الإيمو عبدة شيطان التسعينيات .. كيف ظهروا وأين ذهبوا؟
كثير من المشاكل والأحداث تحدث في مجتمعنا العربي، وأشكال وألوان من الظواهر الغريبة تحدث كل يوم، في البداية لا نصدق أنها متواجدة بيننا بالفعل، لكن بين هذا وذاك تنتشر بيننا بسرعة، إما عن طريق الكلمات الغريبة، أو المظاهر المقززة، والتي قد يفعلها البعض بجهل منهم بأصلها ومعناها، إذا نظرنا إلى تاريخ ثقافة “الإيمو”، فإنها تعني الانفعال والإحساس، وبدأت كتيار موسيقي في موسيقى الهارد روك في أوائل الثمانينات لتتحول في بداية الألفية الثالثة إلى أسلوب حياة لجماعات معينة.
الإيمو وبداياته
مبدئيا فإن الإيمو هو اختصار لمصطلح متمرد ذو نفسية حساسة، وهو نوع من موسيقى الروك التي تبدأ منخفضة وهادئة ثم ترتفع بشدة ويتميز بابراز التعبيرات العاطفية والإنسانية، باستخدام كلمات عادة ما تبوح بالمشاعر الشخصية العميقة، وهي موسيقي تتحدث عن الألم والحزن ولاقت العديد من الانتقاد نظرا لافتقارها إلى اللحن الغنائي وميل أصحابها إلى الموسيقى والغناء المزعج جدا والذي فيه الجنون المبالغ فيه.
أطلقت الموسيقي في البداية في منتصف الثمانينيات في واشنطن العاصمة منبثقة من حركة الهاردكور، وفي منتصف التسعينيات، خرجت أعمال عديدة لهذا النوع مثل برايد وذا بروميس رينج وذا جيت أب كيدز في الولايات المتحدة، وبدأت عدة شركات تسجيل مستقلة بالتخصص في هذا النوع الموسيقي.
انتشرت هذه الظاهرة في أوروبا وأمريكا في 1984 افرادها يستمعون إلى موسيقى الهاردروك الصاخبة، توقع الكثير من الناس أن لا تستمر هذه الظاهرة أو الثقافة، إلا أنها أصبحت من أكثر الظواهر انتشارا بين المراهقين، حتى أصبح عدم وجودهم منظرا غير اعتيادي، وهم منتشرون في الدول الغربية وبعض الدول الشرقية، وقد بدأت هذه الحركة تنتشر بالبلدان العربية بشكل كبير، وكما هو الامر مع بقية الانواع الموسيقية، لأصحاب هذا النوع من النمط الموسيقي نمط شكلي خاص وغريب.
إنتشار الإيمو ومحاربته
وقد اخذت هذه الظاهرة بالانتشار بين الشباب المراهقين و في اغلب الاحيان لا يتم التقيد بالعمر عند الايمو ذلك لسبب انه يعد نمط موسيقى بالاساس، الايمو ليس لهم ديانة محددة رغم ما يقوله البعض بانهم عبدة الشيطان، وهم يحبون العيش بوحده وانطواء، يتسكعون في الشوارع ليلاً وحيدين او مع من هم بنفس فئتهم، بعد إنتشار الظاهرة بفترة اصدرت روسيا قرار اغلاق المواقع التي تدعو إلى الايمو ونشر حركات الاكتئاب وتمنع الظهور بهذا المظهر في المدارس والدوائر الحكومية، كما اتخذت المكسيك خطوات مقاربة من حيث اغلاق المواقع ورفض الشعب لهذه الظاهرة توعيه الآباء والأمهات لهاذه الظاهرة بان يعملوا على مراقبه أبنائهم ومنعهم للبس الغريب والملابس ذات المظهر غير الاعتيادي.
“لا يوجد مبادئ معينة ونهج معين لجماعات الايمو فكل البشر لديهم عاطفة ولكننا نحن الايمو لا نخجل من الاعتراف بها امام الجميع، وبداية انضمامي الي الايمو عندما اصابني نوبه من الاكتئاب وعلي النت بدأت في البحث عن مجموعة الايمو واعجبت بفكره تعبيرهم عن مشاعرهم” هذا ما قاله شريف حسني وهو الاب الروحي للايمو كما يلقبونه في فترة ظهور تلك الظاهرة.
ودعنا نقول عزيزي القارئ أن الإيمو ثقافة وليست عادة أو ظاهرة، يرى البعض أفرادها مرضى نفسيين لأنهم يميلون للحزن والعزلة والانطوائية والاكتئاب وتعاطي المخدرات، وقامت بعض الدول في تلك الفترة عندما شعروا بالخوف من تنامي حركة الإيمو لارتباطها بالاكتئاب وحالات الانتحار والقتل، فقد أصدرت روسيا قرار إغلاق المواقع التي تدعو إلى الإيمو ونشر حركات الاكتئاب، وتمنع الظهور بنمط الإيمو في المدارس والدوائر الحكومية، كما اتخذت المكسيك خطوات مماثلة.
من أين جاءت فكرة الإيمو؟
ربما الإيمو موجودين منذ زمن قبل أن يوجد في العصر الحديث، فبعض الناس اعتبروا من الإيمو قبل وجودها، مثل شكسبير، وسيلفيا بلاث، وأوسكار وايلد، وبيكاسو وذلك لأنهم كانوا في تناغم مع مشاعرهم الداخلية التي تم قمعها والفزع منها في ذلك الوقت، وهناك سبب آخر، وهو أنهم لم يشعروا بالقلق من الطريقة التي كان ينظر إليهم الناس من خلالها، وكانوا أكثر عرضة لقضاء الوقت في التفكير، كما كانوا أكثر ميلًا لأن يكونوا جزءًا من أنفسهم أكثر من الانتماء للمجتمع، وفي الغالب أفراد الإيمو انطوائيون، وهذا يجعل من الصعب تكوين صداقات، أو أن يكونوا جزءًا من المجتمع، أو جزءًا مما هو في نظر الناس عادي وطبيعي.
الإيمو في أبسط شروطها أن تكون حساسًا عاطفيًا، فتكون على اتصال بالعاطفة، والتعبير عنها، فأولئك الذين يرون أنفسهم إيمو هم ببساطة أكثر اتصالًا بمشاعرهم. وهذه المشاعر قد تكون سعيدة، أو حزينة، أو متحمسة، وعلى أولئك الذين يطلقون على أنفسهم إيمو أن يكونوا أكثر تناغمًا مع مشاعرهم الداخلية، في معظم الحالات فإن الحالة الغالبة للإيمو هي الحزن والشعور بالإحباط، وهذا ما يفسر طريقة اللبس والسلوكيات، وخلافًا لغيرهم فهم يخفون حزنهم، وذلك لشعورهم بالتناغم معه وتقبله بدلًا من التخلص منه، والتظاهر بأنهم سعداء في حين أنهم ليسوا كذلك.
ماذا قال علم النفس؟
الدكتورة فيولا موريس – أستاذة علم النفس بجامعة حلوان – تقول إن أحد مشاكل المراهقة هي أزمة الهوية والبحث عن الذات، فمشكلة المراهق أنه لا يستطيع وضع نفسه على الخريطة النفسية، وتتميز مرحلة المراهقة بالصراع حيث يحاول المراهق لفت نظر الآخرين عن طريق السخرية والاستهزاء أو ارتداء ملابس مختلفة، هذا الصراع لا يستطيع من خلاله تحديد هويته “من أنا وماذا أريد؟”، وتشير أستاذة علم النفس أن ما يعمق هذا الأمر افتقاد المراهق للأيديولوجية “معتقد معين” يستمد منه قيم معينة لذلك نرى المراهق المصري لا يوجد لديه هوية ثقافية.
وترى الدكتورة فيولا للخروج من هذه الصراعات التي تواجه المراهق، أنه علينا احتواء الشباب المراهق وعدم التقليل من قيمتهم، ومساعدتهم على قبول أنفسهم وتوافر قدوة حسنة لهم، ومساعدتهم على تحديد هوية واتجاة خاص بالإضافة إلى إشباع احتياجاتهم المادية.
أين ذهب الأيمو؟
وفي خلال منتصف عام 2010، بدأت شعبية الإيمو تتضاءل، انفصلت بعض الفرق الموسيقية أو ابتعدت عن جذورها في الإيمو، فالبعض منهم حادوا عن ظاهرة الإيمو القديمة وموسيقاها واتجهوا إلي “الكيبوب” وما إلى ذلك، تخلى كل من بارامور وفرق أخري عن نوع الإيمو في ألبوماتهما لعام 2013، فانتقل بارامور إلى نمط جديد متأثر بالموجة، وانفصلت العديد من الفرق الموسيقية، مما أثار مخاوف بشأن جدوى هذا النوع.
في هذه الأثناء، بحلول عام 2011، ظهر إحياء للإيمو بشكل أساسي بالاعتماد على الصوت والجمالية في إيمو التسعينيات، يشمل الفنانون المرتبطون بهذه الحركة لعبة البيسبول الحديثة والعالم مكان جميل ولم أعد أخشى الموت وغيرهم.
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.