أفضل مسلسلات سورية اجتماعية: تغيرات المجتمع السوري عبر الدراما

قبل عشرة سنوات من الآن كانت الدراما السورية هي الدراما الوحيدة التي تنافس الدراما المصرية في غزارتها الإنتاجية واهتمامها بالقضايا والقصص الاجتماعية، على الرغم من شهرة الدراما السورية بالمسلسلات التاريخية والدينية لإتقان ممثليها اللغة العربية الفصحى إلا أن المسلسلات السورية الاجتماعية منذ أوائل التسعينيات كانت تملك مساحة ضخمة على خريطة عرض المسلسلات خلال الموسم الرمضاني وخارجه، ومع بداية العقد الأول من الألفية كانت تحظى بانتشار محلي وعربي وتسير جنبًا لجنب مع الدراما المصرية.

على الرغم من التراجع في كمية الإنتاج وأزمة الكتابة التي تؤثر على الفن بشكل عام، والذي أدى لتراجعها من بعد التغيرات التي حصلت بعد عام 2011، إلا أن الدراما السورية لا زالت دراما معروفة وتحاول التواجد داخل الموسم الرمضاني وخارجه.

تعتبر الدراما الاجتماعية في سوريا هي مرآة المجتمع، من خلالها يمكنك رؤية سوريا وشوارعها ومشاكل الاجتماعية الطريفة والجادة، فالمسلسلات في سوريا كانت نمط عيش سوري، فن مهم وقيم يشاهد خلاله المشاهدون حياتهم على الشاشة، خصوصًا مع الإنتاج القليل جدًا للسينما والمسرح فكانت الدراما هي المعبر الفني الوحيد للمجتمع السوري.

وعبر عشرة مسلسلات من أفضل مسلسلات سورية اجتماعية يمكنك رؤية ومعرفة المجتمع السوري.

الفصول الأربعة هو أكثر مسلسل مرتبط بالنوستالجيا في ذهن المشاهد السوري، فهو يعود به نحو سوريا الجميلة، حيث قدم المخرج الجميل حاتم علي رحمه الله المشاكل والمواقف التي قد تمر بها عائلة سورية متوسطة.

يتناول المسلسل الحياة اليومية لأسرة شامية، العلاقات التي تربط بينهم، المشاكل والمواقف التي يتعرضون لها، الأب كريم والأم نبيلة وخمس بنات هن فاتن وليلى وماجدة وشادية ونادية، لكل منهن عائلة وأطفال وحياة مختلفة، ليقدم المسلسل نموذج لأكثر من ستة عائلات بشخصيات وقصص متشعبة.

الفصول الأربعة لا يقصد بها التغيرات المناخية في أيام السنة، بل التغيرات التي تمر بها عائلة كريم ونبيلة، فمن خلال ثلاثة أجيال مختلفة متعاقبة، جيل كبار العائلة وجيل الأبناء وجيل الأحفاد يطرح المسلسل قضايا اجتماعية واقعية، يصورها ببساطة دون تعقيد، يقدم شرائح اجتماعية واقتصادية وفكرية لثلاثة أجيال والتباين بينهم.

يتميز المسلسل ببساطته الشديدة، فالمواقف والحوارات سلسة خفيفة، أداء متوازن واقعي ورؤية إخراجية واقعية يبدع فيها المخرج حاتم علي رحمه الله، فيجعله مسلسلًا اجتماعيًا بامتياز مناسبًا للجلسات العائلية أو الفردية التي تريد في مشاهدتها شيئًا جيدًا ولطيفًا.

عرض المسلسل في الموسم الرمضاني لعام 1999، وحقق نجاح وشهرة واسعة، ثم صنع جزء ثاني في 2002 وحظي بذات النجاح، ويقوم المسلسل بنظام الحلقات المنفردة، فكل حلقة تحمل اسمًا وقصة نرى من خلالها تأثيرها على أفراد العائلة، وبالطبع مثل مسلسلات تلك الفترة تحمل كل حلقة عبرة وتوجيهًا أخلاقيًا بسيطًا ومباشرًا.

يحكي المسلسل قصة عائلة غنية جدًا تحيا حياة مرفهة راقية، فجأة يخسر الأب كل أمواله بسبب فشل تجارته، فيضطر لبيع كل ما لديه من أملاك لتسديد ديون التجار، وتجبر عائلته زوجته وولديه ابنته فدوى وابنه رامي للعيش في مستوى أقل، يكتشف من خلاله أن زوجته باعت العقارات التي أهداها لها، وأن ابنه يرسب في جامعته كما ترسب ابنته، تتفاقم الأوضاع ويضطر للعمل في أعمال صغيرة بسيطة كتنظيف الخضروات وبيع العصافير ليعيد اكتشاف عائلته وحياته من منظور جديد.

كعادة أعمال النجم السوري دريد لحام فهي محاط بالكوميديا، نقد اجتماعي ساخر سلس خفيف ولطيف، شخصيات غرضها أولًا أضحكك، ومواقف كوميدية اجتماعية بسيطة عن سلطة المال والتغيرات التي تطرأ على أصحابه.

ربما لا تجد قضايا اجتماعية ضخمة، لكنها بالتأكيد صورة من صور عائلة سورية تنعكس فيها أفكار الأشخاص العادية قدمها حاتم على بشكل لطيف يشبه كثيرًا الأفلام الكوميدية المصرية في الستينيات.

لماذا يعد بنات أكريكوز أحد أكثر المسلسلات السورية الاجتماعية شهرة في مصر وقت عرضه؟

ببساطة لأنه يحمل الخلطة الدرامية التي يفضلها المشاهد المصري، عائلة متوسطة وشخصيات متعددة ومواقف حياته كوميدية طيلة حلقات طويلة مشبعة.

تدور قصة العمل حول أسرة أرستقراطية تتكون من الأم وأربعة بنات وخال مرشح وزاري سابق ذو دخل مادي جيد، وبسبب سفر الأب إلى أستراليا وفقدان آثاره والتواصل معه، تعتمد الأم على بقايا ميراث قارب على الانتهاء لتوفير احتياجات بناتها اللواتي تتراوح أعمارهن بين الثالثة عشرة والثانية والعشرين، ويتركز همها في أن تجد عريسًا غنيًا لابنتها الكبرى.

في كل حلقة تتعرض العائلة إلى مواقف ومغامرات مضحكة، تعيش الفتيات الأربعة مشكلات الحب والغيرة والأزمات النفسية والمراهقة.

رغم أن المسلسل يدور في مكان واحد، منزل الأسرة إلا أن المواقف والمغامرات والحوارات بينهن لا تجعل المشاهد يلاحظ كونه لا يتحرك.

يمكن تشبيه المسلسل بالست كوم لكنه أكثر تماسكًا وترابطًا في الأحداث، ويصلح بالتأكيد للمشاهدة العائلية.

يمكن تصنيف بقعة ضوء على أنه من أكثر خمسة مسلسلات سورية مشهورة على مدار تاريخ الدراما السورية، أنتج 14 جزءًا منه ما بين عام 2001 إلى عام 2019 بمجموع حلقات يفوق 400 حلقة قصيرة.

في حلقات منفصلة يروي المسلسل قصصًا درامية اجتماعية في إطار يغلبه الكوميديا، مُسلطًا الضوء على أبرز المشاكل التي يعاني منها المجتمع السوري على اختلاف أنواعها وجوانبها، كما ينتقد تصرفات بعض الأفراد والحكومة بشكل عام.

فقدم المسلسل مشاكل الزواج على اختلاف أنواعها، الشاب الذي يخطب أكثر من واحدة لأجل مآدِب الطعام المجانية في بيت خطيبته نتيجة الصعوبات المادية، الفتاة الجميلة التي تنتظر الأفضل حتى يفوت العمر بها، الغيرة الزائدة، المظاهرة الاجتماعية المبالغة، المراهقة المتأخرة، الرجل المتسلط والغيور، الرواتب، المشافي الحكومية، سخرية من برامج مسابقات الغناء التي انتشرت في أوائل الألفينيات وغيرها كثير من الأفكار الاجتماعية.

كَتب القصص مجموعة من المؤلفين الذين استطاعوا بالفعل تسليط الضوء على المشاكل الاجتماعية والمجتمعية في المجتمع السوري عبر حلقات لا يتعدى طولها الثلاثين دقيقة، فيمكنك اعتبارها اسكتش كوميدي خفيف أو قصة قصيرة مركزة تضع مشكلة ما أسفل الضوء.

هذا الشكل من الأعمال الدرامية ناجح جدًا لأنه مسلي وخفيف، ويركز على ما يرغب في عرضه دون الالتفاف حوله أو تزويده بشخصيات فرعية وقصص لا طائل منها كما أنه يبرز جودة الكاتب ومدى تمكنه من أدواته وهو ما تحقق لكتَّاب هذا العمل.

أسفر تعاون العبقري حاتم على والكاتبة أمل حنا عن مسلسل عاطفي اجتماعي جذب انتباه الكثير من المشاهدين السوريين والعرب بصفة عامة، المميز في المسلسل أنه ما زال يعرض على القنوات الدرامية حتى الآن، وينتشر مشاهد ومقاطع منه على مواقع السوشيال ميديا المختلفة.

يحكي المسلسل قصة عائلة الحلبي السورية من أب وأم وأبنائهم الأربعة، يتعرض الوالد لجلطة دماغية تتسبب في قعوده في المنزل وترك الميراث الذي وهبه له والده مما أنشأ عداوة بينه وبين أخيه، يبدأ من بعدها كل شاب من الأولاد بالسير في طريق مختلف لتتعقد القصص وتتشابك.

عرض المسلسلات مشكلات اجتماعية مختلفة لكنه لم يطرح لها حلولًا مباشرة أو هرب منها في فانتازيا رومانسية، بل وضعها تحت المجهر من خلال عائلة سورية محتكًا بالمجتمع السوري وأزماته.

استخدم حاتم علي نظام التصوير السينمائي بكاميرا واحدة، استقدمه على الدراما الاجتماعية ليروي الحكاية بشكل سينمائي يضيف تشويقًا على العمل، كما أعطت اللقطات السريعة العمل رونقًا واقعيًا، كما منحت موسيقى طاهر مامللي في شارة البداية شيئًا روحيًا على صيغة الأحلام، وقدم الممثلون أداءً جيدًا جدًا نتيجة للنص المتماسك والحوار الجيد المناسب لشخصيات العمل وحبكته.

يتحدث مسلسل أشواك عن عائلة من خمسة أشخاص، الأم مرشدة تربوية ونفسية في مدرسة ثانوية، تساعد على حل جزء كبير من المشاكل التي تعاني منها الطالبات المراهقات، فيتوغل المسلسل في مشاكل جيل الألفية الأولى، ما يدور في عالم المراهقات، مشاعرهن وأفكارهن، بالتوازي مع قصة امرأة تكتشف أن زوجها المتوفي كان متزوجًا بأخرى ولديه ابنة في سن المراهقة تقرر أن تتقرب لأجل الانتقام.

هذا المسلسل يعد كثير العرض على قنوات الدراما العربية، اشتهر في الألفينيات لأنه يتحدث عن عالم المراهقة وقصصها التي تشكل مادة خصبة أساسية للأعمال الاجتماعية.

يحاول المسلسل عرض مشاكل المراهقات في وقت عرضه، تقريب وجهات النظر وتسليط الضوء على ما يجهله الآباء، وقد أجادت الحبكة السرد البسيط غير المفتعل بكثير من الدراما والغموض، كما حافظت على إبقائه عملًا جاذبًا للمشاهدة.

لا يمكن أن تخلو أي قائمة للدراما الاجتماعية من مسلسل يتحدث عن الحياة وأنماط الشخصيات والقصص في الأحياء الشعبية، فهي تعد الشريحة الأكبر والأضخم من أي دولة وبالتالي مجتمع قائم بذاته يشكل مصدر قصصي درامي لا ينضب.

تدور أحداث المسلسل داخل إحدى الحارات الفقيرة مستعرضًا حياة الناس فيها، شخصيات تمثل كل منها شريحة مختلفة من المجتمع بأحلامها وثقافتها وخلفيتها الفكرية، ومشاكل الزواج والطلاق داخلها.

حقق المسلسل أعلى نسب مشاهدة بين المسلسلات المعروضة في موسم عرضه الرمضاني عام 2006، ينبع ذلك لأنه أول مسلسل سوري يعرض قاع المجتمع السوري، ليبث حياة سكان العشوائيات الفقراء ويسلط الضوء على مشاكلهم وتفكيرهم، كما عرض أنماط مختلفة من الشخصيات البشرية من الشرير إلى الاستغلالي إلى البسيط والطيب ضمن معالجة درامية جيدة، أظهرت منذ المشاهد الأولى الفروقات الكبيرة في المدينة الواحدة، ما بين الحارات الشعبية والأحياء الحديقة المرفهة.

الانتظار مسلسل اجتماعي رفيع المستوى رصد بيئة العشوائيات والأحياء الفقيرة بطل صراعاتها الاجتماعية والإنسانية في قصة شيقة تستحق المشاهدة.

من أهم ما يميز الدراما الاجتماعية هي المعالجة الجريئة للقضايا والقصص المسكوت عنها في المجتمعات العربية، وعلى الرغم من أن غالبية المسلسلات الدرامية الاجتماعية تكتفي بالالتفاف حول القضية وعدم الدخول في صراعات نقدية، إلا أن هناك قلة تقتحم المسكوت عنه بجرأة موضوعية وقصص تلامس نقاط ضعف المجتمع.

زمن العار يسرد قصة عائلة سورية متوسطة، أب يسعى لتحقيق حلمه بالزواج من امرأة أخرى غير زوجته التي أنهكها مرض عضال، وأربعة أبناء الأكبر يحلم أن يحيا في بيت خاص مع زوجته التي يعيش معها في بيت أسرتها، وآخر موظف مرتشي، والصغرى طالبة جامعية تقع في شرك قصة حب غير متكافئة، أمَا الأبنة الكبرى التي نذرت نفسها لخدمة أمها المريضة لمدة أحدي عشرة عامًا حتى انعزلت عن العالم وحرمت من أنوثتها وشبابها، تجد نفسها تقع في شرك زوج صديقتها الوحيدة بعد أن يوقظ فيها شعور الأنوثة، فتقع في شركه حتى تفقد عذريتها وتصبح حاملًا فتبدأ رحلة طويلة من الهروب من العار الذي يلصقه الجميع بها.

بيئة مسلسل زمان العار خصبة للغاية، فالبيئة المتوسطة تمثل السواد الأعظم من أي مجتمع، بالتالي هي الأقرب في الدراما الاجتماعية من غيرها للمشاهدين، تفاوت القصص ومفهوم العار الذي تحاول الكاتبة إيصاله، وأبرزت تفاصيله المخرجة لتقدم شخصيات واقعية، شخصيات تقابلها في الشارع، تعرفها وتفهم تصرفاتها وتشعر بها، وهو ما يميز مسلسلًا اجتماعيًا عن غيره، مدى تفرد وواقعية الشخصيات، من بائع الكتب إلى الزوج الخائن والغارق في رغبة المال والمثقف الشعبي والشابة ذات المشاعر المندفعة وغيرها من الشخصيات، التي خرج أداؤها على الشاشة بشكل جيد وواقعي.

كذلك أوضحت المخرجة من خلال العمل أن الموضوع أكثر من شرف فتاة، على الرغم من أن سياق القصة يثير الخوف والغضب في المجتمعات العربي وقد يقول بعض المشاهدين أن العمل يدافع عن ما ارتكبته الفتاة، إلا أن العمل لم يبرئ الفتاة وإنما يضيف أن الخطيئة ليسَت نهاية العالم، وأن العار ليس مقتصرًا بفتاة ارتكبت خطيئة ولكن أيضًا استباحة الأخلاق، العار أيضًا الرشوة والسرقة وغض البصر عن الخطأ، والفقر والجوع والحاجة والخنوع.

زمن العار مسلسل اجتماعي كما يقول ينص الكتاب، أمتلك كافة العناصر واستخدامها الاستخدام الأمثل.

على قدر جرأة الاسم جرأة العمل، فالمسلسل يطرح مجموعة من قصص الحب التي تلامس الخطوط المحرمة في المجتمع.

تدور أحداث المسلسل حول شخصية أستاذ جامعي بكلية العمارة جامعة دمشق وتعرضه للكثير من المشكلات الحياتية للأشخاص والطلبة حوله مصادفًا مجموعة من قصص الحب التي تناقش قضايا حساسة في المجتمع العربي، حيث يسلط الضوء على علاقات حب محرمة دينيًا واجتماعيًا، ويخوض في مسألة زواج اللقيط ووجهة نظر المجتمع فيها من خلال علاقة بين مربٍ وفتاة لقيطة، وعلى خلفية هذه القصة تتفاعل بقية شخصيات المسلسل بحيث تصطف المواقف ما بين مع وضد لتكشف الكثير من أفكار المجتمع، كذلك يعرض تناقض المجتمع في تعامله مع ذوي الاحتياجات الخاصة حينما يغرم بفتاة لا تعاني شيئًا، كذلك يعرض قضية زنا المحارم.

الحب الحرام عمل درامي اجتماعي جريء، يناقش قصصًا جريئة بشكل جذاب متماسك لحد ما، يجرب الخوض في القضايا الحساسة التي يعاني منها المجتمع العربي من خلال قصص الحب، وهو ذكاء من كاتبه ومخرجه تامر إسحاق لأن استعداد المشاهدين لتقبل التحدث وعرض هذه القضايا يكون أفضل من خلال قصة حب.

تطرق المسلسل لتفاصيل لم تتطرق إليها الدراما قبلًا، معتمدًا على جرأة طرح القضية وليس جرأة تصوير المشاهد، فيتناول مجموعة من قصص الحب غير المقبولة اجتماعيًا، مسلطًا الضوء على العلاقات العاطفية الخاطئة والمحرمة من الناحية الأخلاقية والشرعية، كذلك يعرض فكرة تبني الأولاد بشكل جريء وما ممكن أن يترتب عنها.

على الرغم من ذلك تعرض المسلسل لكثير من الانتقادات الصحفية في سوريا بسبب جرأة القصص التي عرضها، وصفه الكثير من النقاد بأنه انحلال أخلاقي فني وطالبوا بوقف عرضه، كذلك شهدت مواقع التواصل الاجتماعي هجومًا عليه وقت عرضه إلا أنه استمر عرضه، ويعد عملًا يستحق المشاهدة.

من جديد تعود الدراما السورية نحو عالم المراهقة حيث أنها البيئة الأفضل لانعكاس ما وصل إليه المجتمع من خلالها.

من خلال شخصية الكينج والتي تجسد تاجر مخدرات وناشط حقوق إنسان ومغني راب لبناني وسائق دراجة غامض يقدم المسلسل مشاكل المراهقين، التناقض الذي يعيشونه مع أهاليهم ووسط مجتمعاتهم، مشاكل الهوية والانتماء، تأثير السوشيال ميديا بالأخص الفيس بوك، الصراع النفسي والمجتمعي للمراهقين والشباب.

يسلط المسلسل الضوء على عالم المراهقين في وقت عرضه، طرح جريء ورؤية ثاقبة لعالم المراهقة، موضحًا الاختلاف بين الأجيال والفجوة الهوة التي يقع فيها المجتمع والأهل في تربية أبنائهم.

يطرح المسلسل طبيعة الحياة بين الغني والفقير والفوارق الاجتماعية التي تنشأ المشاكل بينهم، يسلط الضوء على التناقضات التي تعيشها الشخصيات المرموقة والأخطار التي يتعرض لها الشباب في مواجهة الحياة ومدى تأثير ظروفهم الاجتماعية على شخصياتهم.

ضابط مخابرات فاسد، إدارة قمعية في نظام مستبد، شاعر ثائر ومثقفة رفضت الخنوع للظلم، شاب مدلل يعتمد على سطوة وسلطة والده، شاب فقير مظلوم والكثير من الشخصيات التي تعرض جانبي الحياة الفقيرة والغنية ومدى الفرق بينهم.

تم إنتاج جزأين آخرين من العمل، الجزء الثاني تحت اسم “ساعات الجمر” عام 2012، والثالث تحت اسم “منبر الموتى” عام 2013، وهما مكملين لأحداث وقصص الجزء الأول.

تميز الإخراج في تقديم قصص وشخصيات المسلسل بشكل واقعي، ساعدها الكتابة المتماسكة والأداء الجيد في تجسيد الشخصيات.

عمل قوي ذو بعد وقيمة درامية تستحق المشاهدة.

دراما اجتماعية تتطرق إلى الأزمة السورية وأوضاع السوريين الحالية في سوريا.

تدور أحداث المسلسل على مدار خمس سنوات حول ورد، كاتبة نصوص سينمائية تعيش في دمشق العاصمة، ينتهي بها الأمر في إحدى المعتقلات السياسية، تتضرر حياتها على كافة الأصعدة، كما يقدم آثار الأزمة السورية على الطبقة الوسطى والمثقفة من ضياع وانهيار.. كذلك يقدم قصصًا فرعية عن موضوعات جريئة لم تتطرق الدراما العربية لها قبلًا كالمثلية الجنسية، الزواج بين أفراد من دين مختلف، العنوسة المتزايدة والفراغ والإحباط، وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الحياة.

قلم حمرة عمل درامي اجتماعي يغوص في النفس البشرية، تطرح أسئلة وتقدم حقائق وإجابات غير كاملة لتدفع المشاهد للتفكير في إجابات الأسئلة حتى تصل إليها بنفسك.

أتقن المخرج العبقري حاتم علي تقديم سيناريو يم مشهدي القوي، كما قدمت سلافة معمار أداءً جيدًا طبيعيًا لافتًا للنظر للشخصية.

قلم حمرة هو بالتأكيد من أهم المسلسلات السورية والعربية التي تم إنتاجها في الدراما ونافذة واضحة ذكية لتتعرف على ما وصل إليه المجتمع السوري وأفراده.