بيوت القاهرة القديمة .. من عمارة سكنية إلى منارة ثقافية في العصر الحديث
كان للصناع دوراً هاماً في تصميم وتزيين البيوت في القاهرة، تجد فيها تناغماً معمارياً بين البناء والأعمال الخشبية المُتميّزة، ما تسرّ الناظرين، فإذا كنت من عاشقي التسكع في القاهرة التاريخية، ووقفت كثيراً متأملاً روعة وجمال العمارة القديمة، فدعني أصحبك في جولة للتعرّف على أهم بيوت القاهرة القديمة .. التي أصبحت منارة ثقافية مميّزة في عصرنا هذا.
فالقاهرة في ذلك الوقت كانت:
“الشوارع ضيقة غير مرصوفة، متعرجة، مبلطة بالحجارة المضلعة، تصادفنا مساحات هائلة من الاتساع، غير منظمة الشكل، تتفرع منها أزقة ضيقة .. المنازل متقاربة حتى إن الأسطح تكاد تتلاصق” – ملامح القاهرة في ألف عام، جمال الغيطاني
أهم بيوت القاهرة القديمة
- بيت السحيمي، بيت القاضي، وبيت مصطفى جعفر: جميعها تقع في منطقة الجمالية بالقاهرة.
- بيت السناري: يقع في السيدة زينب بالقاهرة
- بيت زينب خاتون: يقع خلف الجامع الأزهر بالقاهرة
- بيت الهراوى: يقع في حارة العنبة بالأزهر القاهرة
- بيت الكرتلية: يقع بجوار مسجد أحمد بن طولون بالقاهرة
- بيت جمال الدين الذهبي: يوجد في حارة حوش قدم المتفرعة من شارع المعزّ بالقاهرة
- قصر الأمير طاز: يقع في شار السيوفية بحي الخليفة بالقاهرة
غيرها من البيوت مثل: “بيت الرزاز، وبيت السادات، وبيت الست وسيلة”.
تصميم بيوت القاهرة القديمة
تمتاز البيوت القديمة باعتمادها في تصميمها على فكرة عزل من بداخل البيت عن من بالخارج سواء من المتطفلين أو عابري السبيل.
فكان يتكوّن البيت في ذلك الوقت من الصحن المكشوف أو السماوي ويتوسّطه عادةً حديقة أو فسقية، تلتف حوله جميع وحدات البيت.
ففي الجهة الشمالية يوجد ما سُمّي بـ “المقعد” وهي شرفة تطل على الصحن للجلوس فيها صيفاً، وأيضا ما يُسمّي بـ “ملقف الهواء”، عبارة عن سقف مائل مترفع مموج لاستقبال الرياح البحرية ودفعها إلى حجرات البيت، وفي الجهة المقابلة جنوباً يوجد “التّختبوش” الذي تدخله الشمس، ويستخدمه أهل البيت في إعداد احتياجاتهم.
سمات العمارة في المنازل
تأثرت المنازل بفنون العمارة المختلفة وهي: “النّجارة، والنحت على الحجر، وغيرها من الفنون التقليدية”، فنجد ذلك في تصميم المشربيات والأسقف والدواليب والأبواب، والنقوش التي تزيّن الجدران، بالإضافة إلى استخدام الرخام في تزيين الأرضيات أو بعض الحوائط من الداخل.
لذلك، نجد الطابق الأرضى يحتوى على قاعات شرقية أو غربية لاستقبال الضيوف، وهي تطلّ على الصحن من خلال مشربيات أو مشرفيات.
أما الطابق الأول فنجد فيه المكان المخصص لنساء البيت، ويوجد له مدخل خاص به، وتحتوي على مشربيات تطلّ على الصحن والشارع أيضاً، بالإضافة إلى الحمام.
يمكنك أيضاً الاستماع إلى شرح تفصيلى أكثر عن الحياة في البيوت القديمة بالقاهرة ووصف تفصيلي لها، من الأديب الراحل “جمال الغيطاني” من خلال هذا الفيديو الذي صوره في “بيت السحيمي”.
الأثاث المستخدم
كانت البساطة سمة هذا العصر، لذلك نجد أن البيوت مفروشة بالحصر المصنوع من البردي أو خوص النخيل، والمقاعد الخشبية أو الوسائد المصنوعة من قش الأرز أو ريش النعام حسب المستوى الاقتصادي لصاحب البيت، أما قاعات النوم أو التي تُسمّى بـ “خزانة النوم” فلم يكن فيها أسرّة، بل تحتوى على مرتبة تفرش على أرض الغرفة للنوم ليلاً، ثم توضع صباحا أعلى سطح البيت لمنع انتشار أي مرض.
الماء حياة أهل البيت
يستطيع أياً منا في الوقت الحالي الحصول على الماء بمجرّد فتح صنبور المياه، لكن في القرون التي شيّدت فيها تلك البيوت، لم يكن من السهل عليهم الحصول على الماء مثلنا، فبعضهم كان يلجأ لشراء الماء من السقا – الشخص الذي يجلب الماء من النهر إلى البيوت مقابل المال – وهناك من كان يستطيع أن يحفر في بيته بئر ماء أو اثنين ويضع له ساقية لرفع الماء منه.
أما الأثرياء منهم كان يحفر في بيته خزان للماء، وكان يملئ بواسطة أنابيب فخارية تنتهي عند مصنع الماء الموجود في باب الشعرية والذي كان يُملئ في فترة الفيضان.
“بيت السناري، بيت السحيمي” قبلة ثقافية
هما الأكثر شهرةً بين البيوت القديمة، وذلك لأن مساحتهما وجاهزيتهما تسمحا أن يكونا قبلة ثقافية، بالإضافة إلى مكانهما المتميز والميسر لأي شخص يرغب في التوجه إليهما.
بيت السناري، المعروف بـ “بيت العلوم والثقافة والفنون”، الأثري بحي السيدة زينب في القاهرة، التابع لمكتبة الإسكندرية، بدأ نشاطه الفعلي في عام 2011، وهو مفتوح للزيارة المجانية، كما يتيح أنشطة متنوعة مثل: “سيمنار الجبرتي للدراسات التاريخية، وسيمنار الوثائق” المقدمان من قبل شباب المؤرخين وشباب الباحثين في مجال الوثائق.
بالإضافة إلى: “صالون الشباب الأدبي، والمعارض الثقافية والفنية والحفلات الموسيقية والغنائية”.
هذا بالإضافة إلى زيارة البيت نفسه، حيث يأتي يومياً من يريد أن يشاهد البيت ويتعرف على تاريخه، وأنشطته، وإلتقاط الصور التذكارية له، ويصاحبه خلال الزيارة أحد موظفي وزارة الآثار المتواجدين في بيت السناري.
أما بيت السحيمي المُلقّب بـ “مركز الابداع الفني” الأثري الواقع في منطقة الجمالية بالقاهرة، فيُعدّ متحف مفتوح لفنون العمارة، أبوابه مفتوحة لكافة المعارض الفنية من خلال قاعات العرض التي يحتويها البيت، وحرص الصندوق منذ بدايته على رعاية فرق التراث الشعبي في مصر وتوفير أماكن عرض ثابتة لها، وذلك لحفظ الموروث الموسيقي والشعبي.
لذلك يستضيف “بيت السحيمي” أضخم الفرق المصرية المهتمة بالتراث، مثل: “فرقة النيل للموسيقى”، ويقدّم عروض فنية مجانية يوم الأحد من كل أسبوع بمركز إبداع السحيمي.
هل قمت سابقاً بزيارة بيوت القاهرة القديمة .. ما رأيكم بها؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
رائعة التصاميم فانا احب جدا البيوت القديمة الم جودة بالجمالية فقد زرتها كثيرا وكل لماازروها استشعر كيف كانوا يعيشون واتخيل انهم سيخرجون من بيوتهم وعن عبق التاريخ ورائحة الماضى العريق فاتمنى ان اعيش فى احدى هذه الزوايا لاستشعر روعتها