“إشاعة الفساد وانحدار أخلاقي” أو”مُجتمعنا الفاضل كذبة كبرى”.. تَعرَّف على ردود أفعال جمهور “أراجيك” حول فيلم “أصحاب ولا أعز”
حين صدور فيلم "أصحاب ولا أعز" سال الكثير من المداد وتلقى انتقادات حادة، تحولت إلى دعاية لهذا الفيلم العربي، بعد ساعات قليلة من طرحه عبر منصة نتفلكس، تصدّر هذا العمل العربي المأخوذ من النسخة الإيطالية الشهيرة "Perfect Strangers" قائمة الأعلى مشاهدة في مصر وفي الوطن العربي.
استطلع "أراجيك" آراء متابعيه حول هذا الفيلم المثير للجدل، واتخذت تعليقات الجمهور منحى يتأرجح بين ما هو سلبي وإيجابي؛ استهجن بعض الجمهور ذلك النسخ الحَرْفي عن الأصل الإيطالي، وآخرون وصفوا المحتوى بالمنحط والمنحدر أخلاقيًا، بينما ظهر من يصفق لهذا العمل، أي اعتبره واقعيًا ولا يخلو من لمسة فنية إبداعية.
الحملة على فيلم "أصحاب ولا أعز" استهلاك إعلامي
يقول نبيل حاج في تعليق له: "الفيلم جميل، أما الحملة عليه فهي استهلاك إعلامي بغيض من بعض السياسيين والإعلاميين وشخصيات دينية، يحاولون أن يصنعوا لأنفسهم وجودًا". ويضيف أدون صافي: "الكذبة الكبرى هي مجتمعنا الفاضل الذي يجب ألا نخدش مشاعره المرهفة" ثم ما لبث أن استطرد موضحًا أن الفن يناقش مشكلات المجتمع، "هذا فن.. هذا تمثيل.. تصوير وليس حقيقة"، كان هذا رد أدون صافي على اعتراض نور حين قالت: "إنها إشاعة للفاحشة وهي من الكبائر، الجهر بالسوء أو الجهر بالمعاصي من مهلكات المجتمعات" على حد تعبيرها.
فيما يتعلق بأصالة الفيلم، كتبت سماح حمدان أن "الفيلم الإيطالي جميل وحقيقي بالنسبة لمجتمعهم.. يلخص فكرة أن لكل إنسان أسرار، وربما من الأفضل لبعض الأسرار أن تبقى طي كتمان نفس صاحبها" إلا أن المتابعة لم تحبذ فكرة تعريب الفيلم حرفيًا، حيث قالت: "لكن تحويل الفيلم بحرفيته لفيلم عربي لا طائل منه.. كان من الأفضل استخدام الفكرة بمنطق يتناسب مع هفوات وأخطاء الناس العاديين الذين يقطنون المجتمع العربي".
"نسخ لا يحترم تقاليد المجتمع العربي"
إلى حد ما يتفق محمود راضي مع كون الفيلم منسوخًا بالحرف من الأصل الإيطالي، "دون احترام لتقاليد الجمهور العربي الذي يتكلم الفيلم بلغته" ثم يتابع "أعتقد أن الشعب اللبناني باعتباره الأكثر انفتاحًا بين الشعوب العربية، قد يجد أن تفاصيل هذا الفيلم لا تعبر عنه.. ومرة أخرى نتفليكس تنجح في بث أفكارها القذرة نحو المجتمعات العربية عبر بعض الممثلين (المفترض) أن لهم شعبية كبيرة مثل منى زكي و إياد نصار" يضيف محمود.
يقول إسماعيل صباغ: "الناس تركت كل أفلام نيتفلكس وركزت على هذا الفيلم، فقط لأن ممثليه عرب" ثم يتحجج بكون هذا العمل غير موجه للأطفال بإشارته لـ +18" فنيًا الفيلم متكامل بغض النظر عن أنه مسروق.. لكن ما أستغربه هو كيف تنازل جورج خباز، هو أرقى من أن يمثل في فيلم يبرر للشواذ والمثليين أفعالهم". وتساءلت فاتن مستنكرة: "أصلًا ما هي الرسالة التي يبعثها الفيلم؟ لا مبادئ ولا أخلاق.. ماذا أنتم فاعلون بهذا الجيل".
"إتقان في التمثيل والتفاصيل".. أو "يعرض ظواهر شاذة"
أما ميسون سليمان فقد انضمت إلى نادي المعجبين بـ فيلم "أصحاب ولا أعز" من خلال تعليقها: "إتقان في التمثيل والتفاصيل.. الفيلم لديه العديد من النسخ غير العربية وهذا الشيء طبيعي ومكرر في كثير من الأفلام على سبيل المثال The guiltyو Das experiment وغيرها من الأفلام الأوروبية التي نسخت منها هوليوود.." ثم سرعان ما تثير قضية مطابقة الفيلم مع الواقع العربي، إذ تقول: "برأيي البشر هم أنفسهم في أي بقعة من هذا العالم، لكننا في عالمنا العربي لا نعرف كيف نتصالح مع الواقع والحقيقة، ونظل دائمًا بحالة الإنكار.. الذي ينقصنا أن نعرف كيف ندعم أنفسنا وبعضنا.. وليس ذلك بالأمر الصعب".
جودي أفندي أيضًا قالت: "كل القصص التي طرحها الفيلم موجودة حقيقة بمجتمعنا... لا يستدعي كل هذا الهجوم والاستنكار". تمامًا على عكس طارق رتروت الذي يرى أن الدراما والسينما العربية تواصل انحدارها إلى مستويات أدنى، إذ يقول: "فعلًا مشكلة الفيلم أنه مأخوذ حرفيًا عن النسخة الإيطالية بدون تعديل أو تغيير بالنص لإعطائه الطابع العربي، لهذا شاهدنا قصة غربية لممثلين يتحدثون العربية".
إلى حد ما، على نفس المنوال تذهب إسراء جودت، إذ تحكم على الفيلم بأنه "سخيف، لا قصة له سوى الكلام عن الظواهر الشاذة في مجتمعاتنا العربية" ثم تستطرد: "مع الأسف كانت وما تزال مصر هي من تستورد الأفكار الغربية الشاذة والسيئة وتدخلها إلى المجتمع العربي على شكل أفلام سينمائية".
"نتفلكس ثمرة فاسدة"
من جانبه يعلق عبد العاطي الحسيني: "لو أن هذا العمل الدرامي يجسد الواقع الذي نعيشه كعرب ومسلمين، مثلما يروج صناع الفيلم، يبقى السؤال المطروح أين دور الأزهر والأوقاف ودار الإفتاء؟ أين أصحاب الدعوة أين الشيوح والعلماء؟"، ثم يضيف قوله: "يجب على الهيئات والمؤسسات في الدول العربية أن تقف مسؤولة عن محاربة هذا الانحطاط الأخلاقي الذي وصلنا إليه" على حد تعبير عبد العاطي.
"أي عمل درامي يظهر صورة سيئة لأي شيء فقط بحجة أنه ينقل الواقع، فهذا ليس عملًا فنيًا، وإنما نشر للفساد" تقول منى محمد: "أما العمل الدرامي الذي يعرض الفساد أيًا كان نوعه، وفي النهاية يظهر جزاء هذا الفعل، فهذا العمل يمكن أن نعتبره عملًا فنيًا توعويًا"، وتدعو منى إلى مقاطعة منصة نتفلكس حيث وصفتها بـأنها: "أشبه بالثمرة الفاسدة التي تنشر فسادها للثمار الجيدة المجاورة لها".
اقرأ أيضًا: هل تتعمد Netflix إضافة الشخصيات المثلية في أعمالها فعلًا؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.