فيلم Run All Night .. بين حبّ العائلة والإخلاص للأصدقاء

شاهدنا في بداية هذا العام ظهور جديد لبطل أفلام الأكشن “كما بدى واضحاً في الفترة الأخيرة” ليام نيسون في أحد أدواره الشهيرة عبر فيلم Taken 3 والنتيجة كانت سيئة جداً، ليحظى بفرصة أخرى في عالم الحركة أو الأكشن لهذا عام عن طريق فيلم Run All Night الذي شهد تحسّناً ملحوظا عن فيلمه السابق Taken 3، فما هي أسباب هذا التحسّن؟

تملك جميع أفلام الأكشن أساسيات لا بد منها من قيمٍ أو قدرات خاصة بالبطل، كانت موجودة في فيلم Run All Night وفي الواقع لا يمكن التخلّي عنها، لكن ما احتواه هذا الفيلم هو الشخصيات القويّة المتعددة التي جعلت تركيز الفيلم لا ينصبّ على شخصية واحدة خارقة تمحور حولها الفيلم بأكمله كما هو الحال في أفلام ليام نيسون، بل كان هناك الكثير من الشخصيات الجيدة الطيبة منها أو الشريرة أيضاً، نقطة تشكل الاختلاف الرئيسي الإيجابي عن أفلام ليام نيسون الأخرى.

هو ممثل رائع من الممتع دوماً مشاهدته، لكن أحياناً تصل أفلامه إلى مرحلة غير محتملة من المبالغة والمشاهد اللامنطقية، هذه إحدى النقاط الثانية التي اختلف فيها فيلم Run All Night، فهو خالي تقريباً من المبالغة الخيالية لبطل الأكشن، فما ستشاهده بالفعل هو رجل عجوز لديه بعض القدرات القديمة أهمها “عنصر المفاجأة” مما يجعل الفيلم مقبولاً من قبل المشاهدين، ومنطقياً على نحو ما.

ننتقل الآن إلى القصة التي شملت بعض النقاط الدراميّة الجيدة، ليست تلك القصة الهائلة بل في الواقع أيضاً متوقعة جداً، لكنها كإضافة إلى فيلم أكشن شكّلت اساساً لطيفاً تم عرض الفيلم من خلاله، ليقوم بعد ذلك طاقم الممثلين بما عليهم من أدوار كانت جيدة بأكملها امتلكت كل منها نكهة مميزة ساهمت في تقديم المتعة التي حاول جاهداً هذا الفيلم صتعها.

يحتوي الفيلم على الكثير من الأفكار المُكررة في أفلام الأكشن، ولكن لم يقدّم لها أي اهتمام كبير بالنظر للناتج الأساسي، فلا يمكن في لحظة تجاهلها ومن ناحية أخرى وجودها تكرر آلاف المرات في أفلام الأكشن المختلفة، ليأتي المخرج جاومي كوليه سيرا محاولاً وضع لمسة خاصة من أجل إضافة التغيير في الفيلم، لكن يخرج بلمسات غير ضرورية وفارغة المعنى أي ليس لها أي أهمية، فقط من أجل التغيير.

لم يتميّز الفيلم بسرعة كبيرة بل أخذ وقته في تفصيل وعرض كل مقطع أكشن، لكن لم يصل إلى مرحلة ستُشعرك المشاهد بالضجر وذلك عن طريق جودة مشاهد الأكشن والتمسّك بالتغيير الدائم لها والتبديل المستمر لمكان حدوثها، يدلّ من جهة ثانية عنوان الفيلم على الكثير من المطاردات، ولكن بالنظر بشكل عام على طرحه لبعض الأفكار مثل الصداقة الأبدية، العائلة، الانتقام وما إلى ذلك ستحصل على فيلم مثير للاهتمام وممتع، أفضل بكثير من Taken 3 دون شك.

تدور أحداث فيلم Run All Night حول جيمي كولون (ليام نيسون) رجل عصابات وقاتل محترف متقاعد، يملك ولاءً غير مُطلق لشخص واحد كان دوماً مثله الأعلى وهو  صديق حياته وربّ عمله شون مغواير (إيد هاري)، يجد جيمي نفسه في وضع فائق الصعوبة وتحت اختبار حقيقي للولاء عندما يقوم بقتل ابن شون الذي يدعى داني (بويد هولبروك) اثناء حمايته لولده مايكل (جويل كينامان).

يملك جيمي مع ابنه مايك علاقة متوترة منعته من الالتقاء به لمدة تتجاوز الـ 5 سنين، لتبدأ بعد ذلك رحلة مشوّقة يبحث فيها جيمي عن طريقة لإنقاذ ابنه الذي أصبح الجميع يريد قتله بمن فيهم شون. يضم الفيلم أيضاً نجوم كبار مثل بروس مكغيل، فنسنت دونوفريو، ونيك نولتي في أدوار ثانوية بالإضافة إلى ظهور المغني كومون الحائز على جائزة الأوسكار عن فيلم Selma لهذا العام.

شملت ميزانية الفيلم مبلغ قُدّر بـ (50 مليون دولار)، تم افتتاحه بتاريخ 13 مارس من هذا العام وحقق عالمياً إيرادات قدرها (67 مليون دولار)، رقم منخفض جداً بالنظر إلى ميزانية الفيلم لكنه دليل آخر على تأثير فيلم Taken 3 على سمعة أفلام ليام نيسون، واستنفاذ الأخير لبطاقته الناجحة على الفيلم الأسوأ بالسلسلة.

ليام نيسون ممثل موهوب وستبقى مشاهدته على الشاشة الكبيرة من الأمور الممتعة، لكن قد بلغت مشاركاته في أفلام الأكشن إلى حدها الأقصى، وأظن أن عليه التغيير قليلاً أو حتى الاعتزال من تمثيل أفلام الأكشن المتمحورة حول شخصية رئيسية خارقة، لكن ما قدمّه في فيلمه الأخير كان جيداً وممتعاً يستحق المشاهدة في رأيي.

ماذا عنكم هل قمتم بمشاهدة الفيلم؟ ما رأيكم به؟