فيلم The Fall Guy.. هل تتفوق ثنائية رايان غوسلينغ وإيميلي بلانت على “باربنهايمر”؟
6 د
يشهد لصناع فيلم "The Fall Guy" استغلال فكرة نجاح فيلمي "Oppenheimer" للمخرج "كريستوفر نولان" و"Barbie" للمخرجة "جريتا جيروج"، والترويج لعملهم السينمائي وكأنه قائمًا على ظاهرة "باربنهايمر". الظاهرة الفنية التي شغلت الناس خلال عام 2023.
وظل تأثيرها مستمرًا حتى موعد توزيع جوائز الأوسكار بدورته رقم 96 لعام 2024. ولتتجدد مع الترويج الإعلاني المكثف لفيلم المخرج "ديفيد ليتش" The Fall Guy، والتي بدأت أساسًا مع مراحل رسم ملامح الفيلم، ومن ثم تصويره، وإصدار فيديو التريلر في فبراير /شباط من هذا العام.
مبدأيًا نحن ندرك أن القاسم المشترك ما بين الأفلام الثلاثة، هما نجما "Barbenheimer"، الممثل "رايان جوسلينج" والممثلة "إيميلي بلانت"، واللذين تشاركا مسرح الأوسكار سويةً وروجوا لفيلهم الجديد، في وقت كانت الأعين عليهما عن دمية جريتا وتحفة نولان.
ولكن الحماس كان كبير لمشاهدة العمل، لعل هناك تفاصيل أخرى يمكن التقاطها تتعلق بعملين سينمائيين مميزين في أرشيف بطليهما ومخرجيهما، بعيدًا عن قيمة كل عمل.
على الرغم من أن العمل تم الاشتغال عليه مع أواخر أشهر عام 2020، من قبل المخرج ليتش وغوسلينج، والكاتب "درو بيرس"، وشركة "Universal Pictures"، عن مسلسلٍ تلفزيوني أنتج في الثمانينيات.
فيلم "كبش الفداء" حول تصوير الأفلام وكواليسها، وبشكلٍ محدد عن أناسٍ يعملون في هذا المجال، ويشكلون عنصرًا أساسيًا في أعمال الحركة والأكشن، وهم "المجازفون"، من يقومون بالمشاهد الخطرة نيابة عن الممثلين. هذا العمل هو بمثابة تحية، وتكريم، لهؤلاء الجنود المجهولين، والذين لم نفكر بهويتهم يومًا، وصعوبة ما يواجهونه في أثناء تنفيذ عملهم.
والآن عزيزي القارئ إن لم تتابع العمل بعد، نحن في "أراجيك فن" سنخبرك عن الحكاية، ونُجيب عن تساؤلاتك حول "The Fall Guy"، و"Barbenheimer"، وما يجمعهما. وعن الكيمياء ما بين جوسلينج وبلانت! وعن مدى نجاح هذه الثنائية. لنبدأ...!
قصة The Fall Guy
يتتبع فيلم "The Fall Guy" قصة الممثل البديل "كولت سيفرز" الذي يهوى صناعة الأفلام، وإلقاء نفسه في التهلكة من أجلها. لذلك هو دائمًا ما يتصدى للمشاهد الخطيرة الخاصة بالنجم السينمائي "توم رايدر"، والذي صار النسخة البشرية الشبيهة له في كل أفلامه.
تجمعه قصة حب مع مساعدة المخرج "جودي مورينو"، ولكن حادث يتعرض له خلال تنفيذ إحدى مهامه التمثيلية، يبعده عن مهنته التي التحم بها لسنوات. لذلك نراه ينزوي تمامًا عن عالم الفن ويقطع صلته به، ويبتعد عن خليلته جودي، نتيجة حالة الرفض والنكران لما أصابه. ويلجأ للعمل كموظف عادي في إحدى المطاعم.
تحاول معه المنتجة "غيل" بعد مرور 18 شهرًا، للعودة إلى المجال، والمشاركة في فيلم جديد للممثل العالمي رايدر، والمقرر تصويره في مدينة "سيدني" الأسترالية. يقتنع بهذا بعد إعلامه أن مخرجة فيلم الخيال العلمي "Metalstorm" هي جودي مورينو، وقد طلبته بالاسم، لذا عليه أن يكون بجانبها في تجربتها الإخراجية الأولى.
يتضح تباعًا أن حبيبته السابقة الغاضبة من انقطاع علاقتهما وإبعادها التام عن حياته، لم تستدعيه للوقوف أمام كاميرتها، وهذه حيلة من غيل صديقة رايدر، الذي اختفى ولم يعثر عليه حتى اللحظة. يتوجب على كولت التصدي للفيلم بداله، خصوصًا أن مشاهد الحركة والمجازفة هي من اختصاصه. كما يجب عليه البحث عنه وإيجاده قبل أن يعلم بغيابه.
والآن حان الوقت للاستفادة من مقدراته الجسدية، واستغلال ما يفعله بالأفلام في الواقع للبقاء على قيد الحياة، لأن هنالك سلسلة مطاردات خطيرة بانتظاره، من قبل حفنة من الأشرار! وهذا ما يكشف أمامه كثيرًا من الألغاز المبهمة، وفي نفس الوقت ستكون سمعته المهنية على المحك.
يا ترى ما هي تلك الأسرار؟ وإلى أي درجة سيتم توريطه؟
رجل كاريزماتي
الأسلوب المعتمد في الترويج وربطه بظاهرة أوبنهايمر، حمل الفيلم مسؤولية كبيرة، وجعل المشاهدين يتوقعون شيئًا مميزًا من هذا العمل، الذي يعد افتتاحًا لموسم أفلام الصيف.
حيث إنه طول مدة العرض وتحديدًا في الساعة الأولى، كانوا يأملون الحصول على ذروة الحدث، والتي ستقلب الحكاية 180 درجة. نعم، لأن الفصل الأول لم يرتقي للتوقعات، كان جميلًا، ولكن هذا لا يكفي. حكاية الحب التي جمعت البطلين لم تكن كافية. في حين فكرة اعتزال كولت بعد مشهد السقوط، كان جيدًا.
لا يمكن نكران بعض اللحظات التي حققت نوعًا من الإثارة الممتعة، مع عودة كولت للعمل وتجاهل جودي له، والضغط عليه في مشاهد المجازفات، كنوع من الانتقام. ولكن المتعة الحقيقية حصلت مع انتقال الأحداث إلى خارج كواليس فيلم Metalstorm،
وتعمق كولت سيفرز في عالم الجريمة والمجرمين، ومحاولته حل لغز توم رايدر، واختيار فريقه الخاص. لكنك لا تشعر بوجود شيءٍ خطير! يقدم "رايان غوسلينج" أداء متوازن، ما بين خطوط الحركة والأكشن والرومانسية، وحتى الخط البوليسي في أثناء رحلة حل اللغز. والكوميديا التي يقدمها هي ما تجلب المرح لكبش الفداء. هو رجل كاريزماتي بحق.
لا يعتمد النص على بناء الخلفيات الدرامية للشخصيات، فمثلًا لا نعرف كيف تحصل كولت على قوته تلك، في حين نلاحظ أهمية "The Fall Guy"، بتعاطفه ومخرجه "ديفيد ليتش" مع مهنة المجازفين الخطرة، وهو القادم من ذلك العالم قبل دخول معترك الإخراج في فيلم جون ويك، وإخراجه فيما بعد عديد من الأعمال مثل: "Deadpool 2"، و"Bullet Train".
أي هو مدركٌ تمامًا لما يفعل، ويرغب في تسليط الضوء على المهنة، وأهمية العنصر البشري في صناعة السينما مهما بلغت التكنولوجيا من تطور، وطرح حكاية متكاملة مستوفية جميع شروط أفلام الحركة والإثارة والأكشن.
كبش باربنهايمر
طبعًا لا يقترب فيلم The Fall Guy من فيلم "أوبنهايمر"، فيلم دراما السيرة الذاتية للمخرج المتميز "كريستوفر نولان"، والذي تناول حكاية "روبرت أوبنهايمر" مخترع القنبلة الذرية.
ولا حتى من دمية "ماتيل" العالمية "باربي"، المؤثرة في كثيرٍ من الأجيال، للمخرجة "جريتا جيروج" والتي تحاول صناعة مشوار فني يتماشى مع شخصيتها ورؤيتها.
ذكرنا في المقدمة أن رايان غوسلينغ وإيميلي بلانت، هما من يشكلان ظاهرة باربنهايمر التي استفاد منها كبش الفداء، كما أن الملصق الدعائي جاء مخادعًا نوعًا ما، لاحتواءه على انفجاراتٍ في الخلفية، وأيضًا ظهور إميلي وهي ترتدي لباسًا باللون الوردي. الانفجارات في فيلم ديفيد ليتش حاضرة، لأنه تحدث عن كواليس صناعة فيلم أكش وخيال علمي، والذي يتطلب مشاهد تتضمن انفجارات.
واللون الوردي حاضرًا من خلال الرومانسية في ثنائية كولت وجودي، وعلاقة الحب بينهما. على الرغم من أن الفيلم ظلم الكيمياء ما بين ريان وإيميلي، فهي غائبة في أغلب المشاهد، وكأن هناك نفورٌ بينهما في الكواليس.
وهذا الأمر جدًا مستغرب وعلى عكس ما شاهدناه في حلقة برنامج "SNL/ Saturday Night live"، حيث ظهر غوسلينغ وحكى عن كين وباربي، ورغبته في مغادرة الشخصية والانفصال عنها. لذلك استعان بأغنية "تايلور سويفت" بعنوان "All Too Well"، في محاكاة طريفة وساخرة لدوره وللعالم الوردي الذي علق به. وبعد هذا تشاركه إيميلي، وهي تؤكد على ضرورة إنهاء عصر باربي، والتركيز على أنه شريكها في فيلمهم الجديد. وتركها كذلك الأمر لدورها في أوبنهايمر خلفها.
ديناميكية العلاقة التي جمعته بباربي "مارغو روبي" تتفوق على ثنائيته مع بلانت، التي لم تكن في أفضل حالاتها الدرامية، وهي التي تتميز بشخصية لطيفة وسلسة، لكن مع جودي لا يمكن الشعور بوهج هذه النجمة المحبوبة.
أمّا بالنسبة لإيرادات شباك التذاكر، ما زال فيلم The Fall guy يحتل المراكز الأولى عالميًا من بين الإصدارات السينمائية، وسجل في أسبوعه الأول 72.7 مليون دولار فقط، في حين بلغت ميزانيته الإنتاجية 150 مليون دولار.
فيما اعتبر أبرز النقاد أن هذه النتيجة مخيبة للآمال. أي أنه لا فرصة لديه للاقتراب من الإيرادات التي حققتها ظاهرة باربنهايمر، حيث بلغت إيرادات أوبنهايمر 974.8 مليون دولار، وتخطت باربي حاجز 1.445 مليار دولار.
يمكن القول إن The Fall Guy كان بمثابة كبش فداء لِ باربنهايمر، لأن الحديث عنهما ما زال تريندًا لليوم. ولكن من الجميل استرجاع تلك الحالة، مع فيلم المخرج "ديفيد ليتش"، الذي قدم عمل سينمائي جيد على صعيد نسج الحكاية، والصورة والإخراج.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.