فيلم The Guilty: السقوط في فخ التقليد.. وتمثيل جيك جيلنهال ليس كافيا للنجاح
5 د
صدر فيلم The Guilty في أواخر الشهر الماضي في قاعات السينما، وعلى منصة Netflix في بداية هذا الشهر، وكان من أكثر الأفلام مشاهدة، وأكثرهم حديثًا عنه. الفيلم يعتبر نسخة أمريكية من الفيلم الدنماركي Den skyldige -التي تعني المُذنب- الذي صدر عام 2018 وتلقى مراجعات إيجابية، لكن هذه النسخة الجديدة لم تلق نفس الترحيب، لماذا؟ سنعرف في هذا المقال.
- المخرج: أنطوان فوكوا
- الكاتب: نيك بيزولاتو، وإميل نيجارد البرتسين، وغوستاف مولر.
- الأبطال: جيك جيلنهال، وإيثان هوك، ورايلي كيو، وكريستينا فيدال ميتشل، وإيلي جوري.
- تقييمه على : IMDB 6.2
- تقييمه على Rotten Tomatoes: 71%
- الشركة المنتجة: بولد فيلمز، و أميت انترتاينمينتز، وناين ستوريز برودكشنز، وأفلام فوكوا.
اتصال من امرأة خائفة
تقع أحداث فيلم The Guilty على مدار يوم واحد، حيثُ يعمل ضابط الشرطة جو بايلور في مركز اتصالات الطوارئ 911، وتبدأ ليلته بتلقى سلسلة من المكالمات، التي تتراوح من السرقة إلى تعاطي المخدرات. ومع ذلك، تتغير ليلة جو بشكل جذري بمجرد تلقيه مكالمة من امرأة خائفة اسمها ايميلي، وتدعي أنها تكلم ابنتها الصغيرة حتى لا يعلم من بجوارها أنها تحادث الطوارئ، فاستنتج جو أنها مخطوفة وتعهد أن ينقذها ويُرجعها إلى منزلها آمنة لأبنائها، لكن جراء قيام الحرائق في الغابات، وانخفاض عدد عناصر الشرطة المتاحة، تأخرت ملاحقة السيارة التي وصفتها إيميلي.
في تلك الأثناء يتصل جو بهاتف المنزل الخاص بإيميلي، ويكلم ابنتها الصغرى ذات الستة أعوام، ويعلم أنها بمفردها بالمنزل مع أخيها الأصغر، ويعلم أيضًا أن إيميلي برفقة والد ابنتها وزوجها الأسبق “هنري فيشر”. بهذه المعلومات استطاع جو معرفة رقم تسجيل السيارة، ليرسله إلى الشرطة لتلاحق السيارة. وفي نفس الوقت، قرر إرسال وحدات من الشرطة للإطمئنان على الطفلين. أثناء عمله يتلقى جو اتصالات من صحفية بجريدة ما، تطلب منه أن يحكي جانبه من القصة فيما سيحدث غدًا، وهو محاكمته على شيء ما أدى لتخفيض رتبته، ولا يتضح في البداية ما هي القضية بالتحديد، لكن جو يرفض ويغلق الهاتف منتظرًا اتصالا من إيميلي أو من ابنتها.
يكرس جو نفسه للمساعدة في تحديد مكان إيميلي وإنقاذها، ويتضمن ذلك الاستعانة بشريكه السابق وملازمه في الشرطة في جمع المعلومات. بعد قليل من الوقت يهاتف أحد أفراد من الشرطة الذين ذهبوا لبيت الطفلين جو ويستمع حينها إلى شيء يقلب القضية، ويحولها من مجرد قضية اختطاف إلى جريمة أبشع من ذلك بكثير، وعلى جو فك خيوطها المتشابكة، فهو غير مُسلح سوى بافتراضات ومكالمات هاتفية، وكلما ظن أن المُشكلة قد حُلت يظهر لها جانب جديد، وكلما تعمق جو في القضية وكشف عن الحقيقة جزءًا بعد جزء، تعمقنا نحن في شخصية جو نفسه، واكتشفنا أبعاد جديدة لحكايته.
ما الحاجة إلى نسخة أمريكية مُقلدة؟
تعرض الفيلم لهجوم كبيرا، فقط بدافع أنه لم يكن هناك “حاجة ملحة” لعمل نسخة أمريكية لفيلم ناجح بالفعل، بلغة أخرى، يمكن بكل بساطة مشاهدته بترجمة انجليزية، وذلك جعل النقاد والمشاهدين يتذكرون كل الأفلام التي تم تحويلها إلى فيلم أمريكي وفشلت فشلا ذريعا، مثل فيلم The Secret in Their Eyes الأرجنتيني، الذي حصد جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي عام 2010، صُنعت منه نسخة أمريكية تضم طاقم عمل مذهل كجوليا روبرتس ونيكول كيدمان، إلا أنه تعرض لهجوم كبير، ولاقى مراجعات سلبية،كفيلمنا هذا.
وتم تحليل هذه الظاهرة إلى اعتبار أن السينما الأمريكية تمر بحالة من الفقر الفني، الذي يجعلها إما تُعيد إنتاج أفلام قديمة بنسخ جديدة، أو الاستعانة بأفلام ناجحة بلغات أخرى، على أمل أن تحصل على نفس النجاح، لكن بالطبع لم يحدث ذلك في هذه الحالة.
أقرأ أيضا: مشاهد سينمائية بالغة الدقة وغنية بالتفاصيل صورت كلقطة واحدة طويلة Long Take
حتى المشاهد يرغب في المساعدة
جايك جيلينهال ثم تمثيل جيك جيلنهال! لم يظهر على الشاشة تقريبًا سوى 3 أشخاص، أما البقية نسمع أصواتهم فقط –وكانوا رائعين في الأداء الصوتي- وبالطبع كان جايك هو الشخص الرئيسي الذي نراه، ونوعًا ما نحن رأينا الحادثة كلها من وجهة نظره، التي تتراوح ما بين الخطأ والصواب. قدم جيك أداءًا تمثيليا رائعا ويمكن القول أن وجوده بالفيلم هو الذي جعل أغلبنا يشاهده، وجعلني أنا شخصيًا لا أقسو على الفيلم كثيرًا.
بالرغم من تعقيد شخصية جو وارتكابه العديد من الأخطاء -كما سيتضح- إلا أنه يجعلك تتعاطف معه، فهو من البداية رجل غير متزن، فقد عمله وزواجه لكن بمجرد ما شعر أن هناك شخصا ما في خطر، كان ذلك هو شاغله الأول والأخير، فربما ظن أنه إذا تمكن من إنقاذ إيميلي، أن حياته ستعود كما كانت وأن وجوده في هذا المكان سيصبح له معنى، وسيعفيه من الذنب الذي يشعر به، ومجددًا يعود الفضل لتوصيل هذه المشاعر إلى جيك جيلنهال، لكن أداءه لم يكن وحده كافيا لنجاح الفيلم.
حقيقة أن الفيلم كله يدور في مكان واحد جعلنا –في عصر وباء كورونا الآن- نرتبط أكثر بالشخصية وبالقصة لأن بعضنا مر بهذه الحالة في أيامنا العادية أثناء الحجر الصحي حين كانت وسيلتنا الوحيدة الممكنة للتواصل هي بالهاتف فقط، ولم نستطع أن نرى الشخص على الجهة الأخرى وجهًا لوجه ومساعدته بالفعل والتربيت على يده، أو في هذه الحالة ملاحقته بالسيارة وانتشال الفتاة، كما تمنى بعض المشاهدين أن يفعل جو.
لا يعود الفضل في قصة وحبكة الفيلم، إلى صناع هذه النسخة، لكن ربما يمكننا أن نعطيهم الفضل في اختيار هذا الفيلم بالتحديد، أو اختيار جايك جيلينهال للبطولة. وفي النهاية لعب الفيلم على العديد من الجوانب الإنسانية والاجتماعية التي جعلته فيلم قريب من القلب، حتى وإن لم يقع في قائمة الأفلام التي قد نشاهدها مرة أخرى، إلا أنه فيلم مُسلي، وممتع للمشاهدة وبالتأكيد سيجعلك على حافة مقعدك، راغبًا في اقتحام الشاشة نفسها وتقديم المساعدة.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.