افتح يا سمسم … برنامج الأطفال المميز
من النادر في عالم الإعلام والبرامج والمسلسلات التلفزيونية أن يجتمع ثلاثة أجيال متتالية يكبر كل منهم على نفس المسلسل ويتربى من خلاله على القيم والأخلاق النبيلة وكل جيل منهم يجد فيه ما يناسبه ويناسب عصره الذي يكبر فيه ويعي فيه المجتمع من حوله، هنا لا أتحدث عن إعادة عرض مسلسل ما بحيث ينال إعجاب الجميع… بل عن حلقات مستمرة منه تتجدد كل جيل و تخاطبه بما يناسبه.
نعمان وملسون، أنيس وبدر، كعكي وغرغور… شخصيات لطيفة جداً كانت معنا في طفولتنا ورافقتنا في تعلم لغتنا ومفاهيم كثيرة بسيطة وتعرفنا من خلال شارع سمسم بسكانه اللطفاء والمسالمين والمحبين على الكثير من القيم والسلوك الإيجابي مثل التعاون والمحبة واحترام الآخرين وخصوصاً الكبار.
مر المسلسل بعدة مراحل منذ بدايته وحتى الجزء الرابع الذي يعرض الآن على بعض القنوات:
بدأ المسلسل جزأه الأول عام 1979 من إنتاج مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي عن مسلسل أمريكي يحمل اسم شارع سمسم الذي بدأ عرضه عام 1969 على الشاشات الأمريكية ولاقى نجاحاً كبيراً وحاز على عدة جوائز، وتم تصوير الجزء الثاني منه عام 1982. وقاموا تصوير المشاهد الداخلية منه في دولة الكويت والمشاهد الخارجية في عدة دول عربية، ثم اشترت مؤسسة البرامج المشتركة حقوق النشر عن كل جزء مقابل 1.6 مليون دولار والذي يشمل 130 حلقة.
ملسون ونعمان شخصيات تم تعديلها عن النسخة الأمريكية وظهرت في الأجزاء الثلاثة الأولى و بقيا في الرابع بدلاً عن دمى كانت موجودة في النسخة الأمريكية من المسلسل، بينما تم الحفاظ على شخصية الضفدع الذي أصبح اسمه (كامل) وأنيس وبدر من النسخة الأمريكية، إضافة إلى الشخصيات البشرية التي عاشت في الحي مثل المعلمة فاطمة ووالدتها ، وحمد النجار وعم عبد الله البائع.
عام 1989 تم إنتاج الجزء الثالث بالفعل و أشرف عليه فيصل الياسري و تم تصوير 120 حلقة منه، لكن لم يعرض منها سوى 44 حلقة بسبب حرب الخليج عام 1990 و التوتر السياسي الحاصل.
تم تغيير عدد من الممثلين في الأجزاء المختلفة ولكن الشخصيات بقيت كما هي وتم إضافة بعض الشخصيات الحقيقية من الممثلين، لكن هذا لم ينعكس بشكل سلبي على البرنامج بسبب تباعد المدة بين الأجزاء.
أيضاً فريق العمل كان كبيراً ومتنوعاً من فيصل الياسري في الأجزاء الأولى وفاروق القيسي وفائق عبد الحكيم، وكان كبار الكتاب الذين عملوا في المسلسل (ياسر المالح – زهير الدجيلي – سيد حجاب – إحسان قنواتي – علي حرب وغيرهم)، وكثيرون ساهموا في كتابة الأغاني أيضاً التي أضافت على المسلسل تنوعاً وعامل جذب كبير لجميع الأعمار.
بعد مرور أكثر من 30 عاماً على عرضه، خلال الثمانينيّات تحديداً، وتحقيقه نجاحاً كبيراً في العالم العربي في تلك الفترة أعلنت مؤسسة “بداية للإعلام”، وهي شركة متخصّصة في تطوير المحتوى التعليمي الترفيهي للأطفال، ومقرّها في أبو ظبي، عن تنفيذ النسخة الجديدة من برنامج افتح يا سمسم ، وإعادة إحياء شخصياته التي لطالما بقيت في ذاكراة المُشاهد العربي حتّى اليوم، وعاد البرنامج ليقدم في جزأين كل جزء من 28 حلقة مع نفس الشخصيات المحبوبة وشخصيات جديدة بشرية أضيفت إلى البرنامج، وعمل على تقديم المعلومات المفيدة والممتعة للأطفال من سن الرابعة حتى السادسة بأسلوب ممتع ومسلي وذلك بإشراف أخصائيين تربويين.
تميز برنامج افتح يا سمسم بروحه المرحة التي تملأ فقراته والمبادئ والمعلومات المهمة التي تقدم من خلاله بقالب جذاب وممتع للأولاد مع أغنيات جميلة، وما جعله برنامجاً محبوباً من قبل جميع الأجيال وأيضاً كان له دور -كما يجب أن يكون الإعلام الفعّال- في تعليم الأطفال الأحرف والأرقام وبعض المفاهيم العامة الأساسية والمحاكمات العقلية وأيضاً القيم الإيجابية التي يجب عليهم التحلي بها.
أتمنى أن يحذو منتجي برامج الأطفال حذو أسرة افتح يا سمسم ويبحثوا عن المفيد والممتع ليقدموه للأطفال، ويساهمون في بناء شخصياتهم التي تحتاج جهداً كبيراً منا نحن الكبار لننشأ جيلاً منتجاً فعالاً.
شارة بداية افتح يا سمسم
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
من أفضل البرامج التي كنت أتابعها في طفولتي, وأحسنت مقال جيد 🙂
بصراحة لا يوجد مقارنة بين افتح ياسمسم في الثمانينيات والذي يعرض اليوم، من ناحية المضمون أما الشكل الخارجي فقد تطور وتحسن بكثرة الألوان، أما من ناحية المضمون فالقديم كان متميزاً ومتنوعاً بشكل كبير ، أما الحالي فهو توعوي بسيط وفقير في المحتوى بشكل كبير …