مسلسلات أسامة أنور عكاشة الأقل شهرة والجديرة بالمشاهدة

يُعد الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة بمثابة ظاهرة فنية أكثر منه كاتباً درامياً وذلك لعدة أسباب منها أنه ساهم من خلال أعماله في تحقيق قفزة نوعية بعالم الدراما التلفزيونية العربية، كما أنه بلغ من الشهرة والنجومية ما لم يبلغه أي كاتب درامي آخر، كما أن اسمه يرتبط بمجموعة من أشهر المسلسلات العربية -إن لم تكن الأشهر- والتي لا تزال حتى اليوم تحقق نسب مشاهدة مرتفعة من بينها “ليالي الحلمية، أرابيسك، زيزينيا، الشهد والدموع، ضمير أبلة حكمت، الراية البيضا”.

يزخر تاريخ أسامة أنور عكاشة الفني بكم كبير من الأعمال الفنية -الدرامية بالأخص- المتقاربة من حيث مستوى الجودة، ولكنها ليست كذلك من حيث الشهرة والانتشار، نظراً لأن بعضها تم إهماله طويلاً من قبل قنوات التلفزيون الرسمي ثم القنوات الفضائية ولم يُعاد عرضه بالقدر الكافي، فيما يلي نستعرض مجموعة من إبداعات عكاشة التي ظُلمت وإن لم يسبق لك مشاهدة أي منها فأنت من سعداء الحظ، فهذا يعني أن لا يزال أمامك الفرصة للاستمتاع بتجربة المشاهدة الأولى لأحد أعمال الراحل الكبير.

اقرأ أيضاً: أسامة أنور عكاشة .. ساحر الدراما المصرية

يُعد مسلسل المشربية من أوائل أعمال الكاتب أسامة أنور عكاشة التلفزيونية حيث تم تقديمه في عام 1987، تجري أحداثه داخل أحد الأحياء الشعبية بالقاهرة حول “عباس الحلواني” صانع النحاس المزخرف الذي ترك عالم الفتونة قبل زمن طويل وترك معه ماضيه بالكامل باستثناء ذكرى “نبوية الدلالة” التي كان يهيم بها حباً في شبابه وعجز عن الزواج منها، وتنقلب أوضاع “عباس” والحي بالكامل حين يصل إليه باحث أثري ويخبر الأهالي بأنهم يرقدون فوق كنز ويثير كلامه الطمع في النفوس ويكشف حقائقها.

مسلسل المشربية من إخراج فخر الدين صلاح -الشريك الأول للكاتب أسامة أنور عكاشة قبل أن يشكل الثنائي الأشهر في تاريخ الدراما مع المخرج إسماعيل عبدالحافظ- بينما ضم طاقم البطولة عدة أسماء بارزة في مقدمتهم شكري سرحان، سميحة أيوب، نسرين، عبد الرحمن أبو زهرة، فردوس عبد الحميد، أنور إسماعيل.

يمثل مسلسل ريش على مافيش التعاون الأول بين عملاقي الدراما العربية الكاتب أسامة أنور عكاشة والممثل يحيى الفخراني، دارت أحداث المسلسل في إطار اجتماعي كوميدي حول “توفيق” الشاب الذي يعيش في حالة من الوهم والادعاء، حيث يتقمص شخصية غير شخصيته الحقيقية يُحملها بالعديد من الخصال التي يفتقر إليها مثل الشجاعة والإقدام، لكن مع تطور الأحداث يتعرض للعديد من المفارقات التي تكشفه أمام الآخرين ولكن الأهم أنها تساعده على اكتشاف ذاته.

تم إنتاج مسلسل ريش على مافيش في عام 1978 وأخرجه باسيلي جريس وشارك في بطولته إلى جانب يحيى الفخراني كل من توفيق الدقن، نجاح الموجي، عبد الله فرغلي، عقيلة راتب، محمود الحديني.

مسلسل الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين هو العمل الدرامي الوحيد الذي كتب له أسامة أنور عكاشة السيناريو اقتباساً عن قصة كاتب آخر، لعل ما دفعه لذلك هو أن ذلك الكاتب هو الأديب نجيب محفوظ. تدور أحداث المسلسل حول “رأفت الجوهري” الذي يسترد أمواله المستولى عليها من قبل صديقه وزوجته السابقة تحت تهديد السلاح، أثناء محاولة الهرب يتعرض لإصابة تؤدي إلى فقدانه للذاكرة ولم يكن ذلك سوى بداية لسلسلة طويلة من المفاجآت.

تم إنتاج مسلسل الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين في عام 1981 وهو من إخراج ناجي أنجلو وبطولة أحمد زكي، هالة فؤاد، شكري سرحان، علي الشريف، سيد عبد الكريم، سعيد عبد الغني، إيمان.

اقرأ أيضاً: في ذكرى ميلاد نجيب محفوظ .. أبرز الأعمال الدرامية المقتبسة عن رواياته

تدور أحداث مسلسل وما زال النيل يجري في مركز دسوق التابع لمحافظة كفر الشيخ حيث تقيم الدكتورة “أميمة” التي تعمل بالوحدة الصحية وتواجه العديد من الضغوط والعراقيل. تضمن المسلسل -كعادة أعمال أسامة أنور عكاشة- العديد من الخطوط الفرعية التي تم من خلالها تناول أبرز قضايا التسعينات وفي مقدمتها الزيادة السكانية والتطرف وغير ذلك من القضايا الاجتماعية والسياسية.

مسلسل وما زال النيل يجري من إنتاج عام 1992 وهو من إخراج محمد فاضل وشارك في بطولته كل من فردوس عبد الحميد، محمد متولي، إنعام سالوسة، أشرف عبد الباقي، صابرين، طارق دسوقي، هادي الجيار كما تضمن المسلسل ظهوراً خاصاً للممثل يحيي شاهين.

تدور أحداث مسلسل كناريا وشركاه حول “سيد كناريا” الذي يتورط في أعمال تزييف العملة ويتعرض للخيانة من قبل صديقه المُقرب “عواد” وزوجته “وفاء” فيتم الإيقاع به، بعد انقضاء مدة عقوبته يحاول “سيد” العيش في هدوء وسلام، لكن تنقلب الأمور فجأة حين يتم إغراق البلاد بسيل من العملات المزورة ويجد أصابع الاتهام موجهة إليه من جديد، كما يكتشف العديد من الحقائق التي تدفعه لمواجهة شركائه السابقين والثأر منه.

مسلسل كناريا وشركاه من إنتاج 2003 ورغم أنه ليس من الأعمال الدرامية القديمة إلا أن لا يُعاد عرضه بالكثافة المفترضة، وهو من إخراج إسماعيل عبد الحافظ وبطولة فاروق الفيشاوي، سمية الألفي، لوسي، توفيق عبد الحميد، روجينا، شوقي شامخ، نورهان، إسماعيل محمود، سيد عزمي كما شهد أول ظهور لمحمد إمام.

مسلسل وأدرك شهريار الصباح مستوحى من “ترويض النمرة” للكاتب الإنجليزي وليام شكسبير، تدور أحداثه حول فتاة تعاني من أزمة نفسية طاحنة تدفعها لفقدان الثقة في جميع الرجال، مما يدفع أبيها إلى وضع شاب -من اختياره- في طريقها ويجعله يدعى أنه شخص ساذج أضاع ثروة والديه وتدريجياً تنشأ بين الاثنين علاقة عاطفية.

مسلسل وأدرك شهريار الصباح من إنتاج 1985 وأخرجه فخر الدين صلاح وضم طاقم البطولة كل من يحيى الفخراني، نورا، سماح أنور، محمود الجندي، شوقي شامخ، نبيل الدسوقي، سيد عزمي، سيد عبد الكريم.

تدور أحداث الحب وأشياء أخرى في إطار اجتماعي رومانسي حول “سامح” مُعلم الموسيقى المُقيم بأحد الأحياء الشعبية الذي يرتبط عاطفياً بالدكتورة (هند) سليلة إحدى الأسر العريقة، يتحدى الثنائي كافة العقبات التي تقف في طريقهما حتى إتمام الزواج، لكنهما يدركان آنذاك أن الفوارق الطبقية سوف تظل كابوساً يهدد استقرار حياتهما الزوجية على الدوام.

عُرض مسلسل الحب وأشياء أخرى عام 1986 وهو من إخراج إنعام محمد علي ومن بطولة ممدوح عبدالعليم، آثار الحكيم، جلال الشرقاوي، صلاح قابيل، مصطفى فهمي، ناهد رشدي، زهرة العلا، نبيل الحلفاوي.

يُعد مسلسل عصفور النار في تقدير معظم من شاهدوه من روائع أسامة أنور عكاشة وتدور أحداثه حول “صقر الحلواني” المتسلط الطامع في السلطة والثروة، ينجح في تحقيق غايته حين يتولى منصب العمدة في قريته خلفاً لشقيقه “صادق” الذي لقي مصرعه برصاصة طائشة، ويكون ذلك بمثابة لعنة على البلدة وأهلها ومن ثم تتوالى الأحداث.

عُرض مسلسل عصفور النار في عام 1987 وهو إخراج محمد فاضل وشارك في بطولته كل من محمود مرسي، فردوس عبد الحميد، أمينة رزق، أنور إسماعيل، عبد الله محمود، محمد متولي، نبيل الدسوقي.

مسلسل أبواب المدينة من أوائل إبداعات أسامة أنور عكاشة الدرامية وتدور أحداثه حول أفراد عائلة ريفية من قرية نوسا البحر الذين ينتقلون محملون بأحلامهم وطموحاتهم إلى العاصمة القاهرة وتحديداً حي السيدة زينب ويختلطون بأهلها فتصادفهم العديد من العراقيل ويلقون الكثير من الصدمات، من خلالهم يتم استعراض واقع المجتمع وفئاته وطبقاته ومشاكله وحتى أمراضه المزمنة.

مسلسل أبواب المدينة من جزئين عُرض أولهما في 1981 والثاني في 1983 وهو من إخراج فخر الدين صلاح وبطولة محمود مليجي، صلاح السعدني، عبد المنعم إبراهيم، نسرين، سمية الألفي، سعاد نصر.

إن أردنا إعداد قائمة للأعمال التي تستحق المشاهدة للكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة فإننا -دون مبالغة- سوف ندرج بها تاريخه الفني كاملاً مكتملاً، فهو بالتأكيد لم يكن على الدوام في أوج تألقه ولم تكن أعماله على ذات المستوى الفني لكنه أيضاً لم يقدم عملاً يمكن وصفه بالردئ، فإذا لم يكن عمله الدرامي من فئة الأعمال “المميزة أو الجيدة جداً” فأنه أيضاً لا يتراجع لأقل من “جيد”.

نذكر هنا مجموعة أعمال أخرى من إبداعات أسامة أنور عكاشة لم تتسع لها القائمة السابقة لكنها أيضاً جديرة بالمشاهدة:

اقرأ أيضاً: في ذكرى ميلاده .. أفلام سينمائية كتبها أسامة أنور عكاشة