أشهر أفلام شون كونري الممثل الغاضب

ومن ثمّ توالت أفلام السلسلة حيث لعب “كونري” دور “بوند” في فيلم (From Russia with Love (1963 جنباً إلى جنب مع الممثلة الإيطاليّة الجميلة “دانييلا بيانشي”، و فيه يحاول “بوند” منع منظمة إجراميّة سريّة من الحصول على جهاز خطير يملك القدرة على إحداث فوضى في العالم، وهو من إخراج الإنكليزيّ “تيرانس يونغ” وقد حقق نجاحاً كبيراً على شباك التذاكر العالمي إذ وصفه النُقّاد بأنّه الفيلم التي بدأت فيه شخصيّة “بوند” بالظهور والتشكّل.

أمّا ثالث أفلام السلسلة فهو (Goldfinger (1964 الذي يتتبع “بوند” فيه عملية تهريب ذهب غير شرعيّة ليكتشف على إثر ذلك خطّة خطيرة تهدف للقضاء على احتياطيّ الذهب في منطقة فورت نوكس، وهو من إخراج الإنكليزيّ “غاي هاميلتون” وقد نال جائزة الأوسكار عن أفضل مؤثرات صوتيّة عام 1965.

يليه فيلم (Thunderball (1965 من إخراج “تيرانس يونغ” والذي يحاول “بوند” فيه استعادة قنبلتين ذرييتين تمت سرقتهما من قبل تنظيم إجراميّ، وتظهر معه في الفيلم كلّ من الممثلة الفرنسيّة “كلودين أوغر” والممثلة الإيطاليّة “لوسيانا بولازي” والممثلة وعارضة الأزياء الإنكليزيّة “مارتين بيسويك” وغيرهنّ، وقد نال الفيلم جائزة الأوسكار عن أفضل مؤثرات بصريّة عام 1966.

ومن ثمّ فيلم ( You Only Live Twice (1967 من إخراج الإنكليزيّ “لويس غيلبيرت” والذي تدور أحداثه في اليابان حيث يحاول العميل “بوند” معرفة سرّ ابتلاع مركبة فضائيّة روسيّة لكبسولة أطلقتها أميركا في الفضاء، وتشاركه بطولة الفيلم الممثلة اليابانيّة “مي هاما” وهو فيلم حائز على جائزة أكاديمية أفلام الخيال العلمي والفنتازيا والرعب في الولايات المتحدة الأمريكية إضافة إلى جوائز عديدة أخرى.

من ثمّ عاد “كونري” للظهور كشخصيّة “بوند” في فيلمين أخيرين هما (Diamonds Are Forever (1971 من إخراج “غاي هاميلتون” وفيه يتتبع “بوند” خيوط تكشف عن مؤامرة خطيرة لتهريب الماس.

ومن ثمّ فيلم (Never Say Never Again (1983 من إخراج الأمريكيّ “إرفن كريشنر” وفيه نجد “بوند” يسابق الزمن قبل انفجار صاروخين من نوع “توماهوك” تمّت سرقتهما من قبل عملاء إرهابيين، و هو من بطولة الممثلة الأمريكيّة الجميلة “كيم بازنغر” والممثلة وعارضة الأزياء النيكارغواكيّة “باربارا كاريرا” جنباً إلى جنب مع “كونري”.

وقد عدّ النُقّاد “شون كونري” أفضل من لعب دور “بوند” عبر التاريخ ومن بينهم المخرج الأمريكيّ “سيدني لوموت” الذي قال عن “كونري”: “يمكن وصفه كما تمّ وصف الممثل (غاري غرانت)؛ هو ببساطة ساحر”،

على الرغم من تصريح أحد أصدقائه المقرّبين وهو الممثل الإنكليزيّ “مايكل كين” بأن ارتباط اسم “كونري” بشخصيّة “بوند” كان مُبحطاً بالنسبة لـ “كونري” الذي عدّ نفسه ممثلاً أكثر موهبة من أداء دور العميل السرّي الخارق فقط.

وهو ما يبدو رأياً صائباً بحسب النُقّاد إذ أنّ موهبة “كونري” لم تخفِ نفسها بل ظهرت بقوّة في أفلام عديدة تاركةً اسمه بين أسماء ممثلين كبار في تاريخ سينما هوليوود.

أقرأ أيضًا: وفاة شون كونري: رحيل ممثل جيمس بوند عن عمر يناهز 90 عامًا

ولعلّ من أشهر هذه الأفلام فيلم الأكشن والمغامرة الحائز على ثمانية ترشيحات لجوائز من بينها الأوسكار والبافتا (1975)The Man Who Would Be King من إخراج الأمريكي “جون هيوستن”، والذي أدّى فيه “كونري” دور البطولة جنباً إلى جنب مع صديقه الممثل “مايكل كين”، وهو فيلم يحكي عن الصداقة والطموح في قصة طريفة تودي بجنديين صديقين إلى حكم دولة “كافرستان” المتخيّلة.

وفيلم الفانتازيا والمغامرة (Time Bandits (1981 من إخراج “تيري جيليام” والذي يعدّ فيلماً مناسباً للصغار والكبار على حدّ سواء رغم سودوايتيه المستترة خلف قناع المغامرة والكوميديا.

كما فيلم المغامرة والأكشن من إخراج “ستيفن سبيلبرغ” (Indiana Jones and the Last Crusade (1989 الذي حصل أداء “كونري” فيه لشخصية “هنري جونز الابن” على أصداء رائعة من النقّاد كما رُشّح إلى جائزتي البافتا والغولدن غلوب عن أفضل ممثل في دور مُساعد.

كما نذكر من أفلامه فيلم (The Name of the Rose (1986 المأخوذ عن الرواية البوليسية (اسم الوردة) لـ “إيمبرتو إيكو”؛ والذي لعب فيه “كونري” دور راهب من القرون الوسطى يعمل على حلّ جريمة غامضة، وقد نال عنه جائزة البافتا وجائزة الفيلم الألمانية والجائزة الإيطالية للصحفيين السينمائيين إضافة لجائزة جوبيتر العالميّة.

أمّا جائزة الأوسكار فقد نالها “شونري” عن فيلم الجريمة والدراما (The Untouchables (1987 من إخراج “براين دي بالما”، والذي أدى فيه شخصية “جيم مالوني” وهو شرطي إيرلنديّ أمريكيّ يسعى للحدّ من الفوضى والفساد في مدينة شيكاغو الأمريكيّة.

بعيداً عن الشاشة عُدّ “كونري” شخصيّة جدّية صعبة وقد اشتهر في الوسط الفنّي بكثرة الدعاوي القضائيّة التي قام برفعها ضدّ كلّ من ساوره الشكّ بأنه يحاول خداعه من زملاء ممثلين أو حتى مُنتجين، وقد سبق لـ “كونري” أن صرّح لصحيفة “التايمز” بأنّه اكتسب جانبه العنيف من الطفولة الصعبة والفقيرة التي عانى منها، وقد اعتبر كثيرون أنّ هذا الجانب من شخصيّة “كونري” كان واحداً من أسرار نجاحه الكثيرة.