أفضل أفلام الأنمي الأمريكية: كيف غزت أفلام الرسوم المتحركة الأمريكية العالم؟

تعتبر أعمال الأنمي أو الأنميشن أو الرسوم المتحركة سواءً كانت أفلاماً أو مسلسلات، المعادل الموضوعي لفن التمثيل خارج خشبة المسرح، إضافةً إلى أنّها تجسيد حقيقي لمقولة أنّ قدرات الإنسان غير محدودة، إذ يبدو أنّ تطلعات وخيال الفنانين لم تكتف بالفن السابع كتطور مبهر يصهر جميع الفنون، فكان الأنمي تأكيداً على رغبة الفرد بالسفر نحو اللامحدود، ورغم أنّ فن الأنمي برع فيه اليابانيون إلّا هوليوود كان لها نصيب فيه أيضاً. وفي هذا المقال نتحدث عن أفلام الأنمي الأمريكية أو أفلام الرسوم المتحركة الأمريكية على وجه الدقة التي غزت العالم كله.

تدور أحداث قصة فيلم الرسوم المتحركة الغنائي الدرامي الأسد الملك حول الأسد سيمبا الذي يفقد والده الملك موفاسا وهو شبل صغير، حيث قُتل والده بعد أن دبّر له سكار أخوه الشرير مؤامرة، وثم فيما بعد ذلك يقوم سكار بخداع الأسد الصغير وإيهامه بأنه السبب في مقتل موفاسا ليهرب سيمبا إلى المنفى ويصبح بعدها سكار ملك الغابة، وفي مرحلة المنفى يلتقي سيمبا بتيمون وبومبا ويصبح صديقاً لهما.

وبعد أن يكبر سيمبا يلتقي بصديقة الطفولة نالا، التي تفاجأ بأنّه على قيد الحياة، تخبره نالا كيف يتحكم سكار بالأمور بطريقة بشعة، وكيف تحولت أرض العزة إلى خراب، وتطالبه بالعودة لأراضيه واستعادة المُلك من سكار، فيعود سيمبا ويقاتل سكار لإنهاء طغيانه ويأخذ مكانه ويستعيد حقه كملك شرعي.

أثار هذا الفيلم جدلاً واسعاً لتشابه قصته مع قصة مسلسل أنمي ياباني بعنوان كيمبا الأسد الأبيض، ففي حين ينفي صناعه أي احتمال لبناء فيلمهم على المسلسل الياباني، ويدّعون أنّهم لم يكونوا على علم بوجود المسلسل الياباني المذكور، فإنّ التشابه الكبير بين القصتين يشير بشكل واضح إلى استلهام ديزني لفيلمها من مسلسل كيمبا الياباني، وبطل قصة المسلسل الياباني كيمبا هو شبل يُقتل والده وهو صغير ويفنى خارج أرضه ويعيش فترة طويلة يعود بعدها إلى أرضه ويستعيد ملكه المسلوب، وكيمبا كـ سيمبا يلتقي في غربته بلبوة تمثل الحب في حياته، ومن أوجه التشابه أيضاً أنّ كلا البطلين يريان صورة الوالد المفقود في السماء فيقوم بجانب المرشد والناصح، كنا أنّ الإثنين يقابلان قرداً حكيماً، وطائراً مضحكاً، كما الأسد المغتصب للحق في القصتين يتخذ من الضباع مساعدين له، إضافة إلى التشابه بالشكل بين البطلين والتشابه بالأسماء.

عُرض فيلم الملك الأسد في 1994، ونال استحسان النقاد، وهو من أشهر أفلام الأنمي الأمريكية على الإطلاق وحصل على الثناء من حيث الموسيقى والقصة والموضوع والرسوم. وحقق إيرادات عالمية مبدئية وصلت إلى 763 مليون دولار، وبآخر موسم العرض حقق أعلى إيراد في عام 1994، وأعلى إيراد لفيلم رسوم متحركة مُحرك تقليدياً في كل العصور، بالإضافة إلى الفيلم الأكثر مبيعاً على أشرطة الفيديو المنزلي، حيث بيعت منه أكثر من 30 مليون شريط.

حصل فيلم الأسد الملك على جائزتي أوسكار، لأفضل أغنية أصلية وأفضل موسيقى تصويرية، كما حصل على جائزة الغولدن غلوب لأفضل فيلم – موسيقي أو كوميدي. تم إعادة إصدار نسخة ثلاثية الأبعاد منه عام 2011 وصدرت نسخة واقعية عام 2019. وجد النقاد بأن هذا العمل يقف شامخًا داخل عالم ديزني الكلاسيكية، حيث لاقى إشادة واسعة وردود فعل إيجابية. لكن تطرف بعض النقاد إلى أنه مع كل ذلك لا يمكن مقارنته مع فيلم ديزني الشهير الجميلة والوحش، فهو على حد قولهم فيلم جيد لكنه ليس رائعًا.

قصة فيلم ماتريكس تدور في جو من الخيال العلمي الذي يطرح أسئلة فلسفية قديمة متجددة، جو دوستوبي يخلق عالمًا افتراضيًا يسمى (الماتريكس) مصنوع من قبل آلات حاسوبية واعية لأجل تدجين الإنسان وإخضاعه لاستخدامهم كبطاريات (مولدات طاقة) لصالحهم.

أحداث الفيلم تدور حول مبرمج حواسيب يجيد القرصنة على شبكة الإنترنت، وهو يقوم بأعمال الهكر باسم مستعار وهو نيو، يكون لدى نيو هوس لمعرفة ما هو الماتركس، وأثناء بحثه عن الماتريكس يصادف مورفيوس الذي يعرض عليه الطريقة للتعرف على حقيقة ماتريكس، ينخرط نيو ضمن مجموعة بعد تعرفه على مورفيوس حيث يتم إعطائه حبة حمراء تعزل إشاراته الإلكترونية من حاسوب ضخم تسيطر عليه الآلات، فينعزل نيو عن عالمه ويدخل عالماً غريباً وهو حقول لزرع البشر ليتم نقله إلى متن سفينة هي “نبوخذ نصر”.

يكتشف نيو أنّه يعيش في عام 2199م حيث هناك حرب قائمة بيت الآلات والبشر، تعتمد فيها الآلات على الطاقة الشمسية التي يسعى البشر لمنعهم منها عن طريق إشعال الحرائق لحجب السماء بالدخان، فقامت الآلات على أثر ذلك ببناء حاسوب ضخم جدًا وربطت الأجنة البشرية الموجودة بالحقول بهذا الحاسوب للاستفادة من الجنس البشري كمصدر بديل للطاقة.

هناك مجموعة ناجية من البشر لم يتم ربطهم بهذا الحاسوب العملاق، يطلق عليهم اسم الأحرار ويعيشون بمدينة تحت الأرض، ويدخل الأحرار إلى داخل الماتريكس عبر الربط بأداة تُدخل عبر الرأس، وعند الدخول يجب الحيطة من برامج قاتلة هم العملاء، وفي عالم ماتريكس هناك عرافة تنبأت بتحرير البشر من الآلات عن طريق شخص يدعى نيو. يذكر أنّ فيلم ماتريكس مستوحى من فيلم الأنمي الياباني Ghost in the Shell.

والأنمي ماتريكس هي سلسلة تتكون من تسعة أفلام متحركة قصيرة تدور في عالم سلسلة أفلام الماتريكس الخيالي، أطلقت سنة 2003. فبينما كان صناع فيلم ماتريكس يروجون للجزء الأول في اليابان، قرروا إنتاج نسخة أنمي منه فقابلوا فنانين ومصممين لأفلام الأنمي للتعاون معهم ليصبح بادرة مجموعة من أفلام الأنمي الأمريكية اليابانية في ذات الوقت كانت أغلب آراء النقاد إيجابية، حيث وصفوا الفيلم أنه يبرر الضجيج بعكس كثير من الأفلام التي رُوِّج لها بشدة.

Dispicable Me 2 هو فيلم رسوم متحركة ثلاثي الأبعاد كوميدي، تبدأ قصته بحادثة سرقة مختبر سري في الدائرة القطبية الشمالية بمغناطيس عملاق غامض، يحتوي المختبر على جهاز، يمكن أن يحوّل الكائنات الحية إلى آلات قتل شريرة غير قابلة للتدمير. مما استوجب على المسؤولين عن الأمن أن يجدوا شخصًا لمنع الجهاز من الوقوع في الأيدي الخطأ.

وفي الوقت ذاته يكون هناك شخص اسمه جرو وهو شرير فريد من نوعه تقاعد عن الأعمال الشريرة، إلّا أنّ لوسي الباحثة عن شخص لاستعادة الجهاز المسروق ترى في جرو الشخص المناسب للقيام بهذه المهمة، فتقوم باختطافه وأخذه إلى مكان عملها ليقوم مديرها بالطلب إليه القيام بمهمة تعقب سارقي الجهاز والقبض عليهم واستعادة الجهاز المسروق، إلّا أنّ جرو يرفض ذلك فهو يملك مشروعًا يقوم بالإشراف عليه، ويهم بالانصراف، وفي هذه الأثناء تعطيه لوسي بطاقة للتواصل معها في خال غير رأيه.

وعند العودة إلى مشروعه الذي لا يحقق له ما يرجوه يقرر جرو الاتصال بلوسي بعد أن تدغدغه الرغبة بالقضاء على الشرير الذي سرق الجهاز وبذلك يحتفظ لنفسه بلقب الشرير الأول. فيتصل بلوسي ويلتقيان ويشكلان فريق عمل مشترك.

صدر الفيلم بسنة 2013، مدة عرض الفيلم 98 دقيقة، حصل الفيلم على جائزة جائزة آني، وحقق إيرادات 970,761,885$.

كانت آراء النقاد إيجابية في أغلبها، لكن تعمد بعض النقاد ألا يعطي الفيلم أكثر من نجمتين، مبررين أن العمل مسلي لكن لا يقدم رسالة ملهمة وأنه من أفلام الأنمي الأمريكية المسلية وعلى حسب قولهم فيلم عائلي ممتع ويضمن الكثير من الضحك، لكن لا يقدم أي فكرة إيجابية لطفل مثلًا.

الجميلة والوحش قصة عن الحب والجمال، الحب الحقيقي والجمال الحقيقي بعيداً عن الشكل الخارجي، فبداخل كل منّا بذرة حب خالص، وجمال من نوع آخر.

قصة هذا الفيلم تدور حول وحش دميم الشكل، وفتاة جميلة جدًا، واستحالة نشوء حب بينهما نظرًا للفارق الكبير بالشكل، إلّا أنّ سير الأحداث تثبت العكس، فتطور المواقف بينهما تكشف دواخلهم وتؤلف بين قلوبهم.

القصة تدور في فرنسا أحد القلاع حيث أمير شاب يتسم بالرعونة يقطن هذه القلعة مع خدمه، وفي أحد ليالي الشتاء الباردة تطرق باب القلعة عجوز كبيرة دميمة الشكل وتطلب المساعدة والمبيت في القلعة، إلّا انّ الأمير الأرعن ينهرها ويرفض استقبالها فهي عجوز كبيرة قبيحة، هنا تتحول العجوز إلى ساحرة وتلقي بسحرها على الأمير فتحوله إلى وحش قبيح وتحول جميع خدمه إلى أدوات منزلية، وتعطيه وردة حمراء وتقول له إنّه عند سقوط الجميع وفي حال بلوغه سن الحادية والعشرين سيثبت عليه السحر، وأعطته أملًا وحيدًا بأنّه أذا استطاع بلوغ الحب بأن يحِب ويحَب قبل بلوغ الحادية والعشرين سيعود هو وخدمه إلى أشكالهم الآدمية.

وبجانب آخر من القصة يوجد في قرية صغيرة قريية من القلعة أب لديه ميول بالاختراع وابنته (بل) التي تتمتع بالجمال والذكاء، وهناك شاب متعجرف يطارد بل دائما طمعًا بالزواج منها.

في أحد الأيام وبينما كان الأب في طريقه إلى المدينة ليعرض اختراعه الجديد وهو منشار لتقطيع الحطب، يتوه بالطريق ويسقط عن الفرس وتطارده الذئاب فيهرب منها كيث تقوده قدماه إلى قلعة الأمير المتحول إلى الوحش، يدخل الأب للاختباء فيقبض عليه الوحش ظنًا منه أنّ قدم لرؤية شكله فيودعه السجن، يعود الحصان إلى البيت فيرشد بل إلى مكان أبيها، تدخل بل القلعة باحثة عن والدها فتعلق بيد الوحش حيث يجري اتفاق على استبدال بل بوالدها.

يعود الأب إلى القرية ويقص على أهلها ما حدث ويطلب المساعدة لتخليص ابنته، فيتهموه بالتخريف ويستغل جاستون المتعجرف الطامع بالزواج من بل ما حدث، ويخطط بالتعاون مع مدير مشفى الأمراض العقلية بزج الأب في المشفى بحجة أنّه مجنون للمفاوضة مع بل على الزواج منها مقابل إخراجه من المشفى.

في هذه الأثناء تعيش بل أيامًا عصيبة، بينما الوحش يرى في بل أملًا للخلاص من السحر في اليوم الأخير قبل بلوغه الحادية والعشرين دون نجاح مساعيه، إلّا أنّ حدثًا يغير قليلًا في سير الأمور فالحسناء بل تحاول الهرب خارج القلعة فتطارها الذئاب الأمر الذي يدفع الوحش للدفاع عنها وإنقاذها فينجح في ذلك رغم تعرضه للكثير من الجروح، فتعود معه بل إلى القلعة لتداوي جراحه الأمر الذي يُظهر أنّ هناك جانبًا من الطيبة داخل شخصية الوحش، وتظهر بل تعاطفًا تجاهه ويحاول خدم القصر المتحولون إلى أدوات منزلية التأليف بين قلوبهم والتقريب بينهم عسى الحب يجمعهم فيزول السحر قبل المساء، إلّا أنّ قلق بل على أبيها يدفع الوحش بمنحها حريتها للذهاب إليه.

تذهب بل بطريق الغابة لتجد أباها هائمًا، فتعود به إلى القرية ليجدوا جاستون بانتظارهم لتنفيذ مكيدته ووضع الأب في المصح العقلي بحجة حديثه عن أمور خيالية كالوحش، فتقوم بل بالدفاع عن والدها وإثبات وجود الوحش، في هذه الأثناء ينتبه جاستون أنّ هناك مشاعر من قبل بل تجاه الوحش فيحرض أهل القرية الذهاب إلى القلعة وقتله، وفعلًا يذهب الجميع إلى القلعة ويقتحموا أبوابها، ويبحث جاستون عن الوحش ويضربه بسهم في ظهره، الأمر الذي يجعل الوحش يشارف الموت، إلّا أنّ احتضان بل له واعترافها بحبها له ينزع عنه السحر وينقذه، فيعود إلى وضعه الطبيعي كشاب وسيم ولكن دون رعونة ويتزوج من بل.

لاقى الفيلم استحسانًا واسعًا من قبل النقاد، ومن أفلام الأنمي الأمريكية المميزة حيث اعتبروا أنه فيلم متكامل من أداء الأصوات والموسيقى، والشخصيات، وحتى السيناريو. كما نعته آخرون بأنه أحد أكثر عروض ديزني أناقة، وأنه يحقق مزيجًا مثاليًا من الرومانسية والرسوم والسيناريو.

أُنتج فيلم الرسوم المتحركة هذا عام 2007 بناءً على نجاح المسلسل الكرتوني المعروف بنفس الاسم، مدة عرضه 87 دقيقة حقق إيرادات تصل إلى 527,071,022$.

تدور قصة الفيلم كما المسلسل حول عائلة هومر سمبسون، الذين يسكنون في مدينة سبرينغفيلد التي تعاني من تلوث بيئي كبير يتركز في بحيرة المدينة، حيث بلغ التلوث مبلغًا كبيرًا يدفع الأهالي لتنظيفها ويصدر عمدتها قرارًا بمنع رمي أي شيء فيها.

يلتزم سكان المدينة بقرار عمدتهم عدا هومر سمبسون الذي يتصف بالرعونة في تصرفاته، حيث يقوم هومر برمي روث خنزيره في البحيرة، الأمر الذي يؤدي إلى تفاعلات كيميائية خطيرة يحولها إلى مستنقع للمواد الكيميائية.

في هذه الأثناء تقوم مؤسسة حماية البيئة بمعاقبة أهل المدينة عن طريق حجز المدينة تحت قبة زجاجية مقاومة. فيقرر أهل المدينة قتل هومر سيمبسون كونه هو السبب بما حدث، لذلك يقوم بالهرب مع عائلته إلى آلاسكا.

وبعد أن يُذاع خبر أنّه سيتم قصف المدينة سبرينغفيلد لمحوها بشكل كامل مع السكان، تقرر الزوجة والأبناء إنقاذ المدينة، إلّا أنّ هومر يرفض ذلك لأنهم حاولوا قتله.

تترك الزوجة وأولادها هومر وتذهب لتحذير أهل المدينة، في هذه الأثناء يشعر هومر بالوحدة ويقرر اللحاق بهم لانقاذ المدينة، فيحمل هومر القنبلة التي ستنفجر ويتجه مع ابنه على دراجة نارية لرميها خارج القبة الزجاجية، حيث تنفجر القنبلة وتُسبب بكسر القبة ويتم إنقاذ أهالي المدينة. كانت مراجعات الفيلم عمومًا إيجابية، كما وصفه النقاد بأنه فيلم يحتوي على كم كبير من الفكاهة والضحك، والأهم يصور واقع العائلة الأمريكية المجرد والصادق لذلك يعتبر من أفلام الأنمي الأمريكية المميزة للغاية.