أفضل أعمال رامي مالك الموهوب جدًا والمحظوظ بشدة
6 د
لم يعد اسم رامي مالك غريبًا على الأسماع عربيًا وعالميًا بعد فوزه بجائزة الأوسكار لأحسن ممثل في دور رئيسي عن دوره في فيلم (الملحمة البوهيمية) في فبراير الماضي. وانتبهنا نحن العرب بشكل عام والمصريون بشكل خاص لهذا الفوز لكون رامي مالك من أب وأم مصرّيان أصيلان من إحدى القرى التابعة لمحافظة المنيا. لذا، فيمكن اعتبار مالك الذي وُلد في لوس أنجلوس بأمريكا ودرس الفنون الجميلة بجامعة إيفانسفيل في ولاية إنديانا، نصف مصري نصف أمريكي.
رامي مالك.. حظ أم موهبة؟
يُمكن القول ببساطة أنّ رامي مالك حالفه الحظ كثيرًا في سيرته الفنية، وأيضًا في نفس الوقت دفعته موهبته الحقيقية للصعود إلى مرتبة عالية بين فنانين عالميين في سن صغير نسبيًا مع خبرة بالتمثيل ليست كبيرة. وكان هذا واضحًا عندما تم اختياره لأفضل ممثل من بين ممثلين عظام مثل فيجو مورتينسن وكريستيان بيل ووليام دافو. موهبة رامي مالك واضحة لكل من شاهد أعماله التي قام بها على قلة عددها، أمّا حظه الحسن هو من جعله يُشارك في أفلام ناجحة، وذات انتاج ضخم، ومع ممثلون محترفون ولهم شهرة كبيرة كالأعمال التي سنتحدث عنها لاحقًا.
أول ظهور فني لرامي مالك كان في المسلسل المعروف Gilmore Girls أو فتيات جيلمور في عام 2004، وقام بدور صغير لا يكاد يُذكر في إحدى حلقاته. وبعدها بعام قدم دورًا أكبر حجمًا وتأثيرًا في إحدى حلقات مسلسل Medium. توالت بعدها الأعمال على مالك حتى وصل لجائزة الأوسكار بعد 15 عامًا من دخوله في مجال التمثيل.
أمّا عن أفضل وأهم أعمال رامي مالك فهي كالتالي مٌرتبة من الأقدم إلى الأحدث:
أفضل أعمال رامي مالك
Night at the Museum
تعتبر البداية الحقيقية لمالك هي دوره في فيلم Night at the Museum أو ليلة في المتحف وهو الفيلم الكوميدي الشهير الذي مثّل فيه نجوم كبار مثل بين ستيلر وروبن ويليامز عام 2006. قدّم مالك فيه دور الفرعون Ahkmenrah أو (أخمن رع) لما يحمله بالطبع من أصول وملامح مصرية. واستكمل العمل بنفس الدور في جزئي الفيلم الأخريان Night at the museum: Battle of the Smithsonian عام 2009، و Night at the Museum: Secret of the Tomb عام 2014.
في هذه الأفلام الثلاثة ظهرت موهبة مالك بشكل واضح بأدائه الكوميدي البسيط واستطاع الجمهور التعرف عليه بشكل أفضل، وصار وجهه مألوفًا بعدما كان ممثلًا مغمورًا.
The Pacific
في عام 2010 قدم مالك دورًا رئيسيًا في المسلسل التلفزيوني القصير The Pacific، وهو المسلسل الحائز على جائزة إيمي لنفس العام، والذي أشاد النقاد فيه بدور مالك في المسلسل حيث أدى شخصية فارقة في الأحداث وهي شخصية (ماريل سنافو شيلتون).
يدور المسلسل حول المعارك التي خاضتها قوات مشاة البحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية ضد القوات اليابانية، وأثْر ذلك نفسيًا على الجنود المشاركين في الحرب. المسلسل حصل على تقييم عالي على موقع IMDB وشاهده الملايين من الناس، وكان لدور مالك فيه أثرًا طيبًا حتى أن أدائه لدور (سنافو) راق لمنتجي العمل اللذان كان من بينهم المخرج ستيفن سبيلبرج والممثل توم هانكس، وتم اشتراك مالك في فيلم هانكس الذي قُدّم بعدها بعام واحد وهو (لاري كراون).
Need for Speed
يحمل هذا الفيلم اسم لعبة فيديو شهيرة لسباق السيارات، وهي ما قامت عليه فكرة الفيلم من أجواء مليئة بالإثارة ومطاردات بالسيارات مع بعض الكوميديا أيضًا. قيل عن الفيلم أنّه قد يكون أفضل فيلم قام على فكرة لعبة فيديو، ولعب دور البطولة فيه النجم الشاب “آرون بول” وكان من الأفلام الشهيرة التي لاقت نجاحًا في عام 2014.
يلعب مالك في الفيلم دور (فين) وهو ميكانيكي سيارات مخبول بعض الشيء، فهو يقرر مساعدة (توبي) أو (آرون بول) محترف سباق السيارات الذي الذي خرج من السجن لتوه في جريمة لم يرتكبها، للحصول على فرصة في سباق مهم للانتقام ممّن لفقوا له التهمة، ومن أجل ذلك فهو يقوم ببعض الأشياء الجنونية في سبيل مساعدة (توبي).
لذا برغم صغر مساحة دوره في الفيلم، إلّا إنّه ترك أثرًا لن ينساه كل من شاهد الفيلم بأدائه العفوي والطريف في نفس الوقت.
MR. Robot
في عام 2015 قدّم رامي مالك العمل الفارق في مشواره الفني وهو دور “إليوت” في مسلسل السيد روبوت الذي صدر منه حتى الآن ثلاثة أجزاء بينما يُعرض الجزء الرابع والأخير الآن على شاشات التلفاز بأمريكا. وهو المسلسل الذي يحظى بشعبية كبيرة بين مشاهديه الشباب على الأخص لكونه مٌتعلق بالتكنولوجيا الحديثة التي تتطور يومًا بعد يوم.
يقوم مالك فيه بدور شاب منطوي مريض نفسيًا وفاشل اجتماعيًا، إلا إنه عندما ينفرد بنفسه يتحول إلى شخصٍ آخر، فنكتشف أنه “هاكر” مٌحترف خبير بالقرصنة الإلكترونية، ويُمكنه معرفة العديد من أسرار وخصوصيات كل من حوله، حتى أقرب الناس إليه. في الوقت الذي يحاول فيه رجلٌ غامض يُلقّب بالسيد روبوت ضمه إلى فريقه من قراصنة الشبكة العنكبوتية المُعارضة للحكومة.
هذا الدور كان دور الأحلام بالنسبة لمالك ليس لأنه يقوم بدور البطولة به فحسب، وإنّما لكون شخصية إليوت شخصية معقدة وغنية بالتفاصيل التي أجاد مالك تمثيلها على الشاشة، مما جعل اختياره من قبل مخرج العمل اختيارًا مثاليًا لهذا الدور، ورفعه إلى مرتبة الممثلين المحترفين. حصل مالك على جائزة الإيمي عن هذا الدور عام 2016 بالإضافة لجائزة أفضل ممثل حسب اختيار النقاد في نفس العام. كما تم ترشيحه مرتين لجائزة الجولدن جلوب ومرتين لجائزة الـ SAG.
Buster Mal’s Heart
في عام 2016 وبعد نجاح رامي مالك في مسلسل مستر روبوت، قدّم مالك دورًا رئيسيًا في فيلم الرعب النفسي قلب باستر المريض، وهو الفيلم الذي يُمكن تصنيفه بأنه درامي وغامض وبه الكثير من الخيال أيضًا. قيل عن مالك في هذا الفيلم أنّ موهبته التمثيلية ظهرت بوضوح في القدرة على التعبير جيدًا خاصةً بعينيه، لدرجة أنّك كمشاهد ستصدق قصته الغريبة والخيالية بسهولة تامّة.
قصة الفيلم تحتوي على ثلاثة أزمنة منفصلة بطلها جميعًا مالك، وسنفهم فيما بعد الرابطة التي تجمعهم سويًا ليشكلوا قصة واحدة في النهاية. في الزمن الأول نرى (جونا) -وهو بالعربية (يونان) أو (يونس)- الزوج والأب الذي يعمل حارسًا لفندق في منطقة نائية داخل الجبال. في الزمن الثاني نرى مالك بلحية كبيرة وهو أقرب إلى شكل الرهبان، ويحمل اسم (باستر) ونجده يقوم باقتحام المنازل المهجورة التي يسكنها أصحابها في أوقات العطلات فقط. وفي الزمن الثالث نرى جونا من جديد وحيدًا بداخل قارب في المحيط، يلعن كل شيء، ويرجو من الله أن يأخذ روحه.
في هذا الفيلم الذي لم يلق التقدير المناسب للأسف، أكّد رامي مالك بشهادة النقاد على أنّه ممثل جيد وموهوب بالفطرة بالفعل، وأنّ بإمكانه تمثيل أدوار مُختلفة تمامًا عن بعضها بنجاح تام.
Bohemian Rhapsody
لا يخفى على الجميع أنّ فيلم الملحمة البوهيمية الذي تم عرضه العام الماضي هو أشهر أعمال رامي مالك لحصوله على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل عنه، ولحصول الفيلم نفسه على ثلاثة جوائز أوسكار آخرين، بالإضافة لعدد كبير من الجوائز مُتضمنة الجولدن جلوب والـ BAFTA والـ SAG، ولكن هل يعني ذلك بالضرورة أن يكون هو العمل الأفضل لمالك حتى الآن؟ ستختلف الإجابة من شخص لآخر، فالكثيرين مثلًا يرون أنّ دوره في مسلسل مستر روبوت هو العمل الأفضل فنيًا بالنسبة له.
قدّم رامي مالك في الفيلم دور (فريدي ميركوري) العضو الأهم والأشهر لفرقة (كوين) فرقة الروك البريطانية التي بدأت من الصفر حتى وصلت للعالمية في السبعينيات. ذلك الدور الذي جعله يُغير في مظهره حتى يبدو شبيهًا بميركوري، ومُتقمصًا لطريقته في الغناء والحديث، حتى اقترب منه كثيرًا بالفعل شكلًا ومضمونًا.
وبالرغم من أنّ الفيلم الذي حظي بشعبية واسعة كان له مُعارضون أيضًا، إلا أنّ المحبين والكارهين اتفقوا على شيءٍ واحد وهو: رامي مالك، وتحديدًا على جهده المبذول في أدائه لشخصية ميركوري وتحوّله الواضح للأعين.
والآن بفضل هذا الفيلم صار رامي مالك نجمًا عالميًا رسميًا، تُعقد عليه الآمال العربية كي ينجح أكثر ويقدم أعمالًا فنية هادفة وذات قيمة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.