مسلسل Narcos … أفضل مسلسل جريمة على نيتفليكس؟
7 د
لطالما شكل عالم تجارة المخدرات موضوعًا جذابًا جدًا في عالم الأفلام والمسلسلات خصوصًا لأولئك المهتمين بتصنيف الجريمة والإثارة وحتى الأكشن، حيث أنّ هذا الموضوع بالذات قادر على إدخالنا إلى عالم الإجرام من أوسع أبوابه لنتعرف على المخاطر، والتحديات التي يواجهها أشخاص استطاعوا أن يكوّنوا ثروات ضخمة من خلال تحدي القانون وترويج السموم، و – في أحيان كثيرة – إقامة علاقات مشبوهة مع السلطات التي قد تدير ظهرها لهم في أي لحظة يتوضح لهم فيها أنّ أمرها سيكشف، وهو ما يجعل الأمر أكثر إثارة لما يخلقه هذا الاحتمال الوارد في نفوسنا من ترقب للحظة التي سيتم القبض فيها على الرأس المدبر لهذه الخلايا، الذي مهما جمع من ثروة فإنّه يبقى دائمًا مهددًا بالدمار.
وهو الأمر الذي جعل الجميع يعشق مسلسل Breaking Bad الرائع، إلّا أنّنا وعلى الرغم من كل هذا، نتذكر بعد الانتهاء من المشاهدة أنّ كل هذا لم يكن سوى خيالًا من وحي كُتّاب العمل، لكن ماذا إن لم يكن كذلك؟ ماذا لو كان ما نشاهده قد حدث بالفعل، بل ماذا لو أنّنا نشاهد قصص أكبر أباطرة الكوكايين على الإطلاق؟ حسنًا، هذا ما يقدمه لك مسلسل Narcos الذي أعدك أنّك ستقع في غرامه في لمح البصر إذا كنت من عاشقي تصنيف الجريمة.
بطاقة تعريفية بالمسلسل:
عنوان المسلسل: Narcos
تصنيف المسلسل: سيرة ذاتية، دراما، إثارة، جريمة.
بطولة: Wagner Moura ،Pedro Pascal ،Boyd Holbrook ،Alberto Ammann ،Damian Alcazar ،Francesco Denis ،Pêpê Rapazote.
عدد المواسم حتى الآن: 3 مواسم
عدد الحلقات حتى الآن: 30 حلقة
مدة الحلقة الواحدة: بين 43 و 60 دقيقة
شبكة العرض: نيتفليكس
تاريخ الإصدار: 28 أغسطس 2015
قصة مسلسل Narcos
على الرغم من أنّ الكثيرين يفكرون ببابلو إسكوبار بمجرد الحديث عن مسلسل Narcos ويقومون في الحال بربط المسلسل باسمه، إلّا أنّ هذا في الحقيقة ليس مسلسل إسكوبار، بل هو مسلسل يقوم بالتطرق إلى مختلف إمبراطوريات الكوكايين في العالم منذ السبعينات إلى الآن، وهو ما جعل صُنّاع العمل يبدأون بقصة بابلو، ليس لأنّه شخص كاريزماتي ومثير للجدل فقط، بل لأنّه أصلًا أول من بدأ تجارة الكوكايين بالشكل الذي نعرفه، إلّا أنّ ما حدث هو أنّ المشاهدين قد تعلقوا بشكل كبير بهذه الشخصية بشكل جعل الاستمرار في نيل اهتمامهم بعد نهاية قصته أمرًا يشكل تحديًا حقيقيًا.
الموسمين الأول والثاني:
من خلال صوت “ستيف مورفي”، عميل وحدة مكافحة المخدرات المهووس بحلم القبض على بابلو إسكوبار، نتابع قصة صعود إمبراطورية هذا الأخير إلى القمة ثم سقوطها إلى الهاوية. نتحدث هنا عن رجل تمكن من التحول من حياة الفقر إلى أغنى مجرم في التاريخ بأرباح فاقت 21 مليار دولار في السنة، وبثروة قدرت ب30 مليار دولار في الفترة التي سقطت فيها إمبراطوريته، عن رجل أرعب الولايات المتحدة الأميركية وأثار جنون وحدات مكافحة المخدرات التي استعانت بجميع الوسائل الممكنة بما فيها الجيش الكولومبي للقبض عليه دون نتيجة. عن رجل قتل عشرات القضاة والسياسيين ومئات الأبرياء، إلّا أنّه مع ذلك ظل محبوبًا بين أبناء وطنه، بل ولا تزال شعبيته مستمرة بيننا إلى يومنا هذا.
والأغرب، أنّنا نتحدث عن رجل كان قادرًا على أمر رجاله بإنهاء حياة أي شخص بالسهولة التي نطلب بها البيتزا، إلّا أنّه مع ذلك كان زوجًا وأبًا وابنًا وصديقًا يفيض حنانًا وطيبةً واهتمامًا، وبين كل هذه التعقيدات التي طبعت شخصية هذا المجرم الكاريزماتي إلى أبعد الحدود، تمكن النجم البرازيلي Wagner Moura بأداء هذا الدور بشكل خاطف للأنفاس، وعلينا أن نعترف بأنّ شعبية هذا المسلسل تعود بشكل كبير إلى أداء هذا الممثل الذي جعلنا قادرين على التعلق بسفاح بارد الدماء، وبارون مخدرات لا يعرف الرحمة إلّا مع المقربين منه، علمًا أنّ هذا الممثل قد اضطر إلى تعلم الإسبانية فقط من أجل أداء هذا الدور.
من ناحية أخرى، نتابع قصة العميلين ستيف مورفي وخافيير بينيا (المبنيان على شخصيتين حقيقيتين بدورهما)، حيث نتعرف على الكيفية التي قامت بها محاولاتهم اليائسة للقبض على إسكوبار بالتأثير العميق على حياتهما الشخصية والعملية، بل وحتى على شخصيتهما وطريقة تفكيرهما ومبادئهما، علمًا أنّه خلال الموسمين لا يوجد مشهد واحد يجمع بين العميلين وال”باترون”.
الموسم الثالث
تدور أحداث الموسم الثالث بعد مقتل بابلو إسكوبار، وتحديدًا داخل كارتيل كالي الذي استحوذ على تجارة الكوكايين واستولى على ما خلفه بابلو بعد رحيله، لكن هذه المرة الأمر مختلف من نواحٍ كثيرة، فالأمر ليس إعادة لما شاهدناه مع بابلو بشخصيات جديدة، بل على العكس. نجد أمامنا أحداثًا مختلفةً تمامًا وطريقة سرد أحداث مميزة تمكنت من إبقاء المشاهد مهتمًا بل، وكسب إعجابه أيضًا على الرغم من أنّ أهم شخصية بالمسلسل قد اختفت.
هذه المرة، نلاحظ اختفاء ستيف مورفي وبقاء خافيير بينيا – الذي يروي أحداث المسلسل بدل ستيف – وحيدًا بعد أن تمت ترقيته، لكن هذه المرة تم أمره بالبقاء بعيدًا عن الكارتيل الجديد، لا لشيء سوى أنّ هذا الأخير لا يتعامل بأسلوب إسكوبار، بل على العكس نجد أنّنا أمام “مجرمين ديبلوماسيين” تمكنوا من كسب السلطة إلى جانبهم مما مكنهم من الاستمرار في عملهم في هدوء بدل إراقة الدماء وتفجير السيارات كسابقهم، نتحدث هنا عن الرؤوس الأربعة لكارتيل كالي: الأخوين خيلبيرتو وميغيل رودريغيز، باتشو هيريرا، وإل شيبي، الذين لا يمتلكون مجتمعين نصف كاريزما إيسكوبار إلّا أنّهم أكثر ذكاءً وتخطيطًا ومكرًا منه، وعلى عكس “الباترون” الذي رفض بشكل قاطع تسليم نفسه للسلطات، نجد أنّ رؤساء الكالي كارتيل قد وافقوا على تسليم أنفسهم بشكل صوري وإيقاف جميع أعمالهم مقابل الاحتفاظ بجميع ما جنوه من مليارات الدولارات خلال مدة تجارتهم، وهو اتفاق قد قام بإرضاء جميع الأطراف التي اتفقت على احترامه، إلّا أنّ إصرار خافيير بينيا على الإيقاع بشكل حقيقي برؤوس الكارتيل مستعينًا بمصدر داخلي (أترك لكم متعة اكتشافه بأنفسكم) يقوم برمي هذا الاتفاق في مهب الريح وإشعال حرب جديدة في كولومبيا.
عنصر الإثارة والتشويق
أحد أقوى العناصر التي صنعت شعبية هذا المسلسل والحب الكبير الذي لقيه في العالم، وتتجلى هذه القوة في أنّنا نعلم في الأساس مصير شخصيات المسلسل؛ نظرًا لأنّنا نشاهد مسلسل سيرة ذاتية، ومع ذلك فإنّنا نجد نفسنا مهتمين بشكل قوي جدًا بمعرفة الطريق التي أدت بهذه الشخصيات إلى هذا المصير بالذات، فنحن نعلم من البداية أنّ بابلو قد غادر هذا العالم منذ زمن طويل، وأنّ الكالي كارتيل قد اختفى، ومع ذلك فإنّنا نجد أنفسنا واضعين أيدينا على قلوبنا عند كل محاولة للجيش أو الشرطة للهجوم عليهم، وذلك لأنّ المسلسل قد نجح في تقريب هذه الشخصيات من المشاهد وجعله يهتم بها، ولا يتعلق الأمر هنا بالشخصيات الرئيسية فقط، بل بالشخصيات الثانوية أيضًا والتي تكون خياليةً في معظم الأحيان، إلّا أنّ هذا هو ما يضيف جرعة إثارة إضافية للمشاهدة؛ وذلك لأنّنا لا نملك أدنى فكرة وبأي شكل عن مصير هذه الشخصيات التي تمت كتابة قصتها بشكل تقشعر له الأبدان (مرة أخرى، أفضل عدم التطرق لهذه الشخصيات؛ لأنّها تشكل أحد أجمل مفاجآت المسلسل التي لا ينبغي حرقها).
عنصر الصدمة
منذ البداية، يتم تنبيهنا إلى أنّ ما نشاهده ليس حقيقيًا مائة بالمائة، وأنّ العديد من الأحداث والشخصيات قد تم تغييرها من أجل أهداف درامية، وهو الأمر الذي نحاول نتذكره بينما نشاهد هذا المسلسل المثير، وفجأةً يظهر مشهد مبالغ فيه لدرجة لا تصدق، يقوم المشاهد بإدارة عينيه سخريةً من هذا الابتذال، إلّا أنّه يتوقف مذهولًا بعد أن يظهر شريط حقيقي يظهر أنّ المشهد الذي تم عرضه للتو قد حدث بالفعل، ليترك المشاهد مصدومًا أمام الشاشة …
هذا هو ما يحدث لأي شخص يشاهد Narcos دون علم مسبق بتفاصيل قصص كارتيل ماديين وكالي، فمن الصحيح أنّ المسلسل قد غير الكثير من الشخصيات والأحداث، إلّا أنّ ما لم يتغير هي الأحداث الضخمة التي يعلم صُنّاع المسلسل جيدًا أنّها غير قابلة للتصديق، مما يجعلهم “يصفعوننا” في كل مرة بشريط أو صورة أو مقطع إخباري قديم يوضح لنا أنّ ما نشاهده ليس من خيال كُتّاب المسلسل بأي شكل، وهو إن دل على شيء فإنّما يدل على أنّ الحقيقة في أحيان كثيرة تكون أسوء وأكثر وحشية من أي فيلم قد شاهدناه من قبل، وهو أيضًا ما يجعلنا مستمرين في مشاهدة حلقات Narcos الذي يحمل في أحيان كثيرة طابعًا وثائقيًا في انتظار الصدمات الجديدة التي يخبئها لنا المسلسل … وصدقني، لن يذهب انتظارك سدى.
هل شاهدتم مسلسل Narcos؟ ما رأيكم به؟ شاركونا في التعليقات.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
مسلسل رائع ومشوق وكنت اظن ان الموسم الثالث راح يفقد عنصر التشويق بموت اسكوبار ولكنه كان موسم مميز ولكن ليس بروعة المواسم السابقة