تحتاج أن تركّز؟ يقدّم لك العلم الموسيقى المثاليّة

عند بدء العمل على مشروع ما، فإن جوّ المكتب، أو المنزل، والأصوات المختلفة الصادرة عن زملائك أو جيرانك قد تزعجك وتسرق انتباهك بعيدًا عن المادة المفروض عليك إنجازها، لحسن الحظ تستطيع الموسيقى أن تساعدك للعودة للطريق الصحيح!

حسب دراسات من جامعة بيرمينغهام، إنكلترا، فإنّ الموسيقى تلعب دورًا في زيادة فعاليتك في العمل الروتيني المتكرر، كتفقّد البريد الإلكتروني، أو ملء الجداول بالأرقام، عند ذلك تكون إضافة الموسيقى أمرًا ميسّرًا ومسهلًا للعمل.

عندما تبدأ عمل يتطلب التركيز وإعمال عقلك بشكلٍ أكبر، ما الحل؟ يقدّم لنا العلم اقتراحات بسيطة لتملأ الفراغ الصوتي المحيط بك. بناءً على ما عرفناه عن تأثير الموسيقى على إنتاجيتك ونشاطك، فعليك اختيار أحد هذه القوائم لتشغيلها في سماعات أذنيك عندما تشعر بالضجر وفقدان النشاط.

اكتشف باحثون في معهد رينسيلير للتقنيّة Rensselaer Polytechnic Institute أنّ إضافة عنصرًا طبيعيًا حولك قد يساعد في تحسين مزاجك وزيادة تركيزك.

وجد العلماء أنّ أصوات الطبيعة تستطيع تغطية الأصوات والكلام الموجود في محيطك، ومثل الضوضاء البيضاء White Noise، تقوم بزيادة الإنتاجيّة والوظائف المعرفيّة، محسّنة قدرتك على العمل والتركيز، ووجد العلماء أنّ صوت “الجداول الجبليّة” التي استخدموها في دراساتهم تتميز بعشوائيّة مما يمنع تأثيرها على المستمع وتشتيت انتباهه.

تستطيع تجريب ذلك بسماع تسجيلات للأصوات الطبيعة، وفهذه المقطوعة الهادئة تمزج الموسيقى مع صوت الماء الجاري الهادئ.

الاستماع إلى الأغاني التي تحبها قد يساهم في تحسين مزاجك أثناء العمل. وجدت تيريزا ليزويك مدرسّةٌ مساعدة في برنامج العلاج بالموسيقى في جامعة ميامي، أنّ الاختيار الشخصيّ للموسيقى مهم جدًا، خاصةً عند الأشخاص المتميزين في عملهم.

تميّز الأشخاص المشاركون في الدراسة، والذين قاموا باختيار الموسيقى التي يسمعونها أثناء أداء المهام، بسرعةٍ أكبر في إنهاء الأعمال الموكلة إليهم وقدّموا أفكار أفضل من غيرهم، الذين لم تؤثّر عليهم الموسيقى بنفس التأثير على الجماعة السابقة.

وفي لقاءً مع صحيفة النيويورك تايم، قالت تيريزا: “تحت ضغط العمل، قد تتسرع في أخذ القرارات. تركيزك يضيق بشكل كبير، أمّا عند تحسّن مزاجك فإنّ قدرتك على الاختيار تصبح أكثر دقّة وصحة”.

تقترح الكثير من الأبحاث أن الموسيقى التي لم تفكّر أن تسمعها، ولا تملك مشاعرًا اتجاهها، لا بالكره ولا بالإيجاب، قد تكون الأفضل.

درس باحثون من جامعة Fu Jen في تايوان مقدار إعجاب الشخص بالموسيقى التي يسمعها وتأثيرها على تركيزه، وخلصوا إلى أنّ العمال الذي يستمعون لموسيقى يحبّونها بشدة أو يكرهونها بشدّة أثناء عملهم، كانوا الأكثر تأثرًا والأكثر عرضةً لتشتت الانتباه.

الكلمات، مصدر تشتيت الانتباه الأول. حسب دراسة من كامبريدج، فإنّ الضوضاء ليست فعليًا ما يسبب نقص الإنتاجيّة، بل الكلمات والتعابير الملفوظة هي التي تسبب نقل مركز التركيز من العمل إلى محاولة معرفة الكلام المحكيّ. حسب الدراسة في 2008، فإن 48% من الذين يعملون في مكاتب يخسرون انتباههم بسبب الكلام.

إن كان صوت جيرانك يزعجك، فلا تشغل موسيقى أو أغاني تحوي كلمات منطوقة، فكلّ ما فعلته هو تحويل انتباهك من كلام جارك إلى كلام المغنيّ، وبقي العمل متراكمًا على المكتب.

نقترح هذه القائمة الموسيقية التي تحوي عدة مقاطع بدون كلمات، لتسهيل يوم العمل عليك وزيادة طاقتك الإنتاجيّة.

يحمل الإيقاع الموسيقيّ تأثيرات مختلفةً على يقظة السامع. إحدى الدراسات المجراة من قبل باحثين كنديين وجدت أن الأشخاص المعرّضين لموسيقى ذات إيقاع المتزايد تدريجيًا أدّوا أفضل في اختبارات مستويات الذكاء.

إذا كان عملك يسير بوتيرة متزايدة، فلماذا لا تجرب أن تسمع موسيقى بنفس الإيقاع؟ إحدى أشهر الأمثلة هي موسيقى Baroque، تستطيع الاستماع إليها لأكثر من ساعتين متواصلتين هنا.

بل أنّ هذه الموسيقى بالتحديد، حسب دراسات مختلفة أُجريت على أطباء أشعّة في مشافي بالتيمور Baltimore، أدّت لتحسّن أداء الأطباء وتحسّن مزاجهم عند سماع Baroque.

بالإضافة إلى نوع الموسيقى، فإنّ شدّة الصوت تلعب دورًا أيضًا. يقول باحثون من عدّة جامعات، Illinois، British Columbia  وVancouver أنّ مستوى الضجّة المتوسط هو الأنسب للتفكير الإبداعيّ.

بينما ذكر سابقًا أنّ مستويات الضجيج العالية والمتوسطة تسمح للعقل بالتفكير بشكلٍ مجرّد، فإنّ المستوى العالي من الضجّة الصوتيّة يؤثر على قدرة الدماغ لمعالجة المعلومات سلبًا ويؤدي لانخفاضها بشكل ملحوظ.