فيلم Split … أداء رائع ولكن!
بواسطة/ سارة يسري فهيم
هناك نوع من الافلام يجب ان يسمى بـ ” الفرص المًهدرة”، هذا النوع ذو القصة المميزة المليئة بمساحة واسعة للأبداع والذي يُصاحب بتمثيل وأداء استثنائي لبعض شخصياته، ثم يقوم بإهدارها جميعاَ لتقديم وجبة متواضعة جدًا للمُشاهِد ؟! .. فيلم Split هو احدهم .
تم اصدار الفيلم في 20 يناير 2017 تحت تصنيف الرعب والاثارة نفسية، من بطولة جيمس ماكافوى وآنيا تايلور جو وبيتى باكلى، الفيلم من اخراج م. نايت شيملان المعروف بأفلام الرعب النفسي مثل The six sense و The happening و The visit، وهو كاتب الفيلم أيضًا .
عند مشاهدة اعلان الفيلم لأول مرة سيلفت انتباهك شيء واحد وهو لمحات من ابداع ماكافوى في تجسيده لهذه الشخصية الغير عادية، ولربما ستتوقع الكثير من هذه القصة وهذا التجسيد الرائع .. حسنا لم يكن بهذا السوء ولكن لم يقابل هذه التوقعات!
قصة واعدة
الفيلم تدور احداثه عن رجل يعانى من اضطراب الهوية الانفصامية أو كما هو متعارف عليه انفصام الشخصية؛ بوجود 23 شخصية مختلفة على الاقل بداخل عقله من ضمنهم امرأة وطفل في عمر التاسعة، والذي أدى دوره “جيمس ماكافوى “ كذلك.
يقوم هذا الشخص بخطف 3 فتيات واحتجازهم في مكان لغرض ما، ونتتبع احداث القصة من هنا ما بين محاولاتهم للهرب والتعرف اكثر على هذا الشخص بشخصياته المتعددة، والمريبة في الواقع وسبب اختطافه للفتيات.
على خط موازى نرى طبيبته النفسية د. فليتشر والتي ادت دورها “بيتي باكلى “، وهى تحاول فهم التصرفات الغريبة مؤخراً لمريضها ، وتعتقد ان مرضى الانفصام ذو قدرات خارقة.
أداء أنقذ ما يمكن انقاذه
لربما كان الأداء هو الميزة الأهم للفيلم، فلقد قلل الاداء الرائع لبعض الشخصيات -والجيد جدًا لشخصيات أخرى -من كارثة كان من الممكن أن تحدث.
تجسيد ماكافوى لدور مريض الفصام أكثر من رائع، أداء عظيم يجعلك غير مرتاح تمامًا وأنت تشاهده، الانتقال بين الشخصيات في نفس المشهد وتعبيراته الغير متزنة اثناء هذا التحول واقناعك بكل شخصية وكأنها محت ما قبلها في أقل من ثانية، اداء عبقري ورائع ويجعلك تترقب ظهوره دائمًا طوال الفيلم لترى كل هذا الجنون.
وأداء آنيا تايلور كان ايضاً ممتازًا، ونجحت في عكس كل تعقيدات شخصيتها وانفعالاتها المناسبة بشكل جيد، وأداء باكلى كان جيد جدًا ومحاولة استدراج مريضها وفهم ما يخفيه، باقي الشخصيات لم يكن هناك ما يميزها ولكنها كانت جيدة .
إخراج وتصوير متواضعان
لم يكن الاخراج او التصوير مميزاً الى حد كبير، ولربما لم يمنحني التوتر اللازم والمطلوب كفيلم رعب نفسي.
لا زوايا مميزة ولا لقطات غير عادية، ماعدا قرب الكاميرا من وجوه الشخصيات في مشاهد كثيرة؛ لتعكس انفعالاتهم ولخلق الاثارة النفسية اللازمة وخاصة ملامح ماكافوى وآنيا.
حبكة ضعيفة وحوار واهي
نصل لأسوء شيئين في الفيلم على الاطلاق , الحبكة … كانت ضعيفة لربما توقعت ما سيحدث بعد كشف بعض النقاط ولم يكن لها التأثير المطلوب ولربما خرجت عن الاطار المنطقي قليلًا لأنها بدون مقدمات مقنعة، تم وضع مقدمات ولكن غير وافية ولم يتم استعراضها بالشكل الكافي .
والحوار .. كان ضعيف متخبط الى حد ما، بعض الجمل ستقرأها سريعاً بدون فهم مغزاها ستشعر وكأنها وُضعت لتُشعرك ببعض جوانب عدم اتزان الشخصية، ولكنها لم تنجح الا في جعلك تفقد الارتباط بالمشهد.
إذًا لماذا “ فرصة مُهدرة “؟
من بداية الفيلم الى مُنتصفه تقريبا كان جيد جدًا وواعد وقد جذب انتباهك، من ثم تبدأ الاوضاع في التدني وقد يصيبك الملل الى ان نصل الى النهاية وهى اضعف حلقات الفيلم.
ربما لم يتم تقديم الشخصيات بطريقة مناسبة ايضًا، أتفهم ذلك لكونه فيلم رعب، ولكنه رعب نفسي فهو معتمد على شخصيات ابطالنا تحديداً، لنتفهم اسبابهم ودوافعهم وتصرفاتهم وردود افعالهم.
ولربما كان التركيز على آنيا فى دور” كايسى” ولكن طريقة التقديم كانت في شكل فلاش باك فقير الى حد ما ومتقطع على مدار الفيلم، ولم يتم التقديم للفتاتين الآخرتين.
وأتفهم عدم شرح شخصية بطلنا او خلفيته كنوع من انواع الغموض والاثارة، ولكن حتى وصولاً للنهاية لم نفهم ايضا كيف وصل لهذه المرحلة، وإحقاقاً للحق تم وضع فلاش باك قصير جداً عن ماضيه في النهاية لتبرير موقف ما، والذي لم يكن موفقاً للأسف.
هناك بعض الامور الغير مفهومة ايضًا كتجسيد 7 شخصيات فقط – تقريبًا -من أصل 23 شخصية بدون الفهم لآلية ظهور البعض واختفاء البعض الاخر.
بعضهم اخذ حيز اكثر من البعض ولم يكن الظهور متوازنا ولم يكن اختفاء باقي الشخصيات مبرر تبريرًا واضح.
وأخيرًا .. النهاية لم تكن حقًا بالمميزة، حيث تم وضع مقدمات طوال الفيلم لإقناعك بالنهاية، ولكن تناسوا مقدمات أخرى أكثر أهمية لم يتطرقوا لها الا في مشهد قصير وغير كافي أبدًا.
في المجمل الفيلم جيد، ستتفاعل مع اداء ماكافوى الى حد كبير ولربما سيظل عالق في ذاكرتك لفترة، وستستمتع بالفيلم عمومًا ولكن لن تصل لدرجة الرعب المتوقعة، فيمكننا اعتباره فيلم إثارة نفسي فقط.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.
على العكس تماما split هو اسوء فيلم جسد اضطراب تعدد الشخصيات, اولا في خطأ فادح في مراجعتك وما اعرف كيف محد لاحظه وصححه لك, واللي هو ان مرض الفصام الشخصي بعيد كل البعد عن اضطراب تعدد الشخصيات, وارجوا تعديل هذا الخطأ, اعرف ان تعليقي جاء جدا متاخر بما ان الفيلم كان في 2017, بس التاخير افضل من عدم المجيء, موضوعك ( اجمل افلام اضطراب تعدد الشخصيات ) هو الي قادني الى هنا. ثانيا من وجهة نظري الفيلم سيء جدا جدا (بجانب السلبيات الي ذكرتها في مراجعتك) الفيلم فيه اساءة لمرضى اضطراب تعدد الشخصيات, مع االاسف لمن تخلص افكار المخرجين يستخدموا الامراض النفسية في افلام الرعب, ودائما يجعلوهم قتلى متسلسلين عشان يضيفوا عنصر تشويقي وهذا حيجذب مشاهدين اكثر, وتنتشر فكرة ان المرضى هم قتلى.
اتفق معك سيدي الكاتب رغم اعجابي الشديد في المخرج و لكنه
كان متواضع في هذا الفيلم في كل شيئ و لولا ماكافوى لكان الفيلم ليس اكثر من متوسط و لكن الاداء ساعد جدا على رفع جودة العمل
The Sixth Sense.. وليس The Sex Sense.