🎞️ Netflix

دراسات سينمائية: أهم ما ترغب في معرفته عن الإنتاج السينمائي

الإنتاج السينمائي
هدى اشنايبي
هدى اشنايبي

5 د

حين يتم الإعلان عن صدور فيلم أو مسلسل جديد، فإنّه في أحيان كثيرة يتم الإشارة إلى اسم منتج العمل، والذي في العادة ما يكون اسمًا ذي وزن ثقيل في عالم السينما أو التلفزيون، وهو ما يمنحنا رغبةً إضافيةً في التعرف على العمل بناءً على ثقتنا في الاسم المذكور، رغم أنّ أغلبنا في الحقيقة لا يملك فكرةً واضحةً عن وظيفة المنتج أو دوره في الفيلم. إضافةً إلى ذلك، فإنّ العناء والحيرة الحقيقيتين يبدآن بشكل فعلي بمجرد أن نشرع في قراءة الشارة النهائية التي تظهر أسماءً كثيرةً هنا وهناك للمشاركين في الإنتاج، فبين الإنتاج التقني وتنفيذ الإنتاج والإنتاج الإبداعي، نجد أنفسنا تائِهين بين المسميات الوظيفية التي نتجاهلها ظانين أنّ جميعها تعني نفس الشيء على كل حال، وأنّها لا تعود إلّا مجموعة من الممولين للعمل لا أكثر، لكن ما الذي تعنيه كل هذه المسميات فعليًا؟ وما الذي يفعله كل هؤلاء الموظفين؟ هذا ما سنتعرف عليه في هذا المقال.


التمويل:

إنتاج الأفلام

لعل أول أمر – إن لم يكن الأمر الوحيد – يخطر على بالنا عند الحديث عن الإنتاج هو التمويل، فهي الوظيفة التي يشتهر بها المنتجون والشركات المنتجة ما جعل كلمة “الإنتاج” مرتبطة في عقولنا بالمال والإنفاق، والسلطة المادية التي يتمتع بها المنتجون الذين بإمكانهم التحكم في العمل كما يشاؤون.

في هذه النقطة تحديدًا، يمكننا التفريق بين كل من المنتج (Producer) والمنتج التنفيذي (Executive Producer)، حيث تتمثل وظيفة هذا الأخير في توفير وتأمين القدر المالي الكافي الذي من دونه لا يمكن أن يبدأ العمل في الأساس، وفي أحيان كثيرة، يكون المنتج التنفيذي شخصًا ذي اسم له قيمة كبيرة في المجال، وهو ما يجعله قادرًا على استقطاب الممولين والمستثمرين قبل بداية الإنتاج، وحتى استقطاب المشاهدين بعد صدور العمل بشكل فعلي. من ناحية أخرى، فإنّ المنتج التنفيذي قد يكون في أحيان كثيرة صاحب فكرة العمل أو حتى كاتبه.

أمّا دور المنتج فيتمثل في العادة في إدارة الأموال التي جاء بها المنتج التنفيذي، مما يعني أنّ المنتج غالبًا ما يعمل تحت سلطة المنتج التنفيذي، وفي حالة قيام شركة للإنتاج بالإشراف على تمويل العمل، فإنّ مهمة إدارة هذا التمويل تذهب في العادة لمدير الإنتاج (Line Producer) الذي سنتعرف بشكل أكبر في الفقرات القادمة.


اختيار وتسيير طاقم العمل:

إلى جانب التمويل، تتمثل وظيفة الإنتاج في اختيار طاقم العمل، وفي حالة كنت تتساءَل مَن يقوم بهذه المهمة، فدعنا نخبرك بأنّه المنتج (Producer)، فهو المسؤول عن هذه العملية باعتباره المسير لأموال العمل الفني. ولذا، فإنّه يتكلف بمهمة تجميع الأسماء التي ستكون كفيلةً بإنجاح العمل، إلّا أنّ المنتج نفسه قد يتم تعيينه في أحيان كثيرة من المنتج التنفيذي (Executive Producer) نظرًا لأهمية وحساسية عمله، أمّا مدير الإنتاج (Line Producer) فإنّه يقوم بالإشراف على هذا الطاقم، والتدخل في حالة وقوع مشكلة ما أثناء أوقات العمل.


الإنتاج التقني والإبداعي:

عندما نتحدث عن الجانب التقني في أي فيلم، فإنّنا بالطبع وبشكل مفهوم نربطه بشكل مباشر بالمخرج الذي يحمل رؤية العمل الفني، أو يعمل على تنفيذ رؤية صاحب العمل عندما لا يكون للمخرج علاقة بفكرة أو كتابة العمل (في حالة المسلسلات مثلًا)، وبالتالي فإنّه يقوم بمهمة اختيار التقنيات التي يريد استخدامها، إلّا أنّ هذه المهمة في الحقيقة تعود أيضًا إلى المنتج (Producer) الذي يقوم على كل حال بتوفير الموارد اللازمة لجعل استخدام هذه التقنيات أمرًا ممكنًا إذا وافق عليها، وقد يتم اللجوء لاستشارة المنتج التنفيذي في حالة القرارات التقنية الكبرى المتعلقة بالفيلم. وبخلاف هذا، فإنّ المنتج التنفيذي (Executive Producer) لا يلعب دورًا كبيرًا في الإنتاج التقني.

بالنسبة للجانب الإبداعي، فإنّنا نجد وظيفةً قد بدأ صيتها يذيع، وبدأ اللجوء إليها يتزايد في السنوات الأخيرة، وهي وظيفة المنتج الإبداعي (Creative Producer)، الذي تتمثل مهمته في مساعدة المخرج على التوصل إلى أفكار إبداعية بخصوص إخراج النص إلى الوجود، وتحويله إلى صورة مرئية، كما يمكنه المشاركة حتى في تغيير أجزاء من النص، أو التوصل إلى أفكار غير تقليدية لتسويق العمل الفني أو إنجاحه.


تسيير المشروع:

تنقسم هذه المهمة بين كل من المنتج (Producer) والمنتج التنفيذي (Executive Producer) بشكل رئيسي، إلّا أنّ ذلك لا يتم على نفس المستوى مما يعني. على سبيل المثال، أنّ المنتج التنفيذي سيقوم بالعمل على إنهاء جميع مراحل الإنتاج في الوقت الذي تم التخطيط له وتحديده مسبقًا، بينما سيقوم المنتج بالإشراف على كل مرحلة على حِدة، والحرص على إنهائِها في الوقت المحدد، مما يسهل عمل المنتج التنفيذي.

إلى جانب كل من المنتج والمنتج التنفيذي، نجد وظيفةً أخرى تلعب دورًا هامًا جدًا في ما يتعلق بتسيير المشروع، نتحدث هنا عن مدير الإنتاج (Line Producer) الذي تشابه مهمته كثيرًا مهمة المنتج (Producer)، إلّا أنّ الفرق يكمن في أنّه في العادة لا يتدخل في تفاصيل العمل الفني، بالإضافة إلى أنّ مهمته تعتبر أكثر تعقيدًا من مهمة كل من المنتج والمنتج التنفيذي، حيث نجد أنّه يقوم بالتواجد بشكل يومي في ساحة العمل؛ لأنّ مهمته تقتضي الإشراف على العاملين بشكل يومي، وكذا التدخل لحل أي مشكل قد يطرأ أثناء ذلك.

من ناحية أخرى، يتميز مدير الإنتاج (Line Producer) بأنّه يتمتع بدراية معمقة جدًا بالمجال؛ وذلك لأنّ مهمته قد تبدأ حتى قبل بداية توفير الموارد المالية للعمل، حيث يقوم بتحضير ميزانية العمل مستعينًا بتقديره للمبلغ الذي سيكلفه تصوير كل مشهد على حِدة، أو تقدير الوقت الذي سيستغرقه تصوير المشهد، والمبلغ الذي سيتم صرفه في كل يوم من التصوير، وهو الأمر الذي يساعد المنتج التنفيذي، أو الشركة المنتجة، على معرفة المبلغ الذي ينبغي توفيره، كما يساعد المنتج على أداء عمله بشكل أسهل.

إلى جانب هؤلاء المنتجين الرئيسيين، نجد عددًا من المسميات الوظيفية الأخرى التي عادةً ما تظهر بشكل سريع جدًا في شارة النهاية أو البداية دون منحنا الفرصة لفهم ما تعنيه، والتي نذكر من بينها:

  • مساعد المنتج (Associate Producer): تحت إشراف المنتج (Producer) وبتفويض منه، يقوم مساعد المنتج (Associate Producer) بتنفيذ جميع مهام هذا الأخير أو جزء منها.
  • المشارك في الإنتاج (Co-Producer): يقوم المشارك أو المشاركون في الإنتاج بتنفيذ جميع مهام المنتجين، لكن هذه المرة بشكل جماعي وداخل فريق واحد من المنتجين.
  • المنتج المشرف (Supervising Producer): يقوم المنتج المشرف، تحت سلطة المنتج التنفيذي (Executive Producer)، أو الشركة المنتجة، بمراقبة المنتج (Producer) والإشراف على قيامه بمهامه على الوجه الصحيح.
  • منتج بالقطعة (Segment Producer): يتم التعامل مع هذا المنتج عندما يتعلق الأمر بجزء معين من الإنتاج داخل العمل بأكمله، كأن يقوم بتأدية مهام الإنتاج فقط فيما يتعلق بمشاهد معينة تتطلب ميزانيات ضخمة.

هل كنتم تعرفون من قبل مهام المنتجين وأنواعهم؟ شاركونا في التعليقات.

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.