ثلاث بطلات خارقات في فيلم The Marvels.. مَن هن أقوى نساء “مارفل”؟

القوة والسلطة دومًا في يد الرجل، وهو صاحب القرار، هذا ما اعتدناه ونشأنا عليه. والسينما العالمية كرثت هذا المفهوم في كثير من أعمالها الفنية، على الرغم من أن الغرب يتغنى دومًا بالمساواة وحرية الأفراد، عكس بلادنا العربية. 

صورة الرجل القوي القادر على إحقاق الحق، وفرض العدالة، وبسط هيبته، ومحاربة الشر، نجدها في أفلام الأبطال الخارقين "Super Heros"، أي في عالم مارفل Marvel (على سبيل الحصر)، أضف إلى ذلك جاذبية البنية الجسدية الصلبة. أفلام الأكشن تنحاز للرجال، ولما يمارسه من أفعالٍ بطوليةٍ، فالأنشطة التي يقوم بها الرجل في تلك الأعمال، غير قادرة المرأة على فعلها، فهي أضعف من ذلك. 

المرأة في عالم "Marvel Cinematic Universe"، لم تزح يومًا عن الصورة النمطية التي تم قولبتها بها في السابق، تابعة وضعيفة ومرهونة لرغبات الرجل، حتى أن مظهرها ولباسها وتصرفاتها، لإغواء ذكوريته، ولفت انتباهها. 

وبالتالي يتم طبع هذه الأدوار لكل من الرجل والمرأة، في ذهنية المراهق، كون المراهقون يشكلون نسبة كبيرة من رواد سينما الأبطال الخارقين، المرأة للعاطفة والتربية، والرجل للحماية والعمل. 

ربما حقيقة هذه الأفكار مردها لكون الرجال هم من يقفون وراء صناعة السينما، ووجود المرأة لا يمثل سوى نسبة ضئيلة في هذا العالم. 

نرشح لك: كيف تتابع أفلام عالم مارفل السينمائي من البداية وحتى الآن؟

في السنوات الأخيرة سعت Marvel Studios، لتغيير الصور النمطية الاجتماعية والثقافية للمرأة في عالمها، وصارت لديها رغبة عارمة في إعادة هيكلة دور المرأة الخارقة، وإبرازها شخصية قوية ومعقدة، لها أهميتها المجتمعية. وأيضًا شاهدنا أدوارًا لشخصياتٍ ملونة، ومن خلفياتٍ مختلفة، لطالما كانت مهمشة في عالم مارفل السينمائي. 

ومن الشخصيات النسائية البارزة التي لمعت كبطلة خارقة في السنين الماضية "كابتن مارفل"، والتي تعود إلينا في فيلمٍ جديدٍ بعنوان "The Marvels"، بالتزامن مع 10 نوفمبر /تشرين الثاني 2023، بعد أن تصدرت البطولة في عام 2019 ضمن أول فيلم نسائي في عالم مارفل. حيث أدرك القائمين على تزويد الفن السابع بالأبطال الخارقين، أن الجماهير ترغب برؤية بطلات خارقات يتحملن المسؤولية مثل الرجال، وأن أفلام البطولة النسائية تحقق إيرادات عالية في شباك التذاكر. 

قدمت MCU للعالم مجموعة من أفضل النساء الخارقات، تميزن بالقوة وعززن بحضورهن قائمة الأبطال الخارقين لدى Marvel، وصار لهن قاعدة جماهيرية تضاهي شعبية رجال مارفل. النساء القويات بازدياد مع التخطيط للمرحلة الخامسة من مارفل، وتقديم قصص ملحمية مذهلة، ولكن نتساءل اليوم في "أراجيك فن"؛ مَن هن أقوى نساء مارفل الخارقات عَبر الأعوام؟ 

Black Widow

ظهرت Black Widow أو ناتاشا رومانوف (سكارليت جوهانسون) عام 2010، ضمن فيلم "Iron Man 2"، وفي عام 2021 حصلت على فيلمها الخاص حمل اسمها "الأرملة السوداء"، بعد المشاركة بثمانية أفلام. 

سلسلة من الأفلام شاركت فيها الشخصية، وهذا يفرض تطورًا مستمرًا على الشخصية يناسب كل مرحلة، لم تبقى طويلًا مجرد لعبة جنسية للذكور فقط، على الرغم من أنها لم تمتلك قوى خارقة، لكنها تمتعت بمهارات قتالية عالية وبراعة في استخدام الأسلحة.

من أبرز التغييرات التي حصلت عليها ناتاشا لون شعرها، حيث بدأ بالأحمر ثم الأشقر القصير، وانتهى باللون الأحمر، في حين أن ملابسها السوداء الضيقة والمثيرة، لم يدخل عليها تغييرات كبيرة. دومًا ما حاولت مارفل اللعب على عنصر الشكل، للتعبير عن مرحلة ما، والتطور الحاصل في شخصيات عالمها. 

شاهدناها كعضو في عملاء التجسس "SHIELD"، تسللت إلى Stark Industries من أجل مراقبة الرجل الحديدي. وعرفناها مقاتلة وجاسوسة، وصديقة مخلصة في أوقاتٍ أخرى. 

ثم حليفة لكابتن أمريكا في "Avengers"، وتوني ستارك في "Captain America: Civil War". فهي عميلة سرية ناجحة، تعرف كيفية تطويع الأمور لصالحها. كما جمعتها علاقات رومانسية عديدة، مع "هاوكي" و"بروس بانر". 

في فيلمها الفردي يستعرض العمل، ماضي ناتاشا ويوضح كثيرًا من الحقائق التي تم التعتيم عليها في أفلام أخرى. تدور أحداث فيلم Black Widow بعد فيلم Captain America: Civil War، حيث تكافح لمواجهة ماضيها، وأعداء الماضي والحاضر. 

Wanda Maximoff

تعد "Wanda Maximoff" (إليزابيث أولسن)  أقوى نساء مارفل، فالساحرة القرمزية تمتلك قوة سحرية هائلة وذكاء متقد، اكتسبتهما في مرحلة مبكرة. 

عانت واندا الخوف والحزن، لكنها تطورت تباعًا لتصبح بطلة خارقة، وقادرة على التضحية من أجل أحبائها. ومع ذلك، فإن حزنها وخسارتها لأهلها، قادوها إلى طريقٍ مظلمٍ أحيانًا، فكانت عميلة في منظمة هيدرا الإرهابية، حيث رغبت في تدمير الكون لعجزها في التعامل مع حزنها، ولكنها كانت تنجح في السيطرة على قواها غالبًا. 

ظهرت الشخصية لأول مرة ضمن فيلم "Avengers: Age of Ultron" عام 2015، وفي عام 2021 شاهدنا سحر جمالها وقواها وتمتعنا بها لوقتٍ أطول، في المسلسل القصير "Wanda Vision"، وخلال دورها في "Doctor Strange in the Multiverse of Madness" عام 2022. أي كان لتواجدها أهمية في المرحلة الثانية من عالم مارفل، وزادت الأهمية أكثر في المرحلة الرابعة. 

خاضت واندا ماكسيموف كثيرًا من التحديات والمعارك والمواجهات، خلال ستة أفلام شاركت فيها مع Marvel، تم التلاعب بها من قبل "Ultron"، ثم وقفت إلى جانب المنتقمون، وطورت من نفسها وزادت صلاحياتها. تحصلت الساحرة القرمزية على قواها الساحرة، نتيجة تعرضها للقوى الكونية، وميراثها الجيني، فاكتسبت قوة التلاعب بالواقع والوقت، وخلق مجالات طاقة، والتحكم في العقل.

Captain Marvel

انضمت شخصية "Captain Marvel" أو "كارول دانفرز" إلى عالم مارفل السينمائي عام 2019، أي في المرحلة الرابعة من قصص الأبطال الخارقين، وتدور أحداثه في تسعينيات القرن الماضي. القوى الكونية الخارقة التي اكتسبتها كارول دانفرز (بري لارنسون)، 

من حجر الإنفينيتي أفقدها ذاكرتها، وصارت ضمن قبيلة كري، تحارب شعب السكرول. 

نرشح لك: مارفل لن تقدم أفلامًا جديدة في 2024 ماعدا Deadpool 3.. ما السبب؟
في بداية الفيلم كانت تتدرب كمحاربة على كوكب هالا كري، يخبرها مرشدها أن لديها أصول بشرية، الأمر الذي يدفعها للعودة إلى الأرض لمعرفة هويتها، وحمايتها من غزو الكري بعدما أدركت حقيقتهم، وقاتلت في صفوفهم لمدة 6 سنوات. 

وهناك على كوكب الأرض، تواجه عديد من الشخصيات، وتبدأ ذكريات الماضي تعود رويدًا رويدًا، تفسر لها مدى ارتباطها بالأرض، وأنها كانت جزءًا من مشروع SHIELD السري. 

لدى كارول دانفرز شخصية قوية، وذكية، ومستقلة. قادرة على الطيران وإسقاط الطاقة، كما تتمتع بالوفاء لحلفائها. لديها خوف من ماضيها، ومن العالم، لكنها على استعداد للتعلم من أخطاء الماضي والمضي قدمًا فيما يفيد تطورها، والقتال من أجل العدالة. 

جماهير Marvel Cinematic Universe ينجذبون لإصدار فيلم السوبر هيروز "The Marvels"، لمشاهدة كابتن مارفل، بعد غياب 5 سنوات منذ عرض فيلمها الأصلي.

ما يميز هذا الفيلم الجديد، تضافر جهود ثلاث بطلات خارقات لمحاربة الشر. حيث ينضم إلى فريق Captain Marvel كل من "مونيكا رامبو" (تيونا باريس) البطلة القادرة على التلاعب بالطاقة، والتي اختبرنا قواها في مسلسل " WandaVision"، وأيضًا "كامالا خان" الشخصية التي تعرفنا عليها ضمن مسلسلها القصير "Ms. Marvel" (إيمان فيلاني)، المراهقة الأمريكية الباكستانية المسلمة. 

والآن على الثلاثي النسائي المتنوع والمختلف، الاتحاد والتعاون كفريق واحد، واستخدام قواهم مجتمعةً والوقوف في وجه الأعداء. في المقطع الدعائي الصادر في أبريل/نيسان، يشرح فكرة أن استخدام القوة من قبل واحدة من البطلات الخارقات سيغير موقعها، لذا عليهم تعلم كيفية استخدام القوى معًا بطرق إبداعية. واللافت أن الشخصية الممثلة للشر، والتي تريد استعادة وطنها، تظهر بطريقة كوميدية. 

ليس فقط أبطال The Marvels من النساء، كذلك صناع العمل المخرجة "نيا داكوستا"، والتي أعدت السيناريو مع "ميغان ماكدونل" و"إليسا كاراسيك". تقول مخرجة الفيلم إن "العوالم التي نذهب إليها، هي عوالم مختلفة عن العوالم التي تم استعراضها في عوالم MCU". 

العروض الدعائية للفيلم السينمائي، توضح أنه مليئًا بالإثارة والعاطفة، والأجواء المحببة والمعتادة مع MCU. وأيضًا الإعلان التشويقي (المرفق أعلاه) يوعد بصورة بصرية مبهرة، مما يزيد من حماس المشاهدة، وأيضًا هناك تقنية IMAX ودقتها التي تضفي رونقًا خاصًا ومميزًا.

يشعرك الإعلان بتوتر متزايد من خلال ساعة تدق باستمرار، مع عد تنازلي من ثلاثة إلى واحد، بعدها نشاهد البطلات الثلاث “رامبو، وخان، ودانفرز” يرددن  عبارات “أعلى..أبعد..أسرع”. ومن ثمً ملاحقات عَبر الفضاء والأرض. 

نرشح لك: “نجمات تدعم الأقليات”.. هل تؤثر بريتني سبيرز في القانون الأميركي؟