لهذه الأسباب هاجم الجمهور والنقاد مسلسل بريزون بريك الموسم الخامس
8 د
بريزون بريك Prison Break لا شك أنّه واحد من أفضل وأنجح المسلسلات التلفزيونية، وقد احتفظ لفترة طويلة بلقب المسلسل الأكثر تشويقًا في تاريخ التلفزيون، تم تقديم المسلسل من خلال أربعة مواسم بدأ عرضها في عام 2005 وانتهت في عام 2009، المسلسل من إنتاج شبكة FOX وتطوير المؤلف بول شويرينغ، وبطولة وينتروث ميلر ودومينيك بروسل وسارة واين كاليس و روبرت نيبر و ويليام فيكنر و أموري نولاسكو.
أعلنت شبكة قنوات فوكس في عام 2016م عن نيتها في إعادة إحياء مسلسل بريزون بريك مرة أخرى عن طريق تقديم موسم خامس، وقد استقبل الملايين من محبي بريزون بريك حول العالم ذلك الخبر بسعادة غامرة، فلا شيء أفضل من عودة مسلسلهم المفضل مجددًا بعد فقدان الأمل في تحقيق ذلك، لكن مع بدء عرض الحلقات الأولى من بريزون بريك الموسم الخامس تبدلت آراء البعض!
جاءت معظم المراجعات النقدية حول الموسم الخامس من بريزون بريك سلبية، حتى أنّه درجة تقييمه على موقع Rotten tomatoes كانت 55% بينما سجل الموسم الأول 95%، حيث رأى الكثير من النقاد والجماهير أنّ المسلسل لا يرتقي إلى مستوى المواسم السابقة، ويرصد أراجيك من خلال التقرير التالي أبرز العوامل السلبية التي تم أخذها على ذلك الموسم.
أقرأ أيضًا: “بدل الحدوتة تلاتة”.. “دنيا سمير غانم” تقدم ثلاثة مسلسلاتٍ في رمضان!
عيوب بريزون بريك الموسم الخامس
أسئلة غير مجاب عنها
قبل بدء عرض الموسم الخامس من مسلسل بريزون بريك – وتحديدًا منذ طرح الإعلان الدعائي الأول الخاص به – كان لدى المشاهدين العديد من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، أبرزها كان يتعلق بشخصية سارة تانكريدي، وكيف تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل طبيعي على الرغم من أنّها هاربة من السجن، وتواجه اتهامًا بالقتل العمد؟ خاصةً أنّ ذلك الاتهام جاء بعد نهاية تسليم “سيلا” إلى السلطات، أي أنّه لا يزال قائمًا ولا يدخل ضمن قرار البراءة الذي حصلوا عليه.
ظل ذلك الأمر غامضًا حتى نهاية أحداث Prison Break 5 ولم يتم تفسيره بأي شكل، كما أنّه كان السؤال الأبرز والأكثر إلحاحًا. لكنه ليس السؤال الوحيد!.
تسارع وتيرة الأحداث لدرجة مربكة
الموسم الخامس من بريزون بريك هو الأقصر بين مختلف مواسم المسلسل، حيث تضمن تسع حلقات فقط على الرغم من أنّه أكثر المواسم اتخامًا بالأحداث والصراعات والشخصيات الجديدة، الأمر الذي تسبب في إرباك المشاهد وعجزه عن استيعاب بعض الأمور من الوهلة الأولى.
عملية الهروب في الموسم الأول استغرقت حوالي 20 حلقة، وفي الموسم الثالث استمرت لقرابة 11 حلقة، بينما في هذا الموسم – وعلى الرغم من عدم وجود خطة محكمة – تمكن مايكل سكوفيلد ورفاقه من الهرب خلال 4 حلقات فقط تقريبًا، الأمر الذي جعل بعض الأمور تمر سريعًا دون الانتباه لها، واضطر المؤلفون إلى اللجوء لبعض الحيل التي بدت ساذجة نوعًا ما على عكس حيل سكوفيلد في المواسم الأخرى.
تسارع الأحداث أيضًا كان له تأثيرًا سلبيًا على تقديم الشخصيات الجديدة مثل: شخصية ويب مساعد مايكل، وشخصية الشاب الآسيوي كا وغيرهم، حيث لم تتضح خلفيات تلك الشخصيات أو طبيعة العلاقة بينهم وبين مايكل إلّا في وقت متأخر جدًا، مما تسبب في إرهاق المشاهدين ذهنيًا أثناء متابعة قفزات الأحداث المتسارعة إلى حد الإرباك، وكان من الممكن تفادي كل ذلك عن طريق تمديد الموسم وعرض أحداثه من خلال عدد أكبر من الحلقات.
أقرأ أيضًا: مسلسل “عندما يكتمل القمر”، “الإنس والجن” على الطريقة السعودية!
دوافع الشخصيات غير المنطقية
أكثر الأمور التي كانت تميز المواسم الأربعة الأولى من مسلسل بريزون بريك حرص صُنّاعه على وضع أحداثه – مهما بدت غريبة – في إطار من المنطق، وجعلها متسقةً مع الحد الأدنى مع المعقولية، خاصةً فيما يتعلق بدوافع الشخصيات وتوجهاتهم فكل شيء كان يحدث بسبب ولسبب، إلّا أنّ تلك القاعدة لم تنطبق على الكثير من أحداث بريزون بريك الموسم الخامس
في البداية قرر سي نوت (ركوموند دنبار) مساعدة لينكولن بوروز (دومينك بروسل) في إنقاذ أخيه الذي اكتشفوا مؤخرًا أنّه لا يزال على قيد الحياة وحبيسًا داخل أحد سجون اليمن، ومن ثم سافر كلاهما إلى الدولة غير الآمنة المشتعلة بالحرب بين القوات النظامية وأعضاء تنظيم داعش، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا يغامر سي نوت بحياته من أجل إنقاذ مايكل سكوفيلد؟ فالشخصيتين لا تربطهما علاقة وطيدة هما مجرد اثنين تصادف وجودهما في نفس السجن وهربا معًا!. ربما اختلفت الأمور كثيرًا إذا كان فرناندو سوكري (أموري نولاسكو) هو من اتخذ تلك الخطوة باعتباره أحد أصدقاء مايكل المقربين ويدين له بالكثير.
الأمر نفسه ينطبق على شخصية تي باج (روبرت نيبر) أبرز أشرار المسلسل وأكثر الشخصيات كرهًا لمايكل، والذي اعتادنا طوال أربعة مواسم على عدم ذكر اسمه في عبارة إلّا ويتم إلحاقها بوصف “الحقير، الواشي، النذل … إلخ”، حتى أنّ مايكل سكوفيلد خلال أحداث The Final Break أسس خطته اعتمادًا على تلك الصفات، حيث أخبر تي باج بشيء ما وكان واثقًا من أنّه سيفعل العكس ويشي به إلى إدارة السجن وهو ما حدث فعلًا.
لكن رغم كل ذلك فوجِئ الجميع في أحداث الحلقة الأولى بأنّ مايكل (وينتروث ميلر) اختار تي باج من بين الجميع ليكون حلقة الوصل بينه وبين شقيقه، وفي نهاية الأحداث برر ذلك بأنّه الشخص الوحيد الذي لم يكن مراقبًا من قبل جيكوب (مارك فيويرستين)، لكن ذلك التبرير لم يكن كافيًا أو مقنعًا، والأدهى من ذلك أنّنا شاهدنا تي باج مع مرور الحلقات يساند سارة تانكريدي (سارة واين كاليس) ويغامر بحياته من أجل كشف حقيقة بوسيدون، وهذا كله يتنافى مع طبيعة تي باج الذي نعرفه والذي ما هو إلّا كتلة من الأنانية والغرور.
فجوات زمنية غير مبررة
تم عرض المواسم الأربعة الأولى من بريزون بريك خلال الفترة ما بين 2005: 2009، إلّا أنّ الأحداث الدرامية نفسها لم تستغرق إلّا بضعة أشهر أي أنّ المسلسل انتهى ونحن لا نزال في عام 2005، وكان هذا واضحًا من تاريخ الوفاة المدون على قبر مايكل “11/4/2005”.
مع بداية أحداث مسلسل بريزون بريك الموسم الخامس فوجِئ الجميع بأنّ الشخصيات تتحدث عن مرور سبعة أعوام فقط على نهاية أحداث الموسم الرابع، حتى أنّ تاريخ الوفاة المدون على القبر تم تعديله إلى عام 2010، كما أنّنا خلال الأحداث نعلم أنّ لينكولن بوروز يعمل لصالح لوكا أبروزي ابن رجل العصابات جون أبروزي الذي كان ضمن الهاربين من سجن فوكس ريفر. وقد ظهر لوكا في طفل في السابعة تقريبًا ضمن أحداث الموسمين الأول والثاني، بينما يظهر في الموسم الخامس شابًا يافعًا رغم مرور 7 سنوات فقط!! …
حيل مايكل سكوفيلد غير المتقنة
أبرز العوامل التي تميز مسلسل بريزون بريك هي الحيل الذكية التي يلجأ إليها مايكل سكوفيلد بشكل خاص، وأبطال المسلسل بشكل عام من أجل النجاح في تنفيذ المهام المختلفة والخروج من المآزق المختلفة، وقد تضمن Prison Break 5 العديد منها بالفعل خلال مرحلة ما بعد الخروج من سجن أوجيجا في اليمن.
لكن الحيل التي لجأ مايكل سكوفيلد إليها من خلال النجاح في عملية الهروب نفسها لم تكن متقنة بدرجة كبيرة، وبدت في كثير من الأحيان ساذجة وغير منطقية على عكس الحيل البارعة التي قام بها للهروب من السجون السابقة: فوكس ريفر وسجن سونا وسجن داد ميامي. مثال ذلك حيلة خلع مفصلات الباب بواسطة الملعقة القديمة، أو كسر الماسورة باستخدام الخيوط وغير ذلك، بالإضافة إلى الرسائل المشفرة التي يرسلها إلى شقيقة بواسطة أحد أطفال الحي ممن يلعبون بالصدفة أمام السجن، ولا نعلم ما الذي يدفع الطفل إلى القيام بذلك، هل تلقي قطعة علكة أمر كافي يدفعه لتوصيل الرسالة؟ والأهم كيف يعرف الطفل الوجهة التي يذهب إليها؟ وكيف عرف مايكل من الأصل عنوان إقامة لينكولن في صنعاء؟! …
تعدد الأخطاء الإخراجية
احتوى بريزون بريك الموسم الخامس على العديد من السقطات الإخراجية، هذا لا يعني أنّ مواسم المسلسل السابقة كانت خاليةً تمامًا من أخطاء الإخراج، لكن أخطاء الموسم الخامس – بصفة خاصة – كانت شديدة السذاجة ولا تليق بمسلسل يعد واحد من أقوى الأعمال التي تم تقديمها على الشاشة.
حيث شاهدنا ملابس بعض الشخصيات تتغير بين مشهد وآخر، كما أنّ مشاهد الاشتباكات بين لينكولن ورجال داعش كانت كرتونية بعض الشيء، حيث تصور رجلًا وحيدًا وأعزل في أغلب الأحيان يواجه فرقة من المسلحين، وفي كل مرة تمكن من النجاة بدون أي إصابة.
أمّا الخطأ الأبرز والذي تسبب في إثارة الكثير من الجدل بين محبي المسلسل في مختلف أرجاء العالم ورد ضمن الحلقة الأخيرة، حيث استعان المخرج بأحد مشاهد الموسم الأول التي تصور زنزانات سجن فوكس ريفر وقام بعرضها باعتبارها تمثل الوقت الحاضر، لكن الكارثة أنّ شخصية جون أبروزي (بيتر ستورمير) ظهرت ضمن الكادر على الرغم من موتها في أحداث الموسم الثاني من المسلسل.
حياة سارة بعد فراق مايكل
ظهرت سارة تانكريدي ضمن أحداث Prison Break 5 وقد تزوجت من شخص آخر هو جيكوب نيس وقد حظيت معه بحياة مستقرة وسعيدة، ولا يعد ذلك خطأً فنيًا يمكن لوم صُنّاع بريزون بريك الموسم الخامس عليه، لكنه في ذات الوقت كان أحد الأمور التي أثارت حفيظة المشاهدين ممن يعتبرون مايكل سكوفيلد وسارة تانكريدي رمزًا من رموز الحب والتضحية.
لم يتقبل عدد كبير من المشاهدين فكرة زواج سارة من شخص آخر بعد مايكل الذي ضحى بحياته من أجلها – على حد علمها – وفقد حياته أثناء إنقاذها من السجن، وتمنى أغلبهم لو كان المؤلف قد لجأ إلى فكرة أخرى بدلًا منها للحفاظ على الصورة الذهنية المكونة لديهم حول قصة حب مايكل وسارة.
يشار في النهاية إلى أنّ المسؤولين في شبكة فوكس التلفزيونية أكدوا أنّ فكرة تقديم موسم سادس من بريزون بريك لا تزال قائمةً بشرط إيجاد المعالجة المناسبة، وهو الأمر الذي أكده أبطال المسلسل ومؤلفه في أكثر من لقاء، ويبدو أنّ تراجع المستوى الفني للموسم الخامس لم يكن له تأثير شديد على شعبية المسلسل، حيث أنّ المشاهدين لا يزالون متشوقين للإعلان عن بدء الإعداد للموسم السادس، آملين أن يكون على المستوى المتوقع وأن يعيد أمجاد المسلسل السابقة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
اينما يكون العرب في التمثيل تكون السلبيات اكثر ………لكن الاحداث تنتهي مع مرور الوقت وفي كل موسم تتقلص عدد الحلقات لان التطورات المسلسل او قصته توشك على نهايته لذلك لم نجد نفس الحماس والاحداث تشعر بان المحرج يلمح الى نهاية التشويق لذلك اختسره في 9 حلقات فقط