🎞️ Netflix

فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle … فيلم لا يكذب ولا يتجَمل

بوستر فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle
محمود حسين
محمود حسين

11 د

تقييم الفيلم: 

مَرت عملية إعادة لعبة جومانجي إلى شاشة السينما مرة أخرى بالعديد من التعقيدات، حيث أنّ الفكرة ترجع إلى عام 2012، وكان مُقررًا منذ البداية – حسب تصريحات المُنتجين – ألّا يكون الفيلم الجديد إعادة إحياء أو تقديم وإنما امتداد لأحداث الفيلم الأصلي Jumanji من إنتاج 1995، وبُعد عامين كاملين من المُباحثات والإعداد وتطوير الأفكار صُدِم العالم بنبأ وفاة روبن ويليامز – بطل الفيلم الأول – والذي لم يكن استبداله خيارًا ممكنًا، ومن ثم تم تداول العديد من الأخبار حول توجهات الشركة المُنتجة والبدائل المطروحة، وكان من بينها استكمال الفيلم بشخصية بيتر – طفل الفيلم الأصلي – أو إعادة إنتاج الفيلم بالكامل بشكل منفصل، إلى أن تم التوافق في النهاية على الفكرة التي تُشكل حلًا وسطًا، ونتج عنها Jumanji: Welcome to the Jungle.

فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle هو امتداد لأحداث فيلم 1995، إلّا أنه في ذات الوقت يتناول قصة منفردة مُستقلة عن أحداث الجزء الأول. عمل على تطوير قصة الفيلم الكاتب كريس ماكينا – المُشارك في تأليف Spider-Man: Homecoming و The LEGO Batman Movie – وشارك أيضًا في كتابة السيناريو إلى جانب إيريك سومرز، جيف بينكنر، سكوت روزنبيرج، بينما تولى مهمة الإخراج جاك كاسدان، وضم طاقم التمثيل دواين جونسون، كارين جيلان، جاك بلاك، كيفين هارت، ونيك جونس، وقد بدأ عرض الفيلم عالميًا في العشرين من ديسمبر 2017.


قصة الفيلم

بوستر فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle

تدور أحداث Jumanji: Welcome to the Jungle حول أربعة مراهقين تجمعهم الصدفة في مكان واحد ويعثرون على لعبة فيديو قديمة، وحين يحاولون استخدامها يتم سَحبهم إليها ويحلون محل شخصياتها الافتراضية ويصبحون سجناء داخل الغابة المُوحشة المرتبطة بإعداداتها، ومن ثم يكون عليهم اكتشاف قدرات شخصياتهم الجديدة، وتسخيرها لمساعدتهم في إيجاد طريقة للخلاص من حصار (جومانجي) والعودة إلى عالمهم الواقعي مرة أخرى.


Jumanji: Welcome to the Jungle … تعقيد البساطة وبساطة التعقيد

لعبة جومانجي

تمر أحداث فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle بثلاث نقلات رئيسية: الأولى هي عملية الوَصل بين زمني أحداث الفيلم الأول والثاني والتعريف بمصير اللعبة، والثانية استعراض شخصيات المراهقين الأربعة مع إيضاح الطبيعة المختلفة لكل منهم وجَمعهم معًا في ذات الوقت والمكان، لتحدث بذلك النقلة الثالثة والأهم وهي الانتقال إلى عالم لعبة الفيديو الافتراضي.

حرص السيناريو على اجتياز النقلتين الأوليتين بشكل خاطف باعتبارهما مجرد تمهيد لابد منه، والانتقال بأسرع ما يمكن إلى النقطة الفاصلة والبداية الفعلية للأحداث، ومن ثم لم يهتم بالتعمق في تفاصيل ما جرى بهاتين المرحلتين، وبالأخص الأولى المُتعلقة بتحول طبيعة لعبة “جومانجي”، ورغم أنّ طبيعة الفيلم الفنتازية لا تفرض عليه إيجاد تبرير منطقي لكل حدث، إلّا أنّها تستدعي إيجاد تفسير – ولو خيالي – يدعم عملية التحَول التي تمت بصورة يمكن وصفها بالساذجة!

صورة فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle

مع حدوث النقلة الثالثة وانقضاء مرحلة التمهيد وبدء مرحلة الصراع اتضحت معالم حبكة الفيلم، والتي اعتمدت على قصتين متداخلتين كل منهما تقود للأخرى. الأولى هي قصة الأبطال الأربعة السجناء داخل شخصيات وهمية في عالم افتراضي، وسعيهم للخلاص منه والعودة للعالم الواقعي، والثانية هي أحداث لعبة الفيديو نفسها والتي تتوفر بها عناصر القصة المُتكاملة “أبطال، خصم، مكان، حدث، صراع …”، ومن ثم يدرك الأبطال أنّ تحقيق الغاية الأكبر المُتمثلة في العودة إلى شخصياتهم الحقيقية لن يتم إلّا من خلال التعايش مع شخصياتهم الافتراضية، ومتابعة سير قصة اللعبة حتى نهايتها.

كانت الأمور على جانب الحدث شديدة البساطة، فقصة اللعبة تقليدية، قليلة التفاصيل، معلومة البداية والنهاية، لكنها كانت معقدةً أكثر على جانب الشخصيات، فنحن هنا أمام عالم افتراضي محدود وواضح، لكن بداخله شخصيات طبيعية تحركهم الرغبات وتتحكم بهم الميول وقابلين للتغيير ولا يمكن توقع ردود أفعالهم. من خلال هذه التركيبة – وتفاعل الشخصيات معًا – استطاع السيناريو أن يخلق صراعات فرعية متعددة نتجت عنها العديد من المفارقات الكوميدية الموفقة في أغلب الأحيان، وكذلك أبعدت الأحداث – قدر الإمكان – عن الملل والرتابة، واستطاعت – نسبيًا – مُدارة عيوب الحبكة المُتمثلة في العلم المُسبق بالأحداث عن طريق حجب بعض المعلومات، وتقديمها من قبل برمجيات اللعبة على فترات متباعدة مع توالي مراحلها.


الأداء التمثيلي

شخصيات Jumanji

عادةً ما تكون مهمة الممثلين أكثر سهولة في هذه الفئة من الأفلام التي تقوم بالكامل على المغامرة والكوميديا، وغالبًا ما تخلو من التعقيدات الدرامية أو التحولات البارزة، لكن طبيعة شخصيات Jumanji: Welcome to the Jungle رفعت سقف التحديات أمام أبطاله، حيث سلبتهم بعض أدوات التعبير والإقناع وفي مقدمتها المواصفات الشكلية والجسدية، وفي ذات الوقت مُطالبتهم بالارتقاء بمستوى الأداء للدرجة التي تسمح بتجسيد شخصيتين متداخلتين، أو بالأحرى تجسيد شخصية من خلال شخصية أخرى.


دواين جونسون: سبنسر / د. سمولدر بريفستون

دواين جونسون في فيلم Jumanji

يقدم دواين جونسون شخصية د. سمولدر بريفستون – الشخصية الرئيسية داخل اللعبة – وهو مستكشف آثار مغامر يمتاز بالقوة والشجاعة، وهو الشخصية الافتراضية للطالب سبنسر مهووس ألعاب الفيديو، والذي يعد نقيضًا لشخصية بريفستون ولا يتحلى بأي من صفاته.

أحد أسباب تمكن دواين جونسون من تحقيق النجاح في عالم السينما – على عكس كافة المصارعين الذين سبقوه إليه – ما يتمتع به من كاريزما وقبول، وكذلك ما يمتاز به من ذكاء يُمكّنه من اختيار أدوار متنوعة وفي ذات الوقت تجنُب الاختبارات الحقيقية الكاشفة لقدرات الممثلين، وقد كان ذلك طوق نجاته في فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle، وكانت خفة ظله سببًا مباشرًا في تقبُل فكرة تأديته بعض المشاهد بأسلوب المراهق سبنسر، وسرعان ما أنقذه السيناريو – قبل أن يُفسد التكرار الأمر – وحَمله في اتجاه مغاير لباقي الشخصيات، حيث أنّ سبنسر أحب شخصية المغامر سمولدر وتقمصها، وبالتالي جسد دواين في أغلب الفترات الشخصية التي تليق به وتناسبه بدرجة أكبر.


كارين جيلان: مارثا / روبي روندوس

كارين جيلان في فيلم Jumanji

تُجسد كارين جيلان شخصية المُقاتلة المهارة روبي روندوس، وهي الشخصية الافتراضية لمارثا الطالبة الذكية والانطوائية التي تفتقد للمهارات الاجتماعية، وتتورط بالمشاكل بسبب صرامتها وصراحتها اللاذعة.

قيّدت شخصية مارثا قدرات كارين جيلان التمثيلية؛ حيث أنّ الشخصية كانت تتسم بقدر كبير من النمطية ولا تفسح مجالًا كبيرًا أمام مؤديها لإبراز مهاراته وقدراته التمثيلية، وهذا لا يُعني أنّ أداء كارين جيلان كان سيئًا، إنما المقصود أنّه كان جيدًا جدًا في حدود ما أتيُح لها، ولعل أبرز ما يميزه قدرتها على التفاعل مع مختلف الشخصيات بنفس الدرجة، وبرغم قلة لمساتها الكوميدية إلّا أنّها كانت حين تشارك بها تنقلها لمستوى أعلى، ويكفي القول بأنّها قدمت مع (جاك بلانك) أحد أفضل المشاهد الكوميدية بالفيلم إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق.


جاك بلاك: بيثاني / شيلي أوبيرون

جاك بلاك في فيلم Jumanji

يجسد جاك بلاك شخصية عالم الخرائط شيلي أوبيرون، وهو شخصية افتراضية للفتاة المراهقة بيثاني المستهترة والمغرورة بجمالها، والتي يتسم سلوكها بقدر كبير من الأنانية.

يعد جاك بلاك حامل لواء الكوميديا الأول في فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle، الذي كان بالتأكيد سيفقد الكثير من متعته لولا وجوده. فتاة شابة تحمل تلك الصفات الذميمة في مظهر رجل مُتقدم نسبيًا بالعمر هي مفارقة كفيلة بخلق العديد من المفارقات الكوميدية، ولكنها في ذات الوقت ليست بالأمر الجديد أو الفريد في عالم السينما، وسبق تقديمها في العديد من الأفلام العالمية والعربية أيضًا، لكن جاك بلاك حَمل الشخصية في منحى مختلف عن المعتاد، ولم يعتمد في تقديم الكوميديا على تصنُع الأداء الأنثوي وحده، إنّما ركز كذلك على سمات شخصية الفتاة الأساسية مثل: الغرور والأنانية، وعدم المبالاة التي تصل لحد البلاهة أحيانًا، والتي جعلت رد فعله على مختلف المواقف غريبًا وغير متوقع.


كيفين هارت: فريدج / فرانكلين فينبار

كيفين هارت في فيلم Jumanji

قَدم كيفين هارت شخصية فرانكلين فينبار “ماوس” عالم الحيوانات ومساعد د. بريفستون، وهو الشخصية الافتراضية الخاصة بالطالب فريدج البطل الرياضي مُتقلب المزاج.

جسد كيفين هارت الشخصية الأسوأ حظًا بين المراهقين الأربعة، حيث أنّه كان في العالم الافتراضي أضعف جُسمانيًا من شخصيته في العالم الحقيقي. تلك، المفارقة أتاحت أمام هارت فرص عديدة للقيام بالشيء الذي يبرع به، وهو السخرية وإلقاء النكات وإضفاء المزيد من الفكاهة على كل مشهد يظهر به، كما أنّ تفاعله مع دواين جونسون كان الأفضل في الفيلم. خاصةً أنّ هارت أحد المميزين في الكوميديا الثنائية التي سبق له تقديمها بالعديد من الأفلام بالمشاركة مع عِدة ممثلين بينهم دواين جونسون نفسه في فيلم Central Intelligence.


ارتباك الإيقاع وغياب الخصوم

Jumanji: Welcome to the Jungle

عانى فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle من مشكلتين أساسيتين: أولهما هو ارتباك إيقاع الفيلم الذي تسارع بدرجة كبيرة قُرب النهاية، ونتج عن ذلك العديد من الآثار السلبية، في مُقدمتها حدوث بعض التحولات في طبيعة الشخصيات دون التمهيد لها بشكل كافي، أو إيجاد الدوافع التي تبررها، وتُعد تلك هي نقطة الضعف الأبرز في الفيلم.

ثاني المشكلات هو الغياب شبه التام لجانب الشر، رغم أنّ الفيلم قد أعلن في وقت مبكر عن ذلك الخصم وبالغ في تصوير خطورته، إلّا أنّ المشاهد لم يستشعر ذلك الخطر على مدار الأحداث، مما يُمكن معه القول بأنّ الخصم كان وجوده شرفيًا، وتأثيره مُنعدمًا ولم يُشعر المشاهد بأدنى قدر من التوتر، ورغم أنّ ذلك لم يؤثر – نظريًا – على سياق الأحداث، إلّا أنّه بالتأكيد أهدر فرصة كبيرة كان من الممكن أن تُضاعِف جرعة التشويق وتُعزز خط الصراع.


المؤثرات البصرية، وتصميم الإنتاج P.D.

فيلم Jumanji 2

بلغت تقنيات صناعة الخدع والمؤثرات البصرية ذروة تطورها خلال السنوات الماضية، حتى لم يعد من العجيب مشاهد نُسخة معدلة من بول ووكر تستكمل مشاهده في Furious 7 بعد وفاته، أو مشاهدة روبرت داوني جونيور أصغر سنًا في Captain America: Civil War. أصبحت تلك المؤثرات جزءًا أصيلًا من صناعة السينما بشكل عام، والسينما الأمريكية على وجه الخصوص، وصارت جودتها أمرًا بديهيًا لا يتوقف أمامه الكثيرين، لكن الأمر يختلف بعض الشيء بالنسبة لفيلم Jumanji: Welcome to the Jungle.

صحيح أنّ آلية تنفيذ الخدع قد أصبحت متاحةً للجميع، إلّا أنّ الإبداع الحقيقي يكمن في كيفية استغلال تلك الآليات وتسخيرها لخدمة العمل الفني بما يتماشى مع طبيعته ويتلاءم مع أحداثه، هو ما تحقق فعليًا في فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle، الذي حافظ صُنّاعه على الشعرة الرقيقة الفاصلة ما بين ردائة التصميم وبين الواقعية الشديدة، بمعنى أنّ أغلب المواقع التي تدور بها الأحداث – وخاصةً أماكن الاشتباكات والعناصر المُضافة مثل: التمثال الرئيسي وغيره – صُممت بشكل جيد لكن دون الاهتمام بإكسابها واقعية كوكب باندورا في Avatar، كذلك الحيوانات لم تصل إلى مستوى فيلم Life of Pi على سبيل المثال، كما تمت المبالغة في أحجام بعضها أحيانًا؛ ذلك لأنّ أحداث Jumanji 2 تدور بالكامل داخل عالم افتراضي لإحدى ألعاب الفيديو، ومن ثم لم يكن مطلوبًا أن تكون الصورة شديدة النقاء لإشعار المشاهد طيلة الوقت بأنّه في قلب عالم رقمي، وبذات الوقت لا تبدو مُصطنعة لدرجة مزعجة تفسد متعة المشاهدة كما كان الحال بفيلم مثل: Gods of Egypt.

Jumanji: Welcome to the Jungle

الأمر لم يقتصر على الخدع البصرية فقط بل امتد إلى كل عناصر الفيلم تقريبًا، ومنها تصميم مظهر الشخصيات وإبراز أبعادهم الجُسمانية، كانت ملابس شخصية بريفستون (دواين جونسون) تُبرز ضخامة عضلاته بشكل ملحوظ، وأزياء شخصية روبي روندوس (كارين جيلان) تكاد تتطابق مع مقاتلات ألعاب Mortal Kombat أو Tekken. كذلك، يمكن ملاحظة أنّ الملابس لا تتسخ، والنظارات والقبعات لا تسقط مع الارتجاجات، نرى الدماء لكن لا نرى ثقوبًا في الملابس تخلفها الرصاصات … إلخ، والأمر نفسه ينطبق على مشاهد القتال والالتحام الجسدي التي جاءت قصيرة المدة الزمنية، خالية من التعقيد والمفاجآت، الخصوم بها دائمًا أكثر عددًا وأقل قوةً، بالإضافة إلى المبالغة في تصوير قوة الأبطال وحركاتهم وكلها أمور تتسق مع أساليب ألعاب الفيديو من هذا النوع.

القصد من هذا أنّ صُنَاع Jumanji: Welcome to the Jungle – كلٍ في مجاله – كانوا أمام تحدي كبير يفرض عليهم السير في الاتجاه المُعاكس، فبينما تسعى كل الأفلام لإقناع المشاهد بأنّ كل افتراضي واقعي، كان عليهم إقناعه بالنقيض وبأنّ كل واقعي افتراضي، مع التوازن بين تقديم صورة سينمائية جذابة، والإيحاء بأنّنا ضمن عالم رقمي مُصطنع، وقد نجحوا بدرجة كبيرة في اجتياز هذا التحدي.


الإخراج يرفع شعار الكوميديا أولًا … وأخيرًا!!

Jumanji: Welcome to the Jungle

مُخرج الفيلم هو جاك كاسدان الذي يمتلك سجلًا فنيًا يضم عددًا قليلًا من أفلام الكوميديا هي القاسم المشترك بينهم جميعًا، ومن أبرزها فيلم الجريمة والكوميديا Zero Effect – الذي يُعد أول أعماله السينمائية – وفيلم The TV Set.

يتبين من أعمال كاسدان قدرته الفائقة على المزج بين الكوميديا وأي نمط فني آخر، وهو الأمر الذي ينطبق حرفيًا على Jumanji: Welcome to the Jungle، حيث انتصر المخرج للكوميديا على حساب أي عنصر آخر، وبقدر ما كان هذا أحد عوامل تميُز الفيلم كان كذلك سببًا مباشرًا في إخفاقاته المُتمثلة في تهميش جانب الشر، وإضعاف الصراع وارتباك وتيرة سير الأحداث قُرب النهاية، بالإضافة إلى غياب المنطق وتحول مواقف بعض الشخصيات بشكل مفاجئ وغير مُبرر.

تتجسد براعة جاك كاسدان في قدرته على تكوين عالم افتراضي بالكامل يتسق مع طبيعة عوالم ألعاب الفيديو، وكذلك تمكنه من خلق حالة من التفاعل المُتجانس بين الشخصيات والذي كان المصدر الرئيسي للكوميديا، ولكنه في النهاية تعامل مع الفيلم باعتباره فيلم مغامرات هزلي، أو ربما أراد له أن يكون كذلك، مُجرد سلسلة من المطاردات المُبهرة والمواقف الطريفة المتلاحقة بلا تعقيد أو تعَمُق أو الالتزام بحد أدنى من المعقولية.

Jumanji: Welcome to the Jungle

السؤال الأهم: هل فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle يستحق المشاهدة؟ … الفيلم لم يُقدم أقل مما يعِّد به أو المتوقع منه، هو فيلم مناسب بالتوقيت المناسب مُخصص للمتعة – والمتعة فقط – في فترة إجازات الكريسماس ورأس السنة، وإن اتخذنا من هذا (فقط) مقياسًا للتقييم سوف نجد أنّ الفيلم كان موفقًا وحقق الهدف الذي حدده لنفسه من بداية، دون أن ينشغل بادعاء تعمُق زائف أو تفلسف أجوف. هو فيلم مغامرات فكاهي جيد الصُنع، ولم يَسع لأي تصنيف باستثناء ذلك.

هل من الممكن أن نسمع طبول جومانجي تدق للمرة الثالثة؟ … أعتقد أنّ هذا الاحتمال أصبح قائمًا بدرجة كبيرة، فبجانب أننا نعيش العصر الذهبي للسلاسل السينمائية، فإنّ فيلم Jumanji: Welcome to the Jungle قد أضاف خاصية جديدة للعبة وهي القابلية للتطور واتخاذ أشكال مختلفة، وهي نقطة قد تُستغل – كعادة هوليوود – في حال تحقيق الفيلم إيرادات مرتفعة، والفيلم لم يكن رائعًا لدرجة تدفعنا إلى تمني ذلك، ولا سيئًا لدرجة تمني العكس، هو أثبت فقط أنّ اللعبة الملعونة وإن فقدت بعض رونقها فإنّها لا تزال تحمل الكثير من المرح!

فيديو يوتيوب

أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية

بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك

عبَّر عن رأيك

إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.