في عيد ميلاده الـ 25: كيف تحول فيلم جيم كاري الشهير The Mask من فيلم رعب إلى فيلم كوميدي؟
5 د
عام 1994 وفي صيف مشابه لهذا الصيف صدر الفيلم الفريد من نوعه The Mask أو القناع، للممثل الواعد وقتها جيم كاري وشاركته البطولة كاميرون دياز في أول ظهور لها كممثلة، وأخرج الفيلم المخرج البارع تشاك راسل، والذي كانت له رؤية خاصة لصنع الفيلم بطريقة مُختلفة عما كان عليه النّص الأصلي للفيلم، ممّا جعل الفيلم يصبح واحدٌ من أبرز وأفضل أفلام التسعينات الكوميدية على الإطلاق.
في هذا المقال سنتعرف على بعض الحقائق التي تخص فيلم The Mask بمناسبة مرور 25 عامًا على صدوره، وكيف تحوّل الفيلم من فيلم رعب يحتوي على مشاهد عنيفة، إلى فيلم كوميدي ساخر مع بعضٍ من التشويق والرومانسية أيضًا.
قصة فيلم The Mask الأصلية
قصة الفيلم في الأصل مأخوذة عن سلسلة من الكتب الهزلية والتي تحمل نفس الاسم، ويغلب عليها طابع العنف والرعب الدموي، مع قليلٍ من الكوميديا، وتبدو فيها شخصية البطل ستانلي إيبكس بعدما يرتدي القناع، كسوبر هيرو أقرب إلى الشر منه إلى الخير.
في سلسلة القصص هذه، كان البطل يضع القناع على وجهه متفوّهًا ببعض العبارات المخيفة غالبًا والطريفة أحيانًا، قبل أن يقتل الناس بواسطة فأس. لذا كان من الطبيعي أن يتخذ الفيلم هذا المسار الدموي للقصص الذي سيضعه مع أفلام الرعب في خانة واحدة، جاعلًا من بطله شخصية مخيفة وغير محبوبة.
لهذا لم يكن غريبًا على شركة الإنتاج أن تُسند إخراج فيلم The Mask إلى تشاك راسل، الذي قام بإخراج الجزء الثالث من فيلم الرعب الشهير كابوس في شارع إيلم، والذي صدر في عام 1987، آملين أن يجعل راسل من شخصية ستانلي إيبكس الموجودة بفيلم القناع، شخصية مُرعبة كفريدي كروجر، وهي الشخصية التي أثارت هلع الكثيرين لسنواتٍ طويلة، ضمن سلسلة أفلام كابوس في شارع إيلم.
من الرعب إلى الكوميديا، وبنجاحٍ ساحق
يرجع الفضل لتحويل قصة فيلم The Mask من فيلم يندرج تحت فئة أفلام الرعب إلى فيلم كوميدي من الدرجة الأولى، إلى المخرج تشاك راسل، فهو من قرّر فجأة أنّ الفيلم سيكون أفضل بهذا الشكل، خاصةً عندما وقع اختياره على جيم كاري ليقوم بأداء شخصية ستانلي إيبكس.
لاقى الفيلم نجاحًا كبيرًا عند عرضه وحصل على إيرادات عالية لم يكن ليتوقعها أحد، ونال أيضًا استحسان النّقاد الذين رأوا في جيم كاري نجمًا لم يُكتشف بعد، وأشادوا بأداء كاميرون دياز اللافت للنظر.
ترشح الفيلم لجائزة الأوسكار عن جائزة أفضل مؤثرات بصرية لعام 1995، بينما ترشح جيم كاري لجائزة أفضل ممثل في جائزة الجولدن جلوب.
يرى المؤرخ الأمريكي جيري بيك أنّ فيلم The Mask، يُعد تابع لفيلم Who Framed Roger Rabbit الذي صدر عام 1988 وأحدث ضجة وقتها في عالم التصوير السينمائي، وذلك للرسوم الكارتونية المُدمجة مع مشاهد الفيلم الحقيقية، وهو ما حرص صنّاع فيلم القناع على أن يظهر بهذا الشكل المُتماشي مع طبيعة القصة.
أقرأ أيضًا: أفضل 10 أفلام في مسيرة الكوميدي جيم كاري
جيم كاري.. البطل الذي غيّر مسار الفيلم
في البداية، كان تشاك راسل مخرج الفيلم يُتابع عن بُعد ذلك الشاب الموهوب الذي يقوم بالـ (ستاند أب كوميدي) على المسرح، مُستخدمًا جسده وتعبيرات وجهه بشكل خُرافي، بالإضافة لأدواره الكوميدية المتعددة في مسلسل In living color الذي بدأ عرضه عام 1990. بعدها قرّر راسل أن يجعل من ذلك الشاب الذي نعرف الآن أنّه جيم كاري، بطلًا لفيلمه القناع، وعلى هذا الأساس، تمكن راسل من إقناع شركة الإنتاج بأنّه سيجعل من فيلم القناع فيلمًا كوميديًا ناجحًا بفضل جيم كاري الذي سيقع على عاتقه مهمة تحويل شخصية ستانلي إيبكس الشريرة إلى شخصية هزلية بالدرجة الأولى.
رغم أنّه كان من المفترض أن يكون فيلم القناع فيلم البطولة الأول لـ جيم كاري إلا أنّ فيلم Ace Ventura: Pet detective أو آيس فينتورا: مُحقق الحيوانات، سبقه بالعرض في نفس العام مُحققًا نجاحًا كبيرًا، ممّا ساهم في انتشار فيلم القناع بشكل أكبر.
كان لـ جيم كاري الفضل أيضًا في توفير مبالغ طائلة كان سيضعها الإنتاج لخدمة المؤثرات البصرية التي كانت ضرورية لتجعل شخصية كاري في الفيلم تبدو “كارتونية” أكثر، وهو الشيء الذي كان باستطاعته أن يفعله بصورة طبيعية نظرًا لمرونة جسده الكبيرة، وقدرته الفريدة على التحكم بملامح وجهه، وحركاته المُبالغ فيها والمثيرة للضحك بصورة تلقائية، وهو ما ناسب طبيعة الشخصية بشدة. وقال راسل مخرج الفيلم عن ذلك، أنّه قام تقريبًا بتوفير مليون دولار لجهة الإنتاج، عندما اختار جيم كاري لشخصية ستانلي إيبكس.
من الطريف أن نعلم أيضًا أنّ البدلة الصفراء المميزة الشكل التي كان يرتديها جيم كاري في الفيلم هي في الحقيقة البدلة التي صنعتها له أمّه ليرتديها عندما ظهر على المسرح ليقوم بتقديم عروض الكوميديا أو الستاند أب كوميدي للمرة الأولى.
كاميرون دياز .. نجمة في العشرين من عمرها
لفتت كاميرون دياز الأنظار إليها في أول أدوارها على الإطلاق بدور تينا في الفيلم، وهو الدور الذي جعل اسمها يلمع كممثلة شابة جذابة تبلغ من العمر 22 عامًا فقط، بعدما حالفها الحظ في اختيارها من ضمن عارضات الأزياء للقيام بدور البطلة الرئيسية في الفيلم، ووجهًا لوجه أمام جيم كاري الشاب.
لاحظ الجميع على الفور كيف أنّ لكاميرون دياز جاذبية خاصة، تجعل منها شخصية محبوبة بسهولة بالغة، وقال عنها المسئول عن اختيار طاقم التمثيل للفيلم أنّ وراء جمالها البادي هذا، عقلًا ذكيًّا، ورغبة قوية في التمثيل، جعلتها تبدأ فورًا في الإلتحاق بدروس في الرقص والتمثيل معًا من أجل إتقان الدور. وظهر للجميع وقتها أيضًا أنّ هناك انسجامًا طبيعيًا بينها وبين جيم كاري ممّا ساهم في إتقانهما لدوريهما، ونجاح العمل بأكمله.
في النهاية أعتقد أنّنا -محبي الفيلم- مدينون جميعًا للمخرج ذو النظرة الثاقبة تشاك راسل الذي صنع تحفة سينمائية غاية في الإمتاع، وللبطل الاستثنائي جيم كاري ولكل مواهبه وقدراته الغير عادية، التي ساهمت في صنع ذكريات سعيدة لم نتمكن من نسيانها حتى بعد مرور خمسة وعشرين عامًا عليها.
أقرأ أيضًا: هل يمكنك التفريق ما بين جيم كاري وجاك نيكلسون في هذا المشهد من “The Shining”؟
أحلى ماعندنا ، واصل لعندك! سجل بنشرة أراجيك البريدية
بالنقر على زر “التسجيل”، فإنك توافق شروط الخدمة وسياسية الخصوصية وتلقي رسائل بريدية من أراجيك
عبَّر عن رأيك
إحرص أن يكون تعليقك موضوعيّاً ومفيداً، حافظ على سُمعتكَ الرقميَّةواحترم الكاتب والأعضاء والقُرّاء.