أفلام تناولت الأزمة المالية العالمية ستشرح لك كل ما تحتاج معرفته

الأزمة المالية العالمية – Global Financial Crisis التي حدثت خلال العقد قبل الأخير، عقب أنهيار سوق الرهن العقاري في الولايات المتحدة في الفترة بين 2007 و2008، وما نتج عن ذلك من أزمات بنكية، تركت تأثير قوي على الإقتصاد الأمريكي بالأخص، وعلى العالم عامة، بحيث كبّدت الإقتصاد العالمي خسائراً لا زال يعاني منها، في أسوأ ركود إقتصادي منذ الأزمة الاقتصادية العظمى في الثلاثينيات، وكلّفت ملايين البشر عالمياً خسارة أموالهم أو وظائفهم أو منازلهم وممتلكاتهم أو حتى كل ما سبق معًا.

كانت مادة خصبة ومصدر إلهام لصُناع الفَنّ السابع فى هوليوود، لإنتاج مجموعة من الأفلام سواء الدرامية أو الوثائقية، دارت أحداثها داخل عالم الأموال، وتناولت بالشرح والتفسير للأزمة المالية العالمية؛ لتكون بذلك شاهدة على واحدة من أشد وأعنف الإخفاقات المالية خلال السنوات الأخيرة.

ومن بين هذه الأفلام أخترنا لكم في أراجيك فَنّ مجموعة منها نرى أنها الأفضل، في القائمة التالية:

فيلم وثائقي، أُنتِج قبل الأزمة المالية الأخيرة، وقد تنبأ بحدوثها، من إخراج كريس سميث، وتأليف وتمثيل مايكل روبرت، الشرطي الذي تحول إلى صحفي مُستقل، ليروى ويتبأ بتفاصيل الأنهيار المالي القادم – وذلك وقت إنتاج الفيلم – بكتاب حمل نفس الاسم.

وعند أنتهائك من مُشاهدة أحداث الفيلم ستجد نفسك تتسائل فى أندهاش هل كان مايكل روبرت متشائم؟ أم أنه مجرد باحث يقرأ المستقبل أو بالأحرى الواقع المُحيط به؟

نبدأ مع فيلم Margin Call والذي يصوّر المشاعر الإنسانية للمستثمرين الرئيسيين بالبنوك الأمريكية في الساعات الأولى من وقوع الأزمة العالمية، فهو مستوحى من قصة حقيقية تدور أحداثها في الأوساط المالية وعالم المضاربين، قبل ساعات قليلة بداية موجة الإنهيار المالي الأولى لـ Wall Street عام 2008، وتحديدًا ما يقرب من 24 ساعة عشية نشوب الأزمة المالية العالمية.

وذلك في ليلة محمومة يعيشها كبار موظفي شركة مالية كُبرى – لايتم الإشارة بصورة مباشرة أنها بنك ليمان برزر، والذي أشهر إفلاسه فيما بعد – مجتمعين في مكتب صغير؛ يبحثون عن طوق نجاة من الكارثة المنتظر، بعد أن كشفت دراسة أعدها رئيس قسم إدارة المخاطر المفصول عن كارثة مالية تكاد تفتك بالإقتصاد.

وخلال هذا السباق لمنع الكارثة، يندفع الجميع نحو خيارات بعضها غير أخلاقي بالمرة، مما يثير حفيظة الموظفين الشرفاء، ويلقي الضوء على أسرار عالم المال.. أحداث الفيلم مُشوقة بشدة، وسوف تجذبك لمُتابعتها بقوة.

فيلم وثائقي حائز على جائزة الأوسكار لأفضل الأفلام الوثائقية، وتُروى أحداثه بصوت النجم مات ديمون، ويُعدّ أول فيلم وثائقي على الإطلاق يسير بعُمق فى أغوار هذه الأزمة الطاحنة، فيرصد عالميتها وتعدد أبعادها والسياسات المالية الفاسدة، ويتتبع ويكشف أسبابها فى نظرة فاحصة على ما أدى إلى الأنهيار المالي، ليؤكد أن الطمع الإنساني، والرغبة في الربح السريع بدون التفكير في العواقب طويلة المدى، وهو ما أصاب مدراء المؤسسات الإستثمارية الكبرى، كان هو المُتسبب الرئيسي لكُل ما حدث، حيث أظهر الفيلم مدى الفساد على مستوى رجال الأعمال والحكومات إلى درجة دفعت العالم إلى أزمة إقتصادية طاحنة بخسارة بلغت 20 تريليون دولار.

فهو يضُم خلال ساعتين – وهي مُدة عرضه – العديد من المقابلات الحصرية التي أجريت مع عددًا من المطلعين على المفاتيح الإقتصادية والمسؤولين السياسيين وخبراء ومحللين ماليين وأساتذة جامعات وصحفيين إقتصاديين من آسيا وأورويا والصين وأمريكا، وذلك في محاولة للوقوف على الأسباب الحقيقية للأزمة التي ضربت العالم.

ستغرق الولايات المتحدة الأمريكية في الديون حتمًا.. هكذا تنبأ هذا الفيلم الوثائقي، والذى أُنتِج قبل نشوب الأزمة المالية بسنوات، بالعديد من المشكلات الإقتصادية التي يمكن أن تتولد من سياسات الدين والأقتراض، حيث يستعرض العديد من المقابلات والمعلومات، التي تبرز مدى خطورة دور سياسة الأقتراض التي تتبناها الولايات المتحدة، والمشاكل الإقتصادية التي ستتولد منها، وهو ما حدث بالفعل.. لذا فهذا الفيلم يستحق المشاهدة حقًا.

عندما أخرج العملاق أوليفر ستون فيلم Wall Street عام 1987 حقق نجاحًا مدويًا، ولعب دور البطولة فيه كل من مايكل دوجلاس، تشارلي شين، وتم إخراج جزءً آخراً من الفيلم في عام 2010. جسّد فيه دور البطولة أيضًا مايكل دوجلاس، ولكن هذه المرة مع الممثل الشاب شايا لوبوف، وقد روج الفيلم لنظرية أن الأزمة الإقتصادية ليست مسؤولية الحكومات، إنما هي من جشع رجال الأعمال والمضاربين.

وتدور أحداث الفيلم حول شخصية مُضارب البورصة جوردون جيكو، الذي أمضى فترة عقوبة طويلة للغاية في السجن، قبل أن يجد نفسه خارج عالم المال الذي كان يُسيطر عليه يوماً ما، ويحكمه بقبضة حديدية، فيعود مرة أخرى بعد ثماني سنوات قضاها خلف القضبانِ، بعد إدانته بالتحايل على أنظمة بورصة وول ستريت، متحولاً فيما يبدو إلى إنسانٍ آخر.

فيلم تم إنتاجه في الولايات المتحدة، وصدر في سنة 2015، وتدور أحداثه حول قصة مقتبسة عن رواية The Big Short: Inside the Doomsday Machine للكاتب مايكل لويس والذي أصدرها عام 2010.

تتناول القصة الأزمة الإقتصادية العالمية التي وقعت عام 2008، وحالة الشركات المالية الكُبرى، والأشخاص الذين تتضرروا من هذه الأزمة، من خلال 4 أشخاص مرموقين في المجالات البنكية والإقتصادية، قرأوا إشارات هذه الأزمة مبكراً قبل وقوعها، وقرروا الرهان بثرواتهم ومستقبلهم المهني عليها؛ ليساعدون على كشف الفساد المالي في المجتمع الأمريكي، وما عُرفَ بأنفجار الفُقاعة العقارية التي سببت الركود الإقتصادى.

الفيلم من إخراج آدم مكاي، ومن بطولة أربعة أبطال من العيار الثقيل في هوليوود في واحدة من أنجح تجارب البطولة الجماعية، وهُم كريستيان بيل، ستيف كارل، رايان جوسلينج، وبراد بيت.

الفيلم بصفة عامة درامي مالي كوميدي مُضحك، ويتمتع بإيقاع سريع، وفي بعض الأحيان تراجيدي مُربك، غير أنك من المؤكد ستحبه كثيرًا.

يُقدّم هذا الفيلم نظرة قريبة وفاحصة لما حدث في عام 2008 من إنهيار إقتصادي كبير، فيروي كواليس الأزمة الإقتصادية التي أدت إلى إغلاق بنك ليمان برازرز، أكبر البنوك العقارية في الولايات المتحدة الأمريكية، والمفاوضات بين السلطات الإقتصادية، والمناقشات السرية لرجال وول ستريت، وموظفى البنك من أجل احتواء الأزمة المدمرة، ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه،

الفيلم من أنتاج عام 2011، وبطولة النجمين جيمس وودز، وجون هيرد.

 فيلم وثائقي طويل من إنتاج عام 2009، وهو من تأليف وإخراج الحائز على الأوسكار مايكل مور، يناقش الفيلم الأزمة المالية العالمية، وتكلفة تلك الأزمة إجتماعيًا، فيبرز مُحاولات الإنعاش منها، وتداعيات النظام الإقتصادي الرأسمالي، وتواطؤ المصارف الكبرى والأنظمة الحكومية، وظاهرة الفقر والجشع والطمع والأجور والتأمين على الحياة.

كما يقوم بالتحليل والتشريح الدقيق لمُعطيات الأنهيار المالي، ويُسلّط الأضواء على الكثير من الجوانب المجهولة في ثنايا الموضوع، كما يستخدم المعلومات الموثقة والأرقام والشهادات من مُختصين.

يزخر الفيلم بالعديد من المشاهد المأساوية لتداعيات الأزمة، من خلال مشاهد لأطفال يبكون في الشارع، أو يضطرون للنوم في شاحنة مع أهلهم فضلاً عن عائلات، أو متقاعدين فقدوا كل شيء بسبب الأزمة.

الفيلم من إنتاج 2010، ويتناول التأثير الإجتماعى للأزمة، وذلك عندما تلجأ الكثير من الشركات الأميركية الكبرى إلى خفض عدد العمالة لديها، وإنهاء خدمة الكثير من موظفيها أثناء الأزمات المالية، وهو الأمر الذي يقرره رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات الكبرى بإمضاء من قلمه دون أن يكترث إلى حياة الآلاف من موظفيه، ومنه أبطال الفيلم الثلاث فيتطلعون إلى ما هي الخطوة التالية في حياتهم بعد أن تم الإستغناء عليهم.

كانت هذه جولة بين أبرز الأفلام التى تناولت تداعيات الأزمة المالية العالمية.. فما هو الفيلم الذى حاز على أهتمامكم من بينهم، ووضعه على قائمة المُشاهدة قريبًا لديكم؟ شاركونا آرائكم بالتعليقات..