فيلم The call of the wild للنجم هاريسون فورد .. ومتعة الأفلام التي تتناول قصص الحيوانات
تربينا منذ الطفولة على وجود الحيوانات في هذا العالم، ودائما ما يتم تقسيمها بالنسبة لنا إما حيوانات برية أو مسالمة وأليفة، وهذا التصنيف البسيط يشبه كل ما يقوم العقل البشري بتصنيفه سواء في الحياة العادية أو في الأعمال الأدبية وعلى شاشات السينما والتلفزيون، بل وحتى على خشبات المسرح.
فدائما في الخيال البشري هناك الطيب والشرير، الصديق والعدو، الكائن المسالم الطيب والمخلص في مقابل الكائن الشرس العنيف والخطير. تربينا على الذئب الذي يأكل الغنم، وعلى الكلب الذي يحرسه، ونحن الآن بصدد الحديث عن واحد من تلك الأفلام التي تناولت الكلب كصديق وفي للإنسان وهو فيلم The Call of the Wild.
وهو الفيلم الذي سيتم عرضه على شاشات السينما في تاريخ 21 فبراير 2020، وهو فيلم عائلي يمكن للشخص مشاهدته مع أبناءه أو عائلته دون أن يقلق من المشاهد العنيفة أو ذات المحتوى الفاضح، والفيلم يتحدث عن رحلة إنسان رفقة الكلب الشخصي الخاص به في الأدغال في مغامرة مثيرة للبحث عن الذهب والثروة.
والفيلم مقتبس عن رواية عالمية جاءت تحت نفس الاسم The Call of the Wild وقد صدرت في عام 1903، وهي من تأليف الروائي الأمريكي الشهير جاك ليندن، وتم ترجمتها إلى العربية تحت اسم نداء البرية، وهي تتحدث عن رحلة البحث عن الذهب التي كان يقوم بها الكثير من الباحثين عن الثروة في الجبال البعيدة والنائية وحققت الرواية نجاحًا كبيرًا وتعتبر من كلاسيكيات الأدب الأمريكي.
أبطال العمل
يأتي الفيلم من بطولة النجم الأمريكي الكبير Harrison Ford، الذي يعتبر واحد من الأساطير العالمية في مجال التمثيل، فقد بدأ حياته الفنية في الستينيات واكتسب شهرته في عام 1977 عن طريق ظهوره في شخصية Han Solo في فيلم الفانتازيا الشهير Star Wars: Episode IV – A New Hope، وزادت شهرته من خلال تقديم دور Indiana Jones في الفيلم الشهير Raiders of the Lost Ark الذي حصد 4 جوائز أوسكار.
وتشاركه البطولة النجمة الأسكتلندية الشابة كارين جيلان البالغة من العمر 32 عامًا، وقد اشتهرت عن طريق تقديم العديد من الأعمال الناجحة منها دورها في المسلسل البريطاني الشهير Doctor Who في الفترة من 2008 وحتى 2013، ويعرفها الجمهور بشكل أكبر بسبب بطولتها لفيلم Jumanji: Welcome to the Jungle في عام 2017 رفقة النجمين العالميين ذا روك، وكيفن هارت.
الكلب صديق وفي للإنسان
لطالما رسخت القصص الطفولية والمعتقدات الشائعة لفكرة أن الكلب هو صديق وفي للإنسان، وهي حقيقة لا يمكن نكرانها، وجاءت الأعمال الفنية في التلفزيون والسينما لتؤكد على هذه الحقيقة، فوجدنا طوال التاريخ الفني العديد من الأمثلة لهذا الأمر ومنها قصة 101 dalmatians الطفولية المعروفة بالعربية تحت اسم «مائة وواحد كلب»، التي صدرت ككارتون ثم كفيلم سينمائي.
وشاهدنا ظهور الكلب في أدوار كوميدية سواء مساعدًا للبطل أو مثيرًا للمشاكل مثل فيلم Turner & Hooch الصادر عام 1989 وهو من بطولة النجم الشهير توم هانكس، وأيضًا الفيلم الكوميدي الشهير The Mask الصادر عام 1994 والذي يكون الكلب مساعدًا وفيًا للبطل، وجاء من بطولة النجم العالمي جيم كاري.
وليس الكلب بمفرده هو الحيوان الذي يحتكر دور البطولة لنفسه، فهناك أفلام أخرى شاركت في بطولتها القردة والغوريلا مثل The Legend of Tarzan عام 2016 والذي يتحدث عن شخصية الطفل الذي قامت الغوريلا بتربيته في الغابة ليكبر ويصبح زعيمًا لهم.
وهناك أيضًا فيلم الخيال العلمي والفانتازيا الشهير Planet of the Apes الذي صدر في أكثر من نسخة سينمائية كان أولها في عام 1968، وقد حصد نجاحًا هائلًا وهو مقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم وقد صدرت في عام 1963، وجاءت القردة فيه لتمثل دور البطولة وتفرض سيطرتها على الجنس البشري.
الجانب الآخر للحيوانات في الأفلام
ولا يقف الأمر في السينما على تجسيد الحيوانات الأليفة أو المسالمة في دور البطولة المساعدة أو حتى البطولة المطلقة في بعض الأحيان وذلك لقربها من الأطفال وقلوب المشاهدين، ولكن أيضًا تناولت السينما الجانب الآخر وهو الحيوانات المفترسة والتي تمثل للبعض خوفًا مرعبًا باعتبارهم تجسيدًا للخوف الإنساني القديم المتمثل في الهرب من الخطر الفتاك والموت المحدق.
وجاءت العديد من الأعمال لتمثل هذا الخوف البشري الأصيل الذي يطارده من زمن البقاء للأصلح وحتى عصر التكنولوجيا الحديثة، وسوف نتناول منهم اثنين على سبيل المثال وليس الحصر أولهما هو فيلم Anaconda الصادر عام 1997، والذي شهد بداية النجمة الشهيرة جينيفر لوبيز في عالم السينما.
لقاء صحفي مع النجم هاريسون فورد خلال زيارته لحديقة Star Wars: Galaxy’s Edge!
والفيلم يتحدث عن رحلة استكشافية يقوم بها فريق من العلماء والمغامرين في مركب داخل بحيرة استوائية من أجل الوصول إلى اكتشاف علمي فريد من نوعه، وأثناء رحلتهم يقعون فريسة للثعبان الضخم المعروف باسم أناكوندا، ويقوم بمحاولة التهامهم واحدًا تلو الآخر، وقد حصد الفيلم على شهرة عالمية واسعة على الرغم من التقييم المنخفض الذي ناله على موقع IMDB.
والفيلم الآخر هو الفيلم العالمي الخالد Jaws الصادر عام 1975، والمعروف في الوطن العربي تحت اسم الفك المفترس، وقد تميز الفيلم بقصته المبدعة التي تتحدث عن سمكة قرش تهاجم السياح على الشواطئ وذهاب فريق مكون من 3 أشخاص في رحلة بحرية على قارب من أجل صيد سمكة القرش أو القضاء عليها.
ويعتبر الفيلم من كلاسيكيات السينما العالمية، وقد نال إعجاب النقاد والمشاهدين على حد سواء، فقد نال تقييم 8 من 10 على الموقع الشهير IMDB، وقد حقق الفيلم نجاحًا عالميًا غير مسبوق وحقق مبيعات تقدر بحوالي 470 مليون دولار أمريكي وهو رقم فلكي مقارنة بوقت صدوره، ونجح في تحقيق 3 جوائز أوسكار أهمها للموسيقى التصويرية الخاصة به التي أصبحت علامة مميزة للفيلم حتى يومنا هذا.
فكرة الصداقة مع الوحش التي تراود الإنسان دائمًا
على الرغم من تقسيم الحيوانات عن طريق الإنسان في الأعمال الفنية أو حتى في الثقافة الشعبية إلى حيوانات مفترسة وأخرى أليفة، إلا أنه في كثير من الأحيان ما يميل البشر إلى فكرة الصداقة مع هذا الوحش، فحتى دور الشر الذي يلتصق بالحيوانات المفترسة قد نجده قد تحول إلى صداقة غير مشروطة في بعض الأعمال.
وتعتبر هذه الفكرة قادمة من اعتقاد الإنسان بأن الكلب كان في أصله حيوانًا مفترسًا من فصيلة الذئاب، ولهذا يحن البشر في الحقيقة أو الأفلام السينمائية إلى التفاعل بحنين وتفهم مع الذئاب وهذا ما نراه في أفلام مثل Dances with Wolves الصادر عام 1990، وهو من بطولة النجم الشهير كيفين كوستنر.
ويتحدث الفيلم عن علاقة صداقة تنشأ ما بين رجل ومجموعة من الذئاب وذلك أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، ويقوم هذا الشخص أيضًا بالتقرب من الهنود الحمر الذين يطلقون عليه لقب الراقص مع الذئاب، ولا يعتبر هذا الفيلم هو أول ما أنتجه الفكر البشري عن التقرب من الذئاب.
فقد تم تجسيد نفس الفكرة في الأسطورة الشعبية الشهيرة The Jungle Book والتي تم تحويلها إلى فيلم كرتوني في عام 1967 وحققت نجاحًا هائلًا عند الأطفال والكبار وقد صدرت في فيلم سينمائي بنفس الاسم جاء في عام 2016، وتتحدث القصة عن طفل صغير يقوم قطيع من الذئاب بتبنيه وتربيته لينشأ في الغابة كواحد منهم.
ولم يتوقف الخيال البشري عند الصداقة مع الذئاب باعتبارها الامتداد الطبيعي للكلب، ولكن زاد الأمر وتجاوز كل الحدود في الفيلم الخيالي Life of Pi الصادر عام 2012، وقد تحدث عن علاقة العداء ما بين الإنسان وحيوان مفترس هو النمر، وتحول الصراع بينهما مع الوقت إلى صداقة نتيجة تعاونهما للتغلب على الصعاب في رحلتهم البحرية.
لطالما شعر الإنسان بالحنين إلى الحيوانات لأنها الشيء الأخير الذي يذكره بالحياة الطبيعية التي كان يعيشها قديمًا، فرغم انشغاله بالتكنولوجيا والحياة المدنية إلا أنه إلى الآن لا يزال يحن إلى الطبيعة الأم وقوانينها البسيطة وحياتها الصعبة ولكن الممتعة في نفس الوقت، ولهذا يحاول دائمًا تبني الحيوانات مثل الكلاب والقطط أو مشاهدة الحيوانات البرية في البرامج التلفزيونية لتذكره بتلك الروح الحرة التي يولد بها كل كائن على هذا الكوكب.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.