المسلسلات التركية الرومانسية: قصص حب لا نجدها إلا في الخيال، شاهد معنا أجملها واختر عملك المفضل

لا بد أن نعترف بأن المسلسلات التركية الرومانسية قد شغلت حيزًا كبيرًا من اهتمام الشارع العربي، المدبلج منها والمترجم، وحتى ما يتم عرضه أسبوعيًا للمرة الأولى على قنوات تركيا. واللافت بأن هذه المسلسلات الرومانسية داعبت مشاعر الناس وما تزال في الأوساط التركية والعربية، حيث أن أي عمل من هذا النوع ينال شهرة واسعة، ويحظى أبطاله بآلاف المعجبين خاصة إن لمسوا تلك الكيمياء المميزة بين الثنائيات. دون أن ننسى أيضًا أن الطريقة التركية بالعرض والمتمثلة بحلقة واحدة أسبوعيًا قد تصل لأكثر من ساعة وخمسين دقيقة، يجعل الجمهور ينتظر بكثير من التشويق والحماس أحداث تلك الحلقات.

إن أردنا الحديث عربيًا عن ظاهرة المسلسلات التركية الرومانسية، فيجب أن نعترف بأن كثرة القيود على الإنتاج الفني العربي، وخضوعه لخدمة توجهات شركات الإنتاج الخاصة والحكومية، حالت دون إنتاجات عربية من هذا النوع تنال استحسان الجمهور وتحظى بذات الشعبية. ليتحول توجه المشاهد العربي للدراما التركية المدبلجة في البداية، ثم للأعمال الحديثة ذات العرض الأول والتي ما تزال تتلقى ردود أفعال الشارع التركي الذي يحكم بدوره استمرارية العمل ومستوى نجاحه.

لنفتتح الحديث عن المسلسلات التركية الرومانسية بالمسلسل صاحب الشهرة الأوسع تركيًا وعربيًا. احتل هذا المسلسل عند عرض موسميه في تركيا مكانة كبيرة وكان له الصدى نفسه في العالم العربي عند دبلجته. يتحدث العمل عن فتاة يتم استئجارها لكي تعمل لدى أحد المصممين الموهوبين والمشهورين وتوقعه بحبها. لكن ينقلب السحر على الساحر فتقع في حبه ويبادلها هو هذا الحب لكن سيكتشف لاحقًا ما حيك ضده ويختفي من حياة حبيبته في ليلة الزفاف. ليأتي الموسم الثاني بجرعة أكثر رومانسية وجدية، حيث يجتمع الحبيبان من جديد في مكان مختلف وطاقم ممثلين جديد، ويعايش الحبيبان الغيرة والغموض ومشكلات الماضي، وككل علاقة تلتئم فتصبح أقوى بفعل المشكلات التي تجاوزاها معًا. أطلق هذا العمل نجومية ألتشين سانجو وقدمها للجمهور كممثلة صف أول.

لن تكف عن مشاهدة هذا المسلسل الرومانسي الكوميدي الممتع، يبدأ المسلسل بفتاة تسافر عائدة لتركيا مع طفلها وقد تخلى حبيبها والد طفلها عنهما، لا تعلم كيف ستواجه عائلتها بحقيقة طفلها. وعلى متن الطائرة نفسها شاب قد تخلت عنه حبيبته وعائلته تصر على تزويجه دون رغبته. ليعقد الاثنان اتفاقًا بأن يدعيان أنهما متزوجان ليخرج كل منهما من ورطته بسلام. يعيش الاثنان معًا ويواجهان العالم بكل شجاعة، فيعجب كل طرف بالآخر ويجربان الحب من جديد بخطى أكثر ثباتًا ونضجًا. سنرى كيف أن الحب الثاني قد يكون أقوى وأجمل وأننا سنقدر على الحب مجددًا مهما كان جرح الحب الأول عميقًا. تكمن جمالية المسلسل بتقديم أوزجي وبورجا كثنائي كوميدي وهو ما لم يقدمانه قبل هذا المسلسل. بالإضافة للشخصيات الأقرب لرسوم الكاريكاتير والتي قدمها ممثليها بغاية الاحترافية كوالد البطلة صاحب الوجه المتجهم.

الطبقة المخملية من المسلسلات التركية الرومانسية القصيرة، يقتصر العمل على موسم واحد، ويتحدث عن فتاة من الطبقة المخملية تبتعد عن عائلتها وتحاول أن تعمل في أحد المتاجر دون الافصاح عن هويتها وهوية عائلتها. يقع شاب وسيم وفقير في حبها ويعتقد أنه قد وجد فتاة أحلامه من طبقته البسيطة، ليكتشف بطريقة درامية من تكون وتنفضح علاقتهما، فيقع بمشكلات كبيرة بسبب سطوة والديها. ويقرر الانتقام وتخريب حياتها وحياة عائلتها كما حدث معه، لكن سيكون حبهما أقوى من كل شيء فيعمل هذا الثنائي العاشق على تجاوز خلافات عائلتيهما والبدء من جديد حياة واضحة دون أسرار. لم تكن التقييمات جيدة بالمجمل حول المسلسل بالرغم من الدعاية الكبيرة التي حظي به العمل، والميزانية الكبيرة التي تم رصدها للعمل.

كأغلبية المسلسلات التركية الرومانسية يقدم لنا هذا العمل قصة لنتحدث إلا في من منظور تركي، حيث سنشاهد قصة شيف شابة بارعة في عملها تشاء الظروف أن تعمل لدى رجل أعمال صارم ووسيم. وخلال فترة عملها تتعرض عائلة أخته لحادث يودي بموت أخته وزوجها ليبقى ابن أخته الطفل معه. فيحتاج لما يعينه على تربيته والحفاظ على حضانته، ولا يجد حلًا أفضل من زواجه بالشيف التي يعشقها ابن أخته. لنختبر نشوء قصة حب طريفة بين نقيضين يعملان سويًا لحماية الطفل واجتياز الأزمات بمساندة بعضهما مهما كان الثمن. فيتحول زواجهما لزواج مثالي وينشئان عائلة جميلة. يعتبر العمل بداية شهرة جان يامان نجم المسلسلات الرومانسية التركية بلا منازع، وأولى أدوار البطولة التي كان آخرها السيد الخطأ بمشاركة الممثلة أوزجي غوريل نجمة البدر.

يعتبر عروس اسطنبول أحد أبرز المسلسلات التركية الرومانسية، حيث تم ترجمته وبلجته لعدد من اللغات في مقدمتها العربية. عروس اسطنبول في بداية المسلسل هي الفتاة التي يتعرف عليها الأخ الأكبر في عائلة عريقة يعشقها ويتزوجها بسرعة، فتتعرف العروس على عائلته التي تضم أربعة أخوة وأم متسلطة وذات شخصية نافذة. تحاول ثريا في الموسم الأول أن تنجح زواجها من فاروق وأن تحافظ على طفلها الذي لم يولد بعد. لكن ينتهي الموسم الأول بفقدانها للجنين واكتشاف ماضي زوجها لتختفي من حياته نهائياً. يبدأ الموسم الثاني ببحث فاروق عن زوجته المختفية ولفائهما مجددًا، يشرع الثنائي بالطلاق لكن يعدلان عنه في اللحظة الأخيرة، ويحاولان البدء من جديد لتبدأ علاقة زوجية أقوى وأكثر صراحة. مجابهين كل ما يمكن أن يمر به ثنائي من ضغوطات العائلة والإفلاس وحتى المكائد. أما الجزء الثالث فهو تطور طبيعي وواقعي للعائلة بوجود الأطفال ومرور سنوات على ما عاشوه وتوطيد علاقة ثريا بكل أفراد العائلة وكسب ثقة الجميع. لا شك بأن العمل هو الأقرب لقلوب كثيرين بسبب جمال الثنائي وأدائهما المقنع كعاشقين، ولا يمكن أن ننسى قصة الحب التي تعيشها الأم مع حبيبها الأول والذي يتكلل بالزواج في أحد المواسم.

يعتبر هذا المسلسل أحد أشهر مسلسلات توبا بويوكستين وأهمها، تدور أحداث المسلسل حول شاب ينتقل للعيش بإحدى القرى المثالية التي يسيطر عليها جل أعمال مهم، يفرض جسور الشاب الغامض وجوده في البلدة وحتى في حياة عائلة رجل الأعمال بغرض الانتقام لوالده الذي قتل في ظروف غامضة في نفس البلدة. لكن وخلال تنفيذه لخطته يقع في حب ابنة الرجل وتنشأ بينهما إحدى أجمل قصص الحب وأصدقها. يكسب جسور الفتاة لجانبه ويتزوجها لكن لا تكتمل فرحتهما بسبب مقتل والدته، مما يتسبب بسفره وترك حبيبته وحياته في البلدة. يعود جسور بعد مدة فيتأجج الحب مرة أخرى بينه وبين حبيبته، ويحاولان مجددًا إنقاذ حبهما والخروج من دوامة الأحداث والأزمات التي تعصف بالجميع، لينتهي المسلسل بزواجهما وموت أبيها محاولًا تصحيح أخطاء الماضي والتكفير عن كل ما اقترفه. لاقى العمل صدى واسع في تركيا، ونال نسب مشاهدة عالية، كما أثنى النقاد على أداء كيفانش تاتليتوغ الذي بدا واضحًا تطوره وقدرته على إقناع المشاهد بكل لحظة.

لا يمكننا الحديث عن المسلسلات التركية الرومانسية دون أن نتحدث عن هذه القطعة الفنية. فبعكس الصورة النمطية والمملة أحيانًا والمتمثلة بالبراءة واللطافة المبالغ بها والحاجة للحماية من الشاب الوسيم التي تخرج فيها البطلة التركية. سنقابل هوليا الفتاة الذكية التي لا تقبل بالخسارة، فقبل أن نعرف عن ماضيها المؤلم وعذاباتها السابقة، سيبدأ المسلسل بزواجها من شاب غني لا يحبها، وهجره لها ليلة الزفاف ليسافر إلى ألمانيا. ولأنها هوليا لن تقبل بتلك الهزيمة، ستسافر وراءه وتفعل المستحيل لتكسب ثقته وتعيده وتحل مشاكله حتى دون علمه. تنال تلك البطلة ثقة العائلة كلها، وتربي طفل زوجها بكل محبة، لكن تبدأ مآسي الماضي بالظهور وقبل أن تتضح الصورة للجميع سيتوجب عليها أن تواجه العالم كله وحدها. تتصالح هوليا خلال معاركها الكثيرة مع الماضي وتتقبل ما حدث لها وتعيد بناء عائلتها مع زوجها كريم بالرغم من كل ما يواجههما. لاقى المسلسل عند عرض حلقاته نسب متابعة عالية في تركيا، ونال شهرة عربيًا حتى قبل دبلجته. كما أثنى النقاد على دور بورجو الاستثنائي والذي قدمها كممثلة صف أول وبجدارة.

تكمن روعة هذا المسلسل بالغموض الذي يلف أحداثه من البداية، ارتكزت القصة على كتاب شطرنج العارفين لابن عربي.  فالشخصية الرئيسية عزيز رجل الأعمال الغامض يلتقي بفتاة جميلة وتتقاطع سبلهما، ليتضح أن  قصتهما ترتبطان برقعة شطرنج غريبة ترسم لهما مسار الأحداث وتكشف لهما أسرار عائلتيهما اللتان تشتركان بماضي مؤلم وطويل. تتوسع القصة وتعكس حياة كثير من الشخصيات المختلفة، وكل حلقة ستحمل حكمة مر بها النرد على رقعة الشطرنج. بكثير من الدراما سنعايش قصصًا من الحب بين الماضي والحاضر، سنعايش الفراق والفقد والوحدة والشوق وحتى الندم. كانت المراجعات إيجابية بالمجمل، فقد ضمنت الحبكة عنصر التشويق حتى الدقائق الأخيرة، كما نالت قصة الحب المميزة إعجاب الجمهور بشكل عام.

يندرج هذا المسلسل تحت إطار الدراما التاريخية الرومانسية، حيث يسرد قصة أحد الضباط الأتراك خلال حرب البلقان الأولى واحتلال مدينة إزمير، يعود جودت بعد اختفائه لسنوات كضابط يوناني يحاول مواجهة زوجته الجميلة وأبنائه. تتهمه عائلته بالخيانة ويتقد الحب القديم الذي جمع الزوجين في زمن مضى، أما ابنته الصغرى هلال تلك المتمردة الثائرة التي تواجه الاحتلال بكل جرأة تقع في حب الضابط اليوناني الذي تبدأ معتقداته وأولوياته بالتغيير بسبب هذا الحب. ستتفاعل قصص الحب تلك مع الأحداث التاريخية لنشهد على عمل متكامل العناصر يثبت لنا أنك عندما تعشق يصبح قلب الحبيب وطن يحميك ويدفع بك لمرادك أيًا كان ما تصبو إليه. أنت وطني ملحمة رومانسية تاريخية لن تتكرر، ذلك كان رأي النقاد في تركيا خاصًة بعد النهاية الرائعة والواعدة. كما أشادوا بالمهنية العالية للكادر وعدم ارتكاز العمل على بطلين فقط، فالمسلسل يقدم قصص كثيرة لشخصيات عاشت في تلك الفترة.

أيضًا يمكننا أن ندرج هذا المسلسل بإطار الدراما التاريخية الرومانسية، يعكس المسلسل قصة طبيب شاب وقريبته الفاتنة اليتيمة التي تربيها عائلته كإبنة لهم. تعشق الفتاة ذلك الطبيب بينما ينصرف هو بعشقه لامرأة مطلقة تتلاعب به وبعائلته، إضافة لأخته التي تعشق صديقه الطبيب الاستغلالي والمريض النفسي. يقع الطبيب في مشكلات كثيرة ويتورط بسبب صديقه السيئ وبسبب علاقته بتلك الأرملة، فيجد فهرية أفجين بجانبه في كل محنة تدعمه وتثبت براءته، مما يقوي علاقتهما ويأجج الحب بينهما، ومع كل حدث وأزمة تصبح علاقتهما أقوى وأجمل ويثبتان خلال الأحداث بأن الحب كما يورطنا بالمصائب قد يكون هو نفسه الحل لكثير من المحن الأخرى. لاقى العمل إعجاب الجمهور وأشادوا بالكيمياء الملفتة بين البطلين والتي تحولت لقصة حب فعلية جمعت بين الممثلين وتكللت بالزواج، مما جعل تلك العلاقة بين الشخصيتين ذات مصداقية استثنائية. يصنف كثيرون هذا العمل كأحد أجمل المسلسلات التركية الرومانسية في آخر عشر سنوات.

العشق الأسود مسلسل بوليسي رومانسي، لن نجد هذه الخلطة الغريبة إلا في الدراما التركية. يبدأ المسلسل بجريمة قتل يذهب ضحيتها رجل أعمال مشهور وفتاة شابة مغمورة، وبسبب ملابسات الجريمة الغريبة تتقاطع طرق ابنة رجل الأعمال القادمة من أوروبا وخطيب تلك الفتاة المقتولة. يتفق الثنائي بداية على أن يكتشفان الحقيقة ويوقعان بمن ارتكب تلك الجريمة، فتتكشف على إثر ذلك أسرار أكبر حول التهريب والمافيا وعلاقاتها بالداخل التركي. وفي خضم كل هذا الآكشن تقوى علاقة الثنائي وتتحول لقصة حب عاصف تحملهما دومًا لبر الأمان وتبعدهما عن كل تلك الفوضى التي تعصف بحياتهما. حاز هذا المسلسل على نسب مشاهدة عالية وتقييمات جيدة، كما حاز على جوائز عدة، أهمها جائزة المسلسلات التلفزيونية للعام نفسه، وجوائز من جمعية راديو وتلفزيون الصحفيين أيضًا.

يمزج مسلسل الانتقام الحلو بين الرومانسية والكوميديا، لا يعد من أنجح المسلسلات الرومانسية، لكنه من المسلسلات التي تحب أن تشاهدها أكثر من مرة بسبب المتعة والضحك اللذان يقدمانه. يحكي المسلسل قصة فتاة يهجرها حبيبها ليلة الزفاف قبل اكتمال المراسم، ويتحول الفل لكارثة كبيرة، تلتقي خلالها بشاب وسيم تكتشف بأنها تعرفه جيدًا من قبل وسبق لها أن رفضت حبه بطريقة مهينة. أما الشاب وبعد أن وضعته الدف أمام من رفضته يومًا يقرر الانتقام بأكر الطرق استفزازًا ولؤمًا. لكنما يحدث عكس ذلك، فتقع الفتاة بحبه وتتقد شرارة حبه القديم لها، لكن قد لا يكون الأمر بهذه البساطة فلا نحصل عادة على ما نريد بسهولة. بالرغم من أن نسب المشاهدة لم تكن على القدر المطلوب لإنتاج موسم جديد، إلا أن البطلة أدت دورها بإتقان وجمال وهذا ما وسع شعبيتها وأهلها لأدوار أكثر نضجًا.