فيلم Song of the Sea والأسطورة الايرلندية التي أسرت القلوب
4 د
تقييم فيلم Song of the Sea
حقق فيلم Song of the Sea العديد من الإنجازات كفيلم رسوم متحركة ايرلندي الجنسية، فحصل على تقييمات عالية من كل المواقع الشهيرة، بالإضافة بالطبع لترشحه لجائزة الاوسكار كأفضل فيلم رسوم متحركة، والتي لم يفز بها لصالح فيلم Big Hero 6.
الأسطورة وراء الفيلم
فيلم Song of the Sea مقتبسة احداثه من اسطورة أيرلندية قديمة حول قوم يسمون السيلكي يعيشون مثل البشر العاديين لكنهم ينتمون للبحر ويتحولون إلى فقمات عندما يلمسون الماء، مهمة هؤلاء الكائنات هي جلب الراحة لأصحاب القلوب الحزينة.
وقام المخرج والكاتب وصاحب الفكرة Tomme Moore بتحويل هذه الأسطورة الرقيقة إلى احداث فيلمه الثاني، فأبطال الفيلم عائلة صغيرة من أب من البشر وأم من السيلكي، ولهما ابن صغير “بين”، وتنتظر الأم ولادة طفلتها الثانية، وخلال ذلك تعلم ابنها الذي لا يعرف حقيقتها تاريخ قومها من خلال الأغاني والحكايات، وفي احدى الليالي تلد ثم تترك صغيرتها وتختفي في البحر.
تمر ستة سنوات، لنتعرف على العائلة من جديد و”بين” على اعتاب المراهقة، والصغيرة سيرشا تحتفل بعيد ميلادها السادس ولم تتكلم بعد والأب لازال حزيناَ على غياب زوجته، وفي ذات الليلة تكتشف الطفلة سيرشا حقيقة كونها سيلكي مثل والدتها، فيرسلها والدها مع أخيها إلى المدينة مع جدتهما ليبعدها عن البحر وندائه.
لو أخبرك أحدهم إنه سينهي احزانك، ماذا سترد؟
لكن قدرها يقودها إلى الجنيّات وتكتشف إنهم مصابون بلعنة تجعلهم يتحجرون، والتي يأملون أن تنتهي على يد السيلكي الطفلة سيرشا، بينما القوى الشريرة التي تؤدي إلى هذا التحجر في يد الساحرة “ماكا” وورائها قصة أخرى من الفلكلور الايرلندي.
فمنذ سنوات طوال كان هناك ملك عملاق يسمى “ماك لير” وقعت له حادثة مأسوية أدت لبكائه لأيام طوال ومن هذه الدموع بدأت المحيطات، وحتى تساعده الساحرة ماكا أرسلت له بومها السحري ليمتص منه مشاعر الحزن، ولكن نتيجة لذلك تحول ماك لير لتمثال حجري.
ويأتي هنا السؤال ، لو اخبرك أحدهم إنه سينهي احزانك ماذا ستفعل؟ الإجابة الأولى بالطبع ستكون الموافقة، فمن لا يتمنى ان يحيا دون الإحساس بالخوف والفقد، الحزن، والقلق، ان يتخلص من المشاعر السيئة كلها، ولكن هل وجود هذه الأحاسيس شر كله؟ هل سيبقي الانسان إنساناً من دونها؟ ام سيتحول لحجر مثل الأسطورة؟
Tomm Moore طائر يغني خارج السرب
بدأ المخرج والكاتب توم مور العمل على هذا الفيلم منذ عام 2009 بعد انتهائه من فيلمه السابق The Secret of Kells -والذي ترشح لجائزة الاوسكار أيضا- وذلك في الاستوديو الخاص به Cartoon Saloon، وهو يعتز بالأفلام التي يتم انتاجها في هذا الاستوديو الصغير، وإنه لم يفعل مثل الكثير من زملائه الذين يأسوا من المنافسة مع استديوهات والت ديزني وبيكسار ولم يجدوا أمامهم سوى الالتحاق بها، او العمل في شركات العاب الفيديو، وعُرض على مور العمل في هوليود ولكنه رفض.
يقدّم الفيلم حالة مختلفة عن الكثير من أفلام الرسوم المتحركة، يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1. الاسطورة المحلية من التراث الأيرلندي الذي استطاع المخرج ان يستلهم منها القصة التي أثرت في القلوب، وابعدت المشاهدين عن عالم حوريات البحر الذي تم استهلاكه من قبل عشرات المرات في أفلام مماثلة.
2. تقنيات الرسوم المتحركة المستخدمة، التي اضفت على الفيلم طابع من الاصالة والبهجة في آن واحد.
3. أما النقطة الأهم ان الفيلم يحمل العديد من الأفكار والرموز، فنجد ان الاب والجدة متشابهين في الشكل والقصة العامة مع الساحرة ماكا والملك ماك لير، في دلالة على ان الأسطورة ليست خيالية بالكامل، بل من الممكن ان ينكر الإنسان مشاعره حتى يتحول إلى حجراً على الصعيد النفسي لا المادي.
4. البعد عن الصيغة المباشرة في العمل، فعلى سبيل المثال يشعر بين ان اخته هي السبب في فراق والدته، لكن بدلا من التصريح بذلك، تظهر هذه المشاعر من خلال أفعال صغيرة يقوم بها، ليحتار المشاهد في حقيقة مشاعره اتجاهها هل هي الكراهية ام الحب؟
5. النهاية الواقعية التي اختلفت المشاعر حولها.
بالإضافة لكل ما سبق يتميز الفيلم بأغاني رقيقة من التراث الأيرلندي وموسيقي ساحرة تستحق ان تستمتعوا بها.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.