قصة مسلسل The Handmaid’s Tale: نساء في سوق النخاسة باسم الدين
5 د
أن تعود السيدات لعصر الجواري، أن تفقد المرأة كل حقوقها باسم الدين، أن تتحول لوعاء لحمل الأطفال أو لإفراغ رغبات الرجل ليس إلا، وأن يحدث كل هذا في عصرنا الحالي وفي أمريكا.. هكذا تبدأ حكاية مسلسل The Handmaid’s Tale.
عالم فقد الخصوبة فاستعبد النساء
اعتاد العالم على مر العصور أن يجور القوي على الضعيف مهما تجمل، ومهما ادعى الجميع العقل المتفتح والانفتاح وعدم العنصرية وحماية الضعيف، ولكن يبقى من البشر ما يكفي لأن يستديروا على الجانب الضعيف من المجتمع بمجرد أن تلوح لهم الفرصة.
القصة تحكي عن المستقبل القريب، معدل التلوث يزيد معدلات الخصوبة لدى السيدات والرجال يقل، وبالتالي معدلات المواليد الأحياء في انخفاض، فهناك دول لم ترى طفلًا جديدًا من سنوات، في أمريكا يبدأ المتشددين دينيًا اعتبار ما يحدث غضب من الله لما يحدث من معاصي، وبعد حالة من الفوضى والتفجيرات، يسيطروا على جزء لا بأس به من الولايات المتحدة ليعلنوا دولة جلعاد الدينية.
في الدولة الدينية المسؤولون هم صوت الرب
مثل أي نظام قائم على الإرهاب باسم الدين، نشأت دولة جلعاد، ففيها تضطهد المرأة، فليس لها ذمة مالية خاصة، ليس لها الحق في العمل، لا يمكنها أن تختار شريك حياتها، بل هناك أماكن من الدولة ممنوع على السيدات أن تدخلها.
فوق كل هذا فهناك تفرقة بين السيدات، وحُددت 5 أنواع فقط من النساء في الدولة؛ إما زوجات مسؤولين بالحكومة الجديدة، أو خادمات للسادة الجدد، أو عاملات وسجينات يعملن في معسكرات اعتقال حتى الموت من النفايات الملوثة، أو عمات وظيفتهن إعداد الجوار، أو النوع الأخير وهن الجواري، ومع الجواري تبدأ حكايتنا.
الجارية سلعة للتناسل.. والاغتصاب هو الحل
في الدولة الوليدة تم تحديد السيدات ذات الخصوبة وهن قلة، لذا أصبحن جواري ومتاحين على المشاع للسادة الحكام، فكل جارية يتم نَسبتها إلى منزل أحد الحكام لتكون جاريته، يقيم علاقة معها في طقوس دينية صارمة تحرص على انتفاء المتعة في العلاقة واقتصارها على محاولات الحمل.
الجواري يرتدين اللون الأحمر لتميزهن، يقوم السيد بمعاشرتهن/اغتصابهن في مراسم تحضرها زوجة السيد ويشرف عليها خدمه، ويتلى فيها من النصوص الدينية ما يضفي على عملية الاغتصاب هيبة مقدسة.
والغرض هو الأطفال، أن يولد جيل جديد في هذا العالم المجدب، ولكن لا يجب أن يولد من أبوين طبيعيين، بل من سيد من المسؤولين وجارية من الإماء اللاتي تم القبض عليهن من الشعب.
جون.. مويرا.. جينين
يركز المسلسل على قصة جون، الشابة الجميلة التي تحب زوجها ولديهم ابنة صغيرة، عندما انقلب العالم فقدت الزوج والابنة في مطاردة محمومة لتتحول لجارية لواحد من أهم مسؤولي الحكومة الجديدة، تتلقى الإهانات والتعذيب من زوجته، والاغتصاب والألم منه، ولكنها تصبر أملًا في أن تجد طفلتها.
رغم كون قصة جون هي القصة المحورية في الأحداث ولكننا نرى ما يحدث للنساء الأخريات، مويرا التي حاولت أن تتأقلم وفشلت، وجينين التي تفقد عقلها تدريجيًا، أنها مآسي متحركة تسعى للخلاص، كل فتاة/جارية ورائها قصة مرعبة لكيف وصلت هناك. إنه عالم سوداوي لما يمكن أن يصبح مستقبلنا يومًا ما، عالم لن يمكنك إلا أن تشعر بالاختناق وأنت تشاهده رغم براعة العمل المذهلة.
موسمان والثالث مُنتظر
العمل مأخوذ عن رواية بنفس الاسم للكاتبة “مارجريت أتوود” كتبت عام 1985، ولكن في عام 2016 قررت شركة Hulu للإنتاج تحويل الرواية إلى مسلسل بالاستعانة بـ”بروس ميلر” للأشراف على العمل وتحويله، وقد ظهر الموسم الأول في إبريل 2017 مكونًا من 10 حلقات، ليليه الموسم الثاني في أبريل 2018، ويتكون الموسم الثاني من 13 حلقة، وقد أعلن عن تجديد المسلسل لموسم ثالث من المنتظر عرضه في 2019. ومدة الحلقة الواحدة ساعة تقريبًا.
شخصيات مرسومة بدقة
اتسم العمل بعدد من الشخصيات المميزة المرسومة بدقة شديدة، ونذكر منها الأهم الآن:
إليزابيث موس: في دور جون أوزبورن/أوفريد، وهي سيدة تم القبض عليها أثناء محاولتها الهرب إلى كندا مع زوجها لوكا وابنتها هانا. وبسبب خصوبتها، أصبحت جارية للقائد فريد وترفورد وزوجته سيرينا جوي، وسميت “أوفريد” كتابع للقائد الذي يمتلكها.
جوزيف فينيس: في دور القائد فريد وترفورد، وهو مسؤول حكومي رفيع المستوى وسيد جون. لعب هو وزوجته دورًا أساسيًا في تأسيس دولة جلعاد.
إيفون ستراهوفسكي: في دور سيرينا جوي وترفورد، زوجة فريد وناشطة ثقافية محافظة سابقة. قبلت دورها الجديد في المجتمع وساعدت على إنشائه. متزمتة دينيًا، تكره جون وتصبر على وجودها فقط من أجل الحصول على طفل.
أليكسس بليديل: في دور إيملي/أوفجلين صديقة جون، وتعمل مع المقاومة لأفكار دولة جلعاد.
مادلين بروير: في دور جانين/أوفوارين صديقة لجون أصبحت غير مستقرة عقليًا بسبب معاملتها من قبل مركز تدريب الجواري.
آن داود: في دور العمة ليديا، وهي إحدى السيدات المسؤولات عن الإشراف على الجواري، وعن عمليات إعادة تأهيلهن وتعريفهن بواجباتهن الجنسية اتجاه سادتهن.
أو. تي فجبينل: في دور لوكس “لوك” زوج جون، تمت مطاردته هو وجون مع ابنتهما.
ماكس مينجهيلا: في دور نيك بلين، سائق القائد وترفورد ومعجب بجون.
سميرة وايلي: في دور مويرا، أفضل صديقات جون منذ الدراسة ويتم خطفها واعتبارها جارية هي الأخرى.
أشياء لا تعرفها عن The Handmaid’s Tale
– الموسم الأول فقط هو المأخوذ عن رواية “مارجريت أتود” بينما المواسم التالية كُتبت خصيصًا للتلفزيون.
– تم تصوير العمل في تورونتو بكندا، رغم وجود الأحداث في الولايات المتحدة الأمريكية.
– الكاتبة “مارجريت اتوود” ظهرت في لقطة شرفية في الحلقة التجريبية من الموسم الأول كإحدى العمات.
– صرحت الكاتبة أن كل ما حدث بالمسلسل قد حدث يومًا ما في زمن أو مكان ما على الأرض بالفعل، وأنها قد عاهدت نفسها بألا تضع أحداثًا لم تحدث يومًا بالفعل، لذا ففظاعة الأحداث كونها حقيقة رغم خيالية القصة.
– الجواري يرتدين الأحمر دلالة على الخصوبة ودماء مخاض الولادة، أما الزوجات فيرتدين الأزرق تشبهًا بالعذراء مريم التي تظهر صورها في رداء أزرق.
– لم يذكر اسم جون في الكتاب، وظلت تُعرف باسم أوفريد على عكس المسلسل.
– اسم كل جارية يتكون من مقطعين اسم سيدها، وكلمة أوف off التي تعني أنها مُقدمة/تعرض ذاتها لسيدها كجارية offering themselves to the men وهكذا تصبح جون على سبيل المثال منسوبة لسيدها فريد، فتكون “أوفريد”.
– ظهرت إليزابيث موس بلا مكياج تمامًا طوال دورها كجارية.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.