أفضل مسلسلات تاريخية سورية: قائمة بأعمال شهيرة للغاية سيفوتك الكثير إن لم تشاهدها

يمكن للمراقب لمسيرة الدراما العربية، استكشاف أنّ هناك ضعفاً واضحاً في الأعمال التاريخية منها، هذا الضعف يتمثل في جانبين، الجانب الأول هو مضمون ما تقدمه هذه الأعمال، فلم تنجُ الدراما السورية المُنتَجة ولفترة طويلة من مسألة التقديس لأشخاص وأحداث، خلا عن غياب رؤية تحليلية معاصرة وموضوعية، فقد كانت هذه الأعمال عبارة سرد تفصيلي لقصص تاريخية.

الجانب الثاني هو الضعف في معالجة المحتوى المقدم بصرياً، فقد حُوصرت مشاهد هذه الأعمال بالأماكن الداخلية ولم تخرج إلى خارج الاستديوهات إلّا مؤخراً، عدا عن الاستسهال فيما يخص أشكال وأزياء الممثلين.

وبالنسبة إلى مسلسلات تاريخية سورية فقد كانت حبيسة حاضنتها العربية حتى مطلع التسعينات وبزوغ فجر مرحلتها الذهبية، فقد ميّزت طريقها الجديد بالأعمال التاريخية، فقدمت طرحاً مختلفاً شكلاً ومضموناً.

وعند النظر إلى مسلسلات تاريخية سورية يمكن تمييزها إلى قسمين بناءً على اللّغة المستخدمة، فقد درج استخدام اللّهجة المحكية عند تناول فترات الاحتلال العثماني وما بعدها، واستخدام العربية الفصحى في الأعمال التي تناولت حقب ما قبل الوجود العثماني.

تدور أحداث المسلسل في تدمر إبان عهد الملكة زنوبيا، يسير العمل في خطين، الخط الأول يتطرق للملكة زنوبيا وفترة صراعها مع روما، وقد جسدت شخصيتها رغدة، والخط الآخر هو قصة افتراضية لقرية من قرى مملكة تدمر، حيث يسلط العمل الضوء على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة في تلك الفترة، في محاولة لشرح طبيعة قيام حكم وطني في تلك الفترة والمقصود بها تدمر فترة زنوبيا، في ظل وجود قوة سياسية واقتصادية مهيمنة على المنطقة والمقصود بها روما.

لاقى العمل الذي خُصص له إمكانيات إنتاجية ضخمة، والذي عُرض عام 1997 حفاوة جماهيرة، ورضا من النقّاد الذين أشادوا به، رغم بعض الانتقادات لتشابه إحدى قصص الحب في المسلسل بفيلم Gone with the Wind، حيث دافع صناعه عن ذلك بأنّ هذا الاقتباس هو أمر طبيعي ويحدث في كل مكان، خاصة أنّ الاقتباس حدث من واحدة من أيقونات السينما العالمية، وأنّ قصة الحب تلك هي خط فرعي وليس أساسي في المسلسل.

المسلسل هو معالجة درامية جديدة لقصة حرب البسوس الشهيرة التي قامت بين التغلبيين والبكريين واستمرت لأربعين عاماً، من أجل مقتل ناقة البسوس لأنها رعت مع نوق التغلبيين، حيث أمر كليب زعيم التغلبيين بقتلها، وفي هذه الأثناء كانت البسوس في ضيافة البكريين عند قتل ناقتها، ولعبت دوراً بتحريض ابن أختها جساس الذي قام بقتل كليب، الأمر الذي دعا الزير سالم شقيق كليب للثأر لأخيه بحرب دامت أربعين عاماً.

رغم النجاح الجماهيري الذي حققه المسلسل، وإشادة النقّاد بسوية العمل عموماً، إلّا أنّ أصواتاً نقدية أخرى لفتت النظر إلى الاستعجال بإنهاء العمل من أجل شرط العرض في شهر رمضان، الأمر الذي أضعفه في نهايته فيما يخص الجانب التقني لظهور شخوص العمل، إضافة إلى اتهام كاتب العمل بإضافة بعض التفاصيل إلى القصة التي اعتاد الناس على سماعها.

يتناول العمل قصة حياة الظاهر ركن الدين بيبرس، ورحلته من عبد في عهد الأمير علاء الدين البندقداري، إلى أن أصبح سلطان مصر والشام، مع التطرق للعديد من المحطات الهامة في تلك المنطقة أهمها سقوط بغداد على يد هولاكو ومعركة عين جالوت.

تميز المسلسل بموسيقاه التي وضعها رعد خلف، إضافة إلى الإخراج والأداء الجيد للممثلين، إلّا أنّ بعض النقّاد تحدثوا عن وجود ملاحظات حول بعض الوقائع التاريخية، مثل الاختلاف في رواية اغتيال السلطان قطز مع ما ذكره المؤرخون.

ثلاثية الأندلس أو الرباعية الأندلسية هي سلسلة من ثلاثة أجزاء إضافة إلى جزء رابع لم يُنفذ، تحكي عن تاريخ المسلمين في الأندلس بدءاً من نشأة الخلافة الأموية فيها.

لا تقدم الأجزاء الثلاثة أحداثاً متصلة فيما بينها، إلّا أنّ كل جزء يغطي فترة هامة من تاريخ الأندلس، تعتبر هذه الثلاثية مشروعاً فنياً ورؤية لفترة وجود العرب المسلمين في الأندلس، حيث يحاول صنّاع العمل تقديم تشريح سياسي واجتماعي لهذه الفترة،

قام بالبطولة ممثلو سوريا والمغرب،

الجزء الأول هو صقر قريش أُنتج هذا العمل عام 2002, ويتحدث عن سيرة عبد الرحمن الداخل بن معاوية بن هشام بن عبد الملك حفيد عاشر الخلفاء الأمويين ومؤسس الدولة الأموية في الأندلس، فبعد سقوط الخلافة الأموية ونشوء دولة العباسيين، يصبح أمراء الأمويين مطاردين فيهرب عبد الرحمن الداخل إلى أخواله البربر، ومن ثم يقيم في الأندلس فيقوم بتأسيس الخلافة الأموية هناك.

الجزء الثاني هو ربيع قرطبة أنتج هذا العمل عام 2003، يتناول العمل فترة الازدهار في قرطبة، أنتج هذا العمل عام 2003، يتناول العمل فترة الازدهار في قرطبة، خلال حكم عبد الرحمن الثالث (الناصر) وولده الحكم المستنصر، قبل فترة ملوك الطوائف، ويركز على قصة صعود محمد بن أبي عامر القادم إلى قرطبة لطلب العلم والذي يتحول إلى حاكم للأندلس.

الجزء الثالث هو ملوك الطوائف أُنتج عام 2005، وفترة ملوك الطوائف هي الفترة التي تلت سقوط الخلافة الأموية في الأندلس، وانقسام الأندلس إلى دويلات متناحرة، ويتطرق العمل أيضاً إلى نشوء دولة المرابطين في المغرب، ودخولها إلى الأندلس لتسيطر على المدن المتحاربة وهي قرطبة، غرناطة، إشبيلية، بلنسية، وتقف في وجه قشتالة الطامعة في هذه المدن.

اعتبر الكثير من النقّاد أنّ ثلاثية الأندلس من أهم وأضخم الأعمال التاريخية العربية فكرياً وأدبياً، فقد أشاد الكثيرون بمضمونها وبالمعالجة الدرامية لهذه السلسلة إضافة إلى اللّغة الجمالية التي قدمها حاتم علي إخراجياً.

يتناول المسلسل واحدة من أبشع فترات المنطقة، فترة دخول المغول بغداد وتخريبها وإنهاء الخلافة العباسية، كل ذلك بسبب ضغف وتشتت الدولة في المنطقة العربية، بالمزامنة مع وجود قوة ضاربة زاحفة وهم المغول، الذين وصلوا بغداد بعد أنّ قتلوا الكثير من النفوس في طريقهم، وذلك بقيادة هولاكو حفيد جينكيز خان القائد الدموي الذي لا يرحم.

يرى البعض أنّ هناك مبالغات في رسم بعض شخصيات العمل، كما يطالب البعض من النقّاد بالتروي عند القيام بهكذا نوع من المسلسلات، لجهة رسم ملامح موضوعية لبعض الشخوص التاريخية، إضافة إلى الوصول إلى منتج متقن من الناحية البصرية.

يتناول هذا العمل المجتمع السوري في الثلاثينات من القرن العشرين، وتأثير الحرب العالمية الثانية على السياسة في البلد، حيث تدور أحداث المسلسل في قرية اسمها الركنية، يستعرض من خلالها قيام الثورة السورية وخروج الفرنسيين، ومن ثم الصراع السياسي المتمثل بالصراع بين أشخاص آمنوا بالاستقلال وآخرين ما زالوا يكرسون أفكار المستعمر رغم خروجه.

يشيد النّقاد بأهمية المسلسل من خلال التعامل الجديد من قبل المخرج بإخراج الكاميرا إلى الخارج، إضافة إلى الطرح الفكري، ويعتبرونه العمل الذي ساهم بإطلاق الدراما السورية بشكلها الجديد.

يتطرق العمل لفترة وجود الفرنسيين في سوريا، حيث تدور أحداثه ضمن مجتمع دمشقي، حول شخصية أبو كامل وسط مناقشة هموم تلك المرحلة من جهة نشاط الجانب الوطني ورغبته بالثورة والاستقلال، في ظل وجود البعض ممن يطمح بتحقيق مصالح ومكتسبات شخصية.

لاقى العمل حينها نجاحاً جماهيرياً، وأشاد الكثيرون بجودته.

نهاية رجل شجاع هي معالجة درامية لرواية حنا مينة، التي ترصد الحياة الاجتماعية والسياسية في سوريا في إحدى مدن الساحل، فترة قبل وبعد الاستقلال وخروج الفرنسيين من سوريا، وذلك من خلال سرد سيرة ذاتية لبطل العمل مفيد الوحش، هذا الانسان المتمرد منذ صغره، فقد تمرد أولاً على معلمه ووالده عندما قطع ذيل حمار أحد سكان القرية، وسرق أحذية وثياب الجنود الفرنسيين وهم يسبحون، مفيد الإنسان البسيط الصادق ذو البنية القوية يهجر قريته لعدم وجود ملجأ آمن له، فيبدأ حياة جديدة في المدينة، إلّا أنّه يدخل السجن مرتين في حياته، ويتزوج حبيبته ويعتمد على قوته البدنية لينجح في عمله، لكن مرض السكري يفقده قدمه ويجعله عاجزاً حتى يموت غرقاً بعد تدحرج كرسيه المتحرك إلى البحر وهو ممسكٌ بأحد أعداء الأمس من عنقه رافضاً الطريقة التي أتى لإذلاله بها.

استخدم نجدت أنزور طريقة الإخراج السينمائي من خلال الكاميرا الواحدة، وقدم رؤية بصرية جديدة وأبدع بها، لذلك يعتبر النقّاد أنّه من الأعمال المفصلية في تاريخ الدراما العربية.

تدور أحداث المسلسل في خان الحرير في مدينة حلب في فترة نهاية الخمسينات من القرن العشرين، يتطرق المسلسل لفترة الوحدة بين سوريا ومصر، من خلال العلاقات في مدينة حلب في تلك الفترة، ومنافسات تجار خان الحرير، إلى جانب ذلك قصة الحب بين المهندس الشاب مراد، وسعاد الشابة الأرملة التي يطمع بالزواج منها لجمالها أكثر من تاجر.

أُنتج جزء ثاني منه بعد سنتين وقد لاقى هذا العمل قبول المشاهدين ورضا النقّاد لإتقان المخرج والكاتب في صنعه.

الفترة الزمنية التي يتناولها المسلسل هي فترة السفر برلك، أي فترة الحرب العالمية الاولى، أواخر وجود العثمانيين في المنطقة، اختار الكاتب لرصد هذه الفترة قرية صغيرة في غرب سوريا يُساق أبناؤها كما في جميع أنحاء البلاد إلى التجنيد الإجباري للمشاركة في الحرب، حيث يستعرض من خلال رحلة أحد أبناء هذه القرية في الحرب للمتغيرات الهامة التي طالت المنطقة، أنتج منه جزء ثان بعد سنتين.

أثار المسلسل إعجاب النقّاد لما قدمه من معالجة جديدة على صعيد الرؤية البصيرة، كما أثار حفيظة البعض الآخر لما تخلله من مشاهد قاسية.

يتكون هذا العمل من خمسة أجزاء تناول فيها مراحل هامة وحساسة في التاريخ القريب من حياة السوريين، حيث يبدأ بالأربعينات أثناء وجود الفرنسيين في سوريا، مروراً بالاستقلال وفترة الانقلابات ونشاط الأحزاب، كل ذلك من خلال رصد حياة عائلة القناديلي والأشخاص المرتبطة بها في إحدى حارات دمشق.

يحسب للمسلسل استعراضه لفترات هامة، ويعيب النقّاد عليه تغليب الجانب التوثيقي على الدرامي.

ربما يتراءى للبعض من الوهلة الأولى لمشاهدة هذا العمل أنّه من أعمال البيئة الشامية ذات الطابع التجاري، إلّا أنّ المتابع له سرعان ما سيكتشف أنّه أمام عمل درامي يرصد مرحلة تاريخية غنية بأحداثها من تاريخ دمشق، عمل اختار حارات دمشق ليقدم من خلالها قصص حياة وقصص حب، ضمن فترة محددة تاريخياً، وضمن ظروف هذا التحديد التاريخي وانعكاساته على تلك الحياة المعاشة.

زمان الأحداث هو الثلث الأول من القرن التاسع عشر، مرحلة حكم الوالي رؤوف باشا، ثم علو باشا، وسليم باشا، وصولاً إلى حملة إبراهيم باشا على دمشق.

يتحدث العمل عن مجموعة من القصص، كقصة صفية زوجة شهبندر التجار ذات الشخصية القوية التي ترفض الخنوع، وقصة حب فتاتين واحدة مسلمة والأخرى مسيحية، يلتقيان صدفة وتجمعمها أحداث معينة، كل ذلك على خلفية المشهد السياسي القائم وقتها، من خلال الصراع بين الناس والأغوات ضمن مشهد رومانسي لحواري دمشق.

يُحسب لهذا العمل محاولة إخراج الحارة الشامية من الأعمال التجارية التي نمّطتها، إضافة إلى الجمال الموجود بكل تفاصيل العمل، ولكن يلاحظ عليه بعض النقّاد مبالغته وتقصّده بإظهار العلاقة بين المسيحية والإسلام بتلك الوردية.