فيلم Murder on the Orient Express خيبة أمل في تاريخ صُنّاعه
5 د
اعتدت في السنوات الأخيرة أن تفوتني الدقائق الأولى من الأفلام التي أشاهدها بالسينما لوصولي متأخرةً لسببٍ أو لآخر، ودائمًا ما يُغضبني ذلك من جهة لأنّني أعشق مشاهدة الإعلانات التي تسبق الفيلم الرئيسي، ومن أخرى لأنّ التأخير يكون خارجًا عن إرادتي معظم الوقت.
الغريب أنّني حين ذهبت للسينما من أجل مشاهدة فيلم Murder on the Orient Express شاءت الظروف أن أدخل متأخرةً عن هذا الفيلم أيضًا رغم وصولي للسينما قبل العرض بنصف ساعه، وهو ما جعلني أظن أنّني صرت ملعونةً في هذا الصدد!
لماذا أخبركم كل هذا؟
لأنّني ولأول مرة لا أشعر بالامتعاض لعدم مشاهدة فيلم منذ مشهده الافتتاحي؛ ذلك لأنّني على يقين من أنّ ما مِن شيء هام قد فاتني، بل يا ليتني تأخرت أكثر.
لذا، إذا كان أحدكم ينوي رؤية هذا العمل بالسينما، أنصحه بمنتهى الأمانه أن يبدأ المشاهدة من آخر 10 دقائق قبل الاستراحة، وتحديدًا بدايةً من مشهد جوني ديب الذي يطلب فيه العَون من المحقق بوارو قبل وقوع جريمة القتل بلحظات، ولكن قبل الاسترسال في سلبيات الفيلم دعونا أولًا نعرف نبذةً عنه.
فيلم Murder on the Orient Express
فيلم إنتاج أمريكي – بريطاني مشترك، صدر عام 2017 وهو ينتمي لفئة أفلام الدراما البوليسيه، من إخراج كينيث براناه وبطوله جماعية يأتي على رأسها: كينيث براناه، بينيلوبي كروز، ويليام دافو، جودي دينش، جوني ديب، جوش جاد، ديريك جاكوبي، ليزلي أودوم جونيور، ميشيل فايفر، وديزي ريدلي.
الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم صدرت عام 1934 للكاتبة الشهيرة أجاثا كريستى، وقد نجحت الروايه ولفتت انتباه صُنّاع السينما أكثر من مرة، فهذا العمل تم إنتاجه الكثير من المرات أولها كان إنتاجًا بريطانيًا عام 1974، وقد حقق العمل وقتها نجاحًا جماهيريًا كبيرًا ونجاحًا فنيًا أيضًا إذ ترشحت هذه النسخه لست جوائز أوسكار فاز منهم بواحده هي أفضل ممثله بدور مساعد نالتها إنجريد بيرغمان، أمّا المرة الثانيه فكانت عام 2001 وفيلم تلفزيوني أمريكي.
وقد ظهر العمل في مسلسلات تلفزيونيه أيضًا أهمها كان من خلال حلقة ضمن حلقات المسلسل البريطاني Agatha Christie’s Poirot ذي المواسم الثلاثة عشر (1989-2013)، والذي يُصنف كرقم 152 بقائمة الــIMDb لأفضل 250 مسلسًا عالميًا، كذلك تم تجسيد نفس القصه من خلال مسلسل ياباني قصير من موسم واحد إنتاج 2015، بل حتى ألعاب الفيديو جيم لم تترك الفيلم دون أن تستغل نجاحه في لعبة تشويقية مثيرة صدرت عام 2006.
الإيرادات سابقًا وحاليًا
تكلَّف إنتاج الفيلم في نسخة (1974): 1.4 مليون دولار فقط في حين حصد أرباح بلغت 35.7 مليون، أمّا نسخة العمل الجديدة في (2017) فكانت ميزانيتها 55 مليون دولار، وبالرغم من أنّه تم عرضها في العاشر من نوفمبر الجاري، إلّا أنّه نجح حتى الآن في جَني 196.8 مليون، وهو رقم كبير يوحي للوهله الأولى بنجاح العمل جماهيريًا، وشعبيته الهائلة بسبب طاقم ممثليه أصحاب الأسامي الضخمه.
ولكن … هل نجح الفيلم فنيًا؟
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم حول المحقق البلجيكي هيركيول بوارو الذي يضطر لإلغاء أجازته والعودة فورًا إلى لندن من أجل استكمال التحقيق بقضية ما، وبسبب تغيير الخطط يُسافر في آخر لحظه بمقصورة في الدرجة الأولى بقطار الشرق السريع الذي يغادر بنفس الليلة. وهناك على متن القطار يلتقي المحقق بمجموعة متنوعة من المسافرين بين تاجر الأنتيكات، معلمة الجغرافيا، طبيب، أميرة روسية، مربية أطفال، رجل دبلوماسي، وآخرين.
زمن الرحلة الأساسي من المُفترض أن يكون ثلاث ليالي، لكن في الليلة الثانية تحدث جريمة قتل يروح ضحيتها أحد الركاب، ثم يتوقف القطار فجأة بسبب انهمار الثلوج، ليصبح على المحقق محاولة اكتشاف المجرم قبل معاودة التحرك والوصول، من هنا تبدأ عملية البحث والتحقيقات وتتوالى الأحداث.
السرد الدرامي قتل الفيلم
بالرغم من أنّ قصة الفيلم شيقة ومثيرة لكنها على الشاشة كانت مملة للغاية، فما قبل جريمة القتل لم يكن سوى مجموعه من المشاهد التي من المُفترض لها أن تُعرِّفنا أكثر على الأبطال وميولهم، إلّا أنّها أولًا لم تنجح في تحقيق ذلك، وثانيًا جاءت هامشيةً وبطيئةً بشكل مزعج ولا أحداث فيها، أمّا بعد الجريمة فبدأت وتيرة السرد الدرامي في التصاعد شيئًا فشيئًا حتى بات العمل مُثيرًا فعلاً، ويستحق المشاهدة وإن كان ذلك حدث بعد فوات الأوان.
التمثيل
أن يكون عملًا من بطولة تلك الأسماء الرنانة لهو أمر يدعو للتفاؤل والاستعداد لمشاهدة فيلم عظيم، لكن يبدو أنّ السرد الدرامي لم يكن عيب الفيلم الوحيد، بل كذلك جاء التمثيل مُخيبًا للآمال من أغلب طاقم التمثيل خاصةً المشهورين جدًا منهم، حيث لعبوا أدورهم بجمود لا حياة فيه حتى في أشد المشاهد الدرامية قوةً.
جدير بالذكر أنّ أنجلينا جولي ترشحت لدور ميشيل فايفر لكنها اعتذرت عنه بعد فترة، فترشحت له تشارليز ثيرون قبل أن يصل الدور لميشيل، ويُعد هذا العمل التعاون الثالث بين جوني ديب وبينيلوبي كروز، والثاني له مع ميشيل فايفر.
الإخراج
بالرغم من أنّ كينيث براناه مخرج الفيلم ترشَّح بالسابق إلى خمس جوائز أوسكار من ضمنهم جائزتين عن الإخراج، إلّا أنّه خانه التوفيق في هذا العمل فجاء الإخراج عاديًا باستثناء مشهد واحد كان مُتميزًا، وهو الذي قام فيه المُجرم بالاعتراف بارتكاب الجريمة بينما يواجهه المُحقق في لوحة تمامًا كالعشاء الأخير.
أمّا أكثر مشهد مُحبط بالفيلم إخراجًا وتمثيلًا، فهو الذي تم فيه تمثيل الجريمة؛ ذلك لأنّه وبكل المقاييس كان لابد من أن يظهر على مستوى فني أعلى بكل ما يحمله من إمكانيات فنية ومفاجأت واحتدام مشاعر، لكن للأسف تم تقديمه بشكل ساذج للغاية حَد الإحباط.
إيجابيات الفيلم
رغم سوء الفيلم واستحقاقه لتقييم تحت المتوسط، إلّا أنّ ماجاء إيجابيًا به هو:
أولًا الأزياء والمكياج اللذان عبّرا عن الحقبة الزمنية التي تدور بها الأحداث بشكل دقيق وممتع للنَظَر، وثانيًا الموسيقى التصويرية التي جاءت مُتماشيةً مع أجواء التشويق والإثارة خاصةً لهؤلاء من لم يقرأوا الرواية من قبل، أو يُشاهدوا العمل في نسخته القديمة، وبالتالي لا يعرفون أين ستأخذهم الأحداث، فيجلسون في مقاعدهم تنتابهم الحيرة والتساؤلات.
Murder on the Orient Express مشروع فيلم قوي كان ينتظره الجمهور مُمَنين أنفسهم أن يكون أحد أفضل أفلام 2017، لكن للأسف تحطمت التوقعات بين سيناريو ممل جدًا، وأداء أغلبه مُصطنع وإخراج لا متعة فيه.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
اتفق تماماً.
لا الفيلم لم يخيب املي صراحة استمتعت كثيرا من اول لقطة لاخر لقطة وخاصة مع محقق الذي ربما افضل نحققل في العالم ههههه حتى تصوير كان ممتع ومختلف لان الفيلم دار كثيرا في مكان واحد لذا فالمحرج لعب بعدة زوايا للتصوير
صراحة الفيلم يستحق مشاهدة
حقيقة مستغرب على قولك ان “قصة هذا الفيلم مملة للغاية” او “هامشية وبطيئة بشكل مزعج” ..اعتقد الوصف مبالغ جدا في الفيلم…صحيح الفيلم كان يفتقد في البداية الى القليل من الاثارة لكن تسلسل الاحداث جيد جدا..ولم اشعر بالملل فيه. اعتقد من الطبيعي الحصول على بعض الوقت لمعرفة الشخصيات عن بعد كما تصفها الرواية …
الفيلم تقييمة عندي جيد جدا ويستحق المشاهدة .. 🙂