6 مسلسلات أنمي واقعية … ولكن تستحق اهتمامك!
6 د
كونان… ون بيس… ناروتو… مذكرة الموت، لا شك أنّ عينك أو أذنك صادفت هذه الكلمات من قبل خاصةً في الفضاء السايبري، حتى و إن لم تكن من متابعي الأنمى، أمّا لو كنت منهم فستمثل لك أسماءً كهذه أعظم الأعمال الفنية و القصصية هي الأشهر على الإطلاق، و تستقطب يوميًا آلاف المعجبين و المتابعين بل و المهوسين بأنمي اليابان، البلد الرائد بلا منازع في تحويل الرسوم المتحركة لملاحم فذة، احتوت الأعمال السابقة الإثارة و التشويق و الخيال الجامح كأهم العوامل الجذابة للجمهور، مع سيناريوهات متماسكة، وقيم إنسانية جميلة في ثنايا الأحداث.
لكن ماذا عن الأعمال الواقعية في هذا الصدد، بلا فانتازيا ودون مغالاة في مهارات الأبطال وقدراتهم، نجد أنّ الأنمي قدم روائع قصصية لكتّاب عظام لم تحظ أعمالهم بترجمة لائقة مشهورة في وطننا العربي، تحكي عن الإنسان العادي في عصور وأماكن مختلفة، فرحه و حزنه… غناه و فقره… صروف الدنيا و تقلبات الزمن، و لم تخلُ تلك الأعمال من عامليّ التشويق و الإثارة اللازمين للفت المشاهد وإمتاعه.
واليوم يقدم لكم “أراجيك” ستة أعمال إنسانية بديعة من سجل ذكريات عشاق الأنمي، حيث دأبت شركات الإنتاج على تقديم الإنسانيات خلال عقود القرن الماضي الأخيرة، لنذكر معًا كنوزًا ثمينة في حقبة أثمن وأجمل.
Romeo’s Blue Skies
“الأخوة السود The black brother” عن رواية للكاتبة الالمانية “ليزا تتزنر”
قالوا عن الصداقة إنّها عملة نادرة تعلو قيمتها ما مر بها الزمان، و هنا ندرك أنّ المواقف بين الأصدقاء في وقت قصير تزيد قيمة العملة أضعافًا مضاعفة، لن تجد عملًا عن الصداقة بهذا التكثيف و النضج. لذا، عُرف المسلسل في العالم العربي باسم “عهد الاصدقاء”، تحت سماء “ميلان” يلتقى “روميو” و “ألفريدو” بطلي المسلسل في واحدة من أصعب المهن في التاريخ، حتى أنّ هناك أغنية أطفال ألمانية تقول: ” أسود أسود هو لون ثيابه… أسود أسود هو لون أدواته… أسود أسود هو لون جلده! “؛ هذا لأنّ حبيبي منظف مداخن!
تمضي الحياة صعبة بمنظفي المداخن عبر الهباب و الدخان و أرباب العمل الغلاظ و المتسكعين البلطجية بالشوارع، الأقارب القساة المنكرين لذويهم و غير هذا من العقبات حتى نصل إلى السماء الزرقاء بعد تنظيف المدخنة، حين ننفذ منها إلى الأسطح المائلة ننشق الهواء بارتياح، هو الأمل والتحدي والصبر والكبرياء و -طبعًا- الصداقة، مشاهد لا تُنسى و إخلاص حقيقي، شخصيات ثلاثية الأبعاد و عظيمة الرسم الدرامي، لن تعرف حقًا أيُ شخصيةٍ هي البطل الحقيقي للمسلسل.
A Little Princess Sara
“A Little Princess” عن رواية للكاتبة الانجليزية “فرانسيس هودسون برنيت”
من الغنى الباهر إلى الفقر المدقع، و من الترف إلى الشظف، بطلتنا هي أغنى طالبة في مدرستها الداخلية حيث الحجرة الخاصة و الوصيفة و المدفأة، كل رغد العيش الممكن، و فجأة تغدو الأميرة الصغيرة محض خادمة في نفس المدرسة! عاملة معدمة أمام زميلاتها المشفقات عليها و – بالطبع – الحاقدات المتشفيات، اسم البطلة الأصلي هو “سارة كروي” أو “سالي” كما سمّاها مدبلجي العمل.
كيف ستغدو الحياة في عين سالي بعد نكبتها؟، و ما رد فعلها تجاه الناس حولها و قد نبذها من كانوا يعاملوها كالأميرة؟!، هل ستبقى كما هي… خُلقًا و شعورًا و حياة، سالي… قصة رمزية مُتقنة عن الظُلم، ترى فيها مناقب الإنسان و مثالبه في أجمل صورة.
Homeless Chiled Remi
“Nobody’s boy” عن رواية “فتى بلا عائلة” للكاتب الفرنسي “هيكتور مالو”
سُرق المال من “ريمي”، أضاعته الغريرة المُهملة، بأي وجه ستعود للعم “فيتالس” الذي ينتظرها، هذا يومها الأول في العمل معه، فكرتْ ريمي… ليس أمامها سوى الشوارع الفسيحة، إذن فلتفعل شيئًا… فلتعمل ما تجيد
سيدي… سيدتي، هل أغني لكم و تعطوني قرشًا واحدًا؟
ريمي اليتيمة التي تهيم على وجهها في أكثر من مكان، تفتقد الأم والأخت والأمان، تقابل أشرار البشر و أخيرهم القلائل، من تفقد ريمي من الأحباب مجددًا؟، هل تعود لأسرتها بعد؟!، أيفلح الأوغاد في استغلالها؟
في الرواية الأصلية نجد ريمي ولدًا لكن نسخة الأنمي الأشهر كانت لريمي الفتاة الرقيقة، فيه رحلة سريعة معها عبر دروبها الصعبة… تستمتع بها حقًا و تترقب مجريات الأمور.
My daddy long legs
عن رواية بنفس الاسم للكاتبة الأمريكية “جين ويبستر”
الحياة غير عادلة في أغلب تجلياتها، أو هذا ما ستراه عن “جودي أبوت” اليتيمة النابهة بالغة النشاط والحيوية، في ملجأها تحيا حالمة بعالم أكبر لإفراغ طاقتها بدلًا من الشقاوة والحيلة ورسم المعلمة على الحائط لزميلاتها، اكتفت بما تطاله من الفرص ككتابة مقالات بثقافتها المحدودة كطفلة، ورغم هذا تحدث المعجزة ويأتي المخلص العظيم.
يقرر أحد الأثرياء أن يتكفل بتعليم جودي بعدما قرأ مقالها وراقه بشدة أسلوبًا ودعابة، لكنه اشترط ألاّ تقابله جودي أبدًا وطلب منها كتابة خطاب شهري تحكي فيه يومياتها، هنا نرى علاقة فريدة بين الطفلة وأبيها الحنون الغامض، رسائل مفعمة بالشاعرية والعذوبة ترسلها جودي منادية بطلها باسم “أبي طويل الساقين”؛ لأنّها الصفة الوحيدة التي عرفتها عنه حين رأت ظله، نشهد عبر كلمات جودي نضجها العقلي والعاطفي، ونرقب تطور الأحداث لعلنا نعرف يومًا ما من هو “صاحب الظل الطويل”.
The Rose of Versailles ( Lady Oscar )
عن نص اليابانية “ريوكو إكيدا”
– أنت الفارس المرشح لقيادة حرس الملك؟
– أنا هو … ومن تكونين يا آنستي؟
– أنا لست آنستك، أنا الفارس أوسكار غريمك في منصب القائد، أحببت أن أنهي مبارزتنا الآن وحدنا كي لا أحرجك حين تخسر أمام كل الرجال!
هذه المرة نجوب فترة من أعظم القلاقل في تاريخ الثورات، خط الأحداث الدامي الذي بدأ بمحاولات التحالف بين فرنسا والنمسا، و انتهى بالدماء و اقتلاع رؤوس النبلاء بالمقصلة، هي الأحداث التي أدت للثورة الفرنسية عظيمة التأثير في العالم كله، في معالجة شائقة مزجت الدراما بالتاريخ نشهد قصة “أوسكار” الفتاة التي سميت كالرجال و عاشت مثلهم لتهزمهم أجمعين!
أوسكار هي سليلة العائلة العريقة المنوطة بتولي قيادة حرس الملك، و حين يأس أبوها من ولادة ذكر يرثه، قرر أن يربي أوسكار كالرجال و قد كان، صارت سيّافة و محاربة لا يضاهيها الرجال، و تسلمت قيادة الحرس لتبدأ رحلة صعبة في البلاط الملكي، بين الحب و الخيانات … المؤامرات والدسائس … الفساد والشجب، نرى زهرة فرساي التي يختبأ خلف سيفها ودرعها قلبًا رقيقًا ملؤه الأنوثة و الرقة.
Dog of Flander
عن رواية بنفس الاسم للكاتبة الانجليزية “ماريا لويس دى لا رامي”
الفقر لا يعني التعاسة والحياة البسيطة هي أجمل حياة، تعيش أحلى لحظاتك وسط زحام موهبتك وأصدقائك وأقاربك، فقيرًا لا يقدّر الأغنياء غنى نفسك فيحتقرونك، لكن الفاقة قد تتفاقم وحتى الحياة رقيقة الحال قد ترحل، بفقد عزيز يبدأ الحزن لكنك تقاوم وتصبر، يبتعد الرفاق وتُنفي الحبيبة ويظلمك الناس والأسوأ… الموهبة تخذلك!
“نيلو” في الرواية الأصلية، و”فادي” في المسلسل المدبلج باسم “بائع الحليب”، بطل صغير يهجر الدنيا مستسلمًا بعد أن أدارت له الحياة ظهر المجن، فهل يعرف كل من ظلمه حقيقته، هذه القصة تم إنتاجها في مسلسل آخر وجرى تحويلها أيضًا لفيلم طويل بنفس الأبطال والرسومات.
اشتركت معظم المسلسلات في الأبطال الصغار و ما يواجههم من البشر الغلاظ و قسوة الحياة نفسها حيث المرض و الفقر و المعاناة، هي مشاكل البشر في كل وقت، و مع الصغار الأبرياء… كيف سيكون هول الواقعة؟
تذكرنا هذه الأعمال برائعة ديكنز الخالدة “أوليفر تويست”، هناك العديد من إنسانيات الأنمي التي يلهج بها محبوها على النت… ليدي ليدي، أخي العزيز، أنا و أخي و غير هذا الكثير، فهل شاهدتم أعمالًا أخرى من هذا النوع ترشحونها لنا؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.