجاح المسلسل، وعلى أنّ هناك شيئًا ما يربط الجمهور بمحمد رمضان، في رأيي أنّ هذا الشيء هو مزيج من التعاطف والاعتزاز. التعاطف بما كان عليه، والإعتزاز بما وصل إليه.
جواب اعتقال
في تغيير واضح لصورة محمد رمضان التي صدّرها للمشاهد عبر أعمال كثيرة، ظهرت شخصية جديدة لمحمد رمضان في فيلم جواب اعتقال عام 2017 وهي شخصية الإرهابي (خالد الدجوي) الذي ينتمي لجماعة إرهابية، ويحاول بعد موت والده أن يحصل على منصب عالي داخل الجماعة، وبالفعل يصل لمنصب وزير الدفاع فيها، ولكن تواجهه مطاردات رجال الشرطة، وأيضًا محاولته المستمرة لإثبات ولائه للجماعه واستحقاقه لمنصبه. وهناك أيضًا ابنة عمه التي يحبها ولكنها ترفض حبه بسبب انتمائه السياسي والديني المغلوط.
أشاد الكثير من النّقاد بدور محمد رمضان في الفيلم، وبعضهم ذكر أنّ هذا هو الفيلم الأفضل له على الإطلاق، برغم أنّه لم يلق نجاحًا مثل باقي أفلام محمد رمضان والتي كانت تحتل المركز الأول في إيرادات الأفلام عادةً. تميز هذا الفيلم بقصته المختلفة عن نمط محمد رمضان الذي قدمه أكثر من مرة، بالإضافة لتميز الفكرة نفسها، ,وأيضًا لأدائه الجيد جدًا فيه، وخاصةً ذلك الجانب الرومانسي الذي نراه لأول مرة في أعمال محمد رمضان بهذا الشكل. الفيلم من تأليف وإخراج محمد سامي، وشاركته البطولة فيه دينا الشربيني.
علامات مهمة في تاريخ محمد رمضان
لا يُمكننا أن نغفل وجود أعمال كان لها أهمية بالغة في انتشار محمد رمضان على الساحة الفنية المصرية، نعم هي ليست أفضل أعماله ولكنها ستظل مهمة له لأنها قدمته إلى جمهور معين من الشباب، وهذه الفئة هي فئة الشباب الأقل سنًا، والأقل تعليمًا، الذين رأوا في محمد رمضان قدوة ومثلًا أعلى. هؤلاء الشباب الصغير سنًا وإدراكًا، تماهوا للأسف مع الشخصيات التي قدمها في أفلامه الأولى مثل الألماني، وعبده موتة، وقلب الأسد ،فاعتقدوا أن أخذ الحق بالقوة، وأنّ حمل الأسلحة البيضاء والتهديد بها مثلًا وغيرها من مظاهر البلطجة، دلائل على القوة والرجولة.
هذه الأفلام اعتذر عنها محمد رمضان فيما بعد لكونه كان عاجزًا عن الاختيار في مثل هذا التوقيت الصعب من حياته الفنية، واعدًا الجمهور بتقديم أعمالًا هادفة وذات قيمة فنية عالية في أعماله القادمة. وشارك أيضًا في أفلام مهمة بطولة جماعية لعدد كبير من النجوم، وهو ما يعد تقدمًا بالنسبة لتفرده بالبطولة ولكونه محور القصة دائمًا في أعماله، مثل الكنز من إخراج المخرج الكبير شريف عرفة، وهو الفيلم الذي لم يلق نجاحًا تجاريًا، وتناقضت آراء النقاد حوله بشدة. أمّا فيلم ساعة ونصف الفيلم الناجح الذي أحبّه النقاد والجمهور معًا، لم يتميز محمد رمضان فيه عكس نجوم آخرين.
حاول محمد رمضان أيضًا أن يتنوع في أدواره فقدم أفلامًا كوميدية مثل واحد صعيدي، وآخر ديك في مصر، وحصل خير، وكلها كانت متوسطة المستوى أو أقل، وإن كان هذا لا ينفي أن محمد رمضان له حس فكاهي جيد يُمكنه استغلاله في أعمال أفضل فيما بعد.
وفي عام 2018 قدّم عملًا دراميًا ناجحًا على مستوى نسب االمشاهدة، وهو نسر الصعيد الذي يقوم فيه بدورين، الأب الصعيدي، وابنه الطالب بكلية الشرطة. ولكنّ النّقاد رأوا أن العمل يعتبر استنساخ صريح لمسلسله السابق الأسطورة، فقهو يقوم بدورين أيضًا، يُقتل الأخ في الأسطورة ويتولى هو مكانه ويُقتل الأب في نسر الصعيد ويحل هو محله في العائلة لأنه الابن الأكبر، في الأسطورة هناك شهد التي تقع في غرامه وتطارده بينما يُحب هو بنت الأكابر التي تتركه فيتزوج شهد، ونفس الشيء تقريبًا يحدث في نسر الصعيد مع اختلافات بسيطة. بالإضافة لأنّهم رأوا أن محمد رمضان لم يقدم جديدًا يُضيف لرصيده من ناحية أدائه التمثيلي. المسلسل من نأليف محمد عبد المعطي وإخراج ياسر محمد سامي.
في النهاية لا يُمكننا أن ننكر أنّ محمد رمضان موهوب ومُجتهد، وأنّ له شعبية جارفة بين جموع كثير من الناس أغلبهم من البسطاء. وهي مسئولية كبيرة تقع على أعتاق محمد رمضان، كي يُحافظ على حب هذا الجمهور العظيم له. عندها فقط سيستمر حاملًا لقب “نمبر 1″ في قلوب من أحبوه، حتى لو لم يكن”نمبر 1” في الإيرادات أو المشاهدات.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
محمد رمضان مفيش شك أنه بارع بالتقليد ومجتهد وعامل فورمة جسم حلوة ولياقته البدنية عالية وأنه بيحاول يعطي دوره أفضل مايمكن… لكن واضح جدا أن محمد رمضان مش موهوب فنيا لأنه الموهب فنيا سبحان الله تلاقيه تعبيرات وشه وكلامه وحركاته وتمثيله متماشي مع قوالب فنية كثيرة الشرير والطيب والارستقراطي والظابط والبلطجي والغلبان والكوميدي زي يحيى الفخراني ونور الشريف وعبد الله غيث وحسن حسني وحتى عادل امام ملك الكوميديا يقدر يبكيك في التراجيدي وغيرهم من الموهوبين انما محمد رمضان للأسف كل أدواره نفس القالب تحس أنهم استنساخ من واحد غلبان المجتمع قسى عليه واصبح بلطجي قاسي بياخد حقه بالقوة وبالعافية سواء كان ظابط او محامي أو غلبان او اي دور هو استنساخ لأشكال أخرى… ده على المستوى الفني …
على المستوى الشخصي محمد رمضان في كل أغانيه وصوره وتعليقاته تحس انه عنده احساس شديد بالنقص والقهر والظلم اللي اتعرض له ومش قادر ينساه … وكل مالناس تنسى يرجع هو يفكرهم.
كمان للأسف حتى الآن كل تأثير محمد رمضان في الشباب والشارع والمتأثرين بيه تأثير سلبي يظهر فيه نموذج البلطجي والعنيف واخد الحق بالعافية والدراع واللي المجتمع بيئن من النموذج ده والمتشبهين به
ولم يقدم لهم حتى الآن مثل جيد أو شخصية عاقلة وهادية وسوية واللي المجتمه أحوج مايكون للنموذج ده.